
البابا يتذكر هتلر "استطيع استطيع" 30-1-2017
بقلم : حمدي فراج
قبل حوالي ثماني سنوات ، قام الرئيس الامريكي الاسبق باراك اوباما (ديمقراطي) بزيارة لافتة الى مصر كعنوان للعالم العربي ، وألقى خطبة رائعة وواعدة ابتدأها ان سلّم عليهم بالعربية "السلام عليكم" ، ولكنه بعد ذلك تنصل من كل ما وعد ، وبدلا من ان يحقق السلام ، ذهب الى احتواء قوى الارهاب الديني ، ووصل الامر به وبإدارته انشاء تنظيم داعش وبعدها المعارضة المعتدلة ، صحيح انه في نهاية حكمه رفض التصويت في مجلس الامن على قرار يدين الاستيطان ، لكن هذا الاستيطان في ظل حكمه كان قد بلغ مبلغه واصبح يحول دون حل الدولتين ، ومن الناحية الفعلية فقد قدم لاسرائيل ما لم تقدمه اي ادارة من قبل ، بما في ذلك صفقة طائرات اف 35 الحديثة جدا جدا ، وثمانية وثلاثين مليار دولار .
اليوم ، يأتي رئيس امريكي جديد اسمه دونالد ترامب (جمهوري) ويبدأ من حيث انتهى سلفه ، لكن بدون اقنعة ، وبدون اي ذرة من الدبلوماسية ، يستعدي العرب والمسلمين ويمنعهم من دخول بلاده ، ويستثني بالطبع الانظمة النفطية ، بمن فيها الضالعة بالارهاب وصناعته وتمويله ، المفتقدة للحد الادنى من مفاهيم الديمقراطية والمساواة في ابسط الحقوق الانسانية و حرية الرأي والتعبير ، ويزج الانسان في سجونها ويجلد لانه كتب رأيا – نثرا او شعرا- بتهمة اطالة اللسان والتعرض لاصحاب المقامات والاسرة المالكة .
لا أحد يستطيع إخفاء ان هذه الانظمة ، بما توقعه من ظلم سحيق تجاه شعوبها ، هي التي تشكل حاضنة الارهاب ، قصدت ذلك ام لا . لكن لا أحد يستطيع انكار ان امريكا من خلال حزبيها المحتكرين لسلطتها هي التي تقصد دعم مثل هذه الانظمة البائدة لكي تبقى اكثر مدة ممكنة في الحكم والتخلف والتبعية .
وعودة للرئيس العتيد ترامب ، الذي بدلا من معاقبة الانظمة ، ذهب لمعاقبة رعاياها ضحاياها ، وحين رأى موجة عارمة من الاحتجاجات الشعبية العالمية وفي القلب منها احتجاجات الشعب الامريكي ، ادعى انه لا يحارب جنسياتهم ولا دينهم ، بل الارهاب . وما علاقة ذلك بوعده نقل سفارته من تل ابيب الى القدس حتى خرجت اسرائيل ذاتها تطالبه بالتريث .
في مثل هذه الايام قبل مئة سنة تقريبا ، بدأ بالظهور نجم ادولف هتلر عبر شعارات شعبوية شبيهة بتلك التي اسمعت مؤخرا على لسان ترامب ، والتي المح اليها بابا الفاتيكان بكل وضوح ، حيث حذر من "خطر أن تفرز الأزمات السياسية ديكتاتورا جديدا مثل هتلر . كانت ألمانيا تعاني الانكسار، وكان عليها أن تنهض وتعثر على هوية، وزعيم قادر على استعادة شخصيتها. وبرز في ذلك الوقت شاب يُدعى أدولف هتلر قال: أستطيع .. أستطيع" .
بعد ست سنوات على انتخابه اشتعلت الحرب العالمية الثانية التي احرقت الاخضر واليابس وازهقت ارواح عشرات الملايين من ارواح البشر ، مع ملاحظة ان فعالية الاسلحة انذاك لم تكن بمثلها اليوم .
بقلم : حمدي فراج
قبل حوالي ثماني سنوات ، قام الرئيس الامريكي الاسبق باراك اوباما (ديمقراطي) بزيارة لافتة الى مصر كعنوان للعالم العربي ، وألقى خطبة رائعة وواعدة ابتدأها ان سلّم عليهم بالعربية "السلام عليكم" ، ولكنه بعد ذلك تنصل من كل ما وعد ، وبدلا من ان يحقق السلام ، ذهب الى احتواء قوى الارهاب الديني ، ووصل الامر به وبإدارته انشاء تنظيم داعش وبعدها المعارضة المعتدلة ، صحيح انه في نهاية حكمه رفض التصويت في مجلس الامن على قرار يدين الاستيطان ، لكن هذا الاستيطان في ظل حكمه كان قد بلغ مبلغه واصبح يحول دون حل الدولتين ، ومن الناحية الفعلية فقد قدم لاسرائيل ما لم تقدمه اي ادارة من قبل ، بما في ذلك صفقة طائرات اف 35 الحديثة جدا جدا ، وثمانية وثلاثين مليار دولار .
اليوم ، يأتي رئيس امريكي جديد اسمه دونالد ترامب (جمهوري) ويبدأ من حيث انتهى سلفه ، لكن بدون اقنعة ، وبدون اي ذرة من الدبلوماسية ، يستعدي العرب والمسلمين ويمنعهم من دخول بلاده ، ويستثني بالطبع الانظمة النفطية ، بمن فيها الضالعة بالارهاب وصناعته وتمويله ، المفتقدة للحد الادنى من مفاهيم الديمقراطية والمساواة في ابسط الحقوق الانسانية و حرية الرأي والتعبير ، ويزج الانسان في سجونها ويجلد لانه كتب رأيا – نثرا او شعرا- بتهمة اطالة اللسان والتعرض لاصحاب المقامات والاسرة المالكة .
لا أحد يستطيع إخفاء ان هذه الانظمة ، بما توقعه من ظلم سحيق تجاه شعوبها ، هي التي تشكل حاضنة الارهاب ، قصدت ذلك ام لا . لكن لا أحد يستطيع انكار ان امريكا من خلال حزبيها المحتكرين لسلطتها هي التي تقصد دعم مثل هذه الانظمة البائدة لكي تبقى اكثر مدة ممكنة في الحكم والتخلف والتبعية .
وعودة للرئيس العتيد ترامب ، الذي بدلا من معاقبة الانظمة ، ذهب لمعاقبة رعاياها ضحاياها ، وحين رأى موجة عارمة من الاحتجاجات الشعبية العالمية وفي القلب منها احتجاجات الشعب الامريكي ، ادعى انه لا يحارب جنسياتهم ولا دينهم ، بل الارهاب . وما علاقة ذلك بوعده نقل سفارته من تل ابيب الى القدس حتى خرجت اسرائيل ذاتها تطالبه بالتريث .
في مثل هذه الايام قبل مئة سنة تقريبا ، بدأ بالظهور نجم ادولف هتلر عبر شعارات شعبوية شبيهة بتلك التي اسمعت مؤخرا على لسان ترامب ، والتي المح اليها بابا الفاتيكان بكل وضوح ، حيث حذر من "خطر أن تفرز الأزمات السياسية ديكتاتورا جديدا مثل هتلر . كانت ألمانيا تعاني الانكسار، وكان عليها أن تنهض وتعثر على هوية، وزعيم قادر على استعادة شخصيتها. وبرز في ذلك الوقت شاب يُدعى أدولف هتلر قال: أستطيع .. أستطيع" .
بعد ست سنوات على انتخابه اشتعلت الحرب العالمية الثانية التي احرقت الاخضر واليابس وازهقت ارواح عشرات الملايين من ارواح البشر ، مع ملاحظة ان فعالية الاسلحة انذاك لم تكن بمثلها اليوم .