الإنسان لا العنوان
محمد حازم أبو رمضان، عمان-الأردن 05 فبراير 2017
في زمن باتت فيه الفواجع و المآسي تحل بالجملة كل يوم بل كل دقيقة على عالمنا العربي خصوصا و على العالم أجمع عموما، لا نزال نصارع أيامنا بحثا عن حياة و مستقبل أفضل، و نتطلع إلى بصيص أمل و ضوء خافت في نهاية انفاقنا الموشحة بالظلمة الدامسة، لترشدنا إلى بر الأمان.
في كل يوم، يخوض كل منا معركته الخاصة، المحكومة بظروفه و معطيات حياته اليومية و ما يجابهه فيها من معوقات. و هنا، يتبادر إلى أذهاننا أحيانا اسئلة و إن اختلفت في صيغاتها ففحواها واحد، ألا وهو "ما الذي يحل بنا؟ كيف وصلنا إلى هذا الحال؟ و ما السبيل للخلاص؟"...
إذا نظرنا بتمعن إلى واقع الأمر، سنجد أننا بتنا جميعا و خاصة في عالمنا العربي أسرى لمعتقداتنا و انتماءاتنا التي تحكم تصرفاتنا، بل و تشكل ما نعتقد أنها قناعاتنا و معتقداتنا و أفكارنا الخاصة، و التي ندافع عنها ببسالة، و ترسخت في أذهاننا على أنها بصماتنا و هوياتنا الشخصية.
فرغم اننا دخلنا منذ عقود ما يدعى بعصر العولمة و الإنفتاح، العصر الذي ظننا انه جعل العالم قرية صغيرة، إلا أننا و بغريزتنا التي لا يسعني أن أدعوها بالإنسانية، نجحنا و بإمتياز إلى أن ننغلق على أنفسنا و نخضع كل يوم أكثر فأكثر لمعتقدات و قوالب من صر الجاهلية بعثت لنا من جديد، و التي اكتسبناها إما من أساليب تربوية تفتقر للتربية و مناهج تعليمية تعزز الجهل، أو فرضت علينا من مجتمعات تقدس العادات و التقاليد و تتلاعب بفحوى الأديان لخدمة أهوائها و مصالحها. و بالطبع لن ننسى هنا دور الإعلام الذي نرى أنه جزء من مؤامرة كونية تهدف للفتك بنا.
المشكلة هنا أن هذا الإنغلاق و العداء لم يعد موجها ضد من هم مختلفين عنا سواء في العقيدة أو العرق أو اللغة، أو من نتفق جميعا على أنهم أعداء لأمتنا و لثقافتنا و لتاريخنا، بل أصبحنا نوجهه ضد بعضنا البعض، و أصبحنا نستخدمها كآداة لخلق و إبتداع فروقات و اختلافات بيننا. و كأننا أب يفتقر إلى غريزته الأبوية الفطرية، فقرر أن يشوه أحد طقليه التوأمين عمدا ليتمكن من أن يميز بينهما!!
نمضي لائهين في حياتنا اليومية، ولا نمعن النظر إلى سلوكياتنا و تصرفاتنا مع أقرب المقربين لنا. نسعى بدون كلل ولا ملل و بشتى الوسائل، إلى أن نقسم المقسم، و نجزء المجزء، و نخلق الفوارق بين المتماثلات. لننبذ بعدها ما صنعناه بأيدينا من فروقات فردية أو جمعية وهي في الأساس وهمية.
و بالعودة إلى السؤال الرئيسي "ما هو السبيل إلى الخلاص؟"، فباعتقادي يجب أن ننظرإلى الإنسان لا العنوان. الإنسان؛ لا الجنسية أو الأصل أو الدين أو اللغة أو الشكل أو أي إختلافات ديموغرافية. ففي نهاية المطاف كلنا متشابهين، كلنا نحتاج لمتطلبات الحياة الأساسية من مأكل و مشرب و ملبس و أمن و كرامة، و نسعى إلى توفير حياة و مستقبل أفضل لأبنائنا و ذوينا،
فلطالما رددنا و توارثنا ما قاله أسلافنا و أجدادنا منذ زمن باللكنة العامية "الدنيا دوارة" و "الدنيا مش باقية لحدا".
محمد حازم أبو رمضان، عمان-الأردن 05 فبراير 2017
في زمن باتت فيه الفواجع و المآسي تحل بالجملة كل يوم بل كل دقيقة على عالمنا العربي خصوصا و على العالم أجمع عموما، لا نزال نصارع أيامنا بحثا عن حياة و مستقبل أفضل، و نتطلع إلى بصيص أمل و ضوء خافت في نهاية انفاقنا الموشحة بالظلمة الدامسة، لترشدنا إلى بر الأمان.
في كل يوم، يخوض كل منا معركته الخاصة، المحكومة بظروفه و معطيات حياته اليومية و ما يجابهه فيها من معوقات. و هنا، يتبادر إلى أذهاننا أحيانا اسئلة و إن اختلفت في صيغاتها ففحواها واحد، ألا وهو "ما الذي يحل بنا؟ كيف وصلنا إلى هذا الحال؟ و ما السبيل للخلاص؟"...
إذا نظرنا بتمعن إلى واقع الأمر، سنجد أننا بتنا جميعا و خاصة في عالمنا العربي أسرى لمعتقداتنا و انتماءاتنا التي تحكم تصرفاتنا، بل و تشكل ما نعتقد أنها قناعاتنا و معتقداتنا و أفكارنا الخاصة، و التي ندافع عنها ببسالة، و ترسخت في أذهاننا على أنها بصماتنا و هوياتنا الشخصية.
فرغم اننا دخلنا منذ عقود ما يدعى بعصر العولمة و الإنفتاح، العصر الذي ظننا انه جعل العالم قرية صغيرة، إلا أننا و بغريزتنا التي لا يسعني أن أدعوها بالإنسانية، نجحنا و بإمتياز إلى أن ننغلق على أنفسنا و نخضع كل يوم أكثر فأكثر لمعتقدات و قوالب من صر الجاهلية بعثت لنا من جديد، و التي اكتسبناها إما من أساليب تربوية تفتقر للتربية و مناهج تعليمية تعزز الجهل، أو فرضت علينا من مجتمعات تقدس العادات و التقاليد و تتلاعب بفحوى الأديان لخدمة أهوائها و مصالحها. و بالطبع لن ننسى هنا دور الإعلام الذي نرى أنه جزء من مؤامرة كونية تهدف للفتك بنا.
المشكلة هنا أن هذا الإنغلاق و العداء لم يعد موجها ضد من هم مختلفين عنا سواء في العقيدة أو العرق أو اللغة، أو من نتفق جميعا على أنهم أعداء لأمتنا و لثقافتنا و لتاريخنا، بل أصبحنا نوجهه ضد بعضنا البعض، و أصبحنا نستخدمها كآداة لخلق و إبتداع فروقات و اختلافات بيننا. و كأننا أب يفتقر إلى غريزته الأبوية الفطرية، فقرر أن يشوه أحد طقليه التوأمين عمدا ليتمكن من أن يميز بينهما!!
نمضي لائهين في حياتنا اليومية، ولا نمعن النظر إلى سلوكياتنا و تصرفاتنا مع أقرب المقربين لنا. نسعى بدون كلل ولا ملل و بشتى الوسائل، إلى أن نقسم المقسم، و نجزء المجزء، و نخلق الفوارق بين المتماثلات. لننبذ بعدها ما صنعناه بأيدينا من فروقات فردية أو جمعية وهي في الأساس وهمية.
و بالعودة إلى السؤال الرئيسي "ما هو السبيل إلى الخلاص؟"، فباعتقادي يجب أن ننظرإلى الإنسان لا العنوان. الإنسان؛ لا الجنسية أو الأصل أو الدين أو اللغة أو الشكل أو أي إختلافات ديموغرافية. ففي نهاية المطاف كلنا متشابهين، كلنا نحتاج لمتطلبات الحياة الأساسية من مأكل و مشرب و ملبس و أمن و كرامة، و نسعى إلى توفير حياة و مستقبل أفضل لأبنائنا و ذوينا،
فلطالما رددنا و توارثنا ما قاله أسلافنا و أجدادنا منذ زمن باللكنة العامية "الدنيا دوارة" و "الدنيا مش باقية لحدا".