الأخبار
(يديعوت أحرونوت): المفاوضات ستحتاج لوقت طويل بعد تعديلات (حماس)ضابط إسرائيلي: مقاتلو (حماس) يهاجموننا بعزم غير مسبوقترامب: قد يكون هناك اتفاق بشأن غزة خلال أيام(هيئة البث الإسرائيلية): التعديلات المقترحة في رد حماس تشكّل تحدياً لقادة إسرائيلشهداء وجرحى في سلسلة غارات للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

القرن الأفريقي ، الصومال نموذج مبكّر ودائم التجدد بقلم:مروان صباح

تاريخ النشر : 2017-02-07
القرن الأفريقي ، الصومال نموذج مبكّر ودائم التجدد بقلم:مروان صباح
مروان صباح / قبل هذا التاريخ 1920 م ، كانت بريطانيا وزميلاتها ، قد شنوا حروب متوالية من أجل السيطرة على الصومال والقرن الأفريقي ، وبعد مؤتمر برلين 1884 م ، وإخفاق جيوش أوروبا في إنجاز المهمة ، كررت بريطانيا المحاولة ، لكن آنذاك ، اعتمدت على سلاحها الجوي المتطور ، الذي حسم المعركة وأطاح بالدولة الدرويشية ومؤسسها محمدعبدالله حسان ، وبالفعل ، تمكنت منذ ذاك التاريخ ، وضع الصومال ، الواقع في شرق القرن الأفريقي ، بين أمرين لا ثالث لهما ، الاستعمار أو الحروب الأهلية ، ويمتلك الصومال أطول حدود برية في القارة ، وتُعتبر مقديشو ، مدينة الاسلام سابقاً ، مركز تجاري هام للدول العربية وغيرها ، اشتهرت بتجارة الذهب والتوابل وغيرهما ، لكن ما يثير الاهتمام والقلق معاًً ، ذاك الاجحاف الدولي اتجاه بلد فقير أو كان أفقاره واحد من أهداف الغرب ، وأصبح بفضل تدخلات متنوعة ، يتربع على شفير الهاوية ، وبعد تراجع الهيمنة البريطانية والدول الأوروبية ، لم تكن الولايات المتحدة الأمريكية ، تولي اهتمام كبير بالصومال ومنطقة القرن الأفريقي ، بل ، اعتبرتها تاريخياً حصة أوروبا مِنْ التقسيم العالمي والفرنسي على الأخص ، لكن ، تبدلت الأمور بعد علمليات القاعدة في نيويورك وواشنطن واحتلال افغانستان وظهور الفكر الشتراوسي من جديد ، اعادت واشنطن ترتيب اهتماماتها وكثفة جهودها في السيطرة على القرن الأفريقي .

يعتبر الصومال بلد منسي ، رغم عروبته الفطرية ، فَهُو عضو في الجامعة العربية وعضو كذلك في الاتحاد الأفريقي ، لكن ، منذ زمن بعيد ، وضعته القوى الاستعمارية تحت المجهر ، وعملت على استخراج منه وتحويله نموذج ، من أجل تعميمه في دولة أخرى ، هي مسجلة على قوائم الاستعمار ، وهنا نجد أن العرب والمسلمين ، لم يتحركوا لنجدة الشعب الصومالي من المجاعة والأمراض أو إيجاد حلول سياسية ينهي الصراع الداخلي أو الحدودي ، التى فتك بالصوماليين ، بل ، لم يستوعبوا الدرس الصومالي ، أبداً ، واستكفوا بالتفرج على تفكيكه واشعال فيه الصراعات ، كأنه من كوكب أخر ، معتقدين بأن الخراب سيقتصر فقط على الصومال ، دون الإكتراث ، بأن الهدف كان ومازال ، هو ، صوملة المنطقة العربية ، وهذا حدث ويحدث تماماً في المنطقة ، ومازال الدرس عصي على الفهم ، أو أن ، الاستدراك غير وارد ، حتى في ذروة الانخراط في صراعات مختلفة ، فالواقع العربي يظهر عن عجز في إمكانية التحرك أو صنع مضادات بديلة ، بهدف التصدى للمشاريع التفتيت ، عبر ، ما يسميها الغرب بالحروب الأهلية ، في المقابل ، بادرت تركيا عام 2006 م ، في عهد اردوغان ، الانتشار في القرن الأفريقي ، وأسست ، لعلاقة مع حكومة شيخ شريف ، رئيس المحاكم 14 عشر ، وكان لها في مدة قصيرة ، أن تزاحم أمريكا وأوروبا في هذا القرن ، الشائك ، وبالفعل ، سياسات احمد اغلو ، راسم السياسة الخارجية التركية من جديد ، دعمت شيخ شريف ، وأبدت نجاح ملحوظ ، كانت تهدف إلى بناء مستقبل سياسي على معظم البلاد ، لكن ، لم يروق لواشنطن كل ذلك ، فدفعت باثيوبيا من أجل أن تتدخل مجدداً في الصومال ، وحرضت أيضاً ، مجموعات داخل الصومال من أجل أن تقاتل حكومة شريف ، وبالتالي ، اسقط التدخل الاثيوبي مشروع النهوض بالصومال من ركام الصراع والحروب .

يُعتبر الصومال خط متقدم في القرن الأفريقي ، بالإضافة طبعاً ، لموقعه التجاري ، وهذا ، سبب رئيسي يجعل القوى الاستعمارية ، حريصة على إبقائه في صراع دائم وغير مستقر ، على الأخص ، بعد اختراع ما يُسمى بالارهاب الدولي ، مصطلح حتى اليوم ، لا يوجد له محددات وهناك تنصل دولي حول ظهوره أو انتشاره ، لكن ، تستخدمه الولايات المتحدة ومربعها كذريعة لتنفيذ عمليات قتالية وتدميرية ، كالتي فقدت فيها 34 جندي داخل مقديشو ، في مقابل ، أدت ذريعة الارهاب ، بدفع الأمريكيون بقتل 10 آلاف من الصوماليين ، إلا أن ، كل هذه الذرائع تندرج في معرفة واشنطن ، بأن الصومال والمنطقة المحيطة به ، جبوتي وإثيوبيا وإرتريا ، تطل على خليج عدن وتشرف على باب المندب وتقابل دول النفط الخليجية وتتاخم مع بحيرات من الماء والمعادن ، وقد كانت سوزان رايس أدخلت على المجلس الأمن القومي فكرة مشروع ، إضافة السودان واليمن للقرن ، بهدف السيطرة على ممراتها المائية وصولاً إلى قناة السويس ، لأن ، الولايات المتحدة وإسرائيل تعلمان بأن القرن الأفريقي هو منبع نهر النيل ، لهذا ، تعمل واشنطن وتل ابيب بهدوء ، على مستويين ، إشعال القرن بحروب أهلية ، في المقابل ، تمول مشاريع تهدف في تقليل وخلق أزمة مائية لمصر والسودان ، التى بدورها تعطل عملياً التنمية القومية .

في السياسة هناك أعمدة ، وقد تكون جميعها اليوم سقَطْت ، لهذا ، العلاقة بين الولايات المحتدة ، على وجه الخصوص ، بعد تسلم ترامب وطاقمه الذي سيُدير الإدارة الأمريكية ، الشتراوسية من جانب والاتحاد الروسي من جانب أخر ، والدول العربية في المقابل ، تبدلت وأصبحت مقتصرة على علاقات أمنية ، استخباراتية ، منقسمة بين مكافحة الارهاب ومحاربته ، أما القضايا السياسية ، تعتبر واشنطن ، الدول العربية ، غير مؤهلة لمناقشتها ، وهذا يؤهل مثل تركيا وإيران وإسرائيل ، الصعود إلى مستوى مناقشة الملفات السياسية العربية وما يجري في سوريا والعراق ليس سوى مثال للقادم ، فمتى يدرك العرب أن خلافاتهم ، اضاعت فلسطين وأضاعوا العراق وسوريا ولبنان والسودان والصومال وافغانستان . والسلام
كاتب عربي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف