يالطا جديدة في الأفق
*****************
ما هو جديد الرئيس الأمريكي الجديد ؟
بقلم د.عبد الرحيم سويسة
ليس الرئيس في الولايات المتحدة الأمريكية هو الذي يحكم وإنما المؤسسة، ويكاد يكون منصب الرئيس فيها بروتوكوليا. المؤسسة هي التي تضع الاستراتيجيات وترسم السياسات وترشح الرؤساء والإدارات وهي التي تستبدلهم إن شاءت.
وكانت المؤسسة قد جاءت بالرئيس اوباما ذوي الجذور السوداء والإسلامية ، وفي عهده – وللمفارقة - لم تتحسن أحوال السود في الولايات المتحدة الأمريكية قيد أنملة ، وساءت كثيرا أحوال المسلمين في أمريكا وفي كل أرجاء العالم ، وتم نعت الإسلام بالإرهاب وتمت محاربته من داخله وفي عقر داره ، وخُربت وهُدمت عدد من الدول الإسلامية وتم تشتيت وتهجير الملايين من المسلمين والعرب ناهيك عن الأعداد الرهيبة التي قتلت وجرحت.
قضى الرئيس اوباما ولايتين كاملتين ولم يغير شيئا في السياسة (الخارجية) حتى عندما أراد ورغب بالتغيير لأنه لم يستطيع أن يخرج عن الخط المرسوم له .
الحال نفسه سيكون مع الرئيس الجديد الذي جاء بأجندة سياسية تبدو جديدة مع انه ليس ضليعا بالسياسة ولم يسبق له أن خاض غمارها، سيواصل الرئيس الجديد محاربة الإسلام الذي أعلنته الولايات المتحدة الأمريكية عدوا لها منذ انهيار الاتحاد السوفيتي حين خرجت إحدى كبريات الصحف الأمريكية غداة ذلك الانهيار بإعلان كبير واضح وصريح على صفحتها الأولى قالت فيه:
(العدو القادم هو الإسلام )
و في منتدى الشؤون الأمنية الدولية في ميونخ عام 1991م رفع ديك تشيني وزير الحرب الأمريكي في عهد بوش الأب شعار"الإسلام العدو البديل".
وفي عام 1993 دعا رئيس مجلس النواب الأمريكي آن ذاك نيون جينجرتيش المجلس إلى وضع إستراتيجية كاملة لمحاربة "التوليتارية الإسلامية"
وأكد على ذلك ما تبع من تصريحات وهفوات وزلات لسان للساسة الأمريكان، وأهم من ذلك ما مارسته الولايات المتحدة الأمريكية على ارض الواقع وما شنته من حروب على مدار ربع قرن.
ما يفعله الرئيس ترامب اليوم لا يعدو كونه خطوة جديدة للإمام في ذات النهج و وتصعيد في ذات السياسة.
شأنه شأن اوباما لن يستطيع الرئيس الجديد الخروج عن سياسات واومر المؤسسة الحاكمة وإلاسينتظره شيء مشابه لما جرى للرئيس جون كينيدي والرئيس ريتشارد نيكسون عندما حاولا الخروج عما رسمته تلك المؤسسة التي تضم المتنفذين في الكونغرس والبنتاغون والمخابرات وايباك وأقطاب الإعلام والبترودولار والصناعة و وول ستريت وكبار العائلات أمثال آل روتشيلد وروكفلر وقوى خفية أخرى.
الجديد الذي جاء به ترامب هو تقربه من الرئيس الروسي وما تخلل ذلك من مديح وإطراء للرئيس بوتين وهو أمر يمكن فهمه وتفسيره.
لقد انتهى العداء الأيدلوجي بين روسيا والدول الغربية منذ ربع قرن وأصبحت المصالح والتنافس هي التي تحكم العلاقة بين الطرفين، ومن ناحية ثانية سجل المارد الصيني صعودا وتقدما على مستوى الاقتصاد العالمي والتجارة الدولية وهو أمرٌ يسبب للولايات المتحدة القلق والمخاوف، ولأن السياسة لا يوجد فيها صداقة دائمة ولا عداء دائم ، والقاعدة فيها تقول انه عند ظهور عدو قوي أو عدو جديد تتنحى أمامه العداوات القديمة ، يمكن تفهم الغزل الترامبي بالقيصر الروسي في هذا السياق وبالنظر لأهمية الدور الروسي في المرحلة القادمة وحاجة الولايات المتحدة للاتحاد الروسي في ظل حربها الاقتصادية المرتقبة مع الصين.
نكاية بالاتحاد السوفيتي انفتحت الولايات المتحدة في أوج الحرب الباردة على الصين التي زارها الرئيس نيكسون عام 1972م متجاهلا ما كان من خلاف عقائدي عميق معها .
وقبل ذلك (في العام 1945 ) شهد العالم مؤتمر (يالطا) الذي أسفر عن اتفاق تفاهمٍ و تقاسم بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي وبريطانيا .
هل سيكون التنين الصيني سبباً لاتفاق جديد بين الفيل الأمريكي والدب الروسي؟
هل نحن أمام يالطا جديدة ؟
هذا ما ستجيب عليه فترة إقامة الرئيس ترامب بالبيت الأبيض.
*****************
ما هو جديد الرئيس الأمريكي الجديد ؟
بقلم د.عبد الرحيم سويسة
ليس الرئيس في الولايات المتحدة الأمريكية هو الذي يحكم وإنما المؤسسة، ويكاد يكون منصب الرئيس فيها بروتوكوليا. المؤسسة هي التي تضع الاستراتيجيات وترسم السياسات وترشح الرؤساء والإدارات وهي التي تستبدلهم إن شاءت.
وكانت المؤسسة قد جاءت بالرئيس اوباما ذوي الجذور السوداء والإسلامية ، وفي عهده – وللمفارقة - لم تتحسن أحوال السود في الولايات المتحدة الأمريكية قيد أنملة ، وساءت كثيرا أحوال المسلمين في أمريكا وفي كل أرجاء العالم ، وتم نعت الإسلام بالإرهاب وتمت محاربته من داخله وفي عقر داره ، وخُربت وهُدمت عدد من الدول الإسلامية وتم تشتيت وتهجير الملايين من المسلمين والعرب ناهيك عن الأعداد الرهيبة التي قتلت وجرحت.
قضى الرئيس اوباما ولايتين كاملتين ولم يغير شيئا في السياسة (الخارجية) حتى عندما أراد ورغب بالتغيير لأنه لم يستطيع أن يخرج عن الخط المرسوم له .
الحال نفسه سيكون مع الرئيس الجديد الذي جاء بأجندة سياسية تبدو جديدة مع انه ليس ضليعا بالسياسة ولم يسبق له أن خاض غمارها، سيواصل الرئيس الجديد محاربة الإسلام الذي أعلنته الولايات المتحدة الأمريكية عدوا لها منذ انهيار الاتحاد السوفيتي حين خرجت إحدى كبريات الصحف الأمريكية غداة ذلك الانهيار بإعلان كبير واضح وصريح على صفحتها الأولى قالت فيه:
(العدو القادم هو الإسلام )
و في منتدى الشؤون الأمنية الدولية في ميونخ عام 1991م رفع ديك تشيني وزير الحرب الأمريكي في عهد بوش الأب شعار"الإسلام العدو البديل".
وفي عام 1993 دعا رئيس مجلس النواب الأمريكي آن ذاك نيون جينجرتيش المجلس إلى وضع إستراتيجية كاملة لمحاربة "التوليتارية الإسلامية"
وأكد على ذلك ما تبع من تصريحات وهفوات وزلات لسان للساسة الأمريكان، وأهم من ذلك ما مارسته الولايات المتحدة الأمريكية على ارض الواقع وما شنته من حروب على مدار ربع قرن.
ما يفعله الرئيس ترامب اليوم لا يعدو كونه خطوة جديدة للإمام في ذات النهج و وتصعيد في ذات السياسة.
شأنه شأن اوباما لن يستطيع الرئيس الجديد الخروج عن سياسات واومر المؤسسة الحاكمة وإلاسينتظره شيء مشابه لما جرى للرئيس جون كينيدي والرئيس ريتشارد نيكسون عندما حاولا الخروج عما رسمته تلك المؤسسة التي تضم المتنفذين في الكونغرس والبنتاغون والمخابرات وايباك وأقطاب الإعلام والبترودولار والصناعة و وول ستريت وكبار العائلات أمثال آل روتشيلد وروكفلر وقوى خفية أخرى.
الجديد الذي جاء به ترامب هو تقربه من الرئيس الروسي وما تخلل ذلك من مديح وإطراء للرئيس بوتين وهو أمر يمكن فهمه وتفسيره.
لقد انتهى العداء الأيدلوجي بين روسيا والدول الغربية منذ ربع قرن وأصبحت المصالح والتنافس هي التي تحكم العلاقة بين الطرفين، ومن ناحية ثانية سجل المارد الصيني صعودا وتقدما على مستوى الاقتصاد العالمي والتجارة الدولية وهو أمرٌ يسبب للولايات المتحدة القلق والمخاوف، ولأن السياسة لا يوجد فيها صداقة دائمة ولا عداء دائم ، والقاعدة فيها تقول انه عند ظهور عدو قوي أو عدو جديد تتنحى أمامه العداوات القديمة ، يمكن تفهم الغزل الترامبي بالقيصر الروسي في هذا السياق وبالنظر لأهمية الدور الروسي في المرحلة القادمة وحاجة الولايات المتحدة للاتحاد الروسي في ظل حربها الاقتصادية المرتقبة مع الصين.
نكاية بالاتحاد السوفيتي انفتحت الولايات المتحدة في أوج الحرب الباردة على الصين التي زارها الرئيس نيكسون عام 1972م متجاهلا ما كان من خلاف عقائدي عميق معها .
وقبل ذلك (في العام 1945 ) شهد العالم مؤتمر (يالطا) الذي أسفر عن اتفاق تفاهمٍ و تقاسم بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي وبريطانيا .
هل سيكون التنين الصيني سبباً لاتفاق جديد بين الفيل الأمريكي والدب الروسي؟
هل نحن أمام يالطا جديدة ؟
هذا ما ستجيب عليه فترة إقامة الرئيس ترامب بالبيت الأبيض.