الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هل ينجح اتفاق المصالحة الفلسطيني في موسكو؟ بقلم:أحمد النبريص

تاريخ النشر : 2017-01-19
هل ينجح اتفاق المصالحة الفلسطيني في موسكو؟ بقلم:أحمد النبريص
أحمد النبريص – غزة

منذ بداية الانقسام الفلسطيني الذي صبّ بمشكلاته على رؤوس المواطنين في قطاع غزة، وبدرجة أقل في الضفة الغربية، اعتاد الإنسان الفلسطيني في روتينه اليومي على تعدد أشكال المعاناة الدائمة منقطعة النظير.

في بدايات الأزمة كان هناك إيمان شعبي بأن كارثة الانقسام ستكون مؤقتة وأنّ إمكانية الوصول إلى حل توافقي بين طرفي الصراع هي مسألة ليست بالصعبة، لكن فيما بعد بدأ هذا الإيمان يتقلص تدريجياً حتى أيقن الفلسطينيون أن حلم الوصول إلى وحدة حقيقية هو حلم معقد على الرغم من التصريحات الإيجابية بهذا الشأن من قِبل أطراف النزاع.

مختلف استطلاعات الرأي تشير دائماً إلى أن المواطن الفلسطيني لم يعد متفائلاً من إمكانية تحقيق أي انجاز حقيقي للتوافق والوحدة، لأن الفلسطينيين باختصار قد فقدوا الثقة بقياداتهم المتناقضة. ومع الأسف هذه التنظيمات لم تدرك بعد عمق التحولات الفكرية في عقلية المجتمع الفلسطيني تجاهها، وتبقى هناك رغبة شعبية عارمة في المصالحة الوطنية، لأن الشعب الفلسطيني يدرك بحكمته خطورة ما آلت إليه الأمور التي صنعها الانقسام، ويدرك أن استمرار التناقض والتصارع بين التنظيمات ما كان ولم يكن ولن يكون في مصلحة القضية الفلسطينية التي باتت ضعيفة جداً أكثر من أي وقت مضى في المشهدين العربي والدولي.

عقد من التصارع والرؤية الفلسطينية غائباً تماماً، زمن طويل جعل من الصورة النمطية للفلسطينيين في الخارج قبيحة، أو على الأقل مُلتبسة، لأن الصراع عبر وسائل الإعلام وصل إلى مستويات خطيرة ومؤسفة بسبب سياسة الردح والتشهير المتبادل بين أطراف الانقسام.
ثمة أشياء غير مفهومة في السياسة الفلسطينية، لأن التنظيمات المتصارعة لم تعد قادرة على تحديد معنى دقيق لمفهوم الوحدة والتوافق، يوجد غموض وتعقيد في تحديد مفهوم الوحدة الوطنية بالنسبة لحركتي فتح وحماس، حيث بالإمكان وصف العلاقة بين الحركتين بأنها علاقة تنافر بين مشروعين متناقضين، كل مشروع يطرح نفسه بديلاً عن الآخر لا مكملاً له.

كل هذه التناقضات تخلق دائماً تساؤلات لم تجد الإجابات المناسبة، هل يمكن التوافق بين تنظيمات تؤمن بالفكر الإقصائي الذي لا يبصر في مرآته أحداً سوى نفسه؟ أنه أقرب إلى المستحيل، لأن المشكلة الأولى تكمن في الوعي الحزبي الضيق لدى تلك التنظيمات التي تؤمن فعلياً بالمحاصصة لا بالمصالحة.

من وجهة نظرنا المتواضعة، قبل الحديث عن أي مبادرة حقيقية لتحقيق التوافق الفلسطيني، ينبغي حل أزمة الوعي الحزبي الضيق، علينا أن نستبدل الوعي الإقصائي بوعي أكثر اعتدالاً يحترم الاختلاف والتنوع ويسعى جدياً إلى التكامل معه، لأن ما حدث ويحدث من نتائج كارثية، يشير إلى مأزق ضيق الرؤية السياسية عند جميع الأطراف التي يبدو أنها لم تدرك بعد، أنها غير قادرة على إدارة المرحلة بالشكل الذي ينبغي.

علينا أن ندرك أيضا، أن الوحدة ليست تصريحات أو اتفاقات نشاهدها عبر وسائل الإعلام، لكنها نمط حياة لمواجهة مشكلات الواقع المعقدة، الوحدة هي إرادة في المضي قدماً في مواجهة الظلم بكافة الوسائل المتاحة، وإن اقتضى ذلك أن تدفع التنظيمات المتصارعة ثمن أخطاء الماضي في سبيل المستقبل.

نقول هذا الكلام القديم، ولن نفتأ نعيده مرة أخرى وأخرى، بمناسبة الحديث الجديد، ولا جديد حقاً تحت شمس الفلسطينيين، عن اتفاق طور الإعداد يجري البحث في تفاصيله في العاصمة الروسية موسكو. نقوله ونحن متوجّسون أن يكون هذا الاتفاق على غرار إتفاقات مصالحة عديدة جرت قبل ذلك، ولم تكن تساوي الحبر الذي كُتبت به، لأن البنية التحتية التي أشرنا إليها في متن هذا المقال، هي الضامن الوحيد لنجاح أي اتفاق حقيقي، تنجم عنه مصالحة حقيقية.

ورغم إيماننا بعدم وجود أو توفّر هذه البنية ولو في حدّها الأدنى إلى هذه اللحظة، إلا أننا نرغب في أن يحدث المستحيل هكذا فجأة وتنجح مصالحة موسكو.

أما إذا فشلت وكانت فالصو كسابقاتها، وهو الأمر المرجّح، ما دام كلا الطرفين لا يؤمنان حقيقة بالمشاركة والتكامل، فلن نصاب بخيبة أمل. ذلك أن حالنا كفلسطينيين صار اليوم مثل حال أحد الشعراء حين قال قديماً:
" تكسّرت النصال على النصال".
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف