الأخبار
ترامب: قد يكون هناك اتفاق بشأن غزة خلال أيام(هيئة البث الإسرائيلية): التعديلات المقترحة في رد حماس تشكّل تحدياً لقادة إسرائيلشهداء وجرحى في سلسلة غارات للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الانتخابات البلديه .. بين الخطيئة و الصواب بقلم : عمار نزال

تاريخ النشر : 2017-02-07
بقلم : عمار نزال - قباطيه

فكرة الانتخابات للهيئات المحليه هي فكرة تراوح بين الخطيئة و الصواب ، خطيئة آلية اختيار المرشحين و الخلافات التي ينتج عنها مجلس بلدي متناحر ، و صواب الديمقراطيه و حق الناخبين باختيار ممثليهم ، ان الهيئات المحليه هي أقرب المؤسسات الحكوميه للمواطن و لذلك هي الأكثر طمعا للفوز بنفوذ و وجاهة منصب رئيس البلديه الذي يتنافس عليه كل الأعضاء ، و كون الهيئات المحليه هي المؤسسه الحكوميه الأكثر احتكاكا بالمواطن فهذا يجعلها الأكثر عرضة للانتقاد و الهجوم اللاذع على خدماتها ، انتقاد الهيئات المحليه له ثلاثة ركائز :
* أولا : اذا أردت أن تنتقد كمواطن و كناخب له دور الرقابه المجتمعيه و هذا حقك ، فانتقد دون محاباة لأحد على حساب أحد و دون مأرب شخصي .
* ثانيا : اذا كان معيار الانتقاد هو القانون فلا داعي للانتقاد ، فالقانون أشبه برجل حكيم يرى بعين واحده ، و لكن فليكن المعيار هو عدم التمييز .
* ثالثا : اجعل مواقع التواصل الاجتماعي الالكترونيه هي آخر وسيله لطرح و مناقشة انتقاداتك ، راجع المجلس البلدي و رئيسه أولا .

ان الانتخابات بحد ذاتها لا يمكن أن ينتج عنها مجلس بلدي منسجم متناغم ، و الحل الأفضل هو التعيين ، تعيين كفاءات بدل الانتخاب ، و لعل هذا طرح مثالي لا يمكن تطبيقه ، و لكن ما دامت الانتخابات هي وسيلتنا ، فعلينا أن نفكر جديا في أولويات الانتخابات ، الأجدى بنا أن نذهب للوعاء الأكبر ثم الأصغر ، المجلس الوطني الفلسطيني باعتباره السلطه التشريعيه العليا لكل الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده و باعتباره مرجعية منظمة التحرير الفلسطينيه هو الأحوج لانجاز انتخاباته ثم انتخابات رئاسيه و تشريعيه للسلطه الوطنيه الفلسطينيه ، هذه السلطه التي تعتبر حكم ذاتي مؤقت حسب اتفاقيه أوسلو لحين الحصول على دوله كاملة السياده و كاملة العضويه في الأمم المتحده ، و السلطه باعتبارها أحد أذرع منظمة التحرير فهي بحاجه لانتخابات عاجله من الأكبر فالأصغر ، فمن غير المنطقي أن نبدأ بانتخابات الهيئات المحليه في ظل تعطل المجلس التشريعي الذي يفترض بأنه هو من يحدد نظام الانتخابات و آليتها ، واذا كانت الانتخابات هي الوسيله لانهاء الانقسام فقد أصبحت تعزز الانقسام و تضاعفه ، و أتفهم أن انتخابات المجالس المحليه هي مطلب الدول المانحه كمعيار للنزاهة و الشفافيه ، و لكن ماذا عن الانقسام ؟ و اذا كانت انتخابات المجالس المحليه ستجري بالضفة الغربيه دون قطاع غزه بسبب عدم موافقة حماس فان اجرائها في الضفة فقط هو اعتراف ضمني بانفصال قطاع غزه ، و اذا كنا معترفين بهذه الحقيقة المره فلماذا نؤجل الانتخابات التشريعيه و الرئاسيه لحين موافقة حماس عليها في قطاع غزه ؟ قطاع غزه جزء أصيل من فلسطين القضية و الهويه ، و لكن الى متى سيبقى هذا الحال في ظل تعطل المجلس التشريعي الذي يضعنا في رهن حكومات متعاقبه بعيدة عن هموم المواطن .

في كل مرّه يتم بها الاعلان عن موعد للانتخابات البلديه تبدأ مباريات " الكولسات " و الاصطفافات و ما يليها من تفسخ في المجتمع يصل لدرجة القطيعه المؤقته بين أوساطه ، و السبب أننا لم نرتقي لمفهوم الديمقراطيه حتى الآن ، الانتخابات عندنا تعني الاقصاء و تهميش الآخر و ليس الشراكه ، الدعايه الانتخابيه عندنا ترتكز على الاشاعة و التشهير و الاتهام و الذم و القدح و التحقير والتحريض ، لم ندرك حتى الآن أنها معركه انتخابيه .. نعم معركه .. و لكنها معركه انتخابيه ، التحدي فيها في صندوق الاقتراع ، في قدرتك على الاستقطاب و التأثير و الاقناع ببرنامجك الانتخابي و شخوص مرشحيك .
حتى نشكل مجلس بلدي ناجح يجب تطبيق نظام الانتخاب الفردي و ليس القوائم بغض النظر عن كونها قوائم مفتوحه أو مغلقه ، و يجب انتخاب رئيس البلدية مباشرة من الناخب ، و يجب منع نهج التقاسم الزمني لرئاسة البلديه " سنتين - سنتين " لأن رئيس البلديه يحتاج لفتره حتى يتعمق بالعمل و ما أن ينسجم حتى يتغير و يأتي جديد يعيد الدرس ، فتنتهي فترة المجلس دون أن يكمل كل رئيس رؤيته ، ناهيك عن الحساسية و الخلافات التي تحصل نتيجة نهج تقاسم الرئاسه .
في النهايه لا يمكن لهيئاتنا المحليه أن تكون أفلاطونية في خدماتها و مشاريعها و ادارتها ، و ندرك الواقع ، و ملاحظه على سبيل الواقع : أنا موظف بلديه تقدمت بامتحان توظيف و حصلت على الترتيب الثاني في امتحان أولوية التوظيف وقتها ، لكن لم يكن الامتحان سبب وظيفتي في مجلس الخدمات ثم الانتقال للبلديه ، علينا أن نعترف بالواقع و بالأخطاء دون مثاليه و شعارات ، و يحق للجميع أن يطالب و يحلم بوجود مجالس بلديه تنهض بمدننا و بلداتنا و مخيماتنا و قرانا نحو أفضل المشاريع و أفضل الخدمات على صعيد الكهرباء و المياه و هندسة البنى التحتيه و شبكات الصرف الصحي و خدمات النفايات و المرافق العامه و القطاع الصحي و التعليمي و المنشآت الصناعيه و التجاريه و أسواق الخضار و المواشي ، و لكن في ذات الوقت علينا أن نقيم واقعنا و أنفسنا و أخطائنا و دور كل منا للنهوض بمجتمعه ، و آلية اختيار المرشحين المبنيه على أسس عشائريه و تنظيميه و جغرافيه دون مراعاة الكفاءة و الخبره ، و علينا أن ندرك ان المجالس المحليه تقوم بأضعاف مهامها فهي العنوان في كل مدينة و بلده و تتحمل مصاريف العديد من مباني المؤسسات الحكوميه في نطاقها الجغرافي .
نتمنى أن ننهض ببلدياتنا بمجالس منتخبه تحافظ على النسيج الاجتماعي أولا و قبل أي شيء ، فنحن شعب محتل أوجعه ظلم و جبروت الاحتلال ، و أنهكه الانقسام و تأتي الانتخابات لتزيدنا فرقة و تشرذم ، و تزيدنا بعدا عن جوهر قضيتنا المتمثل بأرضنا المسلوبة لتكون مستوطنات للغرباء .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف