الأخبار
"الصحة بغزة": أزمة وقود خانقة تهدد عمل المولدات الكهربائية في المستشفيات(يديعوت أحرونوت): المفاوضات ستحتاج لوقت طويل بعد تعديلات (حماس)ضابط إسرائيلي: مقاتلو (حماس) يهاجموننا بعزم غير مسبوقترامب: قد يكون هناك اتفاق بشأن غزة خلال أيام(هيئة البث الإسرائيلية): التعديلات المقترحة في رد حماس تشكّل تحدياً لقادة إسرائيلشهداء وجرحى في سلسلة غارات للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

كيف حولت حلبة المصارعة شخصية ترامب إلى الشوفينية؟ بقلم ياسمين أصرف

تاريخ النشر : 2017-02-07
كيف حولت حلبة المصارعة شخصية ترامب إلى الشوفينية؟ بقلم ياسمين أصرف
كيف حولت حلبة المصارعة شخصية ترامب إلى الشوفينية؟ بقلم ياسمين أصرف

قلب رجل الدولة يجب أن يكون في رأسه، وهذا ما استند عليه دونالد ترامب الرئيس الأميركي للولايات المتحدة الأميركية، بعد انتظار دام (21) عاماً من بعد تقدمه لمنصب الرئاسة.

وسط صخب القوة والرأسمالية التي يعتمد عليها ونراها بتمعن في خطوط وجه ترامب وشخصيته، إلا أنه يحمل صفات أقل ما يقال عنها وراثية بعد تشبعه من الصفات القيادية التي حظي بها من والده، وأقل من الأثقال التي كان يحملها على كتفه ليربي مجد عضلاته، خاصة من يراه خلف الكواليس وبين مشجعي وعشاق المصارعة الحرة فضلاً عن صداقته مع رئيس الاتحاد العالمي للمصارعة فينس مكمان، والذي يعتبر صديقه في العقارات والأعمال أيضاً، ترامب ممن يغذون عقليتهم بأن يكون الأقوى دائما وأنهم يستحقون مكاناً مرموقاً في كل المجالات لاسيما المجال السياسي والاقتصادي، بعدما استمر مشجعاً ومشاركاً على حلبة المصارعة لفترات من الزمن.

مبدأ الشوفينية

لا يراهن ترامب على أشياء دون جدوى اقتصادية تنتهي بعلامة تجارية على اسمه، ولا يخاف أي تهور في سلطة أمواله، وكأن المال رجل أعماله الذي يشغله منصبا في إدارة مكتبه، يعطيه فرصة المشاركة في بورصة الاستثمار، وإن لم ينجح من السهل أن يختار طريقاً آخر لجلب أموال أخرى، فجُل تفكيره الرأسمالي هو في كيفية تشغيل أمواله أكثر من الأرباح التي يجنيها، كمن يشتري أرضاً قاحلة ويبنيها بمدينة لا ينقصها جدار أو حماية أو صيدلية لا تخلو من الأعشاب مثلاً، فهو ممن يحبون التملك والرعاية الكاملة لمن يملكهم، وهذا ما يقوم ترامب بتنفيذه بعد توليه منصب الرئاسة الأميركية، فبدأ يرنو نحو تطبيق مبدأ الشوفينية التي تحتل مرتبة كبيرة من التعصب والانحيازية في حكم شعبه، وعزله عن الأجانب بهدف حمايته بحسب ما يرى.

هذا ما صنعه شغف ورؤية حلبة المصارعة لترامب، الذي التهم قوتها وبنت بنيته العقلية قبل الجسدية بقوة مجنونة، يكاد يصيبه هوس السلطة في كل أمور حياته، فهو ممن يكافئ كل من يمشي وراء سجادة إمبراطوريته إلى البيت الأبيض فقد يصبح أغنى واحداً في أمريكا كل من يقدم ولاءه لترامب، وكل من يبنى حجراً بينه وبين أعدائه من المسلمين، يشابهه مبدأ مورنو نسبة إلى الرئيس الأمريكي السابق جيمس مونرو الذي انتهجه عام 1823 م والذي ينص على تطبيق سياسة شبه انعزالية في الولايات المتحدة الأميركية في علاقاتها الخارجية، وهذا ما يتعاطاه  ترامب علي طاولته السياسية الخارجية.

أعتقد أن ترامب لديه مشاكل عديدة يبنى على ضوئها كيفية معاملته الشخصية مع الآخرين وامتناعه عن بعض العادات التي قد تصيبه الفوبيا من تناولها، مثل الكحول والتدخين والمخدرات، وذلك يرجع اجتماعياً إلى وفاة شقيقه فريدريك جونيور عام 1981م ، نتيجة إدمانه على الكحول.

أعتقد أن ترامب لم يشعر بدرجة الرضا القصوى إلا بعد توليه منصب الرئاسة الأميركية، فكان صرحاً مناسباً لأن يكون قائدًا ينثر نفوذه على مليارات المواطنين في أميركا، وأول من سلط عليه جبروت عدوانه هم المسلمون، فهو ممن يكره الأشخاص والأشياء نتيجة حدث ما، كما أسلفت.

ترامب ومغامراته النسوية

ترامب محب للنساء، خاصة عارضات الأزياء اللاتي يغرين غريزته المختبئة خلف احمرار وجنتيه عند رؤيتهن، فهو يملأ عيونهن وجيوبهن بالمال والهدايا حتى يصرحن بأنه من أكثر الرجال عاطفة، وأكثر من أثر على حياته العاطفية هي زوجته الحالية "ميلانا ناس"، وهي عارضة أزياء سابقة أيضاً.

رسالات سينمائية تحققت في حياة الـ "سوبرمان"

الصدفة لعبت دوراً مهماً في حياة "ترامب" عندما سجل خطوة في مرمى السينما منذ سنوات فكان أيضا، فكلنا نعلم أن معظم المشاهير والشخصيات السياسية مرت بتجارب تمثيل وهو أحدهم، لا أريد التعرج لحياة ترامب بإسهاب، لكن هناك شيء يجذب الانتباه في حياته السينمائية، وكأنه حاك مناصبه على ماكنة المستقبل بحذافير الحظ الذي جلبه برجل المال خاصته، فمثلاً تمثيله في فيلم The Manchurian Candidate

يحكي عن قصة سياسي، حاولت منظمة تجارية إيصاله إلى حكم أميركا، بمساعدة ماضي والده السياسي ودعم والدته، ربما كان هذا الفيلم كفيل بإرسال رسالة سياسية محنكة بأن هناك بداية توقيت سيكون مناسباً بحق ترامب لتولي منصب الرئاسة من بعده.

كما أنه شارك في عدة أعمال سينمائية كان ضمنها فيلم سياسي هيأ من خلاله الرأي العام في فيلم "يوم الاستقلال" عام 1996م والذي تحدث عن هجوم فضائي على الولايات المتحدة، الأمر الذي سبق الهجوم على برجي التجارة في 11 سبتمبر بخمس سنوات!

كان هذا جزء من حياة "سوبرمان" الشاشة الأميركية "ترامب"، الذي كان رجل الخير أثناء تمثيله السينمائي، الأمر الذي طغى على خطابات حملته الانتخابية.

في اعتقادي أن أي قصة يكون ترامب هو بطلها أو له دور خلال مسيرتها، فإن ذلك علامة غير عابرة في حياة أميركا بعد اليوم.

لماذا يكره الفلسطينيين

ترامب ممن يؤثرون على حياة غيرهم بالمال والسلطة، وأعتقد أنه من الممكن أن يتراجع عن هجومه ضد المسلمين في حال تضامنت دول كثيرة نحو نبذ عداوته لهم ولكن العنف يكون مقابل اعتراض طريقه أو وصفه بالألفاظ السلبية، فهو كمن يحرق بيتاً من أجل ذبابة، وأعتقد أن ترامب بحاجة إلى مناصرة يبتلع مشروبها على أنه عصير وليس سماً يقتله، وأن حامل تلك الزجاجة لا يعاني من أي مرض نظراً لمرضه برهاب الجراثيم، أما عن كرهه للفلسطينيين فأعتقد اعتقاداً كبيراً أن الأمر يرجع أولاً لعمله المتكرر مع رجال الأعمال الإسرائيليين، حتى أصبح رجل الأعمال الإسرائيلي اليهودي جاريد كوشنر زوجاً لابنته ايفانكا ترامب عام 2009م، وقد أنجبت منه ثلاثة أولاد على الدين اليهودي.

قد يكون خيالي جامحاً في تحليل شخصية ترامب السياسية، لكني أعتقد أن ترامب حينما يتعامل مع الفلسطينيين فسيقلع عن فكرة كُرهنا ويقينا من كيد المؤامرة، فكل ما يدخل قلبه أولاً هو من يوِضح له كيف سيقَوي حلبة الاستثمار فيما بيننا؟ وذلك قد يقي قليلاً من أي مؤامرة قد تحاك ضدنا.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف