أ.عبدالعزيز أمين عرار / باحث ومشرف تاريخ
تعد القراءة في كتاب د. منيف الرزاز أحد أقطاب البعث في الأردن وفلسطين في خمسينيات وستينيات القرن الماضي في كتابه التجربة من بين أعماله الكاملة من الكتب المحبطة التي تتحدث عن تجربة البعث في سوريا خاصة والوطن العربي عامة . بدأ التحضير للانقلاب على حزب البعث في عام 1959 عندما تشكلت اللجنة العسكرية وهو مجموعة من الضباط الناقمين على عبدالناصر وقيادة البعث المؤسسة بقيادة عفلق بسبب نقلهم من سوريا إلى مصر في ذلك العام أي زمن الوحدة ، وفي عام 1963 جرى انقلاب 8 آذار 1963 وقد نسب العسكريون انقلابهم لحزب البعث ورحبت قيادة الحزب المدنية ( ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار وشبلي العيسمي ومنيف الرزاز ) بهم ، ولكنهم أخذوا يشكلون حالة عسكرية ضاغطة على الحزب من خلال زيادة عدد العسكريين في القيادة القطرية السورية على حساب المدنيين ، ثم زادوا على ذلك ومعهم مجموعة مدنية مطالبين بتبني الماركسية العلمية ، ومن بينهم اللواء صلاح جديد ، وعلي السعدي في العراق، وياسين حافظ، وحافظ أسد ،ورفعت أسد ،واللواء أحمد عمران ، وسرعان ما ظهر تياران في الحزب القيادة القديمة ومعها الفريق أمين الحافظ رئيس الجمهورية السورية يومذاك والقيادة الجديدة اللجنة العسكرية وبدأ الشد والاختلاف والافتراق حتى جاء انقلاب اللجنة العسكرية على القيادة المدنية في 22 شباط 1966 وبلغ منهم الأمر اتهام عفلق والبيطار باليمينية وسجنوا بالقوة عفلق والبيطار والشاعر كمال ناصر الذين فروا لاحقا من سجنهم واستلم الحكم نور الدين الاتاسي وجاؤوا بقيادة قومية جديدة ضد القيادة المؤسسة ويديرها اليوم عبدالله الأحمر في هذه الاثناء حذر عبدالناصر من بروز التيار الطائفي في سوريا وحذر مما يقوم به وكان لهم دورهم في الوقوف ضد تطبيق اتفاق الوحدة بين العراق وسوريا ومصر ، وهم صلاح جديد وحافظ الاسد ورفعت الاسد ومن معهم ، وكان تحليله في محله مرت اربعة أعوام واذا بحافظ يقوم بانقلاب أطلق عليه اسم الثورة التصحيحية 1970 ومن يومها زادت بذور الطائفية ونمت لمصلحة العلويين داخل حزب البعث في سوريا وتسلمهم المراكز العليا في الجيش وانحرفت البوصلة يوما بعد يوم عن خط النضال القومي ومبادئ البعث وزيفت ارادة الحزب واغتيل اللواء أحمد عمران في لبنان بسبب مخالفته لحافظ أسد وتقاربه مرة أخرى مع القيادة القومية للبعث بقيادة عفلق وسجن عدد من البعثيين ومنهم نور الدين الاتاسي ومعه اردنيون وفلسطينيون في الحزب أمثال ضافي جمعاني وقضوا عقودا في السجون وقد توسط الملك حسين لأبي موسى ضافي جمعاني حتى خرج من سجنه ومات آخرون في سجونهم واخذ النظام السوري يشن حربه على قيادة العراق سرا وعلنا ويتآمر على الحزب في الداخل والخارج وعلى ( م.ت.ف ) وينحاز مع ايران وامريكا ضد العراق مما سمح بخلق بذور الطائفية ونموها وظهور عديد التنظيمات الدينية في سوريا وانتفاضتها في الثورة عام 2013 حتى اليوم . حقا انها تجربة مُرة صّدعت الحزب وأظهرت مدى التزييف الذي مورس بحقه وبحق القوى الوطنية والثورية العربية وحرفه عن مبادئه الثورية الحقيقية باسم الأكذوبة المشروخة الحزب القائد والتقدمية والثورية المزيفة وما عادت شعارات الوحدة والحرية والاشتراكية من يومها لتقنع العديد من جماهير الشعب العربي السوري بأن هناك حقا يوجد حزب يناضل من أجل مصالح الأمة ويحمل همومها .
رحم الله الشهيد كمال ناصر في قوله تحبون أن أغرد للبعث
وأشدو في عيده وأطيلُ
ليس عندي، فقد سفحْتُ شبابي
بين جنبيه واحتواني الذبولُ
شوهَتْ غربة المقاييس روحي
من تراني، وما عساني أقولُ
غربتي في الوجود يعرفها الله
ويدري الشكاة دمعي البخيلُ
طال في حمأة الضياع بقائي
أذِنَ البين، واستحق الرحيلُ
وبينما كانت اذاعة سوريا الانقلاب تنقل أغانيه قامت قوات الانقلاب بنصب حاجز واعتقاله قبل ان يفر من سجنه ويعود لبيرزيت حزينا على ما أصاب حزبه. 7/2/2017
تعد القراءة في كتاب د. منيف الرزاز أحد أقطاب البعث في الأردن وفلسطين في خمسينيات وستينيات القرن الماضي في كتابه التجربة من بين أعماله الكاملة من الكتب المحبطة التي تتحدث عن تجربة البعث في سوريا خاصة والوطن العربي عامة . بدأ التحضير للانقلاب على حزب البعث في عام 1959 عندما تشكلت اللجنة العسكرية وهو مجموعة من الضباط الناقمين على عبدالناصر وقيادة البعث المؤسسة بقيادة عفلق بسبب نقلهم من سوريا إلى مصر في ذلك العام أي زمن الوحدة ، وفي عام 1963 جرى انقلاب 8 آذار 1963 وقد نسب العسكريون انقلابهم لحزب البعث ورحبت قيادة الحزب المدنية ( ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار وشبلي العيسمي ومنيف الرزاز ) بهم ، ولكنهم أخذوا يشكلون حالة عسكرية ضاغطة على الحزب من خلال زيادة عدد العسكريين في القيادة القطرية السورية على حساب المدنيين ، ثم زادوا على ذلك ومعهم مجموعة مدنية مطالبين بتبني الماركسية العلمية ، ومن بينهم اللواء صلاح جديد ، وعلي السعدي في العراق، وياسين حافظ، وحافظ أسد ،ورفعت أسد ،واللواء أحمد عمران ، وسرعان ما ظهر تياران في الحزب القيادة القديمة ومعها الفريق أمين الحافظ رئيس الجمهورية السورية يومذاك والقيادة الجديدة اللجنة العسكرية وبدأ الشد والاختلاف والافتراق حتى جاء انقلاب اللجنة العسكرية على القيادة المدنية في 22 شباط 1966 وبلغ منهم الأمر اتهام عفلق والبيطار باليمينية وسجنوا بالقوة عفلق والبيطار والشاعر كمال ناصر الذين فروا لاحقا من سجنهم واستلم الحكم نور الدين الاتاسي وجاؤوا بقيادة قومية جديدة ضد القيادة المؤسسة ويديرها اليوم عبدالله الأحمر في هذه الاثناء حذر عبدالناصر من بروز التيار الطائفي في سوريا وحذر مما يقوم به وكان لهم دورهم في الوقوف ضد تطبيق اتفاق الوحدة بين العراق وسوريا ومصر ، وهم صلاح جديد وحافظ الاسد ورفعت الاسد ومن معهم ، وكان تحليله في محله مرت اربعة أعوام واذا بحافظ يقوم بانقلاب أطلق عليه اسم الثورة التصحيحية 1970 ومن يومها زادت بذور الطائفية ونمت لمصلحة العلويين داخل حزب البعث في سوريا وتسلمهم المراكز العليا في الجيش وانحرفت البوصلة يوما بعد يوم عن خط النضال القومي ومبادئ البعث وزيفت ارادة الحزب واغتيل اللواء أحمد عمران في لبنان بسبب مخالفته لحافظ أسد وتقاربه مرة أخرى مع القيادة القومية للبعث بقيادة عفلق وسجن عدد من البعثيين ومنهم نور الدين الاتاسي ومعه اردنيون وفلسطينيون في الحزب أمثال ضافي جمعاني وقضوا عقودا في السجون وقد توسط الملك حسين لأبي موسى ضافي جمعاني حتى خرج من سجنه ومات آخرون في سجونهم واخذ النظام السوري يشن حربه على قيادة العراق سرا وعلنا ويتآمر على الحزب في الداخل والخارج وعلى ( م.ت.ف ) وينحاز مع ايران وامريكا ضد العراق مما سمح بخلق بذور الطائفية ونموها وظهور عديد التنظيمات الدينية في سوريا وانتفاضتها في الثورة عام 2013 حتى اليوم . حقا انها تجربة مُرة صّدعت الحزب وأظهرت مدى التزييف الذي مورس بحقه وبحق القوى الوطنية والثورية العربية وحرفه عن مبادئه الثورية الحقيقية باسم الأكذوبة المشروخة الحزب القائد والتقدمية والثورية المزيفة وما عادت شعارات الوحدة والحرية والاشتراكية من يومها لتقنع العديد من جماهير الشعب العربي السوري بأن هناك حقا يوجد حزب يناضل من أجل مصالح الأمة ويحمل همومها .
رحم الله الشهيد كمال ناصر في قوله تحبون أن أغرد للبعث
وأشدو في عيده وأطيلُ
ليس عندي، فقد سفحْتُ شبابي
بين جنبيه واحتواني الذبولُ
شوهَتْ غربة المقاييس روحي
من تراني، وما عساني أقولُ
غربتي في الوجود يعرفها الله
ويدري الشكاة دمعي البخيلُ
طال في حمأة الضياع بقائي
أذِنَ البين، واستحق الرحيلُ
وبينما كانت اذاعة سوريا الانقلاب تنقل أغانيه قامت قوات الانقلاب بنصب حاجز واعتقاله قبل ان يفر من سجنه ويعود لبيرزيت حزينا على ما أصاب حزبه. 7/2/2017