نجاح الولد ونجاح البنت
احتقب هديته ، وتوجه تلقاء بيت جاره ، يزف له التهاني بنجاح ولده وحصوله على معدل 80% في الثانوية العامة في الفرع العلمي ، وعندما دار قدح الرأي بينهما ، حول السؤال البدهي الذي تفتتح به ديباجة الحديث ، وهو ما التخصص الذي تنوي ان يلتحق به ولدك ، بعد نفض غبار التعب ، وثقل الانتظار ؟ ليبادره المضيف قائلا : اقترح علينا بوصفك تربوياً ، نأخذ برأيك ، ونتهدي بمشورتك ، اعتدل الضيف في جلسته ، وأخذ منصة الحديث مفتتحا ً بحاجة التربية للتخصصات العلمية الفيزياء والكيمياء والأحياء وتاجهم الرياضيات ، وهذا يبشر له بوظيفة حال تخرجه ، ونحن نزف لك التهاني ثانية ولكنها مزدوجة ، وما أن أتم كلامه ، حتى استشاط المضيف غضباً ، وتناول جرعة من ماء ، وهاجمه قائلاً : ماذا تقول ؟
يبدو أنك نسيت الفرع الذي تألق فيه ولدي ، إنه الفرع العلمي ، ويحك ! حسبتك تقترح تخصصات تتعلق بالطب والهندسة والصيدلة والتحاليل الطبية وما شابه ذلك ، أو ربما خلطت الحابل بالنابل ، فالناحج ليست البنت وإنما الولد ، كلامك يتماس مع الصواب عندما تتحدث عن البنت إن نجحت وحصلت على 95% فلا مجال لها سوى معلمة في التخصصات التي تفوهت بها ، وتبتعد عن التخصصات الكبيرة التي تكلفنا الكثير وأخيراً تتزوج ولا يعود علينا نفعها .
عاد الضيف يقلب صفحات التفكير الجمعي للمجتمع ، وقال في نفسه : عرفت الآن لِمَ تقلُّ التخصصات العلمية بين الذكور في المجال التربوي ، فيما تتضخم الأعداد لدى الإناث ؟ويعود ذلك للمنظومة الفكرية التي تسيطر على أولياء الأمور .
وثمة سبب آخر ، يتعلق في خوف الأب على الفتاة ان تتخصص في الهندسة أو الطب أو الصيدلة من وجهة نظر اجتماعية لا يريدها أن تختلط بالرجال ، أو في المهن التي تحتاج إلى مجهود عضلي بالتوازي مع المجهود الفكري .
ولعل سوق العمل يلعب دوراً في هذا المجال ، فهناك طلاب درسوا الهندسة والصيدلة ولو سمح لهم بالالتحاق بسلك التربية ، لرأيتهم معلمين ، لكثرتهم الآن في سوق العمل ولا وظائف لهم ، سواء في الصيدلة أم الطب أم الهندسة، ويريدون التخصصات التربوية للفيزياء والكيمياء والأحياء ، بعد إنفاق الأموال الطائلة لنيل شرف اللقب مهندساً أو طبيباً ، وكان الأولى به أن يلتحق بالتخصصات التربوية ويعفي والديه مؤونة الإنفاق .
وما نلحظه في المستشفيات ، ومكاتب الهندسة ، ندرة في تخصص الإناث ، فهناك شح في عدد الممرضات ، والطبيبات ، والصيدلانيات ، ولو تم التخطيط السليم ،ومنحت الحوافز للطالبات المتفوقات والمنح الدراسية يكون حلاً لهذا التباين في أعداد الذكور والإناث في المراكز الحيوية في بناء المجتمع وتطوره ، ومن هنا يقوم المجتمع على نصفيه ، وفق المقولة : المرأة نصف المجتمع .
احتقب هديته ، وتوجه تلقاء بيت جاره ، يزف له التهاني بنجاح ولده وحصوله على معدل 80% في الثانوية العامة في الفرع العلمي ، وعندما دار قدح الرأي بينهما ، حول السؤال البدهي الذي تفتتح به ديباجة الحديث ، وهو ما التخصص الذي تنوي ان يلتحق به ولدك ، بعد نفض غبار التعب ، وثقل الانتظار ؟ ليبادره المضيف قائلا : اقترح علينا بوصفك تربوياً ، نأخذ برأيك ، ونتهدي بمشورتك ، اعتدل الضيف في جلسته ، وأخذ منصة الحديث مفتتحا ً بحاجة التربية للتخصصات العلمية الفيزياء والكيمياء والأحياء وتاجهم الرياضيات ، وهذا يبشر له بوظيفة حال تخرجه ، ونحن نزف لك التهاني ثانية ولكنها مزدوجة ، وما أن أتم كلامه ، حتى استشاط المضيف غضباً ، وتناول جرعة من ماء ، وهاجمه قائلاً : ماذا تقول ؟
يبدو أنك نسيت الفرع الذي تألق فيه ولدي ، إنه الفرع العلمي ، ويحك ! حسبتك تقترح تخصصات تتعلق بالطب والهندسة والصيدلة والتحاليل الطبية وما شابه ذلك ، أو ربما خلطت الحابل بالنابل ، فالناحج ليست البنت وإنما الولد ، كلامك يتماس مع الصواب عندما تتحدث عن البنت إن نجحت وحصلت على 95% فلا مجال لها سوى معلمة في التخصصات التي تفوهت بها ، وتبتعد عن التخصصات الكبيرة التي تكلفنا الكثير وأخيراً تتزوج ولا يعود علينا نفعها .
عاد الضيف يقلب صفحات التفكير الجمعي للمجتمع ، وقال في نفسه : عرفت الآن لِمَ تقلُّ التخصصات العلمية بين الذكور في المجال التربوي ، فيما تتضخم الأعداد لدى الإناث ؟ويعود ذلك للمنظومة الفكرية التي تسيطر على أولياء الأمور .
وثمة سبب آخر ، يتعلق في خوف الأب على الفتاة ان تتخصص في الهندسة أو الطب أو الصيدلة من وجهة نظر اجتماعية لا يريدها أن تختلط بالرجال ، أو في المهن التي تحتاج إلى مجهود عضلي بالتوازي مع المجهود الفكري .
ولعل سوق العمل يلعب دوراً في هذا المجال ، فهناك طلاب درسوا الهندسة والصيدلة ولو سمح لهم بالالتحاق بسلك التربية ، لرأيتهم معلمين ، لكثرتهم الآن في سوق العمل ولا وظائف لهم ، سواء في الصيدلة أم الطب أم الهندسة، ويريدون التخصصات التربوية للفيزياء والكيمياء والأحياء ، بعد إنفاق الأموال الطائلة لنيل شرف اللقب مهندساً أو طبيباً ، وكان الأولى به أن يلتحق بالتخصصات التربوية ويعفي والديه مؤونة الإنفاق .
وما نلحظه في المستشفيات ، ومكاتب الهندسة ، ندرة في تخصص الإناث ، فهناك شح في عدد الممرضات ، والطبيبات ، والصيدلانيات ، ولو تم التخطيط السليم ،ومنحت الحوافز للطالبات المتفوقات والمنح الدراسية يكون حلاً لهذا التباين في أعداد الذكور والإناث في المراكز الحيوية في بناء المجتمع وتطوره ، ومن هنا يقوم المجتمع على نصفيه ، وفق المقولة : المرأة نصف المجتمع .