الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الوحدة الفلسطينية ودورها في تعزيز الحكم الرشيد بقلم أ.جهاد أحمد رضوان

تاريخ النشر : 2017-02-01
الوحدة الفلسطينية ودورها في تعزيز الحكم الرشيد
بقلم / أ.جهاد أحمد رضوان
يعتبر مفهوم الحكم الرشيد مرتبطا ارتباط وثيقا بمفهوم الديمقراطية وحقوق الانسان والامن والاستقرار،بكون ان كل مجتمع ديمقراطي يكون قائم الحرية والاحترام المتبادل بين فئات الشعب ومن خلال ذلك يتحقق مبدأ المشروعية وسيادة القانون ويتم الفصل بين السلطات وتصبح التعددية السياسية موجودة وقائمة على اساس المشاركة.
والحكم الرشيد عرفه الكثير ويكون هذا التعريف وفق ما تعمل به كل مؤسسة او نظام على حذا وعرفه برنامج إدارة الحكم في الدول العربية بأنها إدارة الحكم التي تعزز وتدعم وتصون رفاه الإنسان وتوسع قدراته وخياراته وفرصه وحرياته السياسة والاقتصادية والاجتماعية والثقافية , وهو قائم على مبادئ الإنصاف والمشاركة والشفافية والمسائلة وحكم القانون , وتتم ممارسته بواسطة مجموعة من المؤسسات التي تمثل الشعب تمثلاً كاملاً , وتهدف إلى تحقيق التقدم والتنمية من خلال تركيز الأولويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية على إجماع مجتمعي واسع النطاق , يضمن إشراك الفئات الأشد فقراً وضعفاً في عملية صنع القرار.
وتحقيق الحكم الرشيد قائم على مبدأ التعاون والاتفاق والتواصل والاتصال بين الدولة من خلال المؤسسات الحكومة التابعة لها وبين المؤسسات الغير حكومية – منظمات المجتمع المدني – والقطاع الخاص , فكل جهة تقوم بالدور والمهام المنوطة بها , للوصول إلى الغاية المرجوة بتحقيق الحكم الرشيد , وهذا يتحقق من خلال تنسيق المهام والأدوار والوظائف وتبادل المعلومات والتقارير والمقترحات والمشاريع والخبرات.
يهدف الحُكم الرشيد إلى تعزيز وترسيخ مبادئ الديمقراطية ودورية الانتخابات والمشاركة السياسية والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة والفصل بين السلطات الثلاثة وسيادة القانون وقبول الآخر والتوافق بين المكونات السياسية والاجتماعية واحترام الحريات العامة واحترام حرية التعبير والرأي , ومحاربة الفوضى والفساد والمحسوبية والواسطة , وعدم التمييز والإقصاء , وتحقيق المساواة وتكافؤ الفرص بين كافة شرائح المجتمع , كما يهدف الحُكم الرشيد إلى تحقيق مصالح الشعب والعمل على تطوير المجتمع والسمو والرقي به , كما ويهدف الحُكم الرشيد إلى الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي , والحفاظ على فاعلية النظام السياسي وقدرته على التعامل مع كافة المتغيرات والتحديات التي قد تتعرض لها بيئة عمل النظام السياسي سواء داخلياً أو خارجياً , كما أنه يهدف إلى توفير قنوات اتصال وتواصل بين الحاكم والمحكوم وفق الآليات التي يحددها القانون.
فبذلك تعتبر الوحدة الفلسطينية هي الاساس الذي يقوم عليه تحقيق الحكم الرشيد لأنه معايير الحكم الرشيد لا تتحقق إلا بوجود وحدة واحدة وشعب متحد حتى تتحقق المشاركة ومن ثم بالمشاركة تتحقق الشفافية فالشعب الفلسطيني منذ اللحظة الأولى للانقسام الفلسطيني سقطت كل القيم والمعايير سالفة الذكر وغابت معها معالم الحُكم الرشيد بشكل عام في الأراضي الفلسطينية , فقد أوجد الانقسام حكومتين إحداهما في الضفة الغربية والأخرى في قطاع غزة , وبعد جهود حثيثة وحوارات ومبادرات تم تشكيل حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني , مهمتها الرئيسية تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وتجاوز وحل كافة الخلافات والآثار الناجمة عن الانقسام من المشاكل والتحديات التي أضرت بالمصلحة الوطنية الفلسطينية , والبدء في عملية الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي , وإعادة الشرعية لكافة المؤسسات الفلسطينية.
إن غياب معايير وأسس الحُكم الرشيد ساهمت بشكل كبير في توفير بيئة وأرضية خصبة لحدوث واستمرار الانقسام وتجذره , كما أن غياب تلك الأسس والمعايير أثرت على مستوى رفاه الإنسان وقدراته وخياراته وفرصه وحريته السياسية والاقتصادية والاجتماعية , كما زاد من حالات تهميش الكفاءات والخبرات والعقول والطاقات البشرية , فتعطلت مجالات التنمية سواء سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية وما إلى غيرها من مجالات التنمية , كما زادت حالات الفقر والبطالة وانتشار الجريمة , وتفاقم المشاكل الحياتية , وزاد من عُمق الحرمان والتمييز والإقصاء بين فئات المجتمع التي تُولد يوماً بعد آخر حالة من الاحتقان وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي , كما شكل غياب الحُكم الرشيد عدم القدرة على التوصل لرؤية استراتيجية توافقية حول كافة القضايا المجتمعية والوطنية.
إن حالة عدم الثقة بين طرفي الانقسام حركتي (فتح وحماس) من جهة , وحركة حماس وحكومة الوفاق من جهة أخري وغياب الدور المؤثر لباقي الفصائل الفلسطينية من جهة ثالثة , أعاقت كل الجهود المبذولة لإنهاء الانقسام وإتمام المصالحة , فلم يُنجز أي ملف من ملفات اتفاق المصالحة حتى هذه اللحظة , ولم تُحل أي مشكلة من مشاكل قطاع غزة , وذلك بسبب عدم جدية الطرفين وعدم صدق النوايا , والاعتراض على كل الأفكار والحلول والمقترحات التي تُطرح من أجل تضييق الفجوة بين طرفي الانقسام للتقدم خطوة أخرى في طريق المصالحة الفلسطينية , إلى جانب الاستمرار في حالة التراشق السياسي والإعلامي وتبادل الاتهامات , وغياب المسؤولية الحقيقة واستشعار المخاطر التي تحيط بالقضية الفلسطينية , وعدم الإحساس بمعاناة الشعب المتفاقمة في ظل استمرار الحصار وإغلاق معبر رفح.
إن إتمام المصالحة هدف استراتيجي وضرورة وطنية يتطلب على الجميع السعي جاهداً لإتمامها وإنجاحها , كما أن تطبيق الحُكم الرشيد ضرورة ومصلحة وطنية تؤسس لنظام حُكم ديمقراطي يؤمن بالمشاركة والتعددية السياسية وقبول الآخر والحفاظ على دورية الانتخابات والتداول السلمي للسلطة والحفاظ على شرعية المؤسسات وتحقيق العدالة والمساواة بين كافة شرائح وأفراد المجتمع دون تمييز وتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني وإشراكها في عملية صنع القرار والاهتمام بمشاريع التنمية والتطوير وتقديم الخدمات وتوفير الفرص للمواطن من أجل توفير الحياة كريمة له في وطنه , والتصدي لكافة أشكال وأنماط الفساد والمحسوبية من خلال تعزيز مبدأ الشفافية والمسائلة والرقابة والعدالة وسيادة واحترام القانون , لتكون نقطة انطلاق نحو بناء وقيام الدولة الفلسطينية وتجنب وتفادي لأي مظهر من مظاهر الانقسام والانفصال في المستقبل.
الحكم الرشيد يجب أن يُفعل ويتم تطبيقه لحماية النظام والحكومة والمجتمع , وتجنيبه من أي مآسي وكوارث قد تحدث في المستقبل ، لتوفير مقومات وأسس الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية السليمة ،ضمن مجتمع متعدد الأفكار والآراء , ولتوفير مقومات الصمود والتحدي والبقاء والتصدي لكافة المخططات والمشاريع الهادفة إلى إنهاء القضية الفلسطينية فبالوحدة يتحقق الحكم الرشيد وبالحكم الرشيد تبقي الوحدة قائمة وفعالة في فلسطين.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف