الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

جو كوكس .. ضحية الكراهية بقلم : جمال ربيع ابو نحل

تاريخ النشر : 2017-01-31
جو كوكس .. ضحية الكراهية بقلم : جمال ربيع ابو نحل
جو كوكس .. ضحية الكراهية

بقلم : جمال ربيع ابو نحل

بينما  كان يوجه طعنات  سكينه في  جسد النائبة البريطانية  جو كوكس ، بعدما أطلق  عليها النار من مسدسه عدة مرات  و من مسافة  صفر و هى مدرجة  بدمائها على الأرض  ، كان  القاتل توماس مير  يردد  " بريطانيا أولا . "

النائبة العمالية " زيلين  جويل " ، و المشهورة  بجو كوكس  ، قتلت أمام  مكتبها  فى دائرتها الانتخابية  فى قرية بيرستال  ، بالقرب من ليدز ، شمال لندن . 

النائبة الشابة   و التى تبلغ  41 عاما  ، و هى أم  لطفلين  ، اشتهرت  بدفاعها  عن حقوق الأقليات  و المهاجرين  ، و ترأست  لجنة برلمانين  " من أجل  سوريا  "  داخل  مجلس العموم البريطاني   ، و دعمت  في  أبريل  مقترحا  فى البرلمان البريطانى  لإستقبال  3  آلاف  طفل سورى  من مخيمات اللجوء فى أوروبا .

نائبة الإنسانية  و كما أسمتها  عدة صحف و مجلات بريطانية  ، قتلت  فى 16 حزيران  الماضي  نتيجة  حملات التحريض المنظم   و الممنهج  و الذى خاضه ضدها  و ضد غيرها  ممن تبنوا   الدفاع عن الحقوق المتساوية  بغض النظر عن لونهم و أصلهم  و معتقداتهم  ، قوى التطرف اليمينى .
القاتل  توماس مير و الذى يعتبر  من أنصار  تيار النازيين الجدد و الذى يتخذ  من أمريكا مقرا له  ،  حيث  كشفت  جمعية تعنى بالحقوق المدنية مدى  العلاقات  الوطيدة و التى كانت تربط  القاتل  بالتيار القومى الأبيض   فى الولايات المتحدة الأمريكية  و الذى يشكل اكبر تجمع  للنازيبن ، أجاب قاضى  محكمة  ويستمنستر  عندما سأله عن إسمه  فأجاب  "  إسمى الموت  للخونة  ، الحرية  لبريطانيا".

جو  كوكس  لم تكن نائبة  مسلمة ، أو من أصول شرقية  ، و القاتل أيضا ، ليس  له علاقة بالإسلام أو  المسلمين . 
و لكن التعبئة العنصرية  ضد الآخر  و نظرية التفوق العرقى  للإنسان الأبيض  ، دفعت  بالقاتل  مير و ستدفع  بغيره ، لإسكات  اى صوت ينادى بالحرية  و بالمساواة  طالما  استمرت  حملات التحريض ضد المواطنين  غير البيض  وأيضا  ضد من تسول له نفسه بالدفاع عن حقوق الإنسان .
جو  كوكس  و التى عملت طوال  حياتها  فى مجال المؤسسات الإنسانية  حيث  عملت  لفترة طويلة  فى مؤسسة  اوكسفام  كمسؤولة  عن رسم السياسات ، و فى الدفاع عن حقوق الأطفال   ، و عرفت  أيضا  بدفاعها  عن  حقوق الشعب الفلسطينى و حقه الثابت فى  الحرية  ، و فى رفضها  المطلق للحصار الإسرائيلى الظالم ضد قطاع غزة ، و كانت عضوة ناشطة  فى  مجموعة  " أصدقاء فلسطين."

إن  الحكم  المشدد  و الذى اتخذه  القاضى البريطانى  ضد القاتل  بالسجن المؤبد  بدون الحق  فى  إطلاق سراحه ، و على الرغم من أهميته   ، لن يجدى  نفعا  ، فى الحفاظ  علي حياة الآخرين  ، طالما  تمارس العديد من الجهات الرسمية و غير الرسمية حملات التحريض ، و تمارس التمييز على أساس عرقى و دينى .

و من الكلمات التى  نعى فيها زوج النائبة البريطانية  زوجته ، السيد  بريندان  كوكس ، و التى يحب  ان تكون دليل عمل للجميع   " كانت  تريد أن  نتوحد جميعا  لمحاربة الكراهية  ، التى  أودت  بحياتها  في  النهاية  ، الكراهية  لا تعرف  المنطق  ، و لا الإقناع  ، لا دين  لها  و لا ترتبط  بشعب  دون الآخر.  "
و ما أحوجنا اليوم  ان نتحلى  بالشجاعة  و الإيمان  ، و ان ندافع  عن  الإنسانية جمعاء  ضد الكراهية  و العنصرية  و أن  نعزز مفاهيم المساواة  و العدل  و الحرية  و السلام .
   
. عضو المجلس الوطنى الفلسطينى *

[email protected]  
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف