الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أنا الأسود وهم الأبيض في قصيدة "مسخ لغوي"بقلم: رائد الحواري

تاريخ النشر : 2017-01-18
أنا الأسود وهم الأبيض
في قصيدة
"مسخ لغوي"
لا نحابي الشاعر "فراس حج محمد" عندما نقول عنه "شاعر مجتهد" فهو يقوم بأكثر من عمل ثقافي، منها اجتهاده على نفسه كشاعر من خلال تقديم ما هو جديد، فقد استطاع أن يضع لنفسه مكانة خاصة في الحالة الثقافية الفلسطينية، من خلال كتابته أكثر من خمسة كتب نثرية، وأربع دواوين شعر، وكتابين في النقد الأدبي.
أول معرفتي بالشاعر كانت من خلال ديوان "أميرة الوجد" الذي نبهني فيه الشاعر إلى علاقة اللفظ بالمضمون، وايضا علاقة الحرف بالمضمون، وهذا ما فتح لي مساحة من التحليل لم تكن متاحة دون هذا الديوان، من هنا نقول بأن النص الجيد هو كتاب نقد جيد أيضا، حيث يجد فيه المتلقي عوالم متعددة ومتشعبة وما عليه إلا التأمل في هذا الفضاء الرحب للنص.
قصيدة "مسخ لغوي" تؤكد حالة الابداع عند الشاعر، فهي تكاد تكون نص مطلق، والذي يتماثل فيه اللفظ مع المضمون، فستخدم الشاعر في هذه القصيدة الألفاظ السوداء لتمثل الحالة التي يمر بها، بينما يستخدم الالفاظ البيضاء لهم فقط، فهو لا يقارن بينه وبين الآخرين فقط، بل يعمق الفجوة التي تفصله عنهم، وتجعل لكل طرف عالم مخالف تماما عن العالم الآخر، إذا أخذنا أي مقطع من المقاطع في هذه القصيدة سنجده الالفاظ السوداء والقاسة مرتبطة/متعلقة بالشاعر بينما الالفاظ البيضاء متعلقة بهم، "الهوامش، المختبئة، الحذر، الاختفاء، الخسف، الريح، النزق، السوداء، شؤم، الحفرة الغائرة، الضربة القاصمة، مسخ لغوي" هذه الالفاظ تمثل حالة الشاعر القاسية.
بينما ال"هم" نجدهم بهذه الالفاظ "كأس خمر، دفقة شعر، قبلة حب علنية، الاحتفاء المهيب، النجمة العالية، الشمس، الصورة، الاحتضان الليلك، الورد، الهمس، اللمسة الدافئة، السناء، الضياء، الحفلة الحافلة، الانبهار، الرقص، الغنوة الشافية، الفكر والتبجيل والمهجة الراضية، واللغة النشوى واعياد الهوى، الشهوة الناضجة، عشق، الصهوة الجامحة" إذا ما قارنا بين عدد الالفاظ المتعلقة بحالة السواد التي يمر بها الشاعر وتلك البيضاء المتعلقة "بهم" ستكون الغلبة ل "هم|، حتى أن الشاعر في توغل أكثر في المقارنة بين حالته وحالة ال"هم" من خلال اعطاء اكثر من وصف أبيض مثل "اللمسة الدافئة، واللغة النشوى واعياد الهوى، الشهوة الناضجة، الغنوة الشافية، ، الصهوة الجامحة" هنا كانت اللفظ والواصف والفكرة كلها تتألف وتعطي الحدث/الفكرة البيضاء لهم، بينما الشاعر كانت مجمل حالاته سوداء بالمطلق.
ابتداء القصيدة بلفظ أسود "لي الهوامش المختبئة، ونهايتها
" لم يبقى مني غير "مسخ لغوي"
ظل قصيدة في مسوخ بالية" وارتباط البداية والنهاية مع العنوان تؤكد حالة الوجع والألم والقسوة التي يمر بها الشاعر، وأيضا تبين ما يكنه العقل الباطن له، فهذا الألفاظ تبين حجم السود الذي يحمله في الا وعي، وحجم الألم الذي يمر به عندما يجد الآخرين بتك البهجة وهو بهذا الحالة.

الأنا

مسخ لغويّ
{لإني خُلقتُ على صورةِ الله/ ثمّ مُسختُ إلى كائنٍ لُغويّ- محمود درويش}
فراس حج محمد
ليَ الهوامشُ المختبئةْ
ولغيري كأسُ خمرٍ
دفقةُ شعرٍ
قبلةُ حبّ علنيّةْ
الصّدارةُ
الاحتفاءُ المهيبُ
النّجمةُ العاليةْ

لي الحذرُ العالي التّوغّل في الاختفاءْ
ولغيري الشّمسُ
الصّورةُ
الاحتضانُ
اللّيلكُ
الوردُ
والهمسُ
واللّمسةُ الدّافئةُ

ليَ الخسفُ
التّندرُ
والرّيحْ
والضّربةُ القاصمةْ
ولغيري السّناءُ
الضّياءُ
الحفلةُ الحافلةْ
والانبهارُ
الرقصُ
الغنوةُ الشّافية

ليَ النّزقُ الطّويلُ العمرِ
اللغةُ السّوداء
سحابة الشُّؤمِ
الحفرةُ الغائرةْ
ولغيري الفكر والتّبجيلُ والمهجةُ الرّاضيةْ
واللّغة النّشوى وأعياد الهوى
وأزهار الرّبيعْ
والشّهوةُ النّاضجة
ومقعد عشـقٍ يُعتلى في الصّهوة الجامحةْ

لم يبقَ منّي غيرُ "مسخٍ لغويّ"
ظلّ قصيدةٍ في مُسوحٍ بالية ْ
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف