
تحديات الرئيس ترمب في الشرق الاوسط
عبد الجبار الجبوري
أثارت استراتيجية الرئيس الامريكي ،دونالد ترمب السياسية والعسكرية في الشرق الاوسط، مخازف الاوساط السياسية ودول المنطقة ،من اشعال حرب عالمية ثالثة لاتبقي ولا تذر، خاصة بعد ظهور خلافات عميقة تنذر بمواجهة مع روسيا ،في قضية إقرار الرئيس ترمب إنشاء منطقة آمنة في الاراضي السورية وعلى الحدود مع تركية، مما أثار حفيضة روسيا ،التي خرجت منتصرة من الاراضي السورية بانشاء قاعدتين عسكريتين برية وبحرية ، مع هيمنة كاملة على القرار السوري،اهما تقديم وفرض دستور جديد لسوريا يلغي فيه عروبة سورية ويؤسس لمحاصصة طائفية ،على غرار دستور الحاكم المدني الامريكي في العراق بول بريمر سيء الصيت، وعززت انتصارها بجمع المعارضةالسورية لفصائل سوريا مع وفد النظام في مؤتمر (الاستانة)ن لاول مرة وجها لوجه،وهذا يعد إعتراف صريح من قبل روسيا وايران وتركية بفصائل المعارضة الاسلامية ، بعد أن تم فصلها عن تنظيم داعش والنصرة المتطرفتين في ظل شبه غياب للحضور الامريكي في المؤتمر،وهنا تبرز تحديات كبيرة جدا أمام الرئيس ترمب،الذي يبدو أنه مصرا أن يجعل كل تصريحاته وخطبه قبل وبعد الانتخابات ،واستراتيجيته ،منطلقا لاعادة هيبة امريكا ودورها الاستراتيجي ،وهيمنتها على العالم والمنطقة ،بعد أن فرط فيها الرئيس السابق باراك اوباما ، وسلم كل شيء في المنطقة لايران بانسحابه من العراق، وتوقيع الاتفاقية النووية مع ايران ،واطلاق يدها وتغولها في العراق وسوريا واليمن وتشكيلها (الجيش الشيعي الايراني) لتزعزع امن واستقرار العالم والمنطقة ، وتدعم وتمول كل أشكال الارهاب الدولي المتمثل في تنظيم داعش والميليشيات ، وهذا بحد ذاته تحد خطير جدا ، يواجه السياسة الامريكية واستراتيجية الرئيس ترمب ،في مواجهة ايران وتنظيم داعش وميليشيات عراقية تدعمها وتقودها وتمولها وتسلحها ايران ،وما اصدار ترمب قرارا يقضي بمنع الدول الراعية للارهاب من دخول امريكا ،مثل ايران وسوريا والعراق والصومال والسودان وغيرها ، أو وضع جماعة(الاخوان المسلمين ) على لائحة الارهاب الدولي ، إلا تمهيدا لمواجهة كل أشكال الارهاب دفعة واحدة دون تمييز ، لذلك أمر البنتاغون بإجراءات حاسمة خلال شهر واحد ،للبدء بعملية القضاء على تنظيم داعش الارهابي ومشتقاته في العراق وسوريا ابتداءا ، وهكذا تأخذ إجراءات ترمب الحازمة ، أبعادا خطيرة نحو التحضير لحرب عالمية ثالثة منتظرة ،بل وشيكة ،وأولى بوادر هذه الحرب هي التصادم مع روسيا في قضية المنطقة الامنة التي قرر الرئيس ترمب أنشاءها على الحدود التركية السورية،والتي قد تكون فتيل هذه الحرب ، ،خاصة بعد رفضتها إيران ،وأصرت عليها تركيا واردوغان قبل أكثر من سنتين من الان، إذن نرى ،ويرى غيرنا من المراقبين ، أن الرئيس قادم الى الشرق الاوسط بقوة ،قد لايتصورها البعض ، وخاصة في العراق، وحكومة العراق،المشغول سياسيوها بالصراعات على المكاسب والمغانم والنفوذ وزرع بذور الطائفية وتجذيرها في نسيج الشعب العراقي، لابقائهم في السلطة لاطول فترة ممكنة ، وما استدعاء الرئيس ترمب لرئيس الوزراء العراقي حيدر العراقي نهاية هذا الشهر أو بداية الشهر القادم الا ،لكي يبلغه بقرارات مصيرية ،عليه تنفيذها فورا ، لابعاد العراق عن الهيمنة الايرانية ومنع التدخل الايراني في شؤون العراق، وحل الميليشيات الطائفية وتنفيذ ما يصدر من البيت الابيض لاحقا ، لكي يبقى العبادي،شريكا لامريكا، ويكون ضمن الطاقم الداعم للادارة الامريكية في تنفيذ قرارات واستراتيجيات ترمب في المنطقة ، واخرجه من المظلة الايرانية ،الى المظلة الامريكية، وهو ما يؤهله في البقاء لولاية اخرى، ويمنع عودة نوري المالكي (إذا لم يحال ويحاكم بجرائم حرب وإبادة للشعب العراقي كونه مسببا لظهور تنظيم داعش وتسليم المدن له بايعاز من ايران حسب شهادة اسامة النجيفي )، وبهذا يكون الرئيس ترمب قد باشر بأولى خطواته نحو القضاء على تنظيم داعش في المرحلة الثانية من معركة الموصل في ساحلها الايمن المرتقب انطلاق معركته قريبا جدا، وبمشاركة امريكية غير مسبوقة ،تختلف عن المرحلة الاولى في معركة الساحل الايسر، التي اعتراها الكثير من التساؤلات والفشل الامريكي والتأخير في الحسم،بقلة وشحة وعدم جدية المشاركة الامريكية ،وهذا ما يجعل مسألة القضاء على داعش أمرا محسوما ، ومن ثم تحديا كبيرا لترمب في تنفيذ تهديداته ووعوده التي من اويلوياتها القضاءعلى تنظيم داعش في العراق وسوريا والمنطقة،ومن ثم مواجهة التطرف الاسلامي الراديكالي بكل الوانه السنية والشيعية وفي مقدمتها الميليشيات الايرانية وحزب الله اللبناني والحوثيين والنصرة وغيرها، إن مرحلة ترمب تنذر بتحولات كبرى في المنطقة،سواء حصلت حرب عالمية ثالثة أم لم تحصل، إذا ما تحققت استراتيجيته السياسية والعسكرية ،ولكن في المقابل ما هو دور روسيا في مثل هكذا إصرار امريكي على فرض سياسة الحرب ، بتطبيق منطق وهم القوة وقوة الوهم ، التي رفع شعارها ترمب، في اعادة القطب الاوحد وليس القطب الواحد، الذي يريد فرضه ترمب في العالم كله ، نحن نرى ان هناك رفض لمثل هكذا منطق ، وظهرت تصريحات فرنسية للرئيس الفرنسي ومثلها لالمانيا على لسان انجيلا ميركل ، اضافة الى روسيا وايران على لسان روحاني وبوتين، هنا يجب ان ننتظر نتيجة المكالمات الهاتفية ،التي سيجريها اليوم الرئيس ترمب مع رؤوساء اوروبيين ،في مقدمتهم الرئيس الروسي فلادمير بوتين وميركل وفرنسا وبريطانيا ،لتكتمل عندنا الخطوة اللاحقة لترمب ، أن من يتابع نشاطات ترمب الرسمية بعد تنصيبه ،كزيارة دائرة السي آي أي والبنتاغون والدوائر الامنية ، يتأكد أن ما وعد به ترمب في اجراء اصلاحات وتحولات خطيرة جدا وهامة في السياسة الداخلية والخارجية ،هي من اولويات ترمب ، الفورية، والتي ينحى بها طاقمه المتشدد كوزير الدفاع والامن القومي والمخابرات والدوائر الاخرى ،والتي تهتم بتنفيذ البرنامج الامني الاخطر لترمب داخليا وخارجيا ، نحو تاسيس مرحلة امريكية قد لاتشبه كل أية مرحلة عبر تأريخ الولايات المتحدة الامريكية كله، أنا ارى ان استراتيجية ترمب تمضي بقوة الى بداية عصر ترمب الامريكي ،عصر تكون فيه الكلمة لامريكا في كل العالم، مع حماية امريكا ومصالحها داخليا وخارجيا ،من خطر الارهاب الدولي،الذي جعلت سياسة اوباما الفاشلة ،فرصة لانتشاره وتغوله في العالم وفي الشرق الاوسط،وظهور خطر تنظيم داعش على المصالح الامريكية ،وتوسع ايران واحتلالها لسوريا والعراق ،بسبب انسحاب القوات الامريكية من العراق، قد عطلت المشروع الامريكي في اقامة الشرق الاوسط الكبير، وداخليا تقوية الاقتصاد الامريكي وتنظيم موارده في الحفاظ على مستوى الفرد الامريكي الذي يحظى باهتمام ترمب شخصيا،حين قال –المواطن الامريكي اولا-وهكذا نرى ان التحديات التي ستواجه امريكا في استعادة سمعة امريكا عالميا ،واعادة هيمنتها على سوريا والعراق، بعد ان استحوذت روسيا وايران على النفوذ العسكري والسياسي فيهما، في ظل غياب تواجد امريكي وفشل امريكي في سياسته ،واحتوائه الفصائل المعارضة في سوريا ، لذلك وبعد الرفض الروسي والايراني لقرار ترمب في اقامة منطقة امنة وعازلة بين تركيا وسوريا ،هل سنشهد تصعيدا عسكريا على الارض لمواجهة وافشال مشروع ترمب في المنطقة الامنة،التي تلقى دعما تركيا ورفضا اوروربيا، ففي ظل هذه الخلافات في الرؤية السياسية والاستراتيجية العسكرية الامريكية ،التي تنذر بمواجهة عسكرية مع بدء معركة الرقة ،ونهاية معركة الموصل على تنظيم داعش، وهي مرحلة مابعد داعش ،هل ستكون المواجهة عالمية بعد ذلك اذا لم تخضع المنطقة وروسيا وايران لقرارات ترمب التي تراها روسيا استهدافا لمصالحها ونفوذها،وتهدد ما انجزته من عودتها الى المنطقة ،وبناء قواعد فيها تؤمن من خلالها تواجدا طويل الامد،كما هي نوايا امريكا في المنطقة، وهنا لابد من حصول إما تصادم المصالح والمشاريع أو تخادم في المصالح والمشاريع بينهما، وهنا تكمن حكمة وحماقة الطرفين في التوصل الى تفاهمات تنأى بالمنطقة من حروب طويلة الامد بين القطبين الرئيسيين في العالم ، نحن امام تهور واصرار امريكي على تنفيذ برنامج يتقاطع مع مصالح دول المنطقة ، وبين حكمة تصالحية لروسيا وتركيا،واصرار ايراني على الاستحواذ على الكعكة السورية والعراقية لوحدها ، وهذا يجعل من ايران هدفا اوليا لها لامريكا ،مع تخلي روسيا عن تحالفها الهش والرخو مع ايران ، وتجنب الحرب مع امريكا ،وهذا ما اظهره مؤتمر الاستانة الدولي ، والخلافات الروسية-الايرانية في الملف السوري، نعم التحديات كبيرة امام سياسة ترمب في الشرق الاوسط ،وتنفيذ برنامجه هو الاصعب في هذه التحديات ،فلننتظر ونرى ما سيفعله وينفذه ترمب في وعوده وتصريحاته .....
عبد الجبار الجبوري
أثارت استراتيجية الرئيس الامريكي ،دونالد ترمب السياسية والعسكرية في الشرق الاوسط، مخازف الاوساط السياسية ودول المنطقة ،من اشعال حرب عالمية ثالثة لاتبقي ولا تذر، خاصة بعد ظهور خلافات عميقة تنذر بمواجهة مع روسيا ،في قضية إقرار الرئيس ترمب إنشاء منطقة آمنة في الاراضي السورية وعلى الحدود مع تركية، مما أثار حفيضة روسيا ،التي خرجت منتصرة من الاراضي السورية بانشاء قاعدتين عسكريتين برية وبحرية ، مع هيمنة كاملة على القرار السوري،اهما تقديم وفرض دستور جديد لسوريا يلغي فيه عروبة سورية ويؤسس لمحاصصة طائفية ،على غرار دستور الحاكم المدني الامريكي في العراق بول بريمر سيء الصيت، وعززت انتصارها بجمع المعارضةالسورية لفصائل سوريا مع وفد النظام في مؤتمر (الاستانة)ن لاول مرة وجها لوجه،وهذا يعد إعتراف صريح من قبل روسيا وايران وتركية بفصائل المعارضة الاسلامية ، بعد أن تم فصلها عن تنظيم داعش والنصرة المتطرفتين في ظل شبه غياب للحضور الامريكي في المؤتمر،وهنا تبرز تحديات كبيرة جدا أمام الرئيس ترمب،الذي يبدو أنه مصرا أن يجعل كل تصريحاته وخطبه قبل وبعد الانتخابات ،واستراتيجيته ،منطلقا لاعادة هيبة امريكا ودورها الاستراتيجي ،وهيمنتها على العالم والمنطقة ،بعد أن فرط فيها الرئيس السابق باراك اوباما ، وسلم كل شيء في المنطقة لايران بانسحابه من العراق، وتوقيع الاتفاقية النووية مع ايران ،واطلاق يدها وتغولها في العراق وسوريا واليمن وتشكيلها (الجيش الشيعي الايراني) لتزعزع امن واستقرار العالم والمنطقة ، وتدعم وتمول كل أشكال الارهاب الدولي المتمثل في تنظيم داعش والميليشيات ، وهذا بحد ذاته تحد خطير جدا ، يواجه السياسة الامريكية واستراتيجية الرئيس ترمب ،في مواجهة ايران وتنظيم داعش وميليشيات عراقية تدعمها وتقودها وتمولها وتسلحها ايران ،وما اصدار ترمب قرارا يقضي بمنع الدول الراعية للارهاب من دخول امريكا ،مثل ايران وسوريا والعراق والصومال والسودان وغيرها ، أو وضع جماعة(الاخوان المسلمين ) على لائحة الارهاب الدولي ، إلا تمهيدا لمواجهة كل أشكال الارهاب دفعة واحدة دون تمييز ، لذلك أمر البنتاغون بإجراءات حاسمة خلال شهر واحد ،للبدء بعملية القضاء على تنظيم داعش الارهابي ومشتقاته في العراق وسوريا ابتداءا ، وهكذا تأخذ إجراءات ترمب الحازمة ، أبعادا خطيرة نحو التحضير لحرب عالمية ثالثة منتظرة ،بل وشيكة ،وأولى بوادر هذه الحرب هي التصادم مع روسيا في قضية المنطقة الامنة التي قرر الرئيس ترمب أنشاءها على الحدود التركية السورية،والتي قد تكون فتيل هذه الحرب ، ،خاصة بعد رفضتها إيران ،وأصرت عليها تركيا واردوغان قبل أكثر من سنتين من الان، إذن نرى ،ويرى غيرنا من المراقبين ، أن الرئيس قادم الى الشرق الاوسط بقوة ،قد لايتصورها البعض ، وخاصة في العراق، وحكومة العراق،المشغول سياسيوها بالصراعات على المكاسب والمغانم والنفوذ وزرع بذور الطائفية وتجذيرها في نسيج الشعب العراقي، لابقائهم في السلطة لاطول فترة ممكنة ، وما استدعاء الرئيس ترمب لرئيس الوزراء العراقي حيدر العراقي نهاية هذا الشهر أو بداية الشهر القادم الا ،لكي يبلغه بقرارات مصيرية ،عليه تنفيذها فورا ، لابعاد العراق عن الهيمنة الايرانية ومنع التدخل الايراني في شؤون العراق، وحل الميليشيات الطائفية وتنفيذ ما يصدر من البيت الابيض لاحقا ، لكي يبقى العبادي،شريكا لامريكا، ويكون ضمن الطاقم الداعم للادارة الامريكية في تنفيذ قرارات واستراتيجيات ترمب في المنطقة ، واخرجه من المظلة الايرانية ،الى المظلة الامريكية، وهو ما يؤهله في البقاء لولاية اخرى، ويمنع عودة نوري المالكي (إذا لم يحال ويحاكم بجرائم حرب وإبادة للشعب العراقي كونه مسببا لظهور تنظيم داعش وتسليم المدن له بايعاز من ايران حسب شهادة اسامة النجيفي )، وبهذا يكون الرئيس ترمب قد باشر بأولى خطواته نحو القضاء على تنظيم داعش في المرحلة الثانية من معركة الموصل في ساحلها الايمن المرتقب انطلاق معركته قريبا جدا، وبمشاركة امريكية غير مسبوقة ،تختلف عن المرحلة الاولى في معركة الساحل الايسر، التي اعتراها الكثير من التساؤلات والفشل الامريكي والتأخير في الحسم،بقلة وشحة وعدم جدية المشاركة الامريكية ،وهذا ما يجعل مسألة القضاء على داعش أمرا محسوما ، ومن ثم تحديا كبيرا لترمب في تنفيذ تهديداته ووعوده التي من اويلوياتها القضاءعلى تنظيم داعش في العراق وسوريا والمنطقة،ومن ثم مواجهة التطرف الاسلامي الراديكالي بكل الوانه السنية والشيعية وفي مقدمتها الميليشيات الايرانية وحزب الله اللبناني والحوثيين والنصرة وغيرها، إن مرحلة ترمب تنذر بتحولات كبرى في المنطقة،سواء حصلت حرب عالمية ثالثة أم لم تحصل، إذا ما تحققت استراتيجيته السياسية والعسكرية ،ولكن في المقابل ما هو دور روسيا في مثل هكذا إصرار امريكي على فرض سياسة الحرب ، بتطبيق منطق وهم القوة وقوة الوهم ، التي رفع شعارها ترمب، في اعادة القطب الاوحد وليس القطب الواحد، الذي يريد فرضه ترمب في العالم كله ، نحن نرى ان هناك رفض لمثل هكذا منطق ، وظهرت تصريحات فرنسية للرئيس الفرنسي ومثلها لالمانيا على لسان انجيلا ميركل ، اضافة الى روسيا وايران على لسان روحاني وبوتين، هنا يجب ان ننتظر نتيجة المكالمات الهاتفية ،التي سيجريها اليوم الرئيس ترمب مع رؤوساء اوروبيين ،في مقدمتهم الرئيس الروسي فلادمير بوتين وميركل وفرنسا وبريطانيا ،لتكتمل عندنا الخطوة اللاحقة لترمب ، أن من يتابع نشاطات ترمب الرسمية بعد تنصيبه ،كزيارة دائرة السي آي أي والبنتاغون والدوائر الامنية ، يتأكد أن ما وعد به ترمب في اجراء اصلاحات وتحولات خطيرة جدا وهامة في السياسة الداخلية والخارجية ،هي من اولويات ترمب ، الفورية، والتي ينحى بها طاقمه المتشدد كوزير الدفاع والامن القومي والمخابرات والدوائر الاخرى ،والتي تهتم بتنفيذ البرنامج الامني الاخطر لترمب داخليا وخارجيا ، نحو تاسيس مرحلة امريكية قد لاتشبه كل أية مرحلة عبر تأريخ الولايات المتحدة الامريكية كله، أنا ارى ان استراتيجية ترمب تمضي بقوة الى بداية عصر ترمب الامريكي ،عصر تكون فيه الكلمة لامريكا في كل العالم، مع حماية امريكا ومصالحها داخليا وخارجيا ،من خطر الارهاب الدولي،الذي جعلت سياسة اوباما الفاشلة ،فرصة لانتشاره وتغوله في العالم وفي الشرق الاوسط،وظهور خطر تنظيم داعش على المصالح الامريكية ،وتوسع ايران واحتلالها لسوريا والعراق ،بسبب انسحاب القوات الامريكية من العراق، قد عطلت المشروع الامريكي في اقامة الشرق الاوسط الكبير، وداخليا تقوية الاقتصاد الامريكي وتنظيم موارده في الحفاظ على مستوى الفرد الامريكي الذي يحظى باهتمام ترمب شخصيا،حين قال –المواطن الامريكي اولا-وهكذا نرى ان التحديات التي ستواجه امريكا في استعادة سمعة امريكا عالميا ،واعادة هيمنتها على سوريا والعراق، بعد ان استحوذت روسيا وايران على النفوذ العسكري والسياسي فيهما، في ظل غياب تواجد امريكي وفشل امريكي في سياسته ،واحتوائه الفصائل المعارضة في سوريا ، لذلك وبعد الرفض الروسي والايراني لقرار ترمب في اقامة منطقة امنة وعازلة بين تركيا وسوريا ،هل سنشهد تصعيدا عسكريا على الارض لمواجهة وافشال مشروع ترمب في المنطقة الامنة،التي تلقى دعما تركيا ورفضا اوروربيا، ففي ظل هذه الخلافات في الرؤية السياسية والاستراتيجية العسكرية الامريكية ،التي تنذر بمواجهة عسكرية مع بدء معركة الرقة ،ونهاية معركة الموصل على تنظيم داعش، وهي مرحلة مابعد داعش ،هل ستكون المواجهة عالمية بعد ذلك اذا لم تخضع المنطقة وروسيا وايران لقرارات ترمب التي تراها روسيا استهدافا لمصالحها ونفوذها،وتهدد ما انجزته من عودتها الى المنطقة ،وبناء قواعد فيها تؤمن من خلالها تواجدا طويل الامد،كما هي نوايا امريكا في المنطقة، وهنا لابد من حصول إما تصادم المصالح والمشاريع أو تخادم في المصالح والمشاريع بينهما، وهنا تكمن حكمة وحماقة الطرفين في التوصل الى تفاهمات تنأى بالمنطقة من حروب طويلة الامد بين القطبين الرئيسيين في العالم ، نحن امام تهور واصرار امريكي على تنفيذ برنامج يتقاطع مع مصالح دول المنطقة ، وبين حكمة تصالحية لروسيا وتركيا،واصرار ايراني على الاستحواذ على الكعكة السورية والعراقية لوحدها ، وهذا يجعل من ايران هدفا اوليا لها لامريكا ،مع تخلي روسيا عن تحالفها الهش والرخو مع ايران ، وتجنب الحرب مع امريكا ،وهذا ما اظهره مؤتمر الاستانة الدولي ، والخلافات الروسية-الايرانية في الملف السوري، نعم التحديات كبيرة امام سياسة ترمب في الشرق الاوسط ،وتنفيذ برنامجه هو الاصعب في هذه التحديات ،فلننتظر ونرى ما سيفعله وينفذه ترمب في وعوده وتصريحاته .....