
ما بين عمّان الشرقية والغربية .. جدار يصعُب إزالته
بقلم : كريم الزغيّر
كثير من التناقضات الإجتماعية في الأردن ظلت كامنة داخل وجوه الأردنيين ، تناقضات يمكن فهمها لمجرد حديثك مع سائق تكسي ، أو مع كونترول باص ، أو مع شاب يجلس على إحدى الأرصفة يراقب تناقضات مدينته ، ويمكن فهمها بإختلاف اللكنات واللهجات من منطقة إلى أخرى ، ويمكن فهمها أيضاً بإختلاف الوجوه ، واللباس ، والسيارات ، والشوارع .
عمّان ، فيها جدران نفسية شاهقة فعمّان جبلُ التاج وجبلُ النصر والمنارة والجوفة هي ليست عمّان عبدون وخلدا ودابوق
وإن كانت كل تلك المناطق تحت مسمى واحد ، الإختلاف بين تلك المناطق عميقٌ جداً أعمق من إختلاف الروائح بين جبل التاج ودابوق ، وإختلاف شكل المباني والمنازل بين الجوفة وعبدون ، وإختلاف ضيق الأزقة ونظافة الشوارع بين خلدا والنصر ، إن الإختلاف في الإنسان نفسه .
فالفارق الطبقي " الواضح " أدّى إلى نشوء حاجز نفسي بين المواطن الذي يسكُن في شرق العاصمة وبين المواطن الذي يسكن غربها ، والكرم الحكومي الخدماتي لسكان غربي العاصمة يختلف عن الزُهد الخدماتي لسكان شرقها وهذا ما يُفسّر الكثير من إشكاليات إجتماعية تبدأ من " النظرة " ذات الحِدة وتنتهي بعراك الأيدي .
للأسف أدّى التركيز الحكومي على غربي العاصمة إلى تهميش شرقيها ، حتى أصبحنا نرى فجوة ثقافية وإجتماعية واسعين ، فعمّان الشرقية المحافظة التي يختلف زي فتياتها عن أقرانهنَّ في غربي العاصمة أو الشباب الذين يختلفون بالسلوك و طبيعة العمل عن أقرانهم في غربي العاصمة ، ناهيك عن العلاقات الإجتماعية التي أيضاً تشهد تباين واضح فسكان شرقي العاصمة تربط بينهم أواصر الصداقة والجيرة منذُ زمن ، أمّا من يسكن في غربي العاصمة فهو أساساً يريد الإبتعاد عن العلاقات الإجتماعية وما يترتب عليها من حقوق أخلاقية وإن إجتاحه الملل فلن يجد مكاناً للعلاقات الإجتماعية .
تحدثنا عن التباينات والإختلافات ، ولكن هناك قواسم مشتركة بين سكان الغرب وسكان الشرق فالقاسم المشترك الأبرز هو " العوز المادي " ، ولكن تختلف المظاهر فالمباني الحديثة والسيارات الفارهة والملابس المهندمة في غربي العاصمة تخفِ وراءها فقر وعوز ، امّا العوز المادي في شرقي العاصمة فهو واضح وضوح السماء بعد نزوح الغيم ، أمّا القاسم المشترك الاّخر فهو " التشابه الأخلاقي " بين سكان الشرق والغرب .
عمّان الغربية هي العاصمة الحقيقية وهذه حقيقة هامة لأن الوجوه تقول ذلك ، والمباني الحكومية المحصورة في مناطق محددة تقول ذلك ، والفلل الفاخرة في دابوق وعبدون تقول ذلك .. ولكن متى يزول جدار " برلين الأردني " ويهدم ؟!
بقلم : كريم الزغيّر
كثير من التناقضات الإجتماعية في الأردن ظلت كامنة داخل وجوه الأردنيين ، تناقضات يمكن فهمها لمجرد حديثك مع سائق تكسي ، أو مع كونترول باص ، أو مع شاب يجلس على إحدى الأرصفة يراقب تناقضات مدينته ، ويمكن فهمها بإختلاف اللكنات واللهجات من منطقة إلى أخرى ، ويمكن فهمها أيضاً بإختلاف الوجوه ، واللباس ، والسيارات ، والشوارع .
عمّان ، فيها جدران نفسية شاهقة فعمّان جبلُ التاج وجبلُ النصر والمنارة والجوفة هي ليست عمّان عبدون وخلدا ودابوق
وإن كانت كل تلك المناطق تحت مسمى واحد ، الإختلاف بين تلك المناطق عميقٌ جداً أعمق من إختلاف الروائح بين جبل التاج ودابوق ، وإختلاف شكل المباني والمنازل بين الجوفة وعبدون ، وإختلاف ضيق الأزقة ونظافة الشوارع بين خلدا والنصر ، إن الإختلاف في الإنسان نفسه .
فالفارق الطبقي " الواضح " أدّى إلى نشوء حاجز نفسي بين المواطن الذي يسكُن في شرق العاصمة وبين المواطن الذي يسكن غربها ، والكرم الحكومي الخدماتي لسكان غربي العاصمة يختلف عن الزُهد الخدماتي لسكان شرقها وهذا ما يُفسّر الكثير من إشكاليات إجتماعية تبدأ من " النظرة " ذات الحِدة وتنتهي بعراك الأيدي .
للأسف أدّى التركيز الحكومي على غربي العاصمة إلى تهميش شرقيها ، حتى أصبحنا نرى فجوة ثقافية وإجتماعية واسعين ، فعمّان الشرقية المحافظة التي يختلف زي فتياتها عن أقرانهنَّ في غربي العاصمة أو الشباب الذين يختلفون بالسلوك و طبيعة العمل عن أقرانهم في غربي العاصمة ، ناهيك عن العلاقات الإجتماعية التي أيضاً تشهد تباين واضح فسكان شرقي العاصمة تربط بينهم أواصر الصداقة والجيرة منذُ زمن ، أمّا من يسكن في غربي العاصمة فهو أساساً يريد الإبتعاد عن العلاقات الإجتماعية وما يترتب عليها من حقوق أخلاقية وإن إجتاحه الملل فلن يجد مكاناً للعلاقات الإجتماعية .
تحدثنا عن التباينات والإختلافات ، ولكن هناك قواسم مشتركة بين سكان الغرب وسكان الشرق فالقاسم المشترك الأبرز هو " العوز المادي " ، ولكن تختلف المظاهر فالمباني الحديثة والسيارات الفارهة والملابس المهندمة في غربي العاصمة تخفِ وراءها فقر وعوز ، امّا العوز المادي في شرقي العاصمة فهو واضح وضوح السماء بعد نزوح الغيم ، أمّا القاسم المشترك الاّخر فهو " التشابه الأخلاقي " بين سكان الشرق والغرب .
عمّان الغربية هي العاصمة الحقيقية وهذه حقيقة هامة لأن الوجوه تقول ذلك ، والمباني الحكومية المحصورة في مناطق محددة تقول ذلك ، والفلل الفاخرة في دابوق وعبدون تقول ذلك .. ولكن متى يزول جدار " برلين الأردني " ويهدم ؟!