
نبض الحياة
هاوية نتنياهو
عمر حلمي الغول
نتنياهو يعمل بمقولة المثل الشعبي " شريك الخ ... إخسر وخسره "، وكلما إشتد الخناق حول رقبته بسبب ملفات الفساد المتورط بها وأرقامها (1000،2000،3000،4000)، كلما تمادى في الإنزلاق أكثر فأكثر نحو الجنون الإستعماري، وإتخذ سلسلة من المواقف المتطرفة للفت الأنظار عن جرائمه، وأيضا للمزاودة على أقرانه من اركان الإئتلاف اليميني المتطرف الحاكم، الذين ينتظروا بفارغ الصبر وضع رقبته في مقصلة الإعدام السياسي. لاسيما وانهم يسنوا اسنانهم لتولي مقاليد الحكم مكانه. ومن الإنتهاكات الخطيرة، التي لجأ لها في الأونة الأخيرة مع مطلع هذا العام اولا هدم (11) بيتا في قلنسوة في المثلث؛ ثانيا هدم (11) بيتا في أم الحيران في النقب، والحبل على الجرار في هذا الملف؛ ثالثا أطلق تصريحين لإعلان تخليه عن حل الدولتين في الأونة الأخيرة، حينما رد على الوزير كاتس، الذي طالبه مع بينت ب"التخلي عن خيار الدولتين"، حينما قال له "انت لم تقرأني جيدا، انا قلت دولة منقوصة." والتصريح الثاني حينما اعلن "انه مستعد للعودة للمفاوضات مع القيادة الفلسطينية إذا قبلت بشرطين: 1- الإعتراف ب"يهودية" الدولة الإسرائيلية، 2- السيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة من البحر إلى النهر"؛ رابعا حينما دعا بيتان، رئيس الإئتلاف الحاكم في الكنيست بتقديم تشريع البؤر الإستيطانية بالقراءتين الثانية والثالثة، والذي أُجل لليوم الثلاثاء للتصويت عليه؛ خامسا عندما وافق على بناء 68 وحدة إستيطانية في مستعمرة "عوفرا"؛ خامسا دعم إعلانات بناء ما يزيد على عشرة ألآف وحدة إستعمارية في العديد من مستعمرات القدس وخاصة في قلنديا لفصل القدس كليا عن الضفة الفلسطينية؛ سادسا وهناك مؤشرات تتضاعف يوما تلو الآخر على إمكانية شن حرب على محافظات قطاع غزة في المدى المنظور.
هذه وغيرها من الإنتهاكات والجرائم، اقدم عليها رئيس الحكومة الآيل للسقوط عن كرسي رئاسة الوزراء، التي قضى فيها احد عشر عاما حتى الآن، للدفاع عن هويته الصهيونية المتطرفة، وللتأكيد للشارع المتطرف في إسرائيل، انه لا يوجد ندا له في التطابق مع خيار الإستيطان الإستعماري وتدمير خيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وبالتالي إستعطاف الشارع الإسرائيلي لدعمه في مواجهة القضاء والشرطة الإسرائيلية ومن يستهدفوه بالشطب عن كرسي الحكومة. وهو ما يعني الذهاب بعيدا في جر إسرائيل والمنطقة برمتها إلى حافة الهاوية، وعودة الأمور إلى المربع صفر.
هذا التسرع والسباق مع الزمن في سياسة زعيم الإئتلاف الحاكم، رغم انها تنسجم وتتوافق مع خياره المعادي للسلام، إلآ انها ايضا تخدم من وجهة نظره حماية موقعه في كرسي الحكم، مستفيدا من تولي الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة ترامب الحكم، فضلا عن الظروف الموضوعية الأخرى، التي تسهل عليه المضي قدما في مسار الإنحدار نحو الهاوية. غير ان جميع اقرانه في الإئتلاف وفي ما يسمى بالمعارضة يعلمون علم اليقين إلى ما يرمي إليه نتنياهو. وبالتالي بقدر ما يستفيد أقرانه في الإئتلاف من إندفاعه في مخططهم الإستعماري، بقدر ما يلاحقونه خطوة خطوة حتى يدفعونه للسقوط والسجن إسوة بمن سبقوه من رؤساء الحكومات السابقين. لإن مصلحتهم تكمن في خروجه من رئاسة الحكومة. وحتى إيهود باراك، الذي أخذ يطفو على المشهد السياسي تدريجيا، وهيرتسوغ، زعيم المعارضة وليفني ولبيد وغيرهم، حذروا من مخاطر السياسة، التي ينتهجها، لإنها تدفع إسرائيل للوقوف في قفص المحاكم الدولية والأوروبية، وهو ما يعني انه بقدر ما يريد ان يرفع المقصلة عن رقبته، يدفع رقبة الدولة الإسرائيلية في المحاكم الأممية محلها. ولهذا فريق المعارضة يدعوه للإستقالة دون تعريض رأس الدولة للمحاكم والملاحقة القضائية.
غير ان بنيامين نتنياهو لا يأبه إلآ بمصيره ومواصلة تخندقه في كرسي الحكم. ولم يعد يرى نفسه إلآ ملكا متوجا على رأس إسرائيل، ويعمل بطريقة "علي وعلى أعدائي" دون النظر لمصالح إسرائيل الإستعمارية من وجهة نظره. النتيجة إسرائيل وحكومتها تتدحرج بسرعة نحو حافة الهاوية لا محال. وعلى القيادة الفلسطينية الإستعداد لكل السيناريوهات المتوقعة وغير المتوقعة.
[email protected]
[email protected]
هاوية نتنياهو
عمر حلمي الغول
نتنياهو يعمل بمقولة المثل الشعبي " شريك الخ ... إخسر وخسره "، وكلما إشتد الخناق حول رقبته بسبب ملفات الفساد المتورط بها وأرقامها (1000،2000،3000،4000)، كلما تمادى في الإنزلاق أكثر فأكثر نحو الجنون الإستعماري، وإتخذ سلسلة من المواقف المتطرفة للفت الأنظار عن جرائمه، وأيضا للمزاودة على أقرانه من اركان الإئتلاف اليميني المتطرف الحاكم، الذين ينتظروا بفارغ الصبر وضع رقبته في مقصلة الإعدام السياسي. لاسيما وانهم يسنوا اسنانهم لتولي مقاليد الحكم مكانه. ومن الإنتهاكات الخطيرة، التي لجأ لها في الأونة الأخيرة مع مطلع هذا العام اولا هدم (11) بيتا في قلنسوة في المثلث؛ ثانيا هدم (11) بيتا في أم الحيران في النقب، والحبل على الجرار في هذا الملف؛ ثالثا أطلق تصريحين لإعلان تخليه عن حل الدولتين في الأونة الأخيرة، حينما رد على الوزير كاتس، الذي طالبه مع بينت ب"التخلي عن خيار الدولتين"، حينما قال له "انت لم تقرأني جيدا، انا قلت دولة منقوصة." والتصريح الثاني حينما اعلن "انه مستعد للعودة للمفاوضات مع القيادة الفلسطينية إذا قبلت بشرطين: 1- الإعتراف ب"يهودية" الدولة الإسرائيلية، 2- السيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة من البحر إلى النهر"؛ رابعا حينما دعا بيتان، رئيس الإئتلاف الحاكم في الكنيست بتقديم تشريع البؤر الإستيطانية بالقراءتين الثانية والثالثة، والذي أُجل لليوم الثلاثاء للتصويت عليه؛ خامسا عندما وافق على بناء 68 وحدة إستيطانية في مستعمرة "عوفرا"؛ خامسا دعم إعلانات بناء ما يزيد على عشرة ألآف وحدة إستعمارية في العديد من مستعمرات القدس وخاصة في قلنديا لفصل القدس كليا عن الضفة الفلسطينية؛ سادسا وهناك مؤشرات تتضاعف يوما تلو الآخر على إمكانية شن حرب على محافظات قطاع غزة في المدى المنظور.
هذه وغيرها من الإنتهاكات والجرائم، اقدم عليها رئيس الحكومة الآيل للسقوط عن كرسي رئاسة الوزراء، التي قضى فيها احد عشر عاما حتى الآن، للدفاع عن هويته الصهيونية المتطرفة، وللتأكيد للشارع المتطرف في إسرائيل، انه لا يوجد ندا له في التطابق مع خيار الإستيطان الإستعماري وتدمير خيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وبالتالي إستعطاف الشارع الإسرائيلي لدعمه في مواجهة القضاء والشرطة الإسرائيلية ومن يستهدفوه بالشطب عن كرسي الحكومة. وهو ما يعني الذهاب بعيدا في جر إسرائيل والمنطقة برمتها إلى حافة الهاوية، وعودة الأمور إلى المربع صفر.
هذا التسرع والسباق مع الزمن في سياسة زعيم الإئتلاف الحاكم، رغم انها تنسجم وتتوافق مع خياره المعادي للسلام، إلآ انها ايضا تخدم من وجهة نظره حماية موقعه في كرسي الحكم، مستفيدا من تولي الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة ترامب الحكم، فضلا عن الظروف الموضوعية الأخرى، التي تسهل عليه المضي قدما في مسار الإنحدار نحو الهاوية. غير ان جميع اقرانه في الإئتلاف وفي ما يسمى بالمعارضة يعلمون علم اليقين إلى ما يرمي إليه نتنياهو. وبالتالي بقدر ما يستفيد أقرانه في الإئتلاف من إندفاعه في مخططهم الإستعماري، بقدر ما يلاحقونه خطوة خطوة حتى يدفعونه للسقوط والسجن إسوة بمن سبقوه من رؤساء الحكومات السابقين. لإن مصلحتهم تكمن في خروجه من رئاسة الحكومة. وحتى إيهود باراك، الذي أخذ يطفو على المشهد السياسي تدريجيا، وهيرتسوغ، زعيم المعارضة وليفني ولبيد وغيرهم، حذروا من مخاطر السياسة، التي ينتهجها، لإنها تدفع إسرائيل للوقوف في قفص المحاكم الدولية والأوروبية، وهو ما يعني انه بقدر ما يريد ان يرفع المقصلة عن رقبته، يدفع رقبة الدولة الإسرائيلية في المحاكم الأممية محلها. ولهذا فريق المعارضة يدعوه للإستقالة دون تعريض رأس الدولة للمحاكم والملاحقة القضائية.
غير ان بنيامين نتنياهو لا يأبه إلآ بمصيره ومواصلة تخندقه في كرسي الحكم. ولم يعد يرى نفسه إلآ ملكا متوجا على رأس إسرائيل، ويعمل بطريقة "علي وعلى أعدائي" دون النظر لمصالح إسرائيل الإستعمارية من وجهة نظره. النتيجة إسرائيل وحكومتها تتدحرج بسرعة نحو حافة الهاوية لا محال. وعلى القيادة الفلسطينية الإستعداد لكل السيناريوهات المتوقعة وغير المتوقعة.
[email protected]
[email protected]