الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

في ثاني مناظرة علمية بين “بوكروح” و”إسماعيل” النص المسرحي العربي المنشور: الريادة ريادات

تاريخ النشر : 2017-01-19
في ثاني مناظرة علمية بين “بوكروح” و”إسماعيل” النص المسرحي العربي المنشور: الريادة ريادات
في ثاني مناظرة علمية بين “بوكروح” و”إسماعيل” النص المسرحي العربي المنشور: الريادة ريادات

شهد المهرجان العربي للمسرح في دورته التاسعة، أمس، إقامة الندوة التحكيمية الموسومة “مناظرة الريادة في النص المسرحي المنشور بين أبراهام دانينوس ومارون النقاش”، بين كل من د. “مخلوف بوكروح” من الجزائر، ود. “سيد علي إسماعيل” من مصر، وفي أعقاب مساجلات ساخنة استمرت ما يربو عن الثلاث ساعات، خرجت اللجنة المحكّمة بحكم ركّزت فيه على أنّ “ريادة النص المسرحي المنشور في العالم العربي تبقى ريادات”.

أتت مناظرة الأحد الخامس عشر يناير 2017 استتباعا للمناظرة الأولى التي جرت ضمن أشغال الملتقى الفكري لمهرجان المسرح العربي في دورته السادسة في الشارقة 13 يناير 2014 بين محقق الكتاب مخلوف بوكروح و د. سيد علي اسماعيل من مصر.

ووسط حضور أكاديمي رفيع بقاعة “الميريديان” في وهران، حُظيت المناظرة برئاسة د. “واسيني لعرج”، وبمشاركة د. “يوسف عيدابي” من السودان منسّقا، بينما تشكّلت اللجنة المحكّمة من د. “عقيل المهدي” من العراق، د. “عز الدين بونيت” من المغرب ود. “محمد المديوني” من تونس، علما أنّ د. “أنطوان معلوف” غاب في آخر لحظة بسبب المرض.

وبحثت المناظرة مسألة ريادة النص المسرحي العربي بين مارون النقاش في مسرحية “البخيل”، و”أبراهام دانينوس” في مسرحية “انزاهة المشتاق وغصة العشاق في مدينة طرياق في العراق”.

وفي كلمة افتتاحية، أكّد “واسيني” أنّ المسألة هامة للغاية، طالما أنّها تتعلق بتاريخ الأدب الذي لا يمكن حسمه بالعواطف، وإنما عن طرق البحث والجهد الأكاديمي، والاعتماد على التاريخ والنصوص والمستجدات الثقافية، وذكر “الأعرج” أنّ تاريخ الأدب يبقى مفتوحا، بمعنى أنه كلما وجدنا شيئاً يغيّر مسار النوع الأدبي، يجب أن تتدخل هذه العناصر المستجدة والمكتشفة كي توجه التاريخ من جديد، وهذا الأمر ليس ظاهرة جديدة” على حد توصيفه.

واستدلّ “واسيني” بكون السائد في الأوساط الثقافية أنّ رواية “زينب” هي الرواية العربية الأولى، لكن ظهر من يقول إنّ رواية “الحمار الذهبي” لأبو ليوس هي الأقدم، والأمر ذاته في قصة ريادة الشعر بين السياب والملائكة، أو من سبقهما من أسماء.

من جانبه، أشار د. “عيدابي”، إلى أنّ “مسرحية انزاهة المشتاق وغصة العشاق في مدينة طرياق في العراق لأبراهام دانينوس” أثارت جدلاً كبيراً بين النقاد حول ريادة كتابة النص المسرحي، وأبرز تأييده للمطالبة بضرورة مواصلة البحث في تاريخ المسرح العربي، ليس من أجل مسألة الريادة؛ بل من أجل فتح باب الاجتهاد النقدي والبحثي على مصراعيه أمام الباحثين في تاريخ المسرح العربي، لعلهم يعثرون على نصوص وتجارب أخرى تجيب عن السؤال المطروح أمامنا.

وتابع “عيدابي”: “يتطلب منا تحديد مفهوم الريادة في اتجاهين الأول: هو السبق التاريخي؛ بمعنى أن يكون الرائد أول من ابتكر هذا النوع من الفن وذاك قبل غيره تاريخياً، والثاني: هو التأثير المستقبلي؛ بمعنى أن يكون تأثير الرائد على الآخرين قوياً بصورة تسمح بانتشار ردّ فعله الريادي بصورة واضحة وملموسة، بغض النظر عن أسبقيته التاريخية”.

“بوكروح”: “جنسية المسرحية عربية وليست يهودية ولو أنّ دانينوس يهودي”

قدم د. “بوكروح” في عرض استمرّ 45 دقيقة، مجموعة من الأدلة التي تؤكد أنّ أول نص عربي منشور هو لـ “أبراهام دانينوس”، مستدلا بذلك على بعض الوثائق التاريخية التي تذهب في هذا الطريق.

ولفت “بوكروح” إلى أنّ مسألة الريادة المسرحية لا تهمه فبيروت أو الجزائر عنده نفس الشيء، مضيفا: “مارون النقاش أو ابراهام دانينوس بالنسبة إليه هم رواد، وفي البحث العلمي نتحدث عن التراكم المعرفي، وهذه المسألة أيضا مرتبطة بالتراكم، ولا أعتقد أنّ هذه السائل تفصل بالتحكيم، وما نعرفه عندما يحدث خلاف في مسألة ما، نتركها للتاريخ وللأجيال اللاحقة وما أدرانا فيمكن غدا أن نعثر على نص في أي مدينة عربية.
النظرة الاستعمارية
رأى “بوكروح” أنه حان الوقت للتخلي وإنكار الخصائص الحضارية والثقافية للأمم والشعوب، وتجاوز النظرة الاستعمارية التي تقلل من شأن ثقافات الآخر، داعيا إلى ضرورة الوضع بعين الاعتبار القراءات والتواريخ المتعددة عند الحكم على ثقافة الآخر.

ويعتقد “بوكروح” أنه علينا تجاوز المنهج الكولونيالي أي أن أوروبا هي مركز التاريخ لظاهرة المسرح، فالمركزية الأوربية تتجاهل ما حصل في باقي مناطق العالم، وهذه المسألة يمكن مناقشتها فالعديد من البلدان ترفض هذه الطروحات، وهذه المركزية تنسحب إلى حد ما على مشهدنا الثقافي العربي، ونحن نعاني من مركزية عربية، فالحضارة العربية الإسلامية ساهمت فيها الشعوب العربية بما فيها مسيحيو الشرق لأن الحركة الفكرية في المنطقة العربية في القرن الـ 19 عندما حدث احتكاك مع الغرب لم تكن محصورة في عواصم عربية محددة بل أن كل المدن ساهمت فيها إلى حد ما، فضلا على أن بروز نخبة حاولت أن تساهم في النهضة العربية عن طريق الإصلاح، ثم أن هذه النخبة تبنت الأشكال الثقافية الوافدة من الغرب في مختلف أشكال التعبير الفني وحاولت أن توظفها في التربية والتمدين والدخول للحضارة.
دعائم البحث
انتقد “بوكروح” هيكلة المكتبات في فرنسا التي ذهبت لحد القول أنّ النص المسرحي غير موجود في المكتبة، وهذه مسألة غريبة على حد قوله، مضيفا بأنه سيرفع خطابا مضمّنا بشكوى ضد هذا الفرنسي الذي أصدر وثيقة على أن النص غير موجود بهذه المكتبة، ويقول بوكروح:” لم يكتفي المستعمر باغتصاب تاريخنا وثقافتنا والآن يحجب عنا تراثنا، سأرفع خطابا احتجاجيا وان كان فيه إمكانية المقاضاة سأقاضيهم”.

وقدّم البروفيسور شهادة السيدة “فاطمة زياني” المكلفة بالقسم العربي بالمكتبة الجامعية للغات والحضارات الشرقية بباريس، مضيفا أنه حصل على النص سنة 1999 عن طريق صديق مقيم في باريس وكانت المكتبة في شارع ليل، فتحصل عن طريق “الميكروفيل” على الوثيقة ودفع مقابل ذلك 500 فرنك، مؤكدا أن النص موجود وسلم نسخة من المخطوط للهيئة العربية للمسرح سنة 2014.

واستدل “بوكروح” بالمراسلة التي تمت بينه وبين “فاطمة زياني”، حيث في 23 نوفمبر 2016 تقول السيدة أنها وجدت هذا النص وهو عبارة عن كراسة مكتوبة باليد في مخازن المكتبة وهو في حالة جيدة تحت رقم 95-8، بعدها أخبرها بأنه سينقل هذه المعلومة، وتعهدت السيدة بأنها ستشهد أنّ هذه الوثيقة موجودة والدليل هي الصور التي قامت بإرسالها، وقالت للمعني أنه كراس مكتوب باليد ولكنه طبع بالطباعة الحجرية في 1947 وفيه إهداء مكتوب باليد أي بغير الطباعة الحجرية.

المراجع المعتمدة

اعتمد “بوكروح” في بحثه على مجموعة من المراجع التي اسند بها بحثه، والبداية بالجريدة الآسيوية الذي كانت تصدرها الجمعية الآسيوية، والتي في أحد أعدادها لسنتي 1947 و1948 قدمت صورة غلاف المسرحية المتضمن إهداء المؤلف إلى عضو الجمعية الآسيوية، ناهيك على مجلة ألمانية تطرقت لهذا النص، بالإضافة لكتاب “تاريخ الآداب، الأدب العربي” للمستشرق الفرنسي “كليمون هيوارت” نشر سنة 1902، يقول أنه يوجد النص المسرحي ومنشور سنة 1948، وكتاب أبو القاسم سعد الله “تاريخ الجزائر الثقافي 1830/ 1854، الجزء الخامس” الصادر في بيروت عن دار الغرب الإسلامي الطبعة الأولى سنة 1998، وقدم “مخلوف” الغلاف، والصفحة الأولى والأخيرة من النص بوجود الإهداء.

ويضيف “بوكروح” أنّ “دانينوس” بدأ اتصاله بالجمعية الآسيوية سنة 1847 برسالة تحتوي على عدة نسخ من المسرحية وهي ملهاة موسيقية من تأليفه باللغة العربية فأرسلها إلى الجمعية بواسطة السيد “قيون” رئيس الأطباء الجراحين بالجيش الفرنسي في إفريقيا، وتم اقتراحه وقبوله كعضو في الجمعية الآسيوية، ويقول “جول مول” في الجريدة سنة 1948 في تقريره أنّ “دانينوس” حاول الترويج لتذوق العرب للمسرح، وبعد سنتين يأتي التأكيد من مجلة ألمانية، ويعود المؤرخ  الجزائري أبو القاسم سعد الله إلى اهتمام النقاد بهذه المسرحية حيث اعتبرها البعض رائدة في مجال المسرح العربي.

واستنكر “بوكروح” إقدام نظيره على ربط المسرحية بـ “الصهيونية” لكون الكاتب يهودي، مشيرا أنّ المسرحية بالعربية وليست يهودية، واتكأ على قول الباحث البريطاني “فيليب سادغروف” بأنّ الجنسية الفرنسية التي يحملها “دانينوس” لا تلغي لا حقيقة وجود النص، ولا تاريخ كتابته ولا مكان نشره ولا جنسية المسرحية لكونها عربية وحتى إسلامية في نكهتها وهذا ما يميزها عن النصوص المسرحية التي كتبها اليهود المشارقة.

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف