الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هل يصبح العالم ترامبياً ؟!بقلم:فادي قدري أبو بكر

تاريخ النشر : 2017-01-30
هل يصبح العالم ترامبياً ؟!بقلم:فادي قدري أبو بكر
هل يصبح العالم ترامبياً ؟!


نناقش في هذه الورقة قضية انتخاب “دونالد ترامب” وتأثيراته على المنطقة بشكل عام، ليس ترامب كشخص وإنما كايدولوجيا وتوجه يميني شعبوي سيعيد رسم المشهد السياسي في المنطقة والعالم أجمع.

استخدم ترامب مع انطلاق حملته الانتخابية خطاباً فظاً وعنصرياً يضاهي في مستواه خطاب البارات والحانات، وقد أكسبه هذا النوع من الخطاب تصويت "الرجال البيض الحانقين الغاضبين من تحولات العالم من حولهم" الذين يتملكهم شعور " بأن بلادهم تُصادر منهم حتى لم يعودوا يعرفونها". وقد استفاد من استهدافه للمهاجرين في تعزيز هذا الشعور، فمع أن الولايات المتحدة دولة بناها المهاجرون، فإن المهاجرين الذين توطنوا جيلاً بعد جيل ينمّون شعوراً بأنهم سكان أصليون وأن فقراء العالم يتدفقون إليهم ليشاركوهم ثروات توافرت بجهدهم وعرق آبائهم وأجدادهم[1].

إن هذا المركب الثقافي السياسي الخطابي الذي صعد بترامب إلى الرئاسة، ليس مقتصراً على الولايات المتحدة الأمريكية، بل ينتشر لدى فئات واسعة في بلدان أوروبا المتطورة. حيث يجري حالياً الإعداد لجبهة موحدة من أحزاب اليمين لخوض الانتخابات في ثلاث دول أوروبية ( ألمانيا، فرنسا وهولندا).ووفق مارين لوبان المرشحة للرئاسة الفرنسية والتي تمثل رأس الحربة في قائمة الشعبويين اليمينين في أوروبا، فإنه بعد قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وانتخاب ترامب رئيساً لأميركا فإن عام 2017 سيشهد "صحوة شعوب وسط أوروبا[2]" . وهذا الخطاب لا يعني الأوروبيون وحدهم بل هو رسائل تحذيرية للعالم أجمع، فأوروبا بثقل دولها السياسي والاقتصادي وتاريخها الاستعماري وامتداداتها الثقافية هي أهم مراكز صنع القرار الدولي، بغض النظر عن أمريكا وروسيا اللتان لا يمكنهما الانفراد بالمشهد السياسي دون دعم أوروبي يراعي خلق التوازنات ويشكل أرضية تستوعب ردود الأفعال.

زعم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس يوم الأحد الموافق 29/1/2017 انه واضح كوضوح الشمس بان "الهيكل المقدس في القدس الذي قام الرومان بهدمه كان هيكلاً يهودياً[3]". ولا يمكن ترجمة هذا التصريح إلا أنه يأتي في السياق التماهي مع المركب الثقافي السياسي الأوروبي المتشدد. وبدون أدنى شك فإن "إسرائيل" تبتهج لهذا الخطاب الجديد، وستعيد التركيز في خطابها اليوم أكثر من أي وقت مضى على يهودية الدولة، مستغلة الظروف المساندة لتنفيذ مشاريعها الاستعمارية الإحلالية.

إن هذه الظاهرة "الترامبية" إن صح التعبير تلتقي مع نزعة أخرى قائمة في بلدان كثيرة في العالم، يعبّر عنها ما يسمى عادةً باليمين القومي الذي يتمحور خطابه حول فكرة السيادة والمجال الحيوي للدولة كأيديولوجية نظام سلطوي. وتتجلى هذه النزعة بأوضح صورة في نموذج بوتين وتحولات النظام في روسيا إلى جمهورية قيصرية.

 من هنا ومن قناعتي بأن "المتطرفون" من أي معسكرين متضادين دائماً ما يتفقون، فإن العالم سيتفق أن يكون "ترامبياً"، ولكن كما أشرت مسبقاً بالمعنى الأيديولوجي والتوجه اليميني والشعبوي، و بما يحفظ مصالح كل دولة وثقافة شعبها ودينها. وعليه سيكون مصير العرب والقضية الفلسطينية رهيناً بشكل هذه الاتفاقات بين القوة الأمريكية والروسية وكُبرى الدول الأوروبية من جانب آخر.

فادي قدري أبو بكر
كاتب وباحث فلسطيني
[email protected]

المراجع:

·      ندوة أكاديمية نظمها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بتاريخ 10/12/2016 تحت عنوان " تداعيات فوز رجل الأعمال الأميركي دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية" ( المتحدث: عزمي بشارة ).

·      حميدان، عادل. "أوروبا الجديدة." صحيفة الرياض، كانون الثاني.25،2017.

·      مقابلة أنطونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة مع إذاعة "صوت إسرائيل " بتاريخ 29/1/2017.


[1]  ندوة أكاديمية نظمها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بتاريخ 10/12/2016 تحت عنوان " تداعيات فوز رجل الأعمال الأميركي دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية" ( المتحدث: عزمي بشارة ).

[2] عادل الحميدان، "أوروبا الجديدة،" صحيفة الرياض، كانون الثاني,25،2017.

[3]  مقابلة أنطونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة مع إذاعة "صوت إسرائيل " بتاريخ 29/1/2017.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف