الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

صحراء الحياة بقلم : محمود حسونة

تاريخ النشر : 2016-12-08
صحراء الحياة بقلم : محمود حسونة
( أول علامات بداية الفهم أن ترغب في الموت ) كافكا
تستيقظ أحيانا من غيبوبتك على خواء شامل ، تقف أمام ذاتك مكشوفا وتتساءل : ماذا لك في هذا العالم ؟! ماذا تملك في هذه الدنيا الوضيعة ؟!
تصمت وتنتظر الإجابة من نفسك ، تبحث عنها كأنك تبحث عن ذرة فرح في ركام حزن ، تتحايل على نفسك لتجد شيئا تمتلكه ، شيء يغريك و تتشبث به ، ينقذك من هذا الخواء ، يحتضنك قبل أن تسقط مذعورا ، فلا تجد !! يتهاوى التحايل ، فتشعر أنك تقف أعزلا معلقا في الهواء ، لتسقط مرتطما بالحقيقة !!
قد تستطيع أن تخدع الآخرين ، وكذلك نفسك ، و لكن ليس إلى الأبد ، تتعرى أمامك حقيقتك ، تُشهر نفسها كخنجر ، و تبدو أنت أمامها طفلا صغيرا مذعورا عاجزا ومبللا بالخجل !! ترى نفسك مثخنة بالجراح ، ترى جراحك شاخصة أمامك توجعك و تدميك ، تعدّ جراحك جرحا تلو جرحا ، وتكتشف الشظايا التي تُسبب لك تلك الجراح ، و السؤال : هل تجرؤ على انتزاع الشظايا التي توخزك كلسع الجمر ليكون النزيف العنيف الشافي لمرة واحدة فقط ؟!! وإلاّ إلى متى ستبقى هكذا متعايشا مع الجراح و الشظايا ؟!! أنت تعرف أن الشظية تغلق الجرح لتمنع النزيف الشريف ، وتعرف أنّ بقاءها يديم الألم ليصبح مزمنا ومضنيا ، ولكن أين الشجاعة في انتزاعها ؟! فعندما ترفض القبول بذلك تبقى معلقا بإرادتك في الهواء كالمشنوق ، يأسرك وينهشك الرعب وأنت لا تدري إلى أن تصدمك النهاية الحتمية في كمين محكم الإطباق !!
عجيبة هذه الدنيا التي يختار فيها الواحد منّا النهاية المأساوية التي لا فرار منها وهو يدري أولا يدري !! نحلم بالخلود كثيرا !! متجاهلين حتمية الرحيل ، ندوس كل شيء وبإصرار غريب في سبيل متع زائفة وزائلة ، نأخذ حصتنا بشراهة ونطمع في حصص الآخرين ، لنتمتع نحن ونحرمه من نصيبه ، متسلحين بأقذر الأسلحة و المؤامرات ، وإن لم نقدر نحسده ونتآمر عليه ، ثمّ نضج ونحتج على نصيب مقدّر فنقع في ظلم أنفسنا قبل أن نظلم من حرمناهم .
تتساقط الأيام من بين أصابعنا - مهما حاولنا أن نقبض عليها - كأوراق الخريف الصفراء ، نندهش من هذا الاستسلام البغيض ، تتوسلك نفسك المتعبة من الصراع بين الصدق و الخداع ، بين الطمع و القناعة ، و بين الإيمان و الجحود ، وتستجديك العطف و الرحمة ، وأنت تُصرُّ على غنائم دنيا عابرة ، دنيا نُضحي فيها بالكثير من أجل التملك !! كالذي يجر صخرة وهو لا يدري كيف و أين ولماذا !! ليأتي الموت ويستل منك بقسوة كل شيء ويطيح بك ويتركك وحيدا بلا شيء في غربة الميت الذي لا يستطيع فعل أي شيء ، يتمرد الموت عليك !! يوبخك ، ويعلمك أن كل بداية لها نهاية ، بداية لا تختارها ، ونهاية تدرك أنها قادمة غصبا عنك !! يقتصُّ الموت منك صاغرا ، ليشعر من حولك بهول الهزيمة و المأساة ، بضعف الإنسان وهوانه وعجزه بعد طول عذاب ، عذاب نسميه نضال في سبيل التملك !!
تعجب من زحام الصراع على ممالك الدنيا العابرة ، حياة كالإعصار الذي لا يفهم صفاء النهاية ، تندهش من هذا الخنوع !! نصوص و شرائع تنادي : يا ابن آدم ، احترس من الدنيا الفانية ، و اعلم أنّ للحقيقة سطوة على مجاملة الزيف و الخداع ، ويبقى السؤال الذي نتغافله لكنه يدق عظام رأسنا : ما الذي يكبر فينا حياة أم موت ؟ !!
ليست العبرة فيما سبق ، وإنما في الحرمان المضني - حتى من الأمور الصغيرة - الذي نفرضه على أنفسنا عندما نجعل الأمور كبيرة وثقيلة نفقدها عفويتها ونزيفها بالجشع اللئيم ، عندما نحوّل الحياة إلى همّ في معركة لا استمتاع بها إلا من خلال الضيق الذي نفرضه على أنفسنا !!
ندين الطغاة لأنهم يقمعون الناس و يسلبونهم الحرية ، وننسى إدانة نفوسنا الملوثة الموبوءة التي تعذبنا و تقمعنا و تأسرنا وتستل منّا الرقة و الصفاء و الحب والعفوية اللذيذة ، وتحولنا لقطيع من المجانين المتوحشين !!
( أزلنا شبابكم أيها الأحياء بما ألقينا فوقكم من هموم مستمرة )
( آه كَم عذبني جسمي على روحي وصاحت بي أرِحني سيدي ...
كنت فيما يحلمُ الحالم ماء رائقا حدق فيه الكونُ حتى صار للماء نِصالا مِن عبيرٍ جرحت قلب غزالةْ
ذلك الجُرحُ أنا تسمعُني الأذنُ احتمالا إنما تسمعني الروحُ عميقا في الدِلالةْ
ولا أدري لماذا لم يصلني خبر عن سُفني الأولى
تراها غرقت أم أنها تَسعى لميناء أخير

ها أنا أرفَعُ وجهي لسماواتك لكن لا أرى شيئا .. وها أنت تراني
فأنا الآن ضرير..!
أتُرى يُبصرُ من لست تراهُ..؟
أم تُرى لُغزُك مما عجزت عنه عقول الخلق في غيهب كأس ينجلي
كم أنت في السرّ وفي الكشف خطير
وسؤالي ..
من هو المسؤولُ عن محنة ما مرّ وما يجري وما يُرسم واعذُرني إذا أغرقتُ في ...
هكذا البدءُ إذن كيف المصير ..؟!
ما تجرّأتُ ولكن أنت قد جرأتني أنّك لا تغضبُ من أيّ سؤال واحتجاج
بينما قاضي قُضاةِ الشرعِ مولاي نهاني
هو لا يفهمُ كمْ أنت رؤوف واسِعُ الرحمة تستقبِلُ حتى مُخطئا أخطئ عن طيبة قلب
واحتسى من كأسك الثرّ فيوضات المعاني
ها أنا أُبصرُ مولاي ..
وزدني بصرا كي يطمئنَّ القلب
هذي قالها قبلي نبيّ وأنا لست نبيا إنَّما شاعر عِشق وضياء وأغاني
شاعِر للناسِ أن لا ييأسوا
أحكي .. وإن فكّر بعضُ الناس يحتزّ لساني )

بقلم : محمود حسونة ( أبو فيصل )
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف