
دونالد ترامب والقضية الفلسطينية
بقلم د. شادي جمال أبو حلتم
إنقسم العالم ما بين مستغربا ومؤيدا لفوز الرئيس الامريكي رونالد ترامب ؛ وتنصيبه كرئيس (45) للولايات المتحدة الامريكية، فالبعض يرى فيه رجل امريكا الحديدي، والبعض الاخر يراه رجلا متهورا سيقود العالم الى أزمات كبرى.
فتصريحاته الغريبة والمتطرفة بخصوص نقل السفارة الأمريكية الموجودة حاليا في تل أبيب الى القدس؛ وحظر هجرة مواطني (6) الى الولايات المتحدة الامريكية وهي (العراق وإيران وسوريا والسودان واليمن وليبيا والصومال) ، وبناء جدار فصل عنصري كنموذج من التجربة الاسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، وإتهامه مرارا وتكرارا للإسلام بإنه دين الإرهاب، وانحيازه العلني لدولة اسرائيل مقابل التهميش للفلسطينين.
ترامب الرئيس الأمريكي المثير للجدل صاحب نظرية (( أمريكا أولاً)) وعلى دول العالم أن تعمل بما يخدم الرأسمالية الأمريكية؛ فالأهمية النفعية الغاية الكبرى في السياسة الامريكية الجديدة، والتعامل مع الأقوياء فقط وهم الاسرائيليون، والسلام لا يمنح للضعفاء وهم الفلسطينيون؛ فهو لا يؤمن بفكرة التدخل في الشؤون الداخلية للدول إذا لم يقدم هذا التدخل نفعاً وفائدة للولايات المتحدة الامريكية.
وتأييده العلني والمباشر لإسرائيل في التوسع الاستيطاني في جميع الاراضي الفلسطينية، وإعتبارها الدولة الأكثر ديموقراطية في الشرق الأوسط المحروق، فضلاً عن أنها تعيش في إقليم مليء بالحروب والصراعات والنزاعات.
كل هذه المعطيات ستجعل عملية السلام أمراً مستحيلاً بعيد المنال، ففي عام (2015) قدم ترامب حلاً غير أخلاقياً للدولة الفلسطينية وهو إقامة وطن قومي فلسطيني بديلا في ولاية بورتوريكو الأمريكية كتعويض لهم مقابل الهجرة من فلسطين، حيث قال (( سأبني للفلسطينيين جمهورية عصرية بدلاً من المساجد اللعينة وبدلاً من أن يقتلو الابرياء الاسرائيليين)).
وحقيقة الأمر بأن الشعب الفلسطيني يرى في ترامب بأنه كباقي رؤساء أمريكا السابقين المنحازين لإسرائيل على حساب القضية الفلسطينية ، وأن الوضع سيبقى على ما هو عليه؛ بل سيزداد الأمر تردياً، وهو طوي عملية السلام وتجميد ملف الدولة الفلسطينية وعودة الاجئين.
وهذا ما ستحدده السياسة الخارجية الأمريكية على إعتبار أن الولايات المتحدة الامريكية دولة مؤسسات وليس دولة أفراد أو أحزاب أو الرئيس الواحد.
القدس 301 2017م
د. شادي جمال أبو حلتم
[email protected]
بقلم د. شادي جمال أبو حلتم
إنقسم العالم ما بين مستغربا ومؤيدا لفوز الرئيس الامريكي رونالد ترامب ؛ وتنصيبه كرئيس (45) للولايات المتحدة الامريكية، فالبعض يرى فيه رجل امريكا الحديدي، والبعض الاخر يراه رجلا متهورا سيقود العالم الى أزمات كبرى.
فتصريحاته الغريبة والمتطرفة بخصوص نقل السفارة الأمريكية الموجودة حاليا في تل أبيب الى القدس؛ وحظر هجرة مواطني (6) الى الولايات المتحدة الامريكية وهي (العراق وإيران وسوريا والسودان واليمن وليبيا والصومال) ، وبناء جدار فصل عنصري كنموذج من التجربة الاسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، وإتهامه مرارا وتكرارا للإسلام بإنه دين الإرهاب، وانحيازه العلني لدولة اسرائيل مقابل التهميش للفلسطينين.
ترامب الرئيس الأمريكي المثير للجدل صاحب نظرية (( أمريكا أولاً)) وعلى دول العالم أن تعمل بما يخدم الرأسمالية الأمريكية؛ فالأهمية النفعية الغاية الكبرى في السياسة الامريكية الجديدة، والتعامل مع الأقوياء فقط وهم الاسرائيليون، والسلام لا يمنح للضعفاء وهم الفلسطينيون؛ فهو لا يؤمن بفكرة التدخل في الشؤون الداخلية للدول إذا لم يقدم هذا التدخل نفعاً وفائدة للولايات المتحدة الامريكية.
وتأييده العلني والمباشر لإسرائيل في التوسع الاستيطاني في جميع الاراضي الفلسطينية، وإعتبارها الدولة الأكثر ديموقراطية في الشرق الأوسط المحروق، فضلاً عن أنها تعيش في إقليم مليء بالحروب والصراعات والنزاعات.
كل هذه المعطيات ستجعل عملية السلام أمراً مستحيلاً بعيد المنال، ففي عام (2015) قدم ترامب حلاً غير أخلاقياً للدولة الفلسطينية وهو إقامة وطن قومي فلسطيني بديلا في ولاية بورتوريكو الأمريكية كتعويض لهم مقابل الهجرة من فلسطين، حيث قال (( سأبني للفلسطينيين جمهورية عصرية بدلاً من المساجد اللعينة وبدلاً من أن يقتلو الابرياء الاسرائيليين)).
وحقيقة الأمر بأن الشعب الفلسطيني يرى في ترامب بأنه كباقي رؤساء أمريكا السابقين المنحازين لإسرائيل على حساب القضية الفلسطينية ، وأن الوضع سيبقى على ما هو عليه؛ بل سيزداد الأمر تردياً، وهو طوي عملية السلام وتجميد ملف الدولة الفلسطينية وعودة الاجئين.
وهذا ما ستحدده السياسة الخارجية الأمريكية على إعتبار أن الولايات المتحدة الامريكية دولة مؤسسات وليس دولة أفراد أو أحزاب أو الرئيس الواحد.
القدس 301 2017م
د. شادي جمال أبو حلتم
[email protected]