الأخبار
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

برهان جرار .. كنت البرهان على صدق المسيرة بقلم:م. عماد عبد الحميد الفالوجي

تاريخ النشر : 2017-02-04
برهان جرار .. كنت البرهان على صدق المسيرة بقلم:م. عماد عبد الحميد الفالوجي
رحل هادئا راضيا مبتسما ولكن رحيله كما حضوره يلفت كل الأنظار ،، هو الحاضر الهادئ والجريء مع الابتسامة الحاضرة ، هو الغاضب المجلجل عندما يشعر بالمساس بقضيته الوطنية ، يتفق مع الجميع بكل ما يخدم قضيته ووطنيته وحرصه على الجميع ، ويختلف محبة لا تفارق قلبه مع من يقدم له ما غاب عنه ،، 

رحل الصديق الحبيب القريب من قلب كل من عرفه وتعامل معه ،، رحل " الخال " هذا اللقب الذي حازه من الجميع كرمز مسبق للمحبة قبل أي نقاش أو حديث ،، لم يتأخر أبدا عن أي مهمة كلف بها ، تعاملت معه عن قرب خلال السنوات العشرة وما تبعها في المجلس التشريعي الأول هو الحاضر الدائم ذو الذهن المتقد لا تفلت منه لا شاردة ولا واردة يناقش بهدوء ولكن بحسم شديد ،، يعمل بلا كلل حاملا معه ملفاته دائما وأوراقه التي يستعين بها .. 

هو رفيق القائد الرمز ياسر عرفات – رحمه الله – لم يدرك الكثيرين خصوصية تلك العلاقة السرمدية وتلك المحبة التي جمعتهما ، وشهدت له الكثير من المواقف مع الرمز ابو عمار عندما اتفق معه أو اختلف معه تبادل الابتسامات بينهما لم تنقطع في كل الأحوال . 

أحببت حركة فتح عندما تعاملت مع أمثاله ، كان يمثل أمامي رمزا لحركة التحرر بثوريته وعشقه لمقاومة الفدائي واعتزازه بتاريخه وبندقيته ، عندما يتحدث عن جولات الثورة وتاريخها فأنت أمام عاشق للسلاح وقواعد الفدائيين ، وعندما يتحدث عن بلدته فأنت أمام قصة عشق للأرض والوطن وقدسية العودة ،، عندما يتحدث عن عائلته وعلاقته بأسرته أمه وأبيه وزواجه وأولاده وأصدقائه – وهو موسوعة في سرد الوقائع بكل دقة وموضوعية – فأنت أمام قصة من الإخلاص وبحرا من الحب والعاطفة ،، وعندما تجالسه فأنت أمام قمة في التواضع لإخوانه وأصدقائه لم يزاحم أحدا على منصب ،، كنت أرى في عينيه كلاما اشعر به وفهمته بعد ذلك وكأنه يقول لكل رفاق دربه " طريقنا لازالت طويلة فلماذا ألقيتم عن كاهلكم البندقية ، لازال مبكرا جدا التقاتل على المناصب " ،، كان يؤمن بذلك ليس نظريا فقط كما الكثيرين ولكنه مارس قناعاته على أرض الواقع ،، فلم يدخل في تكتلات بهدف الوصول الى منصب ، كان رحمه الله يرى نفسه بتاريخه الطويل والحافل أكبر من كل المسميات .. 

رحمك الله أيها الخال الحبيب ، الكلمات مهما طالت لن تنصفك ، وحسبك هذا الحجم الهائل من المحبين الذين بكوك في قلوبهم وشعروا حجم خسارتنا بفقدانك ،، عندما زرتك في مستشفى رام الله مع صديق دربك الأخ روحي فتوح ،، كنت وانت المريض توزع ابتساماتك علينا وتستهين بالمرض وتتحدى الصعب ، لم تفارقك روحك المحبة الهادئة ومزاحك الطيب القريب من القلب ،، ستبقى ذكراك في قلوبنا كأخ وقائد كبير تعلمنا في مدرسة أخلاقك الكريمة ،، تركت إرثا كبيرا يا صديقي ،، ولقد من الله عليك أن كتب لك لقاءه في ساعات مباركة محببة للخالق فجر يوم الجمعة لتكون علامة على رضي من الله وقبول ،، رحمك الله يا صديقي وغفر لك وأدخلك جنته بسلام .. ولا نقول وقلبنا يعتصره الألم إلا ما يرضي ربنا " إنا لله وإنا إليه راجعون " 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف