الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قراءة في كتاب.. الزريجية ماضيها وحاضرها

تاريخ النشر : 2017-02-04
قراءة في كتاب.. الزريجية ماضيها وحاضرها
قراءة في كتاب.. الزريجية ماضيها وحاضرها

عمار العامري

   صدر مؤخراً للمؤلف والكاتب؛ (عمار ياسر العامري) كتابه الرابع؛ (الزريجية ماضيها وحاضرها  AL-Zregih past & present), عن مؤسسة أديان للطباعة في السماوة لعام 2017، خرج الكتاب عن (154) صفحة من القطع الصغير، أذ يحتوي على مقدمة وأربعة فصول والخاتمة, فضلاً عن الملاحق، معتمداً بذلك على (سبعين مصدر) متنوع؛ من رسائل جامعية ووثائق منشورة, وكتب ومراجع، ومقالات ودراسات وبحوث, ومقابلات شخصية.

   استهل الكتاب بمقدمة؛ تحدث عن حاضرة مهمة من حواضر السماوة وهي الزريجية؛ التي أسست في العصر الحديث, حيث تمثل عمقاً استراتيجياً لنشوء إحدى القوى القبلية, بعد فيضان نهر الفرات مطلع القرن الثامن, الذي استمر ما يقارب عقداً من الزمن, ليتحول من مجراه القديم قرب أثار الوركاء إلى مجراه حالياً, تطورت تلك القرية والقلعة إلى قلاع محصنة, وقرى متناثرة, وامتدادات سكانية.

   لتمثل العمق العشائري لحاضرة الزريجية, في محاربة السلطان العثماني, وعدم التهاون مع عماله في العراق, ورفض التدخل الانكليزي منذ الأيام الأولى لاحتلاله البلاد, ومعارضتها ممارسات الحكومات في بغداد, ابتداءاً برفض إجراءات وزارة ياسين الهاشمي ضد العشائر, مروراً بالمواجهة المسلحة لنظام البعث عام 1968-2003, والانتفاضة الشعبانية عام 1991, وضرب أوكاره عام 1996, أخيراً تلبية نداء المرجعية الدينية العليا في الدفاع المقدس.

   فيما استعرض المؤلف في الفصل الأول؛ الذي كان بعنوان (النشأة والتكوين)؛ أي نشأة الزريجية في جنوب شرقي مدينة السماوة, تحديداً في منطقة الخنينية, الواقعة على الجهة اليسرى من نهر الفرات, على بعد خمسة كم شرقي ناحية الزريجية حالياً, والتسميات التي أطلقت عليها, ومراحل تطورها ادارياً, وأهم القرى التي انشات فيها.

   إما الفصل الثاني؛ فقد جاء تحت عنوان (عشائر الزريجية)؛ فكان الحديث فيه عن عشائر بني حجيم؛ ما يعني الحديث عن تاريخ السماوة بماضيها وحاضرها, باعتبارها تشغل الحيز الجغرافي والإداري لها, وعمق البادية التي تغفو عليها تلك الحاضرة منذ عمق التاريخ, وهي مجموعة قبائل وعشائر كبيرة, تتكون من الأربع عشرة عشيرة, وتناول أصل تسمية بني حجيم, وتقسيماتها النسبية والتحالفية, والتطرق لأهم العشائر الساكنة في ناحية الزريجية.

   وهم؛ بنو عبس؛ هم من صلب عبس بن بغيض المضرية العدنانية, وتناول تاريخهم منذ عصر قبل الاسلام وصدر الاسلام, ورجالاتهم حتى يومنا, وعشيرة البُركات القاطنة في محافظة السماوة بشكل رئيس, وتاريخها ورجالها, وعشيرة آل غانم؛ كون رئاسة عشائر بني حجيم, آلت اليها في السنين الاولى لقرن العشرين, وأيضا تناول الفصل تاريخ عشيرتي العطاوة والبو جراد.

   فيما جاء في الفصل الثالث؛ أذ كان بعنوان (تاريخ الزريجية السياسي)، الذي يُعد روح الكتاب, وعموده الفقري, تناول الزريجية باعتبارها مركز الرئاسة, ثم تصدع النظام القبلي, وبروز المشاكل بين العشائر, وكثرت الرؤساء على العشائر, فصار لكل عشيرة أكثر من رئيس, استمرت الزريجية بحالة التمرد, وعدم الخضوع للسلطة, حتى سقوط الحامية العثمانية بالسماوة في عام 1915.

   ثم توالت المعارك ضد الانكليز أبان ثورة العشرين, حتى  حضر رؤساء عشائر بني حجيم, إلى الباخرة الراسية بنهر السوير, لتوقيع الصلح مع الانكليز, فكان الوفد مكون سبع شخصيات, ثلاثة منهم يمثلون عشائر الزريجية, بعدها انتفضت الزريجية عام 1936, وتسمى مجازاً (ثورة أبو مزيهر), بسبب؛ فرض التجنيد الإجباري, ومنع المأتم الحسينية, وتوحيد الأزياء, معلنةً الزريجية معارضتها.

   نهاية عام 1968، قامت السلطات بالسماوة من اعتقال بعض شيوخ العشائر, وإيداعه في سجن النهاية وتعذيبه, ما دعى الزريجية للتحرك في صيف عام 1969, بما يطلق عليها "حركة آل معجون", فيما شهدت الزريجية خلال فترة حكم البعث 1968 - 2003, عدة حملات لاعتقال وإعدام الكثير, لأسباب عديدة, كان لردود الفعل, أحداث منها؛ عملية ضرب المقرات الحكومية في الناحية عام 1984.

   كان للزريجية؛ دوراً في الانتفاضة الشعبانية, تحرك أبناء الزريجية بتاريخ 3 آذار عام 1991, فشاركوا في معركة الكوفة, بعدها أسهم شبابها بالتنظيم "سيد ايوب" مطلع عام 1992, بعدما تعرض العراق لاجتياح العصابات الإرهابية, بادر سماحة الإمام السيستاني, لإصدار فتوى بالجهاد الكفائي, هبت عشائر الزريجية لتأييد الفتوى, وقدموا كوكبة من الشهداء والجرحى من اجل العقيدة والوطن.

   ثم جاء في الفصل الرابع بعنوان؛ (الزريجية بعد عام 2003)، بعد سقوط النظام السابق عام 2003, شرع أبناء الزريجية حالهم حال بقية أبناء العراق, لوضع خطة جديدة لاختيار مجلس محلي منتخب, أعتمد في آلياته الانتخابية على اختيار (100) شخصية, بعنوان (مجلس النخبة), يمثل عشائر الناحية ومركزها, ثم أنشئت العديد من المشاريع الخدمية, بعدما أقرت خطط سنوية للمشاريع في مختلف القطاعات.

   كما أظهر المؤلف في الخاتمة؛ إن الزريجية من أقدم المناطق في السماوة, أصبحت مقر للحكم والسلطان في القرن الثامن والتاسع عشر, شكلت محوراً من محاور المقاومة والممانعة؛ للسلطان العثماني (العصملي), والاحتلال البريطاني (الانكريزي), وهيمنة الوزارات في فترة الحكم الملكي, كما كتب أبناء الزريجية بحروف الفخر والاعتزاز مواقف مشرفة, ضد أطروحة حزب البعث, وأفكاره المنحرفة, وسجلوا دوراً بارزاً ومواقف مشهودة, بتلبيتهم نداء المرجعية العليا بالدفاع المقدس.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف