جورج حبش الباني وصاحب المواقف الثورية المبدئية
أ.عبدالعزيز أمين عرار/ باحث ومشرف تاريخ
في ذكراه التاسعة نتذكر قائدا كبيرا شق دربه مع مجموعة من رفاقه الذين درسوا معه في بيروت ومع مواجهتهم للهزيمة والجرح الجديد جاء تأسيس حركة القوميين العرب والتي حملت شعاراتها (وحدة ،تحرر، فداء ، ثأر ) وقد تساوقت يومها مع طرح حزب البعث العربي الاشتراكي برآسة الأستاذ ميشيل عفلق ولاحقا مع طرح الرئيس جمال عبدالناصر وان اختلفت يومها في تبني فكرة الاشتراكية العربية . كان جورج حبش صاحب خط ثوري وغير مستسلم رد على النكبة بهذه الحركة وكانت لحركته نضالاتها وكفاحها في عدة أقطار عربية ونافست البعث في جماهيريته وامتداداته وخاصة في الأقطار الشامية والعراق واليمن وعاد ليرد على النكسة بتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وهي التي كانت صاحبة مشروع ثوري غير استسلامي وقد استشعر الرفيق جورج حبش ما معنى حديث السلطة وبرنامج النقاط العشر وشعارات الحل المرحلي في عام 1974 وقد تصدى لهذا الطرح مستشعرا خطر الولوج في التسويات السياسية والتصفوية للقضية الفلسطينية وقد انسجم مع هذا الطرح والتفكير الرفيق الشهيد القائد صدام حسين الذي كان هو الآخر مدركا لخطر التكتيك الذي ينتهجه البعض والذي سيصل بهم إلى تغييب الاستراتيجيات عبر حل جاء بحل ممسوخ ،وكان تشكيل جبهة الرفض الفلسطينية والعربية يومئذ في محاولة للحد من جماح القابلين بالتسوية ومخاطر السير فيها، ومع أنه كان في خط المعارضة الثورية والمبدئية مؤمنا بأن صراعنا مع العدو صراع وجود لا صراع حدود ،وأنه لا حزب ثوري بدون نظرية ثورية إلا أنه لم ينسجم مع الذين رفعوا شعار الاقتتال مع حركة فتح وإن اختلف مع قادتها في النهج والنظرية والخط السياسي ، وأخيرا لم يشأ جورج حبش إلا أن يكون ديمقراطيا عندما شعر أن الشباب في جبهته يدفعون نحو التغيير فتنازل لهم عن طيب خاطر وحسن تفكير . ربما لم نتوافق معه في تبني الماركسية والاشتراكية العلمية وموقفه من الرئيس صدام حسين في حرب القادسية الثانية، ولكن هذه القامة كانت وستبقى صاحبة أثر وتأثير في الثورة الفلسطينية المعاصرة وحركة الثورة العربية ،وتستحق الترحم على أيامها أيام السبعيتيات من القرن الماضي حيث كان شعار المرحلة والذي حفظته شبيبة ذلك العهد ( كلا شنكوف كلاشنكوف ما في خوف طول ما رصاصك في العالي ) وقبل أن نسقط في وحل التسويات ونصل إلى ما وصلنا إليه .
عليك رحمة الله وعلى جميع أساتذة الفكر العربي ميشيل عفلق وصلاح البيطار وأكرم الحوراني وعبدالله الريماوي وعبدالوهاب الكيالي وصدام حسين ، وأحمد الشقيري،وشفيق الحوت، والذين أدركوا مخاطر التسوية ومشاريعها الهزيلة ومآلاتها ، والذين قاموا القطرية والانعزالية والطائفية وقد حمونا لعدة عقود مما نحن فيه اليوم من صراعات الطائفية والهوية والاثتية . 28/1/2017
أ.عبدالعزيز أمين عرار/ باحث ومشرف تاريخ
في ذكراه التاسعة نتذكر قائدا كبيرا شق دربه مع مجموعة من رفاقه الذين درسوا معه في بيروت ومع مواجهتهم للهزيمة والجرح الجديد جاء تأسيس حركة القوميين العرب والتي حملت شعاراتها (وحدة ،تحرر، فداء ، ثأر ) وقد تساوقت يومها مع طرح حزب البعث العربي الاشتراكي برآسة الأستاذ ميشيل عفلق ولاحقا مع طرح الرئيس جمال عبدالناصر وان اختلفت يومها في تبني فكرة الاشتراكية العربية . كان جورج حبش صاحب خط ثوري وغير مستسلم رد على النكبة بهذه الحركة وكانت لحركته نضالاتها وكفاحها في عدة أقطار عربية ونافست البعث في جماهيريته وامتداداته وخاصة في الأقطار الشامية والعراق واليمن وعاد ليرد على النكسة بتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وهي التي كانت صاحبة مشروع ثوري غير استسلامي وقد استشعر الرفيق جورج حبش ما معنى حديث السلطة وبرنامج النقاط العشر وشعارات الحل المرحلي في عام 1974 وقد تصدى لهذا الطرح مستشعرا خطر الولوج في التسويات السياسية والتصفوية للقضية الفلسطينية وقد انسجم مع هذا الطرح والتفكير الرفيق الشهيد القائد صدام حسين الذي كان هو الآخر مدركا لخطر التكتيك الذي ينتهجه البعض والذي سيصل بهم إلى تغييب الاستراتيجيات عبر حل جاء بحل ممسوخ ،وكان تشكيل جبهة الرفض الفلسطينية والعربية يومئذ في محاولة للحد من جماح القابلين بالتسوية ومخاطر السير فيها، ومع أنه كان في خط المعارضة الثورية والمبدئية مؤمنا بأن صراعنا مع العدو صراع وجود لا صراع حدود ،وأنه لا حزب ثوري بدون نظرية ثورية إلا أنه لم ينسجم مع الذين رفعوا شعار الاقتتال مع حركة فتح وإن اختلف مع قادتها في النهج والنظرية والخط السياسي ، وأخيرا لم يشأ جورج حبش إلا أن يكون ديمقراطيا عندما شعر أن الشباب في جبهته يدفعون نحو التغيير فتنازل لهم عن طيب خاطر وحسن تفكير . ربما لم نتوافق معه في تبني الماركسية والاشتراكية العلمية وموقفه من الرئيس صدام حسين في حرب القادسية الثانية، ولكن هذه القامة كانت وستبقى صاحبة أثر وتأثير في الثورة الفلسطينية المعاصرة وحركة الثورة العربية ،وتستحق الترحم على أيامها أيام السبعيتيات من القرن الماضي حيث كان شعار المرحلة والذي حفظته شبيبة ذلك العهد ( كلا شنكوف كلاشنكوف ما في خوف طول ما رصاصك في العالي ) وقبل أن نسقط في وحل التسويات ونصل إلى ما وصلنا إليه .
عليك رحمة الله وعلى جميع أساتذة الفكر العربي ميشيل عفلق وصلاح البيطار وأكرم الحوراني وعبدالله الريماوي وعبدالوهاب الكيالي وصدام حسين ، وأحمد الشقيري،وشفيق الحوت، والذين أدركوا مخاطر التسوية ومشاريعها الهزيلة ومآلاتها ، والذين قاموا القطرية والانعزالية والطائفية وقد حمونا لعدة عقود مما نحن فيه اليوم من صراعات الطائفية والهوية والاثتية . 28/1/2017