الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لو كان قلبي معي بقلم:ب. فاروق مواسي

تاريخ النشر : 2017-01-18
لو كان قلبي معي  بقلم:ب. فاروق مواسي
حديث أدبي:
.............................

عن قلب عنترة، ولو كان معه
ب. فاروق مواسي
............................



يقول عنترة:
..

لو كان قلبي معي ما اخترتُ غيرَكمُ *** ولا رضيتُ سِوَاكُمْ في الهَوى بدَلا

لكنهُ راغبٌ فيمنْ يعذّبه ***    فليسَ يقبل لا لومًا ولا عذلا

...

هذان البيتان هما لعنترة، قالهما بعد أن سألته امرأة من كِندة أن يقيم معها في ديار قومها، ووعدته بأنها ستزوجه من يريد من بناتها.
(ديوان عنترة، ص 206- نادي كتاب الشهر).

..

البيتان فيهما إشكال، فهو يقول للمرأة الكِنْدية:
 لو كان قلبي معي لما اختار سواكم، ثم تابع وكأنه يعتذر، فذكر أن قلبه مصرّ على بقائه مع من تعذبه، وهو لا يقبل أي لوم أو عتاب في قراره.
..
السؤال:
 لماذا يرغب فيمن تعذبه؟ هل قلبه معه حقًا؟ هل هو يحب هذا المصير من المعاناة، هل هو يحب هذه التي تعذبه، ولن يتنازل عنها؟
المعنى الظاهري يشير لنا أن قلبه مع من تعذبه،  ولو كان يتحكم في هذا القلب فإنه لا يختار سوى فتاة من بني كندة – "ولا رضيت سواكم في الهوى بدلا".

فهل الهوى هوَيان؟ هوى مفترَض للكِندية،  وهوى واقع للمعذِّبة؟
..

لم أجد خروجًا من الإشكال إلا أن أجتهد وأفسر معنى القلب بأنه العقل، وهذا المعنى متعارف عليه في ذلك العصر، ففي القرآن كثيرًا ما ورد هذا المعنى:
{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى القُلُوبُ الَتِي فِي الصُّدُورِ} –الحج، 46.


{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ}- ق، 37.

وعندها سأفهم المعنى على أنني لو عقلت لاخترت ما عرضتِه عليّ أيتها المرأة الكِندِيّة، فكان علي ألا أختار بدلاً من هواكم، ولكني فقدت رشدي أو عقلي فاخترت طريق المعاناة مع امرأة تعذبني (قد تكون زوجته) وأنا  أرغب هذا السبيل، ولا أقبل أدنى عتاب في ذلك، فهذا هو "قدري".
..

إنه يعرف أن في اختياره أو رغبته  ثم في إصراره خطأ، بدليل استخدام  لفظتي (لوم) و (عذَل)، وإلا فلماذا سيلام إذن.
..
هذا اجتهادي وبه سوّغت المعنى.
...

جميل للذكر أن هناك مقطوعات لعنترة فيها الشعر الرقيق واللغة البعيدة عن الغريب، وقد غنّت فيروز هذين البيتين، فإليكم:

 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف