الأخبار
جندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلال
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

القضية الفلسطينية ما بين ضبابية الواقع و سيناريوهات المستقبل بقلم:أ. محمد عودة أبو ناموس

تاريخ النشر : 2017-01-31
القضية الفلسطينية ما بين ضبابية الواقع و سيناريوهات المستقبل

بقلم / أ. محمد عودة أبو ناموس

لقد عصفت بالقضية وشعبنا الفلسطيني الكثير من الأزمات و الظروف التي راهن الجميع على أن تدك حصوننا و تذيب شعبنا  منذ الانتداب البريطاني وصولاً للانقسام الفلسطيني , فكانت وحدة صفوفنا الداخلية هي الصخرة الصلبة التي يتكسر عليها كل سفن الطغاة ومؤامراتهم , و في كل مرة يثبت شعبنا وقيادته أنهم الأقوى والأوعى والأقدر على مواجهة كل الظروف والرقم الصعب الذي لا يقبل القسمة , بينما للناظر على واقعنا الفلسطيني و المشهد السياسي المتأرجح اليوم ما بين التجاذبات الداخلية والكبت بجميع أنواعه , وتدخل الأجندات الإقليمية و المشهد العربي خاصة بعد ما يسمي بثورات الربيع العربي يكاد لا يدرك تفسيراً واضحاً لما ستؤول له القضية الفلسطينية , ولا يستطيع أن يقدم  تحليل منطقي و شافي وكافي لما سيحدث , فما الذي أثمره السياسيون بكل الأحزاب الفلسطينية للمواطن وللقضية !! وما هو مستقبل القضية و أبناء القضية ؟؟

 أسئلة بلا إجابات لمصير مجهول ,فمجريات الواقع تغرق في وحل الأزمات ,ما بين المفتعلة منها و المقترنة منها بشروط  و المفروضة على الكل الفلسطيني ,وتناغم البعض مع بقاء الحال كما هو عليه مما نتج عنه الضياع الفلسطيني أمام المناكفات السياسية الداخلية و هيمنة وغطرسة الاحتلال و تغوله و تعمده لاستفزاز المشاعر ,  وانتشار الطائفية و المذهبية في المشهد العربي و الإسلامي واندثار دول بأعلامها واستبدالها بأقاليم وأعلام جديدة ,وتطبيل بعض المثقفون و السياسيون العرب للتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب ,والرفض العربي للمواطن الفلسطيني ولقضيته على استحياء ,وتدخل الدول العظمي لحماية مصالحها بالشرق الأوسط وسياسة الولايات المتحدة التي تكيل بمكيالين .

كل هذه النوائب غير المنتهية ما هي إلا قشور ساهمت بتمييع القضية وضياع بوصلتها ,والتي كان وما زال الاحتلال وحلفائه السبب الرئيسي في اختلاقها ,بإستخدام نموذج صناعة الأحداث المتدرج ,وضرب العمق العربي و الإسلامي بنظرية تجزئة المجزأ و خلق النعرات الطائفية و إحياء الأحقاد المذهبية ,لتصبح حاضنة القضية الفلسطينية مهترئة ومنقسمة ومستعدة لقبول ما كان محرماً بالأمس فالضرورات تبيح المحظورات ,ولإجبار الفلسطينيون لقبول أبسط الحلول لكي تتفرغ تلك الحاضنة  لتثبيت أوضاعها الداخلية واعادة ترسيخ مكانتها الاقليمية و الدولية على حساب القضية الفلسطينية ,إذ يعتقدوا بمخيلاتهم أن طوق النجاة لسلامتهم ينحصر بقبول إسرائيل كدولة جارة لها حقوق و واجبات ,ولقد ساعد الانقسام الفلسطيني و الأحقاد العربية الدفينة بخلق أجندات متنوعة متصارعة ,ساهمت كل أجندة بقدر محدد برسم وتنفيذ مخططات جديدة وخلط الأوراق  للمنطقة برمتها و للقضية الفلسطينية ,و تعاطى الكثير مع هذه المخططات دون أن يدرك خفاياها ,ظناً منه أنها افضل و أسلم الحلول ناظراً للمصالح ومتجاهلاً للسلبيات وإن عظمت.

فلقد كان الانقسام الفلسطيني كارثة كونية يفوق قوة الكوارث الطبيعية ,فكان الثغرة الأولي التي أضاعت وبلا مجاملات هيبة النضال الفلسطيني رغم ما قدمته المقاومة من تضحيات وتطور منقطع النظير فيما بعد ,وضياع هيبة القائد السياسي صاحب القرار الموحد الملزم للعرب ,ليصبح الشارع العربي منقسم ما بين مؤيد ومعارض للانقسام ,وليوزع القرار السياسي الفلسطيني  بين عواصم الدول ,ولأن السياسة ليس لها معايير ثابتة أُدخل الكل الفلسطيني مرغماً أمام المال المشروط في صراعات الأجندات العربية المتصارعة ,لتطفو أجنداتهم وأحقادهم وتصبغ القضية بألوان ريشتهم ,حتي إذا ما وصل الصراع ذروته علق الجميع فرقة العرب على شماعة القضية الفلسطينية والانقسام الفلسطيني ,بل و تصوير الأمر على أن الانقسام تجربة مصغرة لما تم تنفيذه في بلدانهم ,وأن شرارة الأحداث و الثورات انطلقت من إرهاصات الانقسام الفلسطيني ,التي فتح الباب على مصرعيه للأحزاب العربية المعارضة و القوات الحكومية للدخول في معترك الصراع المسلح ,ليصورها الاحتلال الإسرائيلي وعملائه المنغمسين في الوسط السياسي العربي أن فصائل المقاومة للشعب الفلسطيني قوة عسكرية مجهزة ومدربة تنسق مع قوى المعارضة في الدول العربية لنشر الفوضى واستغلتهم دول لها مصالح إقليمية للإطاحة بعروش أنظمة الدول العربية والسيطرة عليها ,وليروج لهذه الادعاء بعض القنوات الإعلامية العربية وبعض النخب المثقفة ,ورغم محاولات العديد من الدول العربية لعقد مؤتمر مصالحة بين الفصائل الفلسطينية للوصول لاتفاق كانت النتيجة صفر كبير رغم الاتفاق !!! ولندخل في المتناقضات اللامتناهية ليعود الانقسام لنقطة البداية والاحتدام من جديد ,والحقيقة أن قرار المصالحة قد سرق مفاتيحه من يد القيادة الفلسطينية ومن يد دول الرباعية العربية منذ زمن  وأعطي بطرق ملتوية لإسرائيل , وحتي إذا ما اتفقت الفصائل سيكن  اتفاق مرحلي ولا تقدم على أرض الواقع ,و ستعمل إسرائيل لتطويعه فيما بعد لمصلحتها حتي إذا ما خرجنا من الصراعات الحزبية سعوا لخلق صراعات مذهبية وهمية لا تبقي ولا تذر ليبقي أبناء القضية يراوحوا في حلقة مفرغة دون تقدم ,كل هذه المخططات صممت أحداثها مسبقاً وكانت نقطة الانطلاق منذ احتلال العراق بخلق بؤر وموطئ قدم للتنظيمات المتشددة  في الشرق الأوسط ,ليأكل غُثاء السيل بعضه بعضا فيصبح هَبَاءً مَّنثُورًا ,و لتتذوق الدول العربية و تكتوي بما تسعي إسرائيل لترويجه منذ زمن بأن جيشها جيش دفاع وحقها في مكافحة الإرهاب الفلسطيني كما تدعي ,و ليختلط المفهوم مع المصطلح و ليضيع الجوهر مع المتشابه ولنشاهد النخب المثقفة والدينية العربية ترفض عمليات المقاومة وتصفها بالإرهابية ولتتدرج الآراء بحق إسرائيل بالوجود وتملكها للأرض فهي واقع لا يمكن تبديله و التغني بحُسن الجوار وحتي تنسجم الرؤية مع الواقع فإذا ما قامت إسرائيل باستفزاز لمشاعر الفلسطينيين أو حرب شعواء مستقبلاً سيوضع اللوم على الفلسطيني بحكم غيابي لا يقبل النقض هذا إن لم يجدد الانقسام بسيناريوهات أخرى وقيام أقاليم أكثر تشعباً فمن ظن أن إسرائيل تريد إعطائنا دولة على حدود عام 1967م فهو مخطئ  ...  فـ اسرائيل مشغولة الآن بإعادة برمجة العقلية العربية للدول المجاورة لترويضها  بإظهار الدين المتشدد للعرب فيتبرؤوا منه كما تبرأ الذئب من دم أبن يعقوب , ومع تسارع الأحداث و الحلم بالاستقرار فلن يقبل العرب أي شخص متحدث أصلاً بالدين وسيشعر العرب أن مشكلتهم الحقيقية بالتطور هو الدين ورجاله ويعود الدين غريب كما قال سيد المرسلين r وسنجد  لسان حال الجميع يلهج  بالتشابه الكبير بين الشريعة اليهودية مع الشريعة الإسلامية وأن الإله واحد لكلاهم كلمة حق يراد بها باطل و ليتهود العرب ولتكن النتيجة إجماع الشارع العربي و السياسي على أن تكون إسرائيل عضو فعال بجامعة الدول العربية  إن لم يستحدث لها أسم جديد والتي ستصبح فيما بعد ذات مكانة عالمية ولنجد الدول الحرة و الاسلامية تقف مع القضية الفلسطينية ولكنها دون تأثير فعال بالشرق الأوسط وتم إضعافها اقتصادياً  و داخلياً مسبقاً وليس بعيداً على إسرائيل أن تشن حرباً على لبنان ظاهرها السلامة الامنية و باطنياً تهجير الفلسطينيون بالمخيمات للدول الغربية أو توطينهم لتنتهي القضية الفلسطينية بأهداف نظيفة و ينصهر ممن تبقي ولم يهاجر بالمجتمعات العربية أو بدويلة صغيرة لها مرافق  ولكنها منزوعة السلاح و بإدارة دول صديقة ,فإسرائيل اليوم  قد أصابها الملل من الأمم المتحدة ومؤسساتها و من الولايات المتحدة وتطمح الأن أن تصبح في مصاف الدول العظمي فهي تمتلك القوة العسكرية و الإمكانات المادية و العقلية واستردت ثأرها القديم مع الدول العربية وتسعى لرد ثأرها مع دول الغرب مستغلة بذلك النصوص  والنبوءات بحنكة ولن يكن ذلك إلا إذا كانت الدول المجاورة حُلفاء معها وأنهت القضية الفلسطينية  دون ان تخسر شيء و استفادت من مقدرات الدول العربية واموالها المهدورة و المقسمة بين الدول العظمي لصالحها وحدها , بل وستعمل على إلغاء الحدود بين الدول العربية وصك عملة جديدة لهذه الولايات او بمعني اصح ( اسرائيل الكبرى ) ولكن بإدارة أقاليم لشخصيات عربية تحمل التلمود في صدورها, وبالمقابل  ستنتهي التنظيمات المتشددة بلا رجعة و سيتم تحجيم دور ايران و مدها و لا يمكن أن ننسي الانهيار الاقتصادي للسعودية  والدخول في معترك امارة الحكم , لتبقي مفاتيح اللعبة  بيد اسرائيل و أما المسجد الأقصى العقبة الوحيدة فلن يكون معضلة مع العقلية الاسرائيلية التي قامت بحفر الانفاق تحت المسجد الاقصى مسبقاً ويكن الانهيار طبيعي جداً أو بعمل ارهابي  مصطنع لا تلام عليه إسرائيل .

و أمام ما تقدم من الاجتهاد بالتحليل و التفسير للواقع الحالي لسيناريوهات تستشرف مستقبل القضية  تحتمل الصواب والخطأ (( والله أعلم )) لا يمكن ان ننسي قدرة الله و ارادته  وهو القائل في كتابه العزيز (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ )

(وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا  يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ  وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ ) صدق الله العظيم .

الحل بسيط وهو بالوحدة الحقيقة و المحافظة على الحاضنة الداخلية و الخارجية العربية منها و الاجنبية ,واستخدام الحنكة السياسة و الخروج من اللعب بالمتناقضات والمحاصصة ودعم القائد و القرار السياسي الموحد و الملزم لكل الدول  وتوزيع المهام السياسة بما يتناسب مع الدول وميولها وما ينصب بمصلحة القضية و التعالي على الجراح  والخروج من فكرة شطب الآخر فالقضية بحاجة اليمين واليسار و القلب  والله الموفق .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف