الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

يليان الغماري فاتح المغرب والأندلس المجهول بقلم: المودن موسى

تاريخ النشر : 2017-02-06
يليان الغماري فاتح المغرب والأندلس المجهول بقلم: المودن موسى
 يليان الغماري فاتح المغرب والأندلس المجهول

الملخص:

    يعتبر الفتح الإسلامي من أكبر الحداث التاريخية التي عاشها المغرب في تاريخ وجوده، وذلك لعدة اعتبارات كبرى، تبدأ من تحرره من ظلم وطغيان الرومان والقوط، وتنتهي بدخول الإسلام وتجذره بين أهله. وبين هذه الحداث المتواترة جرت الكثير من الجزئيات التي لم تحظى باهتمام المؤرخين ولم تدون من طرفهم، بل سعت أقلام هؤلاء إلى ذكر ما قام به الفاتحون العرب ومن سار على نهجهم من الشخصيات الجانبية.

    وفي هذا الإطار نسلط الضوء على إحدى أهم الشخصيات المغربية في بداية الفتح الإسلامي وفي مراحله المختلفة التي واكبته، وبالضبط سنتحدث على شخصية يليان الغماري ودوره المتميز في فتح المغرب الأقصى وبلاد الأندلس، وعن أهم الجوانب المختلفة التي لم يذكرها المؤرخون أو غضو الطرف عن ذكرها أو تناولها بالشكل المميز والجدي. وإخراج هذه الشخصية لحيز الوجود والتناول الهادف صار من أهم الأولويات في التأريخ لتاريخ المغرب وأدبياته، وذلك لما يحمله من معنى رمزي في تناول المعطيات التاريخية للأدب والتاريخ والمغربي.

    وانطلاقا مما سبق لنا ذكره يمكننا طرح التساؤلات التالية:

    ما خصوصيات الفتح الإسلامي للمغرب والأندلس؟ وما هي أبرز الشخصيات المساهمة فيه؟ وكيف استقبل يليان الغماري جيوش الفاتحين؟ وكيف تناول المؤرخون دور هذه الشخصية؟ وهل حقا أعطيت هذه الشخصية النصيب الكافي من الاهتمام؟

    الكلمات المفتاح: الفتح الإسلامي، يليان الغماري، تناول المؤرخين، إعادة الاعتبار، غمارة.

أهداف البحث:

    يهدف هذا البحث إلى إعادة الاعتبار للتراث المغربي وأدبياته التاريخية المندثرة، التي قل الحديث عنها؛ أو التي لم تتناول بالقدر الكافي. وذلك عبر الحديث عن أهم الدوار الطلائعية التي لعبتها هذه الشخصية في البدايات الأولى للفتح الإسلامي وما تلتها من حوادث حاسمة في تاريخ المغرب الأقصى.

أهمية البحث:

    تنبع أهمية البحث من كون التراث المغربي مازال يحتاج للكثير من رد الاعتبار لمختلف أدبياته القديمة والحديثة. عبر منهاج علمي مضبوط وأكاديمي متزن. يراعي في شموليته الظروف التي نشأ وتطور فيها.

منهجية الدراسة:

    سأتبع في تحليلي للظاهرة المنهج التاريخي والمنهج الوصفي التحليلي.

 
تقديم:

جرت العادة في تراثنا المغربي أن يتجه الطلبة وأبناء المدن والقرى التي يستقرون بها إلى التعريف بتاريخهم، وتاريخ الشخصيات التي استقرت في بلدانهم. وذلك من أجل كفالة حفظ الظهور واستمرار الحضور بين أمثالهم من الشخصيات المختلفة التي لها عبق خالد في تاريخ وتراث هذه المجتمعات، لتترابط سلسلة التأريخ لهذه الشخصيات، وتكتمل جوانب مهمة مما غيبته الأيام؛ وما لم تتناقله الأسفار من كشف لأجواء عيشهم وذكر لنمط أحوالهم، وتذكيرا بنشاطهم العلمي والثقافي والأدبي والسياسي، وعدٌ لما خلفته أناملهم من أسفار في العلم والمواقف والبطولات.

ولئن كان العلماء والصلحاء قديما وحديثا قد اعتادوا على كتابة سيرهم، ومقتطفات من حياتهم، فإن شخصية يليان الغماري رغم حضورها المضطرب في النصوص التاريخية سواء العربية أو الغربية؛ فإنها لم تترك لنا أثرا علميا وكتابيا مدونا. وكل ما ترك لنا لا يعدو أن يكون مجرد روايات شفهية تناقلتها الأسفار والوثائق التي كان يسطرها كل من المؤرخين العرب والرهبان المسيح. لذا دعت الحاجة إلى تكثيف الجهود من أجل البحث العميق في تراث هذه الشخصية ودورها الحقيقي، ووجودها الفعلي، وأصولها الانتمائي.

إننا في هذا الإطار نعي حجم البحث في هذا المجال العميق المضطرب، ونعي إشكالية عدم الحسم في تاريخ لم تنقل عنه المصادر الشيء الكثير. إلا أن تطور البحث العلمي وظهور الكثير من الوثائق المتميز، حفزت أقلاما عدة على التفكير في زعزعة القناعات المتوارثة، وإعادة بلورتها حسب المفاهيم الحديثة المقنعة.

وانطلاقا مما سبق ذكره. ماذا نقصد بشخصية يليان الغماري؟ وما هي جذور هذه الشخصية المؤثرة؟ وما هي أدواره الطلائية في التاريخ المغربي؟ وكيف ساهمت إسهاماته في رسم معالم المغرب القديم؟ وهل حقا وفته الأقلام مكانته الرمزية في التاريخ المغربي؟


أولا : نبذة عن تاريخ شمال المغرب.

1: أهم التكتلات القبلية في شمال المغرب

توجد الكثير من التكتلات القبلية في شمال المغرب، وتعد قبائل غمارة من أكبرها على مستوى المساحة والتاريخ، وذلك تبعا للأدوار التي لعبتها قبل وبعد الوفود الإسلامي، وقبائل غمارة ماهي إلا اتحاد قبلي يتكون من عدة قبائل انصهرت ضمن كيان واحد، ولم تقف الاستقلاليات الطبيعية لبعض القبائل عنها في اندثار وحدتها وأدوارها. حيث كانت تمتد قديما من سهول النكور إلى مرتفعات القصر الكبير، أما حاليا فلا تمثل سوى تسعة قبائل تأطر المفهوم القديم ضمن فيدرالية قبلية متحدة في نطاق جغرافي توسعي.

وإلى فترتنا المعاصرة ما تزال هذه التكتلات القبلية صامدة في وجه الجهوية والجهوية الموسعة، ضمن التقسيمات التي تساهم في بتر الوحدة القبلية لها، كأداة للانتقال من مفهوم القبلية إلى مفهوم المدنية الحضارية. هذا الانتقال رغم المساعي الحثيثة لم يفقد هذه المناطق الاعتبارات التاريخية والانتمائية، بل زاد من حدة تشبث هؤلاء السكان بكيان انتماءهم، وأضاف بشكل غير مباشر بعضا من ما فقد منها، من مناطق إليها.

وتاريخ القبيلة الغمارية تاريخ ضارب في القدم، سطرته الأسفار وحفظته الجيوب، رغم الكثير من المساعي لبتر أجزاء مهمة منه، هذا البتر الذي شوه الكثير من الحقائق وجعل منها أداة للسخرية والاستبعاد والإقصاء، إلا أن المتأمل في باقي التفاصيل يجد أن ما قيل مجرد تشويه من طرف بعض المؤرخين اللذين يحاولون مسح الكثير من أبجديات هذا التاريخ عن طريق قلب الحقائق، أو تلبيسها لباسا لا يمثل واقع تلك الفترة.

فغمارة هي إحدى أهم القبائل في شمال المغرب، وتاريخها تاريخ يبدأ بالفعل منذ الأحداث الأولى للفتح الإسلامي، ولا ينتهي بانتهائه. بل يستمر إلى الفترة المعاصرة، حيث أنهم حسب التسطير الأسطوري للوجود القبلي في المغرب عرب غمروا الجبال فسموا غمارة.[1] هذا التفسير الذي أعطي لعدة قبائل اعتمد مبدأ الاشتقاق والنسبة إلى العرب، هذا التفسير الاشتقاقي قد غيب الكثير من أسرار القبائل والمناطق، لأنه جردها من تاريخها، ومنبع ثقافتها.

أما فيما يخص التأصيل النسبي الاشتقاقي، فهم ينتسبون إلى الجد الأكبر غمار بن مسطاف ابن مليل بن مصمود، وقيل غمار ابن أصاد بن مصمود.[2] هذا الجد الذي يعتبر حسب الأسطورة التفسيرية، من العرب المهاجرة التي وفدت على هذه الجبال واستقرت بها، لتسمى فيما بعد بهذه التسمية، هذه النسبة الأسطورية لهذه القبيلة تعتمد الكثير من الشك، لأن لا دليل من طرف المؤرخين قبل الإسلام يثبت هذه النظرية التي تستقي معانيها من التسمية الأمازيغية التي تختلف أسباب تسميتها على ما جاء به المؤرخون.

2: الأدوار التاريخية لهذه التكتلات القبلية.

لعبت القبيلة الغمارية دورا مهما في استقرار الإسلام في المغرب، وترسخ جذوره وتنامي قوته، وهذا واضح منذ الوفود الأول للفاتح المسلم عقبة ابن نافع. حيث كان الفتح الأول للبلاد المغربية على يديه، فنزل على طنجة، فحاصرها واستنزل ملكها يليان الغماري.[3] واستمال أهلها إلى الإسلام والدخول في حوزة الخلافة الإسلامية الأموية، والتي بسطت يديها على بلاد الفرس والهند وأجزاء كبيرة بلاد من الروم، وامتد سلطانها ليقرع أبواب المغرب الأقصى، ولن يقف دور غمارة عند هذا الحدود بل سيتجاوزه إلى مواطن تأثيرية كثيرة.

فقد لعب الغماريون دورا هاما في الفتوحات الإسلامية في بلاد الأندلس، وبحكم القرب الجغرافي كانت القبائل الغمارية من أشد القبائل تحمسا لجواز البحر اتجاه جزيرة الأندلس، وذلك بعد التحفيز الذي لقيه موسى ابن نصير من طرف الأمير الغماري السبتي يليان الغماري، الذي شجع موسى ابن نصير على عبور البحر من أجل الاستيلاء على الجزيرة، بحكم الضعف والتضعضع الذي تواجه الجزيرة. ونزل موسى ابن نصير وطارق ابن زياد وجيشه ذي الغالبية البربرية الغمارية في طنجة، وبعد أن سالم أمير سبتة يليان الغماري الذي ساعده على الفتح، حيث لحق بطارق ابن زياد وهو بطنجة فكشف له عورات القوط فانتهز طارق الفرصة لوقته وأجاز البحر سنة اثنين وتسعين من الهجرة؛[4] ففتح الأندلس بمعية الفاتح الأكبر موسى ابن نصير، فدانت بلاد الأندلس لحكمه.

وبالتالي فإننا حينما نذكر دائما بلاد الأندلس في جميع المجالات، يتبادر إلينا الدور المهم للقبائل الغمارية في صيانة وحدتها والدفاع عن ربوعها وثغورها، فالأوضاع السياسة بالأندلس دائما كانت تتسم بالحروب وكثرة الفتن والصراعات والانقلابات، ويبرز دور القبائل الغمارية بشكل واضح وجلي، في العهد المرابطي والموحدي و المرني أيضا. وبالضبط في فترة حكم يوسف ابن تاشفين ويعقوب المنصور وأبو يعقوب يوسف، حينما جازوابجيوشهم ربوع الأندلس عبر فترات متباعدة، فكسروا إرادة الجيوش النصرانية، في كل من معركة الأرك والزلاقة الشهيرتين وغيرهما.

كما أن الغماريون كان لهم دور النصرة لإخوانهم الأندلسيين في معاركهم ضد الغزو المسيحي في الأندلس، وعلى مختلف مراحل التواجد الإسلامي هناك، فإنهم أيضا كان لهم دور مهم في استقبالهم وتوطينهم في جميع ربوع القبائل الغمارية، حيث لعبت السواحل المغربية دورا مهما في انقاد الأندلسيين اللذين فروا من الأندلس بسبب فظاعة التعذيب الممارس عليهم من طرف محاكم التفتيش الإسبانية، التي ما تركت مسلما أو يهوديا إلا ونكلت به وعذبته أشد العذاب، وتحفل المصادر القديمة بذكرهذه الحقائق الفظيعة، ولا ننسى شهادات كثير من النازحين عن مدنهم.

وكان أغلب الفارين من ويلات العذاب يقصدون المغرب لقربه الجغرافي، ولوجود روابط دينية وعرقية تجمع الفارين من محاكم التفتيش بالسكان المحليين، وكانت قبائل غمارة من أكثر المناطق استقطابا لهؤلاء الفارين من الظروف القاسية التي كان يعيشها ما اصطلح عليهم في تلك الفترة بالمورسكين، حيث كانت الموانئ الصغير تستقبل هؤلاء الفارين بكثرة، كميناء مرتيل وترغة، وأيضا ميناء بادس وطنجة وغيرها.

ثانيا: نبذة عن شخصية أمير غمارة يليان الغماري.

1: تاريخ هذه الشخصية ومكانتها

    إن الحديث عن شخصية ألبان الغماري أو أوليان الغماري؛[5] تجرنا إلى كثير من المتاهات والتعقيدات التي لفت الغموض الكبير حول هذه الشخصية ووجودها وأدوارها وكذا تأثيرها ومدى جدية وجودها. فكل ما لدينا حول هذه الشخصية المهمة التي كان لها الدور الأساس في فتح كل من المغرب والأندلس، هي مجرد قصص تحتمل الكثير من التشكيك وإعادة التنقيب للوصول إلى الحيثيات الصحيحة للوجود الفعلي لهذه الشخصية.

    وقد لف الكثير من الغموض حول هذه الشخصية، وذلك لقلة المصادر التي تحدث عنه وعن أدواره، فأقدم مصدر غربي أثبت وجودها أطلق عليه اسم أورباني( (Urbaniأو أوربانوس (Urbanus) بدلا من ألبان، ونعني بذلك التاريخ الذي كتبه القسيس إسيدورو دي بيخا (Isidoro de bija) الذي يعرف بتاريخ الباتنيسي، ويرجع تاريخه إلى سنة 754م.[6] أما المصادر العربية فقد ذكرته على أساس أنه يليان الغماري وكان نصرانيا.[7] حيث أنه كان يعيش في سبتة، وكانت قاعدة لملكه. هذا المُلْكُ الذي كان يمتد من قصور كتامة إلى نواحي النكور، أي جبال غمارة قديما.

    وأول شخصية عربية تناولت الحديث عن هذه الشخصية الغمارية المهمة، كان عبد الحكم كأول مؤرخ عربي أثبت وجود ألبان وسماه يليان وياليان وتبعه في ذلك كل من ابن حوقل واليعقوبي والمقري وغيرهم.[8]ثم تبعه في ذلك مؤرخو المغرب الأقصى، كالبكري وابن خلدون والناصري وغيرهم، حيث نقل الناصري في كتابه الاستقصاء عن ابن خلدون قصة هذه الشخصية مع ملك القوط في جزيرة الأندلس، هذا الملك الذي اعتدى على ابنت الأميري الغماري، فكان هذا الاعتداء سببا في نصرته للعرب وفي سقوط الأندلس في يد المسلمين.


2: دوره في فتح المغرب الأقصى.

 إنه لمن المحزن أن تقل المصادر التي تتحدث عن دور هذه الشخصية الفريدة التي استقبلت المسلمين بالأحضان، وساهمت بشكل فعال في فتح المغرب الأقصى وانتشار الإسلامي فيه، حيث أنه لما افتتح عقبة ابن نافع المغرب ونزل على طنجة، فحاصرها واستنزل ملكها يليان الغماري، وكان نصرانيا فنزل على حكمه بعد أن أعطاه أموالا جليلة.[9]فصارت قبائل غمارة تدين للإمبراطورية الأموية في الشرق، فولى عقبة ابن نافع الأمير الغماري على جبال غمارة وأحوازها، فحكم هذه المنطقة انطلاقا من قاعدتها سبتة التي كانت عاصمة الشمال المغربي في تلك الفترة، ويجدر التنويه بهذه الشخصية التي لم يذكر التاريخ مثلها، لأنها ساعدت المسلمين في فتح الأمصار وتدليل الأقطار، وأيضا النصح لتجنب الأخطار، فكان أن جازا الأمير الفاتح عقبة ابن نافع هذه الشخصية بان تركها تحكم المنطقة التي كان أميرا لها من قبل.

ولا تذكر المصادر التاريخية شيء عن المساهمة الحربية لهذه الشخصية في فتوحات عقبة للجنوب المغربي. لكنها تذكر ما يمكن أن نقول أنها كانت استشارت مهمة للقائد الفاتح، فبعد أن أسلمت القبائل الغمارية ونواحيها، أراد الفاتح عقبة اللحاق بالجزيرة الخضراء من عدوة الأندلس فقال له يليان أتترك كفار البربر خلفك وترمي بنفسك في بحبوحة الهلاك مع الإفرنج ويقطع البحر بينك وبين المدد ؛[10] فكانت هذه الاستشارة الحربية جد مهمة، وخصوصا أن عقبة ابن نافع لم يستكمل فتح المغرب كله، بل افتتح جزء من شماله فقط، فكان هذا القرار حكيما، وخصوصا أن هذه القبائل لم يستتب فيها الإسلام بعد، فكان شبح التمرد والثورة غير بعيد عنها.

وبعد أن تهيئ عقبة ابن نافع انطلق إلى جنوب المغرب، بمعية النصائح التي أخذها من الأمير الغماري، الذي أشار إليه بفتح بلاد سوس وهؤلاء أهل نجد وبأس،[11] فنزل على وليلي بإزاء جبل زرهون وهي وقت إذن من أكبر مدن الغرب.[12] فافتتحها عقبة وغنم وسبى، ثم توجه إلى بلاد درعة والسوس فلقيته جموع البربر فاقتتلوا قتالا شديدا، ثم انهزمت البربر بعد حروب صعبة.[13] ثم عطف عقبة على ساحل البحر المحيط الغربي فانتهى إلى بلاد أسفي.[14]

3: دوره في فتح جزيرة الأندلس.

بدأ موسى ابن نصير أعماله العسكرية بالقضاء على ما تبقى من البربر المتمردين، واللذين شقوا عصا الطاعة بعد رحيل حسان؛[15] فانطلق في إعادة الأمن لهذه الأقطار، وفي محاربة المتمردين حتى قضى على هذه الفتن والتمردات في فترة قياسية، وذلك بسب سياسة الحزم اتجاه المخالفين والمتمردين من أبناء البربر اللذين كانوا سببا في عزل وقتل الكثير من الولاة، فبدأ من تونس وانتقل إلى المغرب الأوسط في سلسلة كبيرة من المعارك التأديبية ضد القبائل الثائرة.

وفي سنة سبعة وثمانين انطلق موسى ابن نصير في ركب من الجيوش لإعادة الأمن لأحواز المغرب الثائرة، فافتتح درعة وصحراء تافيلالت وأرسل ابنه إلى سوس وأذعن له البربر لسلطانه وأخذ رهائن المصامدة وأنزلهم بطنجة وذلك سنة ثمانية وثمانين.[16] ثم تقدم إلى سبتة فصانعه صاحبها يليان الغماري بالهدايا وأذعن للجزية، وكان نصرانيا واسترهن ابنه وأبناء قومه على الطاعة، فلما رأى البقية ما نزل بهم استأمنوا لموسى وبدلو له الطاعة فقبل منهم وولي عليهم.[17]

وكان يليان ينقم على لذرياق ملك القوط بالأندلس بسبب فعلت فعلها زعموا ببنته الناشئة بداره على عادتهم في بنات بطارقتهم لذلك أجاز إلى لذرياق فأخذ ابنته.[18] وكان يليان ملك البربر بذلك القطر الذي هو اليوم جبال غمارة، وكان يدين بطاعتهم وبملتهم. [19]فما كان منه إلا أن حمى أنفه وقال ودين المسيح لأزيلن ملكه، ولأحفرن ما تحت قدميه، فكان امتعاضه من فاحشة ابنته هو السبب في فتح الأندلس مع سابق القدر.[20] وهو الذي وفد عليه موسى ابن نصير ورغبه في فتح الأندلس، وكان منزله سبتة. [21]حيث لحق يليان بطارق ابن زياد بطارق ابن زياد وهو بطنجة، وكشف له عورة القوط وانتهز الفرصة لوقته وأجاز البحر سنة اثنتين وتسعين من الهجرة بإذن أميره موسى ابن نصير في نحو ثلاثمائة من العرب واحتشد معهم من البربر زهاء عشرة ألاف.[22] فالتقوا بفحص شريش فهزمهم الله ونفلهم أموال أهل الكفر ورقابهم وكتب طارق إلى موسى بالفتح والغنائم.[23]

ثالثا: أسطورية تناول الشخصية وجدلية وجودها.

1: جدلية الوجود الفعلي للشخصية.

ألبان الغماري شخصية تاريخية قيل عنها الكثير، لدرجة أن هنالك من يشك في وجودها الحقيقي، وذلك لكثرة الأساطير التي تحوم حولها منذ أكثر من اثني عشر قرنا. [24]وقد طال الجدل بين المؤرخين حول شخصية ألبان الغماري هل هي حقيقية تاريخية أم مجرد أسطورة، إلى أن اعتنى المؤرخ الإسباني كوديروا بالموضوع ونشر في مجلة أرغون سنة 1902م. بحثا دقيقا أكد للجميع وخصوصا لمن كانوا يزعمون أن شخصية أليان ماهي إلا أسطورة على أنها أطروحة لا أساس لها من الصحة.[25]

ولم يقتصر على إثبات الوجود التاريخي لألبان، بل إنه أكد بالحجج الدامغة أنه كان شخصية بربرية تنتمي إلى غمارة واسمه الحقيقي هو أوربان أو ألبان وكان مسيحيا. [26]كما أن العالم الإسباني مينيندي ثبيدال جاء بما يؤكد ما أثبته كوديرا، حيث قال: إن اسم ألبان هو أولبان وأصله بربري من قبيلة غمارة، بل إنه كان أمير غمارة في زمنه. وهكذا حسم مينيندي ثبيدال الخلاف القائم بين المؤرخين عندما أصدر كتابه الذي يحمل عنوان أسطورة ملوك القوط.[27]الذي أكد فيه بالدليل القاطع من خلال عدة مرويات على الوجود الفعلي التاريخي لهذه الشخصية في التاريخ المغربي. ولكل من كوديرا وبيدال يرجع الفضل في شرح الأسباب التي جعلت ألبان يفتح باب سبتة في وجه طارق ابن زياد ويساعده على فتح الأندلس، وكذلك هذه المسألة كانت هي الأخرى موضوع جدل بين المؤرخين نتيجة لوجود الأسطورة القائلة بأن ألبان أراد الانتقام من الملك القوطي دون رودريكو.[28]

كما أن اسم القائد الغماري فيه اختلاف كبير بين المؤرخين من كلا العدوتين، فإن ما قام به في كلا المرحلتين فيه اختلاف أكبر، وخصوصا ما يتعلق بفتح جزيرة الأندلس والمساهمة فيها. وما دار من قصص حولها. إلا أن هنالك وثائق اسبانية تثبت الطرح العربي الذي يقول بقضية اعتداء أحد ملوك القوط على شرف ابنة القائد الغماري، فقد ذكر كوديراوبيدال أنهما لا يستبعدان وقوعها بدليل ما قاله أسقف طليطلة (obispo de Toledo) عندما أكد في كتابه " تاريخ الملوك دون رودريكو مع هلاك اسبانيا وكيف استولى عليها العرب" أن أليان رافق طارق ابن زياد في حملته وأنه هو الذي قتل بيده الملك دون رودريكو انتقاما لشرف ابنته؛[29] وهذا ما يثبت أطروحة الوجود الفعلي لهذه الشخصية البربرية التي كثر الحديث عن مدى جدية وجودها، وجدية مساهمتها في أحداث الفتح الإسلامي.

ورغم اختلاف التسميات التي تناولها المؤرخون في توثيقهم للوجود الفعلي لهذا البطل البربري في شمال المغرب، إلا أن الصواب في توثيق اسم هذه الشخصية، هو أليان وليس يليان أو يوليان، بدليل أن الجغرافي أبا عبيد البكري ذكر في القرن الحادي عشر الميلادي نهر أليان على شاطئ جبل بوغاز جبل طارق بين سبتة وطنجة، وفي يومنا هذا لازال النهر المذكور يعرف بوادي ألبان، كما تعرف المرسى المجاورة له بمرسى أليان.[30]

2: قوة التأثير وغياب التناول لدى المؤرخين.

إن قوة الأمير الغماري كانت تنبع من قوته الشخصية من جهة، ومن قوة هؤلاء الجبليين الشجعان والكثيري العدد، حيث كانوا يخضعون لجليان.[31]من جهة أخرى، فحاكم طنجة وسبتة من الأسرة الحاكمة المالكة في الأندلس، وهو سياسي حاذق. فلما اقترب الجيش العربي منه أسرع لمقابلة عقبة ابن نافع وقدم إليه الهدايا طالبا المهادنة، وعقد معه معاهدة صلح، وأرشده إلى مواطن الضعف عند البربر ووجهه نحوهم. وبذلك ضمن إمارته الصغيرة في شمال بلاد المغرب، وتجنب الصدام مع العرب إلى حين. وبفضل توجيهات يليان توجه عقبة جنوبا إلى وليلي، حيث اصطدم مع البربر وهزمهم وطاردهم إلى درعة وقد تمع فيها البربر وقاتلهم قتالا عنيفا انتهى بهزيمتهم.[32]

إن التأثير الكبير لهذه الشخصية البربرية جلي وواضح ومتناول في الكثير من المؤلفات القديمة وبعض من المؤلفات الحديثة، إلا أنه لا توجد كتابات مستقلة تميط لثام الغموض الذي غطى أدوار وتأثير هذه الشخصيات في التاريخ المغربي. فهل يا ترى للأمر علاقة بالنظرة التي كان ينظر إليها العرب الفاتحون ومؤرخوهم من بعدهم إلى الجنس البربري، أم أن القضية عرضية لا تحتاج إلا اهتمام. أم أن تسليط الضوء على الفاتحين العرب من طرف المؤرخين في تلك الفترة كان متعمدا، من أجل إبراز قيمة الفاتحين العرب، وقيمة الشخصيات التي قامت بهذا الفتح. وهل لربط بعض المؤرخين لطارق ابن زياد بالعرب والعروبة دخل آخر بهذا الأمر.

إن الكثير من الأمور التي سرت في الماضي لها جوانب ناقصة في كثير من تفاصيلها، وقد قدر لهذه الشخصية أن تنال بعضا من هذا الإهمال المتعمد، هذا الإهمال الذي تراه بعض المصادر الغربية على أنه نفاق بيِنٌ، حيث أن هذه الشخصية المنافقة التي استطاعت أن تمهد الطريق للجيوش الإسلامية نحو المغرب وإسبانيا بتوجيه عساكر عقبة في المرحلة الأولى، نحو القبائل الجنوبية للمغرب الأقصى؛ وتسهيل عملية استيلاء جيوش موسى بن نصير على شبه الجزيرة الإبرية في المرحلة الثانية.[33] فإن كان المكون المسيحي يرى أن هذه الشخصية منافقة وذلك بسبب أنها تنحدر من نفس الديانة، فإن المسلمين الفاتحين لم تسلم نفوسهم من الغيرة أيضا. حيث نجد أن القائد العربي موسى ابن نصير لما علم بما قام به طارق ابن زياد من إنجازات في فتح جزيرة الأندلس، حركته الغيرة وكتب إلى طارق يتوعده إن توغل بغير إذنه ويأمره أن لا يتجاوز مكانه حتى يلحق به.[34]

إن هذه المعطيات التي تؤكد وجود بعض من عدم الحيادية في كثير من الأمور التي تتعلق بتوثيق الظروف العامة للفتح في تلك الفترة، وخصوصا أن البربر بعد الفتح الإسلامي كانوا كثيري الثورة والتمرد على السلطة المركزية، وبالتالي فإن وجود نصوص تتحدث بشكل نزيه حول الكثير من جوانب الفتح وظروفه أمر صعب، وفي بعض الأحيان مستحيل. وذلك بسبب قلة المصادر التي تؤرخ لفترة الفتح وما بعده. وخصوصا أن هذه الفترة لم تهدأ إلا بعد قيام دولة بني إدريس في وليلي، ككيان مستقل عن المشرق. وبين هذه المرحلتين ضاعت بالفعل الكثير من الجهود الإبداعية والثقافية والفنية، وكذا السياسية والاجتماعية.

3: وجوب إعادة الاعتبار.

إن الهوية كمبدأ وطني ينطلق من عدة اعتبارات يجب أن يراعي المسؤولون جوانبها الحساسة، لأن الإنسان في زمن غير الزمن الماضي، هذا الزمن الذي صارت الثقافات فيه أكثر تأثيرا من سابقاتها، وهذا ما يوجب على المثقفين والمفكرين التذكير بالتاريخ والقيم والمبادئ والأهداف. لأننا نعرف جميعا ما هي الهوية الوطنية، فهي الشخصية، وهي الكيان، وهي الذات، وهي الماهية، وهي الآنية، وهي ما يكون به الشخص هو هو،[35]فلهذا وجب على الدولة أن تتجه نحو مزيد من شحذ ما هو قيمي في كل ما له علاقة بالتواصل والإعلام. لأن المجتمعات المتقدمة حاليا صارت تعي خطورة العولمة وتأثيرها السلبي على نظم مجتمعها. لهذا لا نستغرب من تكثيف هذه المجتمعات بالاهتمام بكل ما له علاقة بالتراث والحضارة القديمة.

إن إعادة الاعتبار لهذه الشخصيات الوطنية أمر واجب يقع على عاتق كل الباحثين المختصين، وخاصة الباحثين في مجال التاريخ والأدب القديم. كما أنه يوجب على الدولة أن تعيد الاعتبار لهذه الشخصية عن طريق إدماجها ضمن المناهج الدراسية كشخصية تاريخية ساهمت بشكل فعال في حفظ دماء المغاربة. وفي إيصال رسالة الإسلام بشكل مسالم إليهم. كما يوجب على الفاعلين في كل المجالات تسميت بعض الساحات أو الشوارع أو المشاريع الهادفة على اسم هؤلاء. تذكيرا للأجيال بما صنعته أيادي الأجداد، وترسيخا لقيم الهوية الوطنية وجذورها وأفق مستقبلها.

 
خلاصة:

خلاصة القول إن البحث العميق في عبق التاريخ الأدبي المغربي أمر واجب على كل فرد في مجتمعه، وأن إعادة الاعتبار للشخصيات الوطنية القديمة أمر ملح ومهم، وخاصة إذا اقترن الأمر بالشخصيات التي كان لها أدوار طلائعية في حفظ نظم المجتمع وصيانة وحدته وكرامته. فالبحث التاريخي يحتاج إلى مجهودات جبارة في مرحلتنا الحالية. وخصوصا أننا نعيش فترة مهمة من تاريخ المغرب الحديث. حيث كثرت حركة التوثيق والتحقيق، وإعادة رد الاعتبار للتراث المغربي الأصيل. وهذا إن دل فإنما يدل على نفس جبار تسهر عليه مجموعة من القلوب الطيبة النيرة الأصيلة، التي لا هدف لها سوى رفع راية العلم والتقدم والازدهار لهذا الوطن وأهله وقيادته الكريمة.

    إن الخلاصات التي خرجنا بها في هذا المقالة المقتضبة، تؤكد وجود الكثير من الحقائق التي مازالت رهينة المئات من الكتب والوثائق التي حققت، والأخرى التي ما تزال تنتظر دورها في هذا المجال. لذلك وجب على كل الفاعلين ترسيخ الجهود وتكثيفها. من أجل النهوض بقطار النهضة المغربية الحديثة، وتثمين نتاجها المبهر المتألق، الذي وجد الكثير ممن يرمم معالمه، وينتظر الكثير. وما إماطة اللثام عن شخصية الفاتح المجهول يليان الغماري إلا دليل واضح على قلة الاهتمام، وكثرة السرد وعدم التنقيح والتدقيق المتميز، لهذا تبقى الاجتهادات التي يقوم بها الفاعلون في كل المجالات، نبراس خير نستقي منه الأمل، ونجدد به عبق الصبح، ونسيم المساء.

الهوامش:

1: مفاخر البربر الصفحة، لمؤلف مجهول، تحقيق عبد القادر بوباية، صدر عن دار أبي رقراق للطباعة والنشر، الطبعة الأولى، 2005م.

2: تاريخ ابن خلدون، ج6، الطبعة الأولى، سنة 1992م، صدر عن دار الكتاب العلمية.

3: الاستقصاء، لمؤلفه الناصري، ج1، الطبعة الأولى، لسنة 2007م، صدر عن دار الكتاب العلمية.

4:أطلس قبائل غمارة، 122لمؤلفه عزوز حكيم، ج:2، مطبعة الشويخ، تطوان، الطبعة الأولى سنة 2007م.

5: تاريخ العرب السياسي في المغرب، لمؤلفه سعدون نصر الله، الطبعة الأولى سنة 2003م، منشورات دار النهضة العربية.

6: المغرب المجهول، الجزء: الثاني، الطبعة الأولى سنة، منشورات دار

7: الهوية الوطنية واللغة، لمؤلفها عباس الجراري، الطبعة الأولى، منشورات معهد الدراسات والأبحاث والتعريب، سنة 2015م.


[1] مفاخر البربر الصفحة، لمؤلف مجهول، تحقيق عبد القادر بوباية، صدر عن دار أبي رقراق للطباعة والنشر، الطبعة الأولى، 2005م، الصفحة:71.

[2] تاريخ ابن خلدون، ج6، ص:283، الطبعة الأولى، سنة 1992م، صدر عن دار الكتاب العلمية.

[3] الاستقصاء، لمؤلفه الناصري، ج1، ص 70، الطبعة الأولى، لسنة 2007م، صدر عن دار الكتاب العلمية.

[4] الاستقصاء، ج: 1، ص :85

[5] أطلس قبائل غمارة، 122لمؤلفه عزوز حكيم، ج:2، ص: 122، مطبعة الشويخ، تطوان، الطبعة الأولى سنة 2007م.

[6] نفسه.

[7] الاستقصاء، ج:1،ص: 72

[8] أطلس قبائل غمارة، ج:2، ص: 122

[9]  الاستقصاء، ج:1، ص: 72

[10] نفسه

[11] نفسه

[12] نفسه

[13] نفسه

[14] نفسه

[15] تاريخ العرب السياسي في المغرب، لمؤلفه سعدون نصر الله، الصفحة 42، الطبعة الأولى سنة 2003م، منشورات دار النهضة العربية.

[16] الاستقصاء، ج:1،ص:

[17] نفسه

[18] الاستقصاء، ج:1،ص: 85

[19] الاستقصاء، ج:1،ص: 84

[20] الاستقصاء، ج:1،ص: 85

[21] تاريخ ابن خلدون،ج:6، ص: 250

[22] الاستقصاء، ج:1، ص: 85

[23] نفسه

[24] أطلس قبائل غمارة، ج:2، ص: 122

[25] أطلس قبائل غمارة، ج:2، ص: 123

[26] نفسه

[27] نفسه

[28] أطلس قبائل غمارة، ج:2، ص: 124

[29] نفسه

[30] أطلس قبائل غمارة، ج:2، ص: 125

[31] المغرب المجهول، الجزء: الثاني، الصفحة :

[32] تاريخ العرب السياسي، الصفحة : 42

[33] المغرب المجهول،ج:2،ص: 313

[34] الاستقصاء، ج:1، ص: 86

[35] الهوية الوطنية واللغة، لمؤلفها عباس الجراري، الطبعة الأولى، منشورات معهد الدراسات والأبحاث والتعريب، سنة 2015/، الصفحة:5
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف