كش أيها الخوف
بقلم: مروة فتحي.. ليبيا
كش أيّها الخوف، كش أيّها الخوف بعيداً عن سامية، بعيداً عن الحلم، بعيداً عن اليقين بما سنكون، بعيداً عن الإرادة, كش بعيداً.. بعيداً.
"لا تقولي إنك خائفةٌ"، رواية من واقع: الحلم, الإرادة, الوطن, الحرب, الهجرة, واللجوء خلف شواطئ أوروبا، للكاتب الإيطالي "جوزيه كاتوتسيلا"، عندما صعق بقصة ومصير العداءة الصومالية "سامية يوسف" وهي تعدو مسابقة أمواج المتوسط، على الضفاف الأفريقية، لتبلغ شواطئ أوروبا حيث تقام الألعاب الأولمبية 2012 في لندن.
بعيدا عن الخيال، ومن على لسان شقيقة سامية هوذان، وشيء من على لسان إحدى رفيقات رحلة الهجرة؛ نسج الروائي الإيطالي قصة العداءة الصومالية، محاربةُ أبيها الصغيرة، يوم صار على إيمان بإرادتها، كان على يقين أنه يجب عليها أن تحارب من أجل الحلم، فبات يناديها بــ"المحاربة". كان يقول لها:
"لا تقولي أنك خائفة أبداً يا صغيرتي سامية، أبدا, وإلا فإن ما تخافينه, سيتعاظم حتى يهزمك"..
حارَبَتْ كل شيء: مخاوفها، الفقر, الحرب، والقبلية هناك في بلادها، حيث تتصارع كل القوى مع قوى إرادة الإنسان وحلمه, تعدو في شوارع مقديشو كالغزال، وفي داخلها يقين بأنها ستصبح يوما ما تريد، وتعاهد الوطن بالحرية.
كانت الحرب شنيعة "إذا دخلت في حرب من أجل إرادتك؛ فأعلم أنك ستضحي وتفقد الكثير، سينتقم منك كل شيء, أولها مخاوفك لتحول دونما تريد".
بين أفول الشمس وبزوغها، فقدت سامية صديقها وشقيقها ومدربها دونما وداع, ثم توالت صفعات الفراق لتثني من عزيمة المحاربة، "لا تقولي أنك خائفة" هذا ما كانت سامية تخاطب به نفسها، وتنطلق، تعْدو، وتنتقم من الحرب بانتصارها، وتَعِدُ الصومال بالحرية، وبأنها ستبلغ الأولمبياد كصومالية مسلمة.. ولكن في اللحظة التي يشعر الإنسان بأنه بخس بالنسبة لوطنه، وقتها يبخِس الوطن. لحظتها غادرت سامية بلادها، لاحقها الذل في "أديس أبابا"، ومنها قررت أن تنطلق في عَدْوٍ يصلها ما خلف شواطئ أوروبا، وفعلاً أخذت تعَدو مسابقة الصحراء, تجّار البشر, وأخيراً، أمواج البحر التي طالما حلمت باحتضانها.
كنت أعدُو معك يا سامية في طرقات مقديشو, كنت أعدُو معك أوقات حظر التجوال, كنت أعدُو معك ليلا في ستاند أديس أبابا, كنت أعدُو معك وأنت في سيارة الدفع الرباعي في الصحراء, كنت أعدو معك في كل مكان وأردد: "لا تقولي إنك خائفة".. وأتخلص من مخاوفي، إلي لحظة وقوفك علي الشاطئ: "أتدربتِ جيدا لتسابقي الأمواج..؟ أيجب على الإنسان أن يؤمن إيمانا مطلقا بما يحلم؟!.
آهٍ يا سامية أقف اليوم علي شاطئ المتوسط هنا في طرابلس الغرب من حيث انطلقتِ في آخر عَدْوٍ لك, وتخلو ذاكرتي من كل شيء إلا من قصتك.
بقلم: مروة فتحي.. ليبيا
كش أيّها الخوف، كش أيّها الخوف بعيداً عن سامية، بعيداً عن الحلم، بعيداً عن اليقين بما سنكون، بعيداً عن الإرادة, كش بعيداً.. بعيداً.
"لا تقولي إنك خائفةٌ"، رواية من واقع: الحلم, الإرادة, الوطن, الحرب, الهجرة, واللجوء خلف شواطئ أوروبا، للكاتب الإيطالي "جوزيه كاتوتسيلا"، عندما صعق بقصة ومصير العداءة الصومالية "سامية يوسف" وهي تعدو مسابقة أمواج المتوسط، على الضفاف الأفريقية، لتبلغ شواطئ أوروبا حيث تقام الألعاب الأولمبية 2012 في لندن.
بعيدا عن الخيال، ومن على لسان شقيقة سامية هوذان، وشيء من على لسان إحدى رفيقات رحلة الهجرة؛ نسج الروائي الإيطالي قصة العداءة الصومالية، محاربةُ أبيها الصغيرة، يوم صار على إيمان بإرادتها، كان على يقين أنه يجب عليها أن تحارب من أجل الحلم، فبات يناديها بــ"المحاربة". كان يقول لها:
"لا تقولي أنك خائفة أبداً يا صغيرتي سامية، أبدا, وإلا فإن ما تخافينه, سيتعاظم حتى يهزمك"..
حارَبَتْ كل شيء: مخاوفها، الفقر, الحرب، والقبلية هناك في بلادها، حيث تتصارع كل القوى مع قوى إرادة الإنسان وحلمه, تعدو في شوارع مقديشو كالغزال، وفي داخلها يقين بأنها ستصبح يوما ما تريد، وتعاهد الوطن بالحرية.
كانت الحرب شنيعة "إذا دخلت في حرب من أجل إرادتك؛ فأعلم أنك ستضحي وتفقد الكثير، سينتقم منك كل شيء, أولها مخاوفك لتحول دونما تريد".
بين أفول الشمس وبزوغها، فقدت سامية صديقها وشقيقها ومدربها دونما وداع, ثم توالت صفعات الفراق لتثني من عزيمة المحاربة، "لا تقولي أنك خائفة" هذا ما كانت سامية تخاطب به نفسها، وتنطلق، تعْدو، وتنتقم من الحرب بانتصارها، وتَعِدُ الصومال بالحرية، وبأنها ستبلغ الأولمبياد كصومالية مسلمة.. ولكن في اللحظة التي يشعر الإنسان بأنه بخس بالنسبة لوطنه، وقتها يبخِس الوطن. لحظتها غادرت سامية بلادها، لاحقها الذل في "أديس أبابا"، ومنها قررت أن تنطلق في عَدْوٍ يصلها ما خلف شواطئ أوروبا، وفعلاً أخذت تعَدو مسابقة الصحراء, تجّار البشر, وأخيراً، أمواج البحر التي طالما حلمت باحتضانها.
كنت أعدُو معك يا سامية في طرقات مقديشو, كنت أعدُو معك أوقات حظر التجوال, كنت أعدُو معك ليلا في ستاند أديس أبابا, كنت أعدُو معك وأنت في سيارة الدفع الرباعي في الصحراء, كنت أعدو معك في كل مكان وأردد: "لا تقولي إنك خائفة".. وأتخلص من مخاوفي، إلي لحظة وقوفك علي الشاطئ: "أتدربتِ جيدا لتسابقي الأمواج..؟ أيجب على الإنسان أن يؤمن إيمانا مطلقا بما يحلم؟!.
آهٍ يا سامية أقف اليوم علي شاطئ المتوسط هنا في طرابلس الغرب من حيث انطلقتِ في آخر عَدْوٍ لك, وتخلو ذاكرتي من كل شيء إلا من قصتك.