الأخبار
رابطة الدوري الإسباني تعلن مواعيد الجولة الأولى من الموسم الجديدكم بلغت أرباح الهلال بعد وداع مونديال الأندية؟نجوم الرياضة يودعون ديوغو جوتا في مراسم مهيبة وأجواء حزينةلماذا تظهر الآن بوادر صفقة بين حماس وإسرائيل؟ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.338الرئيس الأمريكي.. وتحدي القضاء الإسرائيليتأثير العوامل النفسية على البشرةالاحتلال يقتحم عناتا وضاحية السلام ويخرب منازل وممتلكات المواطنينبرنامج الأغذية العالمي: سكان غزة يواجهون مستويات حادة من الجوعإعلام بريطاني: ماكرون سيضغط على ستارمر للاعتراف بدولة فلسطينالرئاسة التركية تنفي مزاعم تصدير بضائع لإسرائيل بقيمة 393.7 مليون دولارالأمم المتحدة: مقتل 613 شخصاً قرب مراكز الإغاثة في غزة خلال شهراستشهاد مواطن وإصابة ثلاثة آخرين في قصف الاحتلال جنوب لبنان(كابينت) الاحتلال يجتمع مساء اليوم لبحث تطورات صفقة التبادل المُرتقبةترامب: إيران لم توافق على التفتيش والتخلي عن تخصيب اليورانيوم
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مدينتي العتيقة بقلم المحامي كنعان معتز الصوراني

تاريخ النشر : 2017-02-06
مدينتي العتيقة بقلم المحامي كنعان معتز الصوراني
مدينتي العتيقة

قديمة ومعتقة تلك الضحكات وهمسات الصبا في المدينة النائمة تحت أيكة الدهر، تلك المدينة التي لا تأبه بسحابات الشتاء ورائحة ترابها بعد أول قطرة غيث فاقت عطور خبيزتها، وقد استعارت من الطيف ألوانه، هي كالستارة المرخاة على أكتاف الزمن، هي ضربة عكاز عجوز رسمت على دربها العتيق هدياً لليافعين، هي ضجيج الحرية، هي الحب والحرب، هي الدمار والعمار، هي الصباح والمساء هي كرنفال الأرض هي تلك السيمفونية التي تعزف ألحانها على أصوات القصف والدمار، هي عبق التاريخ وريحانة الزمان.

لا توصف بجمالها المنقوش على وجناته أشجار الزيتون والبرتقال، وعلى جنبات شوارعها رصت بيوتها في الأرض تضرب جذورها لا يقتلعها ريح ولا تحرقها نار، هي العنقاء من بين الركام تنهض شامخة عزيزةً كريمة. 

تلك العجوز الكبيرة تقف على ناصية سوقها الكبير يوم الجمعة وبحوزتها ما أنجبته محاصيلها، تنادي هنا الخير هنا الأرض هنا باقون ما بقينا، ضفاف وجهها خريطة المدينة أزقتها تجاعيدها وجبينها كالشمس التي أحرقت أطراف حلمها الصغير.

 بين أزقتها القديمة كنيسة "برفيريوس" لا يفصلها عن مسجد كاتب ولاية سوى حائط تنبت بين أحجاره ورود المحبة والأخوة منذ مئات السنين، عوامل الزمن لم تسقط الحائط ولم تقبل ضم إحداهما للآخر؛ فعلى أحجاره أثار الدماء مختلطة لا تفرق بين مسلم ومسيحي.

لا ترى عيناك فيها إلا صمودها على نفسها؛ فذلك العجوز التسعيني المتكئ على عكازه الخشبي، يروي لك رحلة عشق ليس لها آخر حتى إنها أطول من سنوات العمر، عشق الأرض بحجرها وشجرها وبشرها؛ فهي عنيدة عصية لا تسدل ستار الليل مهزومة، هي حرة كالفرس الأصيل، ربما يكون ذلك سبب صمودها الأسطوري.

لا تحتاج بها لهوية أو إثبات شخصية، يكفي أن تبتسم في وجه أهلها وسيغمرونك فرحاً وحباً، إنها أيقونة الأرض ومهد الشمس وأرض السلام إنها "غزة هاشم".

بقلم المحامي كنعان معتز الصوراني 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف