رسالة مفتوحة للقيادة المصرية
لست في وارد استحضار التاريخ للحديث عن العلاقات المصرية الفلسطينية فالتاريخ تتزاحم صفحاته وهي تتحدث عن المواقف المُشرفة والتاريخ الناصع لتلك العلاقات، وحتى إن شاب تلك العلاقة أي توتر في مرحلة من المراحل فإن عمق أخوتنا وعلاقاتنا كفيلة بمعالجته والتجاوز عنه.
وأمام كُل ما تقدم قررت أن أكتب بلا تردد رسالتي للقيادة المصرية علها تصل، مُحملة بالدعاء أن يكتب الله لـمصر الأمن والأمان والسلام والاستقرار والرخاء، وإن توقيت الرسالة يتزامن مع تلك الأخبار الطيبة التي تتحدث عن تحسن في العلاقات الفلسطينية المصرية، وتحديداً مع قطاع غزة بعد توتر لم نكن نُريد يوماً أن يكون، ولم يكن أحد يتمنى أن يحدث.
إن مصر أكثر من مجرد دولة عربية شقيقة، والحقيقة أن موقع مصر الجغرافي والتاريخي جعل منها الحضن الدافئ لفلسطين وقضيتها، وشكلت على الدوام صمام الأمان وخط الدفاع الأول عن فلسطين في معظم المحطات المُهمة، بالإضافة لذلك فهي البوابة العربية الوحيدة التي تربط غزة بالعالم، وهي التي تملك مفاتيح تخفيف الحصار والمعاناة عن شعبنا.
لن أطيل الحديث وسأتوجه للقيادة المصرية بالقول إن هذه العلاقات وهذا التاريخ يجب أن يتعزز وأن يتواصل، ونحن في غزة نُريد له أن يتطور بشكل إيجابي، ونتمنى على مصر أن تواصل مسيرتها التاريخية في الوقوف إلى جانب شعبنا، وأن تتحرك قيادتها على المستوى السياسي للعب دور أكثر فعالية لحماية القضية الفلسطينية من الإرهاب الإسرائيلي.
بالإضافة لذلك فإنني أتمنى على القيادة المصرية أن تتخذ قرارات تاريخية في إنهاء الحصار عن غزة، ورفع المعاناة عن أهلها، وذلك بفتح دائم لمعبر رفح، وتمكين كل شرائح شعبنا من حرية الحركة والتنقل كواجب أخوي إنساني، كما أدعوهم للسماح مجدداً بدخول قوافل الإغاثة والمساعدات الإنسانية بعد سنوات من التوقف، لأن هذا الأمر من شأنه تخفيف المعاناة غزة، ودعم القطاعات الحيوية المُختلفة وتحديداً القطاع الصحي الذي يتعرض لاستنزاف متواصل.
إن قطاع غزة يُمكن أن يُشكل رافعة مُهمة للاقتصاد المصري، وأن التبادل التجاري عبر معبر رفح، أو العمل على إيجاد منطقة تجارية حُرة سيكون عامل مساهم في تعزيز الاقتصاد المصري والفلسطيني، وإن أي إجراء من هذا القبيل سيُشكل تعزيز لحالة الصمود الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي.
إن المخاوف والسناريوهات التي يُطلقها البعض تخويفاً أحياناً وتحريضاً أحياناً أخرى حول العلاقة الأخوية بين غزة ومصر تحديداً هي في الحقيقة لا أساس لها من الصحة، وإن غزة وأهلها وفصائلها تعتبر مصر صمام أمان، وأن أمنها القومي هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي الفلسطيني، وأن الحفاظ عليه واجب ديني ووطني وأخلاقي.
إخواني في القيادة المصرية، إن رسالتي لكم اليوم هي تعبير بسيط بكلمات بسيطة عما يجول في خاطر كل أبناء غزة، الذين يتمنون للعلاقة بيننا ألا تتأثر ببعض السلوكيات التي تحدث على بعض الحواجز في طريق الذهاب والإياب من وإلى معبر رفح، حيث يتعرض أبناء شعبنا المسافرين على حواجز التفتيش في سيناء لمعاملة قاسية ومُهينة بلا أي ذنب وبلا أي اعتبار لكرامتهم الإنسانية، ولذلك نتمنى عليكم وقف هذه الإجراءات المؤسفة والتي لا تعبر بالتأكيد عن توجهات القيادة المصرية تجاه القضية الفلسطينية وتخفيف المعاناة عن غزة.
أخيراً سيبقى الدعاء لمصر بالخير هو لسان حالنا، وستبقى العلاقات الأخوية تجمعنا، على أمل أن تصل رسالتي للقيادة المصرية، وأن تترجم واقعاً على الأرض، وحتى ذلك الحين سلامُ من الله عليكم.
أدهم أبو سلمية
المتحدث باسم هيئة الحرك الوطني لكسر الحصار وإعادة الإعمار عن غزة
فجر الثلاثاء 31 يناير 2017م
لست في وارد استحضار التاريخ للحديث عن العلاقات المصرية الفلسطينية فالتاريخ تتزاحم صفحاته وهي تتحدث عن المواقف المُشرفة والتاريخ الناصع لتلك العلاقات، وحتى إن شاب تلك العلاقة أي توتر في مرحلة من المراحل فإن عمق أخوتنا وعلاقاتنا كفيلة بمعالجته والتجاوز عنه.
وأمام كُل ما تقدم قررت أن أكتب بلا تردد رسالتي للقيادة المصرية علها تصل، مُحملة بالدعاء أن يكتب الله لـمصر الأمن والأمان والسلام والاستقرار والرخاء، وإن توقيت الرسالة يتزامن مع تلك الأخبار الطيبة التي تتحدث عن تحسن في العلاقات الفلسطينية المصرية، وتحديداً مع قطاع غزة بعد توتر لم نكن نُريد يوماً أن يكون، ولم يكن أحد يتمنى أن يحدث.
إن مصر أكثر من مجرد دولة عربية شقيقة، والحقيقة أن موقع مصر الجغرافي والتاريخي جعل منها الحضن الدافئ لفلسطين وقضيتها، وشكلت على الدوام صمام الأمان وخط الدفاع الأول عن فلسطين في معظم المحطات المُهمة، بالإضافة لذلك فهي البوابة العربية الوحيدة التي تربط غزة بالعالم، وهي التي تملك مفاتيح تخفيف الحصار والمعاناة عن شعبنا.
لن أطيل الحديث وسأتوجه للقيادة المصرية بالقول إن هذه العلاقات وهذا التاريخ يجب أن يتعزز وأن يتواصل، ونحن في غزة نُريد له أن يتطور بشكل إيجابي، ونتمنى على مصر أن تواصل مسيرتها التاريخية في الوقوف إلى جانب شعبنا، وأن تتحرك قيادتها على المستوى السياسي للعب دور أكثر فعالية لحماية القضية الفلسطينية من الإرهاب الإسرائيلي.
بالإضافة لذلك فإنني أتمنى على القيادة المصرية أن تتخذ قرارات تاريخية في إنهاء الحصار عن غزة، ورفع المعاناة عن أهلها، وذلك بفتح دائم لمعبر رفح، وتمكين كل شرائح شعبنا من حرية الحركة والتنقل كواجب أخوي إنساني، كما أدعوهم للسماح مجدداً بدخول قوافل الإغاثة والمساعدات الإنسانية بعد سنوات من التوقف، لأن هذا الأمر من شأنه تخفيف المعاناة غزة، ودعم القطاعات الحيوية المُختلفة وتحديداً القطاع الصحي الذي يتعرض لاستنزاف متواصل.
إن قطاع غزة يُمكن أن يُشكل رافعة مُهمة للاقتصاد المصري، وأن التبادل التجاري عبر معبر رفح، أو العمل على إيجاد منطقة تجارية حُرة سيكون عامل مساهم في تعزيز الاقتصاد المصري والفلسطيني، وإن أي إجراء من هذا القبيل سيُشكل تعزيز لحالة الصمود الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي.
إن المخاوف والسناريوهات التي يُطلقها البعض تخويفاً أحياناً وتحريضاً أحياناً أخرى حول العلاقة الأخوية بين غزة ومصر تحديداً هي في الحقيقة لا أساس لها من الصحة، وإن غزة وأهلها وفصائلها تعتبر مصر صمام أمان، وأن أمنها القومي هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي الفلسطيني، وأن الحفاظ عليه واجب ديني ووطني وأخلاقي.
إخواني في القيادة المصرية، إن رسالتي لكم اليوم هي تعبير بسيط بكلمات بسيطة عما يجول في خاطر كل أبناء غزة، الذين يتمنون للعلاقة بيننا ألا تتأثر ببعض السلوكيات التي تحدث على بعض الحواجز في طريق الذهاب والإياب من وإلى معبر رفح، حيث يتعرض أبناء شعبنا المسافرين على حواجز التفتيش في سيناء لمعاملة قاسية ومُهينة بلا أي ذنب وبلا أي اعتبار لكرامتهم الإنسانية، ولذلك نتمنى عليكم وقف هذه الإجراءات المؤسفة والتي لا تعبر بالتأكيد عن توجهات القيادة المصرية تجاه القضية الفلسطينية وتخفيف المعاناة عن غزة.
أخيراً سيبقى الدعاء لمصر بالخير هو لسان حالنا، وستبقى العلاقات الأخوية تجمعنا، على أمل أن تصل رسالتي للقيادة المصرية، وأن تترجم واقعاً على الأرض، وحتى ذلك الحين سلامُ من الله عليكم.
أدهم أبو سلمية
المتحدث باسم هيئة الحرك الوطني لكسر الحصار وإعادة الإعمار عن غزة
فجر الثلاثاء 31 يناير 2017م