الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أرواحنا في أرواح أجيالنا بقلم:عماد صلاح الدين

تاريخ النشر : 2017-01-20
أرواحنا في أرواح أجيالنا بقلم:عماد صلاح الدين
أرواحنا في أرواح أجيالنا
عماد صلاح الدين
إن الصبر الهائل جدا على المصيبة- المصائب الهائلة جدا وبقسوة على رأسك، إن استطعت احتمالها واستيعابها، وقد مررت من قبل في تدريبك الأسري والذاتي والمجتمعي على الاحتمال والاستيعاب للحوادث القاسية، فحتما إنك ستصبح تبصر أشياء وأشياء غير متاحة لكثيرين، وتستحق بها، وعن جدارة، لقب فيلسوف أو حكيم، ووارد جدا أنك ستصبح من أصحاب الثروة. وإنني اسمح لنفسي بالتطرف قليلا بأنك تستحق وعن جدارة لقبا فخريا بأنك صرت نبيا. وكلما حاولت التبريد الداخلي إلى أقصى ما تستطيع مستمرا كنهج حياة، فستكون احد رسل الإنسانية العظام؛ إن هذا الصبر والتصبر والتبريد يجعلك واقعيا وعاملا وفاعلا فعّالا، وستدرك عمليا أن الدنيا لا تعدل عند الله جناح بعوضة وان الأيام تمضي، وعندها ستعرف المعنى العملي للأخلاق. إن درجتك الحقيقية هي بقدر ما ملأت نفسك وروحك وعقلك وكليّتك بخبرات ارتقاء إنسانية رفيعة، أنت تحبها من الأساس، ويحبها جدا خالقك لك؛ كرسالة أسمى في الحياة، ودرجة مضروبة بأضعاف كثيرة عند الله في آخرتك.
نحن كبشر، وعلى العموم، ننظر بنوع من التحسّر والحسد إلى أولئك الذين أصبحوا على النحو الذي ذكرته لكم سابقا؛ سواء النظر إليه مباشرة بشخوصهم الحاضرة، أو إلى أجيالهم التالية، وما يتمتعون به من مزايا خبرية وإدراكية وحتى مراكز اجتماعية معتبرة. ولكن يجب علينا ألّا ننسى أن هؤلاء قد قدموا تضحيات جساما؛ كان عمادها العمل الاستثنائي الايجابي، والصبر فوق العادة، ومحاولات فتح باب الأمل بكل ما يملكون من طاقة ووسائل.
وإنني أرى أن أجيال هؤلاء التي تليهم، إنما يُجزون خيرا – هكذا- منحة مجانية لفعل آبائهم الرائع؛ إنها روح الآباء والأجداد، وتصل إلى درجة روح الأمة بأسرها؛ إنهم يعمّدون جينات أنسالهم بالتوازن والثقة والعقلانية والاستعداد للفاعلية، وتجد أجيالهم أكثر برودا في دواخلهم وأكثر هدوءا في أقوالهم وسلوكهم، واخف توترا وانفعالا؛ هدوؤهم له معنى، وغضبهم لهم معنى.
حين كنت أدعو الله تعالى، عقب صلواتي، بان يرزقني ذرية طيبة صالحة، وان ينزّل السكينة والطمأنينة على قلبها، وعلى الأسرة جميعها، كنت أتساءل هل مجرد الدعاء – هكذا- سيكون مردوده - هكذا أيضا- بحسب ما ارغب وأتمنى،ولقد وجدت أن غرض دعائي هو تحقيق هذه الانسيابية بتوفيقي أكثر، فيما اعمل واجتهد، ما بين هذا التراكم والتراكم.
إن أعمالنا الايجابية المستمرة تغيّرنا من الداخل شيئا فشيئا، حتى على مستوى مكوناتنا البيولوجية، وان جزءا من هذا التغيير لينتقل بحول الله إلى أولادنا وأحفادنا وأجيالنا، وهذا لا يعني غياب إرادة هؤلاء الأبناء والأحفاد، ولكنه نعم الجزاء المستمر لروح جيل إلى الذي يليه.
إن روح الإنسان الصاعدة ارتقاء؛ بأعمالها، وصبرها، وإيمانها بذاتها، ومستقبلها، وإيمانها بعدل ربها؛ هنا في الدنيا وهناك في الآخرة، سواء ذلك في إنسان مجتمع النهضة المستقر، أو في إنسان مجتمع التخلف الحضاري؛ ولكنه في الحالة الأخيرة؛ وكحالة فردية، يحاول أن يكون لبنة في قيام النهضة من جديد في مجتمعه، إن هذه الروح سينتج عنها أرواح جديدة إلى الحياة، سيكونون في طفولتهم، ومنذ الأيام الأولى لولادتهم؛ حالهم كما حال الكبار الوادعين الهادئين الواثقين؛ ينامون كما يناموا، ويصحون كما يصحون من نومهم، ولا تسمع إلا همهماتهم كرضع ليلا أو نهارا؛ حين يطلبون أمهاتهم للرضاعة، وإن الكاتب في هذا السياق لرجل قد رأى ذلك بأم عينيه، والحمد لله رب العالمين.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف