الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

يتامى سوريا في «إسرائيل» بقلم فهمي هويدي

تاريخ النشر : 2017-01-30
يتامى سوريا في «إسرائيل» بقلم فهمي هويدي
لا يستطيع المرء أن يخفى شعوره بالخزى والانكسار حين يقرأ أن إسرائيل استقبلت مائة يتيم سورى لم تكترث الأمة العربية باستيعابهم ففتحت الدولة العبرية أذرعها لهم. بقية الخبر الذى أذاعته وزارة الداخلية الإسرائيلية يوم الخميس الماضى ٢٦/١ إنه لأجل استقبال اليتامى فإن إسرائيل قامت بالتنسيق مع مؤسسات دولية عاملة فى سوريا التى تولت استقدام أولئك الأطفال كى تتبناهم عائلات عربية إسرائيلية.

فى التفاصيل أن السلطات الإسرائيلية ستمنح اليتامى إقامة دائمة بعد إقامتهم بصورة مؤقتة لمدة أربع سنوات، وسيمكنهم ذلك من البقاء إلى أجل غير مسمى، وفى الوقت الذى سيتم فيه تدبير أمر التحاقهم بالعائلات العربية. فإن أقاربهم، إخوانهم أو أخواتهم، سيحصلون على وضع اللاجئين.

فى إطار المبادرات «الإنسانية» التى يتنباها الجيش الإسرائيلى ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية فى تقرير لها أنه تم فتح الحدود لمعالجة جرحى «جبهة النصرة» المرتبطة بتنظيم القاعدة الذين يصابون جراء الصراع الداخلى مع الفصائل الأخرى. وإدعت أنها لا تكن عداء للشعب السورى، وإنها لا تريد التورط فى الصراع الدائر هناك، لكنها فقط تهاجم أهدافا عسكرية داخل سوريا دفاعا عن أمنها.

لا يخلو المشهد من مفارقة، إذ فى الوقت الذى تعلن إسرائيل على الملأ أنها آوت مائة طفل يتيم سورى، لأسباب إنسانية، فإن «إنسانيتها» لم تمنعها من قتل أكثر من ١٥٠٠ طفل فلسطينى منذ عام ألفين، كما فاق عدد الجرحى ستة آلاف فى الفترة ذاتها.

حتى إذا أرادت إسرائيل أن تحسن صورتها باستقدام اليتامى السوريين، فإننا لا نستطيع أن نلومها، ولا أن نلوم اليتامى الذين وجدوا فيها ملاذا لهم. إلا أننا فى كل الأحوال لا نستطيع أن نفترض البراءة أو حسن النية فى القرار الإسرائيلى، ناهيك عن إننا لا نستطيع أن نشير بأصابع الاتهام إلى اليتامى السوريين. لكن المشهد يثير سؤالا كبيرا عن دور العالم العربى الذى هو أوْلى برعاية السوريين، اليتامى منهم وحتى المصابين الذين تفتح إسرائيل حدودها ومستشفياتها لهم. لأسباب ليست إنسانية من جانبهم وأن أدعوا ذلك، إلا أن الأسباب فيما يخصنا لا حصر لها ولا عدد.

مشكلة العالم العربى أنه فقد «البوصلة» الهادية، كما أن كل قطر صار غارقا فى مشكلاته الداخلية، ثم أن منظماته الإغاثية ضربت كلها تقريبا، ضمن التدمير الذى حدث للمنظمات الأهلية وحجب خيرا كثيرا لم تستطيع أن توفره الحكومات. وتشرد السوريين فى اصقاع الأرض ومعاناتهم شاهد على ذلك.

إن العالم العربى يملك كل الإمكانات التى تتيح له أن يخفف من أحزان الشعوب وأوجاعها، لكن ينقصه شىء واحد هو العزم والإرادة. وكانت النتيجة أن شاعت تلك الأحزان وتضاعفت حتى جاء زمن أغبر، تقدمت فيه إسرائيل وقد ارتدت ثياب الحملان، وقامت فى سوريا بدور المنقذ الذى يؤدى واجبا تقاعس عنه «الأشقاء». فلا أنظمتهم قامت بما عليها، ولا شعوبهم مكنوا من إنقاذ ما يمكن إنقاذه. وكانت النتيجة أن حكوماتهم لم ترحم ولم تسمح لرحمة الله أن تنزل على من يستحق.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف