خيارات نتنياهو الضيقة .. والمنافسة الخفية على خلافته .
لازال نتنياهو يدافع عن نفسه في اطار رده على التحقيقات التي تقوم بها الشرطة الاسرائيلية معه ، بأنه ليس أول من التقى محرري صحف وناشرين، وأن القانون يتيح لأي فرد في الدولة تلقي الهدايا من الأصدقاء، وأن قرار المستشار القضائي للحكومة بفتح تحقيق جنائي بحقه بما يسمي(بملف رقم 2000 والملف رقم 1000)، كسابقاتها من القضايا، فقد تعرض نتنياهو منذ توليه رئاسة الحكومة للعديد من قضايا الفساد وتم اغلاقها ولكن على ما يبدو هذه المرة تختلف عن سابقاتها من حيث جدية الادلة ونوعية القضايا التي يتم التحقيق فيها، مما زاد الاعتقاد في الاوساط السياسية والاعلامية، بأن حكم نتنياهو بات مهدد بقدر كبير ، وأن حكومته اقتربت من نهايتها، في أعقاب توالي التحقيقات الجنائية ضده ، بتهمة تلقي هدايا ثمينة هو وافراد عائلته من رجال أعمال إسرائيليين وأجانب، وبمحاولة نتنياهو إبرام صفقة فاسدة بينه وبين ناشر صحيفة "يديعوت احرونوت"، أرنون موزيس، علماً بأن نتنياهو لازال يوجه لجنة تقصي حقائق في قضية شراء ثلاثة غواصات وسفينتين حربيتين، بما يعرف بالقضية( رقم3000 )التي عارضهما وزير الحرب الاسرائيلي موشي يعالون في حينه. كما تم الكشف عن قضية يجري التحقيق فيها مع نتنياهو عرفت أيضاً بالقضية رقم (4000) ولم يتم الكشف عن تفاصيلها.
لم تعد خيارات نتنياهو للتخلص من الملاحقة القضائية والاعلامية كبير بل باتت أقل بكثير لدرجة أن بعض الوزراء يجهزوا أنفسهم سراً لتشكيل ائتلافات لخوض الانتخابات المبكرة في حال استقالة نتنياهو المتوقعة في أي لحظة، والاعلان عن انتخابات مبكرة أو تكليف عضو كنيست بدلاً منه لتشكيل حكومة.
ولم يخفي أفيغدور ليبرمان رئيس حزب يسرائيل بيتينو رغبته الشديدة في تحقيق حلمه بأن يصبح رئيساً للحكومة ، فوجد ضالته في التحالف مع وزير المالية موشي كحالون، ومن المؤشرات على هذا التحالف، تأييد كحلون لقرار ليبرمان بنقل المسؤولية على إذاعة الجيش الإسرائيلي من الجيش إلى وزارة الأمن، والتقائهما في المواقف والآراء في جلسات المجلس الوزاري المصغر (الكابنيت) ومعارضتها لتوجهات نفتالي بنيت الذى يعتبرانه شخص خطير. بسبب أدائه الإعلامي بكل ما يتعلق بمواضيع الجيش والأمن، ومهاجمته الكابنيت في وسائل الإعلام، معتبرين أنها طريقة رخيصة لكسب الأصوات على حساب القيم والالتزام بالسرية والأمن.
هذا ما يعزز الفهم بأن خيارات نتنياهو بات اضيق في البقاء في الحكومة، والاحتفاظ برئاسة حزب الليكود في ظل أن استطلاع الرأي الذي أجرته صحيفة معاريف العبرية يشير الى أن 57% من الاسرائيليين مقتنعين بان نتنياهو يكذب وأن اقواله بأنه "لا يوجد شئيا" غير صحيحة، فهذا مؤشر على فقدان نتنياهو لشعبيته في الشارع الاسرائيلي، الذي يعزز من فرص سقوط حكومة نتنياهو، والبحث في من سيخلف نتنياهو، فقد اشارت استطلاعات الرأي الى تقدم يائير لبيد رئيس حزب يوجد مستقبل على نفتالي بينت المرشح الثاني المتوقع لرئاسة الحكومة الاسرائيلي ويأتي جدعون ساهر في المرتبة الثالثة. وهنا لابد من الاشارة الى اعتزال وزير الحرب الاسرائيلي السابق الحياة السياسية جعله بعيد عن اهتمام استطلاعات الرأي ووسائل الاعلام العبري، برغم أنه أعلن سابقاً في مؤتمر هرتسيليا ال16 بانه سوف يرشح نفسه لرئاسة الحكومة الاسرائيلية من خلال تشكيل حزب جديد أو الانضمام لحزب قائم. حيث قام يعالون في العام2016 بتشكيل جمعية تحمل اسم "قيادة مختلفة" بهدف تحسين مكانته السياسية، فيعالون يتمتع بخبرة سياسية وعسكرية كبيرة . فهل من الممكن أن يكون من أصحاب الحظ الاوفر اذا ما قرر المنافسة على رئاسة الحكومة الاسرائيلية. أم ظهور إيهود باراك رئيس الحكومة السابق لصدارة الاعلام الاسرائيلي وانتقاده العلني لنتنياهو في الآونة الاخيرة يقلل من خيارات نتنياهو في النجاة بحكومته ويزيد حدة المنافسة على خلافة نتنياهو.
أنور صالح
لازال نتنياهو يدافع عن نفسه في اطار رده على التحقيقات التي تقوم بها الشرطة الاسرائيلية معه ، بأنه ليس أول من التقى محرري صحف وناشرين، وأن القانون يتيح لأي فرد في الدولة تلقي الهدايا من الأصدقاء، وأن قرار المستشار القضائي للحكومة بفتح تحقيق جنائي بحقه بما يسمي(بملف رقم 2000 والملف رقم 1000)، كسابقاتها من القضايا، فقد تعرض نتنياهو منذ توليه رئاسة الحكومة للعديد من قضايا الفساد وتم اغلاقها ولكن على ما يبدو هذه المرة تختلف عن سابقاتها من حيث جدية الادلة ونوعية القضايا التي يتم التحقيق فيها، مما زاد الاعتقاد في الاوساط السياسية والاعلامية، بأن حكم نتنياهو بات مهدد بقدر كبير ، وأن حكومته اقتربت من نهايتها، في أعقاب توالي التحقيقات الجنائية ضده ، بتهمة تلقي هدايا ثمينة هو وافراد عائلته من رجال أعمال إسرائيليين وأجانب، وبمحاولة نتنياهو إبرام صفقة فاسدة بينه وبين ناشر صحيفة "يديعوت احرونوت"، أرنون موزيس، علماً بأن نتنياهو لازال يوجه لجنة تقصي حقائق في قضية شراء ثلاثة غواصات وسفينتين حربيتين، بما يعرف بالقضية( رقم3000 )التي عارضهما وزير الحرب الاسرائيلي موشي يعالون في حينه. كما تم الكشف عن قضية يجري التحقيق فيها مع نتنياهو عرفت أيضاً بالقضية رقم (4000) ولم يتم الكشف عن تفاصيلها.
لم تعد خيارات نتنياهو للتخلص من الملاحقة القضائية والاعلامية كبير بل باتت أقل بكثير لدرجة أن بعض الوزراء يجهزوا أنفسهم سراً لتشكيل ائتلافات لخوض الانتخابات المبكرة في حال استقالة نتنياهو المتوقعة في أي لحظة، والاعلان عن انتخابات مبكرة أو تكليف عضو كنيست بدلاً منه لتشكيل حكومة.
ولم يخفي أفيغدور ليبرمان رئيس حزب يسرائيل بيتينو رغبته الشديدة في تحقيق حلمه بأن يصبح رئيساً للحكومة ، فوجد ضالته في التحالف مع وزير المالية موشي كحالون، ومن المؤشرات على هذا التحالف، تأييد كحلون لقرار ليبرمان بنقل المسؤولية على إذاعة الجيش الإسرائيلي من الجيش إلى وزارة الأمن، والتقائهما في المواقف والآراء في جلسات المجلس الوزاري المصغر (الكابنيت) ومعارضتها لتوجهات نفتالي بنيت الذى يعتبرانه شخص خطير. بسبب أدائه الإعلامي بكل ما يتعلق بمواضيع الجيش والأمن، ومهاجمته الكابنيت في وسائل الإعلام، معتبرين أنها طريقة رخيصة لكسب الأصوات على حساب القيم والالتزام بالسرية والأمن.
هذا ما يعزز الفهم بأن خيارات نتنياهو بات اضيق في البقاء في الحكومة، والاحتفاظ برئاسة حزب الليكود في ظل أن استطلاع الرأي الذي أجرته صحيفة معاريف العبرية يشير الى أن 57% من الاسرائيليين مقتنعين بان نتنياهو يكذب وأن اقواله بأنه "لا يوجد شئيا" غير صحيحة، فهذا مؤشر على فقدان نتنياهو لشعبيته في الشارع الاسرائيلي، الذي يعزز من فرص سقوط حكومة نتنياهو، والبحث في من سيخلف نتنياهو، فقد اشارت استطلاعات الرأي الى تقدم يائير لبيد رئيس حزب يوجد مستقبل على نفتالي بينت المرشح الثاني المتوقع لرئاسة الحكومة الاسرائيلي ويأتي جدعون ساهر في المرتبة الثالثة. وهنا لابد من الاشارة الى اعتزال وزير الحرب الاسرائيلي السابق الحياة السياسية جعله بعيد عن اهتمام استطلاعات الرأي ووسائل الاعلام العبري، برغم أنه أعلن سابقاً في مؤتمر هرتسيليا ال16 بانه سوف يرشح نفسه لرئاسة الحكومة الاسرائيلية من خلال تشكيل حزب جديد أو الانضمام لحزب قائم. حيث قام يعالون في العام2016 بتشكيل جمعية تحمل اسم "قيادة مختلفة" بهدف تحسين مكانته السياسية، فيعالون يتمتع بخبرة سياسية وعسكرية كبيرة . فهل من الممكن أن يكون من أصحاب الحظ الاوفر اذا ما قرر المنافسة على رئاسة الحكومة الاسرائيلية. أم ظهور إيهود باراك رئيس الحكومة السابق لصدارة الاعلام الاسرائيلي وانتقاده العلني لنتنياهو في الآونة الاخيرة يقلل من خيارات نتنياهو في النجاة بحكومته ويزيد حدة المنافسة على خلافة نتنياهو.
أنور صالح