الأخبار
الهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوع
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

العبور العسير الى النهضة الحضارية في العالم العربي بقلم:عماد صلاح الدين

تاريخ النشر : 2017-02-01
العبور العسير الى النهضة الحضارية في العالم العربي بقلم:عماد صلاح الدين
العبور العسير الى النهضة الحضارية في العالم العربي
 عماد صلاح الدين

في ظني أن المجتمعات المتخلفة، تصاب بالتراجع رويدا رويدا، ثم تتسع دائرة ومساحة هذه التراجع، بشكل كبير ومفاجئ و صادم، في مراحل بعينها؛ كلما أوغلت وتغافلت عن هذا التراجع المرضي الشامل.

وأظن – كذلك- أن التراجع في نشأته الأولى، يعود إلى حالة من التراخي والتواكل الفردي والمجتمعي، بحيث يجلب أو يفتتح هذا التراخي والتواكل دورة السيرة، نحو الضعف، وبالتالي التأخر، عن ركب التقدم المطّرد.

حين يدخل الأفراد والمجتمع في دورة أو دورات الضعف المتلاحق، يصيرون يبحثون عن تبريرات لهذا الضعف المسترسل، دون توقف، بسبب غياب الإرادة والفاعلية الإنسانية، وما ينتج عنهما من توليد للأفكار والمخرجات العملية المتنوعة.

تستمر دورة التبرير للضعف إلى نقطة بعينها كحالة وحيدة، ثم يتم الدخول في محاولة استخدام التبرير والاعتذارية كمحاولة لإلهاء النفس الإنسانية وكأنها علاج، ثم يتم بعد تفاقم الضعف والتراجع إلى درجة الانهيار وحين لا تجدي التبريرات والاعتذاريات في تفسير الضعف أو في الهاء النفس، يتم الاستعانة بالخزعبلات والأساطير والسحر وما إلى ذلك، كمحاولة للعلاج الخلاصي؛ هكذا وبضربة واحدة، لمحو سجل طويل من الضعف والوهن والتراجع والخوف الشديد والكسل وغياب الإرادة والعقل والتوازن، وبالتالي انعدام الحرية والكرامة وربما الأمل، والاهم القدرة على التقرير الذاتي والجمعي للمصير الإنساني.

هنا أعلاه، يتم خلط الدين الصحيح كمنظومة فكر وقيم وأخلاق وحق وباطل وعدل وظلم وحرية وعبودية وكرامة واضطهاد واستعباد بحالات خزعبلية واساطيرية وتوهمية بل ومرضية؛ وتصبح الغلبة والحضور لهذه الأخيرة على حساب الحضور المفترض للدين كمنظومة قيم وأخلاق وفكر، لا يجوز خلطها بوقائع دنيوية مفتوحة ونسبية، وعندها وبسبب هذا الخلط والغلط والتغليط، يتم اتهام الدين كدين سماوي بالرجعية والتخلف، وبأنه أفيون الشعوب، وما إلى ذلك، كردة فعل على حالة التراجع الشاملة، التي يحياها الإنسان إن على صعيد حياته أو حريته أو حقوقه.

لذلك، تأتي المناديات المختلفة، من النخب الواعية في تلك المجتمعات لاحقا، لتطالب بفصل الدين عن الدولة أو المناداة بالعلمانية الجزئية، التي هي نداء السماء - من الأساس- لأهل الأرض؛ ذلك لان الشرائع السماوية إنما أنزلت لتناسب أوضاع الإنسان المادية وتعقيداتها وتركيبياتها، وليس لأجل الملائكة أو لأوضاع مُثلية وطوباوية.
 وإذن، فالعلة ليست من الدين وإنما من الإنسان نفسه؛ حين يميل إلى تعطيل نواميس وقوانين الحياة، ويميل إلى التواكلية والارتكان على الفراغ والهواء.

لذلك، والإنسان والجماعة والمجتمع، وهم في طريقهم إلى محاولات النهوض والتصحيح والانبثاق نحو التقدم والتطور والرسالة الحضارية، تلتبس عليهم الأمور سواء كانت على صعيدها الدنيوي أو حتى الديني، وتجري الأمور أحيانا، ولفترات ليست بالقصيرة، بشكل حدي، وعلى مستوى المجتمع نفسه، بل والإنسان نفسه؛ بين نزعة حدية نحو الذهاب في فهم الدين وسلوكه إلى درجة متطرفة، أو إنكار الدين على شكل وحضور متطرف.

ويبدو أن الجبهات، التي سيقاتل عليها الإنسان وهو ينهض، من القاع إلى أعلى وهكذا، كثيرة وكثيرة جدا، بل ومستجدة أحيانا ومستولدة، من وقائع ومخرجات تراجعية من أساسها أو من تصورات وسلوكيات ومناهج بُنيت أو قامت على بنى تخلفية وانحطاطية. وهنا يكون المعوّل في التركيز على الأوليات والأولويات، وعلى التراكمية، في غير جانب، سواء كان بسيطا أو مركبا، مع حضور النفس الطويل، في الاحتمال والصبر والتمسك بمنظومة القيم والأخلاق الإنسانية العالمية، ودون فقدان للأمل؛ لكي تقود التراكمية إلى تدرجية في السلامة الإنسانية والوعي المتدرجين، مع اطراد الإحساس بنمو الذات الفردية والمجتمعية وتطورها، على طريق استقلالها وفاعليتها، وبالتالي قدرتها على تقرير المصير، في بيئة إنسانية حضارية، تقوم على تعمير الدنيا لا تدميرها.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف