لن يموتَ الربيعُ ...
للأستاذ الشاعر : شريف قاسم
في محكم التنزيل : )لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ * فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ128/129 (التوبة
يُهــــــــــزمُ الشَّرُّ والعقيـــــــــدةُ تبـــــــقى حيثُ رفَّ اللــــــــــــواءُ في الميــــــدانِ
جندُها اليـــــــومَ بايعوا اللـــــــــــــهَ ألاَّ يَتَوَلّــــــــــــَوا عن دينهم و التفاني
الصُّمـــودُ الفيَّــــــاضُ بالعـــــــزِّ فيهم والفــــدا بالدمــاءِ مقترنــــــــــــــانِ
لانولَِّي الأدبـــــــــارَ مهمــــــــــا أعـــــــدُّوا وأغــــــــــاروا كموجــــةِ الطوفانِ
فهي السَّــــاحُ ما قلاهـــــــــــــــــا شبابٌ أو تناسوا شميمَ طيبِ الجِنــان
يا نَبِيَّ الإسلامِ والله لن نركعَ ... ... يومًا للكافــــرِ الخزيــــــــــــــانِ
أو تُوَارى صدورُنا عن فـــــــــــــــــــــــداءٍ يـــومَ نجتثُّ عابـــدي الأوثـــــانِ
أوقَدُوها في العصرِ ملحمةَ الفصلِ ... ... وقمنــــــــا لنقعِهــــــا الحرَّانِ
لن يموتَ الربيــــــــــــــعُ فالنفحُ وافى فالروابي في بهجــــــــــــةٍ والمغاني
والبشاراتُ تملأُ الأُفْقَ نــــــــــــــــورًا وتوارت حنـادسُ الحرمانِ
للأستاذ الشاعر : شريف قاسم
في محكم التنزيل : )لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ * فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ128/129 (التوبة
وُلِدَ الخيرُ مورقًـا في المغاني | وتَدَلَّتْ قطوفُه في الزمانِ |
وتوارتْ منابتُ الشَّرِّ تُؤذي | كلَّ حينٍ نواعسَ الأجفانِ |
وطوى الجاهليةَ النُّورُ وافى | بسجايا مُحَمَّـدٍ والمثاني |
وسحاباتِ سُنَّةٍ أَلِفَتْهَا | ظامئاتُ الأحناءِ في كلِّ آنِ |
إذْ حنـا وَدْقُهَـا المقدسُ يَسقي | جفوةَ الرملِ في الصحارى الرواني |
هي كم ذا تَلَفَّتَتْ ، وتنادى | ساكنوها من وطأةِ الحدثانِ |
فأغاثَ الرحمنُ أُمَّتَه اهتزَّتْ ... | ... على صوتِ وحيِه الرباني |
فَنَضَتْ رِبْقَةَ الضلالِ ، لدينٍ | كلأتْهُ شمائلُ الإحسانِ |
وأفاقتْ من بعدِ نومٍ ثقيلٍ | لم يُطِقْهُ الشعورُ في الوجدانِ |
وهفـا الحقُّ فاستثارَ شبابًـا | من بنيها والخيرُ في الفتيانِ |
وتنادَوا هيَّا إلى الفتحِ هيَّـا | لابظلمٍ ، وليس بالأضغانِ |
لم يُرَاوِدْهُمُ الغرُورُ ، فعاشوا | نهجَ نُبْلٍ قد جاءَ في الفرقانِ |
الإباءُ الفوَّاحُ بالقيمِ العليا ... | ... وبالخيرِ في المدى الإنساني |
فالقوافي مزهُوَّةٌ تتسامى | بكنوزِ ابتهاجِها والبيانِ |
شذوُهـا الآسرُ استرقَ قلوبًا | لن تراها في غفلةٍ أو تواني |
قد نسجناهُ والبيانُ حَرِيٌّ | بجميلاتِ شدوِه والمعاني |
عِزَّةٌ باللهِ المهيمنِ تأبى | مالنفسٍ أمَّـارةٍ من هوانِ |
علمتْنا الآياتُ أن نتعالى | فوقَ عارِ الخنوعِ والإذعانِ |
نمتطي صهوةَ الجهادِ جنودا | في ميادينِ غمرةِ العنفوانِ |
فاسألوا الفرسَ عن ليالٍ تَقَضَّتْ | ورواياتِ قادةِ الفرسانِ |
يوم جاءَ الوغى الرجالُ بسيفٍ | عُمَرِيٍّ ماكان بالحسبانِ |
فتهاوتْ قاماتُ أهلِ الضَّلالاتِ ... | ... وباءتْ بالويلِ والخسرانِ |
وسلوا الضَّالين العتاةَ بني البغي ... | ... بقايا الصلبانِ والرومانِ |
لن يموتَ الربيعُ والموتُ أولى | بطواغيتِ فتنةٍ وامتهانِ |
فَمُحَيَّـا جبريل لم يزل الدهرَ ... | ... قريبًـا من أعينِ الشجعانِ |
ويقينٌ باللهِ ليس سيفنى | أو يُوَارَى في زحمةِ الأحزانِ |
وبحُبٍّ هيهاتَ يذبُلُ يومًـا | في الفؤادِ المولَّهِ الفينانِ |
للحبيبِ الذي هواهُ بقلبي | لـم يُصَرَّمْ على مدى الأحيانِ |
سيِّدي ياحبيبَ ربٍّ كريمٍ | لم يُصَوِّحْ حُلوُ الربيعِ الهاني |
يتغنَّى به الزمانُ ، وتُلفي | واحةَ الأمنِ وِجهَةُ الحيرانِ |
ويمرُّ التاريخُ يُهملُ قومًـا | بالزعاماتِ فخرُهم والأماني |
وترى المصلحين آبوا إليه | من قَصِيٍّ عن البلادِ و دانِ |
قد رأوا في شريعةِ الله بابًـا | للخلاصِ المنشودِ من كلِّ جانِ |
باءت الفلسفاتُ بالبؤسِ حينًـا | وبضنكٍ للناسِ في أحيانِ |
وانتضى بعضُهُم سمومَ فسادٍ | ليعيبوا على بهيِّ البيانِ |
وأتى آخرون بالصدقِ لمَّـا | وجدوا الحقَّ هلَّ بالبرهانِ |
هلكَ الخاسرون ، واليومَ حاروا | فَهُمُ بينَ حاقدٍ وأناني |
وتولَّوا يورون نارَ عداءٍ | في حقولٍ من الهناءِ حِسانِ |
قد يزولُ النعيمُ تحياه نفسٌ | وتولِّي أفراحُها والأماني |
وتعاني من الضنى والرزايا | ومن الخطبِ فارَ والخِذلانِ |
غيرَ أنَّ الفؤادَ يحيا مُصِرًّا | رغمَ كلِّ الأذى على الإيمانِ |
فهو الوحيُ ، والعقيدةُ أبقى | من نقيقِ التهديدِ والبهتانِ |
ومن اللوعةِ المريرةِ باتتْ | جمرةً تكوي بوحَ كلِّ جَنانِ |
هي من صفحةِ البلاءِ و لولا... | ... هـا ، لَمَـا فازَ مؤثِرٌ للجِنانِ |
وهي الدنيا والنهايةُ حشرٌ | ومسـاقٌ للخُلدِ يا مَن تُعاني ! |
لأعالي الرضوانِ ، فاهنأْ رضِيًّـا | في الفراديسِ ، ليس من حرمانِ |
ودعِ الآخرينَ أهلِ الدنايا | والطغاة العتاة للنيرانِ |
يعلمُ اللهُ مالهم من عذابٍ | سرمديِ الغِسلينِ بين الدخانِ |
فَجَأَ الهولُ وعيَهم فتهاووا | مبلسي أنفسٍ بلا أعوانِ |
فمقامٌ في وحشةٍ وثبورٍ | مَعَ أَهلِ الهوى من الخِلاَّنِ |
قًلْ لِمَنْ غرَّه الزمانُ رويدًا | أنتَ فيه من أحقرِ العبدانِ |
أنتَ ــ واللهِ ــ مَيِّتٌ لامسجى | في مخازيكَ ــ ويكَ ــ والكفرانِ |
لاتَظُنَّنَّ أنَّ بغيَك يلوي | مالدينا من قوةٍ لا هوانِ |
هو ميثاقُ أُمَّةٍ لاتبالي | بأفاعيلِ زمرةِ الشيطانِ |
فعريقُ الفخارِ ليس بفانٍ | وغثاءُ الطغيانِ أغبرُ فانِ |
ماتخلَّتْ عن عزِّها وهداها | والمثاني وسُنَّةِ العدناني |
وعن الجود بالنفيسِ من العمرِ ... | ... وكلِّ الأموالِ والولدانِ |
سيُطِلُّ الصباحُ والليلُ يُطوَى | ويُنارُ المدى بيومِ أمانِ |
عندها تنعمُ الشعوبُ وتُلقي | بافتخارٍ عن كاهليها التواني |
لن تردِّيهما : يدَ اطمئنانٍ | والبشارتِ ، ياصروفَ الزمانِ |
مُدَّتا ، والكآبةُ اليومَ تكوي | مابجنبيَّ من نشاوى الأماني |
والمصيباتُ توقد الدربَ نارًا | تتلظَّى في القلبِ والأجفانِ |
والليالي ساهماتٌ حيارى | ليس تغفو عينان في الحدثانِ |
والدراري بأفقها واجماتٌ | ذابلاتٌ في دارةِ الأشجانِ |
وعلى الأرضِ لوعةٌ تتلوَّى | في شحوبِ الوجوهِ والأبدانِ |
إنَّهـا أُمَّتي وهاهم بنوها | طيَّ جَوْرِ التنكيل والأكفانِ |
أجمعتْ دونَ حتفِها أُممُ الأرضِ ... | ... وجاءتْ جيوشُها للطعانِ |
وتثنَّى بالكبرياءِ زنيمٌ | جنَّدتْـهُ رعايةُ الشيطانِ |
فتبدَّى كالوحشِ فيها وأرغى | مشمخرًا بلامَةِ العدوانِ |
وتمادى بِشَرِّه يتحدَّى | أُمَّةً ذاتَ عزَّةٍ وتفانِ |
مادرى عن أيامِها ، وتناسى | مالهـا من مكانةٍ و مكانِ |
غـرَّ هذا المأروضَ نومُ بَنِيْهَا | كَسُبَاتِ النسورِ والعقبانِ |
نهشَتْها أشداقُ عهدٍ تقضَّى | بالتفاهاتِ والهوى والهوانِ |
ورماها من العُلُوِّ طغاةٌ | من بنيها ومن عدوٍّ جانِ |
فاستنامتْ وللفجائعِ رعدٌ | يوقظُ الغافلين بين الغواني |
وإذِ القتلُ والدمارُ وما لا | رأت العينُ قبلُ في البلدانِ |
إنَّـه الحِقدُ والرعونةُ واللؤمُ ... | ... وما في الصدورِ من أضغانِ |
أوقَدُوها ففي البلادِ جحيمٌ | دُعَّ فيه الأخيارُ أهلُ المثاني |
وإليها سيقتْ مواكبُ عانتْ | من فظاعاتِ وحشةِ العدوانِ |
من نساءٍ وصبيةٍ وشيوخٍ | وشبابٍ من أكرمِ الفتيانِ |
جندُها اليـــــــومَ بايعوا اللـــــــــــــهَ ألاَّ يَتَوَلّــــــــــــَوا عن دينهم و التفاني
الصُّمـــودُ الفيَّــــــاضُ بالعـــــــزِّ فيهم والفــــدا بالدمــاءِ مقترنــــــــــــــانِ
لانولَِّي الأدبـــــــــارَ مهمــــــــــا أعـــــــدُّوا وأغــــــــــاروا كموجــــةِ الطوفانِ
فهي السَّــــاحُ ما قلاهـــــــــــــــــا شبابٌ أو تناسوا شميمَ طيبِ الجِنــان
يا نَبِيَّ الإسلامِ والله لن نركعَ ... ... يومًا للكافــــرِ الخزيــــــــــــــانِ
أو تُوَارى صدورُنا عن فـــــــــــــــــــــــداءٍ يـــومَ نجتثُّ عابـــدي الأوثـــــانِ
أوقَدُوها في العصرِ ملحمةَ الفصلِ ... ... وقمنــــــــا لنقعِهــــــا الحرَّانِ
لن يموتَ الربيــــــــــــــعُ فالنفحُ وافى فالروابي في بهجــــــــــــةٍ والمغاني
والبشاراتُ تملأُ الأُفْقَ نــــــــــــــــورًا وتوارت حنـادسُ الحرمانِ