
جو كوكس .. ضحية الكراهية
بقلم : جمال ربيع ابو نحل
بينما كان يوجه طعنات سكينه في جسد النائبة البريطانية جو كوكس ، بعدما أطلق عليها النار من مسدسه عدة مرات و من مسافة صفر و هى مدرجة بدمائها على الأرض ، كان القاتل توماس مير يردد " بريطانيا أولا . "
النائبة العمالية " زيلين جويل " ، و المشهورة بجو كوكس ، قتلت أمام مكتبها فى دائرتها الانتخابية فى قرية بيرستال ، بالقرب من ليدز ، شمال لندن .
النائبة الشابة و التى تبلغ 41 عاما ، و هى أم لطفلين ، اشتهرت بدفاعها عن حقوق الأقليات و المهاجرين ، و ترأست لجنة برلمانين " من أجل سوريا " داخل مجلس العموم البريطاني ، و دعمت في أبريل مقترحا فى البرلمان البريطانى لإستقبال 3 آلاف طفل سورى من مخيمات اللجوء فى أوروبا .
نائبة الإنسانية و كما أسمتها عدة صحف و مجلات بريطانية ، قتلت فى 16 حزيران الماضي نتيجة حملات التحريض المنظم و الممنهج و الذى خاضه ضدها و ضد غيرها ممن تبنوا الدفاع عن الحقوق المتساوية بغض النظر عن لونهم و أصلهم و معتقداتهم ، قوى التطرف اليمينى .
القاتل توماس مير و الذى يعتبر من أنصار تيار النازيين الجدد و الذى يتخذ من أمريكا مقرا له ، حيث كشفت جمعية تعنى بالحقوق المدنية مدى العلاقات الوطيدة و التى كانت تربط القاتل بالتيار القومى الأبيض فى الولايات المتحدة الأمريكية و الذى يشكل اكبر تجمع للنازيبن ، أجاب قاضى محكمة ويستمنستر عندما سأله عن إسمه فأجاب " إسمى الموت للخونة ، الحرية لبريطانيا".
جو كوكس لم تكن نائبة مسلمة ، أو من أصول شرقية ، و القاتل أيضا ، ليس له علاقة بالإسلام أو المسلمين .
و لكن التعبئة العنصرية ضد الآخر و نظرية التفوق العرقى للإنسان الأبيض ، دفعت بالقاتل مير و ستدفع بغيره ، لإسكات اى صوت ينادى بالحرية و بالمساواة طالما استمرت حملات التحريض ضد المواطنين غير البيض وأيضا ضد من تسول له نفسه بالدفاع عن حقوق الإنسان .
جو كوكس و التى عملت طوال حياتها فى مجال المؤسسات الإنسانية حيث عملت لفترة طويلة فى مؤسسة اوكسفام كمسؤولة عن رسم السياسات ، و فى الدفاع عن حقوق الأطفال ، و عرفت أيضا بدفاعها عن حقوق الشعب الفلسطينى و حقه الثابت فى الحرية ، و فى رفضها المطلق للحصار الإسرائيلى الظالم ضد قطاع غزة ، و كانت عضوة ناشطة فى مجموعة " أصدقاء فلسطين."
إن الحكم المشدد و الذى اتخذه القاضى البريطانى ضد القاتل بالسجن المؤبد بدون الحق فى إطلاق سراحه ، و على الرغم من أهميته ، لن يجدى نفعا ، فى الحفاظ علي حياة الآخرين ، طالما تمارس العديد من الجهات الرسمية و غير الرسمية حملات التحريض ، و تمارس التمييز على أساس عرقى و دينى .
و من الكلمات التى نعى فيها زوج النائبة البريطانية زوجته ، السيد بريندان كوكس ، و التى يحب ان تكون دليل عمل للجميع " كانت تريد أن نتوحد جميعا لمحاربة الكراهية ، التى أودت بحياتها في النهاية ، الكراهية لا تعرف المنطق ، و لا الإقناع ، لا دين لها و لا ترتبط بشعب دون الآخر. "
و ما أحوجنا اليوم ان نتحلى بالشجاعة و الإيمان ، و ان ندافع عن الإنسانية جمعاء ضد الكراهية و العنصرية و أن نعزز مفاهيم المساواة و العدل و الحرية و السلام .
. عضو المجلس الوطنى الفلسطينى *
[email protected]
بقلم : جمال ربيع ابو نحل
بينما كان يوجه طعنات سكينه في جسد النائبة البريطانية جو كوكس ، بعدما أطلق عليها النار من مسدسه عدة مرات و من مسافة صفر و هى مدرجة بدمائها على الأرض ، كان القاتل توماس مير يردد " بريطانيا أولا . "
النائبة العمالية " زيلين جويل " ، و المشهورة بجو كوكس ، قتلت أمام مكتبها فى دائرتها الانتخابية فى قرية بيرستال ، بالقرب من ليدز ، شمال لندن .
النائبة الشابة و التى تبلغ 41 عاما ، و هى أم لطفلين ، اشتهرت بدفاعها عن حقوق الأقليات و المهاجرين ، و ترأست لجنة برلمانين " من أجل سوريا " داخل مجلس العموم البريطاني ، و دعمت في أبريل مقترحا فى البرلمان البريطانى لإستقبال 3 آلاف طفل سورى من مخيمات اللجوء فى أوروبا .
نائبة الإنسانية و كما أسمتها عدة صحف و مجلات بريطانية ، قتلت فى 16 حزيران الماضي نتيجة حملات التحريض المنظم و الممنهج و الذى خاضه ضدها و ضد غيرها ممن تبنوا الدفاع عن الحقوق المتساوية بغض النظر عن لونهم و أصلهم و معتقداتهم ، قوى التطرف اليمينى .
القاتل توماس مير و الذى يعتبر من أنصار تيار النازيين الجدد و الذى يتخذ من أمريكا مقرا له ، حيث كشفت جمعية تعنى بالحقوق المدنية مدى العلاقات الوطيدة و التى كانت تربط القاتل بالتيار القومى الأبيض فى الولايات المتحدة الأمريكية و الذى يشكل اكبر تجمع للنازيبن ، أجاب قاضى محكمة ويستمنستر عندما سأله عن إسمه فأجاب " إسمى الموت للخونة ، الحرية لبريطانيا".
جو كوكس لم تكن نائبة مسلمة ، أو من أصول شرقية ، و القاتل أيضا ، ليس له علاقة بالإسلام أو المسلمين .
و لكن التعبئة العنصرية ضد الآخر و نظرية التفوق العرقى للإنسان الأبيض ، دفعت بالقاتل مير و ستدفع بغيره ، لإسكات اى صوت ينادى بالحرية و بالمساواة طالما استمرت حملات التحريض ضد المواطنين غير البيض وأيضا ضد من تسول له نفسه بالدفاع عن حقوق الإنسان .
جو كوكس و التى عملت طوال حياتها فى مجال المؤسسات الإنسانية حيث عملت لفترة طويلة فى مؤسسة اوكسفام كمسؤولة عن رسم السياسات ، و فى الدفاع عن حقوق الأطفال ، و عرفت أيضا بدفاعها عن حقوق الشعب الفلسطينى و حقه الثابت فى الحرية ، و فى رفضها المطلق للحصار الإسرائيلى الظالم ضد قطاع غزة ، و كانت عضوة ناشطة فى مجموعة " أصدقاء فلسطين."
إن الحكم المشدد و الذى اتخذه القاضى البريطانى ضد القاتل بالسجن المؤبد بدون الحق فى إطلاق سراحه ، و على الرغم من أهميته ، لن يجدى نفعا ، فى الحفاظ علي حياة الآخرين ، طالما تمارس العديد من الجهات الرسمية و غير الرسمية حملات التحريض ، و تمارس التمييز على أساس عرقى و دينى .
و من الكلمات التى نعى فيها زوج النائبة البريطانية زوجته ، السيد بريندان كوكس ، و التى يحب ان تكون دليل عمل للجميع " كانت تريد أن نتوحد جميعا لمحاربة الكراهية ، التى أودت بحياتها في النهاية ، الكراهية لا تعرف المنطق ، و لا الإقناع ، لا دين لها و لا ترتبط بشعب دون الآخر. "
و ما أحوجنا اليوم ان نتحلى بالشجاعة و الإيمان ، و ان ندافع عن الإنسانية جمعاء ضد الكراهية و العنصرية و أن نعزز مفاهيم المساواة و العدل و الحرية و السلام .
. عضو المجلس الوطنى الفلسطينى *
[email protected]