
غاب القَصاص .. فهانت الأرواح كتبت شام حسين
لم تكد مدينة نابلس أن تنهي عامها الحزين المليء بأحداث الفلتان الأمني حتى بدأت عاما آخر يحمل في طياته أحداث جديدة تؤكد على غياب الأمن و الأمان و الاستقرار .. انقلب حال المدينة رأساً على عقب ... و أصبح نهارها بالدُّجى متصل في ظل غياب العدالة و القصاص .. فؤاد عيد شاب في العشرينيات من عمره من قرية بورين جنوبي نابلس درس اللغة الانجليزية في جامعة القدس المفتوحة و من شدة حبّه للاثار و السياحة و خاصة في نابلس عمل كدليل سياحي للزوار الأجانب شاب نشيط طموح مثقف و كادح ! لم يرق هذا لبعض المجرمين الذين تعدّوا عليه بعدة طعنات في القلب في وسط المدينة المزدحم بالنّاس ..راكلين بأرجلهم اسم القانون و العدالة ...مؤكدين أن القانون تحت الجميع! تأتي هذه الحادثة كإنذار جديد لأهالي المدينة لتبث الفزع في نفس كل شخص بداخلها للحذر و التأهب للقادم لا شكّ بأن الأرواح يستهان بها في بلد تحكم على القاتل بعشر سنوات في السجن .. هذا إن استطاعت الامساك به ! عشر سنوات مقابل روح بريئة ! و كأن من قتل نفسا بغير حق ستردعه عشر سنين عن قتل غيرها أو ستردع غيره عن فعلها .. أو كأن هذه الفترة ستطفئ نيران قلب أم فقدت فلذة كبدها! و لا شكّ أيضا في أن نفقد الأمان في بلد يُعتدى على أفراد الأمن بالقتل قبل غيرهم ! فهل ستكون هذه الحادثة مغايرة لما قبلها و يلقى قاتل فؤاد القصاص ؟ و هل ستأخذ المحكمة غضب الناس على هذه الحادثة بعين الاعتبار .. أم أن الصوت سيبقى بلا صدى !