الأخبار
جندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلال
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قـبـل أن تـشـتعـل الـنـار في مـلابـسـنا بقلم:حسن زايد

تاريخ النشر : 2017-01-31
قـبـل أن تـشـتعـل الـنـار في مـلابـسـنا بقلم:حسن زايد
حـســـن زايــــــــد .. يـكـتـب :
قـبـل أن تـشـتعـل الـنـار في مـلابـسـنا

إذا رأي المرء ناراً تلتهم البيوت في شارعه ، فلابد أن يثق في أنها ستصل حتماً إلي ملابسه ، إذا لم يسرع في إطفاءها . ولا شك أن قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الهجرة ، هي إشعال للنار ، في شوارعنا وبيوتنا وملابسنا الداخلية . فهذه القرارات فضلاً عن كونها تتصادم مع القيم التي قامت علي قواعدها الولايات المتحدة الأمريكية ، فإنها تمثل سلوكاً عنصرياً استعلائياً له ما يتبعه من تداعيات ، علي الداخل الأمريكي . كما انها تمثل انتهاكاً صارخاً للأعراف والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان . وأخيراً وضع العالم الإسلامي في حالة مواجهة واستنفار في مواجهة النزعة العدائية لأمريكا والغرب المسيحي ، بما يهدد الأمن والسلم الدوليين .
فكون هذه القرارات تتصادم مع القيم الأمريكية ، فلأن أمريكا ذاتها كأمة ، هي أمة من المهاجرين ، الذين سكنوا هذه البلاد ، علي حساب السكان الأصليين أصحاب الأرض ، وهم الهنود الحمر . وكان لابد لهذه الأمة كي تعيش ، أن تتبني عدم التمييز بين مكوناتها ، علي أساس العرق أو الدين أو الثقافة ، وإلا لما قامت ، وما بزغت للوجود ، ولما أشرقت عليها شمس . واليوم أمة المهاجرين تضيق ذرعاً بالمهاجرين الجدد ، تخوفاً من مزاحمة المهاجرين الجدد للمهاجرين القدامي ، خوفاً من تغيير ـ أو تهديد ـ التركيبة الديموغرافية للبلاد . وفي سبيل تحقيق ذلك ، يمكن التنازل عن القيم ـ الهوية ـ التي قامت عليها الأمة الأمريكية .
وكون هذه القرارات ، سلوكاً عنصرياً استعلائياً ، فلأنها اختصت المسلمين ـ دون بقية خلق الله ـ بآثارها وتداعياتها ، فضلاً عن صدورها في حق دول تم تسميتها ، وهي تنتمي إلي الدول الإسلامية . والمرجعية السند لذلك هي آفة الإرهاب ، الذي يضرب جنبات العالم شرقاً وغرباً ، وقد تصادف في هذه اللحظة التاريخية من تاريخ البشرية ، أن تنسب المسالك الإرهابية ، إلي متطرفين من المسلمين . وقد كانت صناعة الإرهابيين في الأصل ، صناعة غربية ، ثم وجد الإرهاب فرصته للتمدد والتوسع ، مع سياسات أوباما في المنطقة ، والمشروع الأمريكي للشرق الأوسط الجديد " الفوضي الخلاقة " . هذا فضلاً عن أن الإرهاب لا دين له . والأمة الأمريكية ذاتها قد عانت الإرهاب في بدايتها ، علي نحو تحدث عنه الدستور الأمريكي ، فضلاً عن ممارسته علي الهنود الحمر . فلا معني مطلقاً ، لهذه العمومية والشمول ، في التعامل مع المسلمين . إلي حد ذهاب ترامب إلي استثناء المهاجرين السوريين المسيحيين من هذه القرارات .
وللمفارقة فإن المهاجرين المستهدفون بهذه القرارات ، تقف الإدارة الأمريكية ، بفشلها في إدارة الصراعات الدولية ، وراء هجرتهم . فالمخطط الأمريكي / الغربي الإنتقامي من المنطقة أفضي إلي تدمير أفغانستان ، والعراق ، وليبيا ، وسورية ، واليمن ، فأصبح أهل هذه البلدان ، أمام أحد خيارين : إما الهروب من الجحيم والموت بالهجرة ، أو الموت والفناء . وكان لزاماً علي أمريكا والدول الغربية ، تحمل أعباء هؤلاء المهاجرين ، كإلتزام أخلاقي علي الأقل . أما رفض استقبالهم فهو سقوط أخلاقي بلا شك في ذلك .
أما من حيث أن هذه القرارات تمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان ، التي تكفلها القوانين والقرارات والأعراف الدولية ، فهذا أمر بيِّن ، فالقرارات قائمة علي أساس التمييز الديني ، ولا أدل علي ذلك من منح ترامب المسيحيين السوريين من هذا القرار . كما أن المفوضية العليا لشئون اللاجئين ، والمنظمة الدولية للهجرة ، ذهبت إلي دعوة إدارة الرئيس ترامب ، بشأن إعادة التوطين ، باعتبار أن المهاجرين واللاجئين الفارين من الحروب والإضطهاد ، حول العالم ، لم يكونوا في حاجة إلي ذلك ، أكثر مما هم عليه الآن .
وقد كان هناك اعتراض من بعض الدول الغربية علي هذه القرارات ، باعتبارها تمس مواطنيها من مزدوجي الجنسية ، وأظهرت بعضها فزعها من تنامي التيارات اليمينية المتطرفة ، التي تذهب بهذه الدول إلي الإنكفاء علي الذات ، وهو ما يمثل انتكاسة في منظومة القيم البشرية ، التي تدعو إلي التعايش المشترك .
وفي النهاية لا تخلو قرارات ترامب البهلوانية من مخاطر التقافز فوق الحبال ، لأنه قد يقصد من وراء ذلك محاربة الإرهاب ـ لو افترضنا حسن النية ـ ثم ينتهي به الأمر إلي السقوط في فخ العنصرية المتطرفة ، مع صعود اليمين المتطرف في الدول الغربية ، ونجد أتفسنا في مواجهة بين العالم الإسلامي ـ الذي يموج بالعناصر الراديكالية في الوقت الراهن ـ والعالم المسيحي . وينتقل مداد الكتب إلي أرض الواقع صداماً بين الحضارات ، يزرع الأرض جماجم بشرية ، بديلاً عن سنابل القمح ، والورود . فهنا حقاً قد نجد السبيل إلي فناء البشرية .
حــســـــــن زايـــــــــــد
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف