ثقافتنا في مهب الريح؟!
بقلم: د. حسين المناصرة
ثقافتنا العربية هي: وجودنا، ولغتنا، وهويتنا، وتاريخنا ، ومستقبلنا...!! وعندما تكون في مهب الريح، فهذا يعني أنّ حالتنا قد غدت يرثى لها، وأنّ أمورنا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والروحية والمعيشية في أسوأ أوضاعها؛ وأنّ لدينا تاريخًا معاصرًا يبدو أنه كارثي في مستوى الصراعات الدينية المحلية التي تجعل (القاتل والمقتول) يقولان: " الله أكبر"!!
لا نكاد نجد في العالم كله، اليوم، ما يحدث في عالمنا العربي ، من موت ودمار واحتراق بدون أن يكون هناك أفق لحلول ذاتية منقذة مما نحن فيه!! اكتشفنا فجأة في (الربيع العربي؟!!) أن بلداننا محتلة، وأنها لا تقل عن الاحتلال الصهيوني في فلسطين!! بل إنها أسوأ في مشاهدها الإجرامية بسبب العملاء المشبعين بالطائفية، مما أكد اختراق المذهبية الشعوبية لثقافتنا ، من غير أن ندري.. أو كنعامة طمرنا رؤوسنا في الرمل، علمًا بأن هناك دلائل تشير إلى فعل استلاب بعض بلادنا بيد إيران -مثلًا- منذ عام 1925م، عندما استولت على عربستان( الأحواز) العربية جغرافيا وجذورًا!!
إسرائيل، وإيران، وأمريكا، وروسيا...إلخ ؛ هؤلاء قاعدة مركزية في المؤامرة على أمتنا وثقافتها، والمؤامرة هنا لا يمكن تجاهلها، أو غض الطرف عنها في سياق جلد الذات ، أو التعبير عن مأساة دورنا الذاتي في إجهاض مسيرتنا الحضارية، وجعلها في الحضيض، إن لم يكن هناك ما هو أسوأ من هذا الوضع المزري!!
الثقافة هي كل شيء في هذا الوجود في ذاتها أو في علاقاتها!! فالثقافة العربية الرعوية الاستهلاكية منذ الانتدابات الاستعمارية في بلادنا، هي التي جعلتنا نصل إلى ما وصلنا إليه من أوضاع مأساوية لا نحسد عليها. وعندما تكون ثقافة الافتخار بالعصبية القبلية أهم من ثقافة صناعة رغيف الخبز الصحي النظيف، أو الحذاء الجلدي ، أو الرصاصة التي تحمي بها وجودك ، أو الكرة ذات الروح الرياضية العالية... فبكل تأكيد نحن بلا ثقافة!!
أين الثقافة الإنتاجية؟! أين الثقافة الواعية المتجاوزة لكوننا عجينة خام؟! أين الثقافة الدينية التي تجعل إزالة الحجر من الطريق صدقة، فتعمق الانتماء والإنسانية؟ أين ثقافة العلاقة مع الآخر بصفته ندًا في الفعل لا القول، وفي العمل لا الغرور والعنجهية؟! أين الثقافة التماسكية الجمعية، لا الفردانية الاستفرادية؟! أين ثقافة أجيال المستقبل النوعية لا التكرارية الكمية!!
ثقافتنا اليوم في مهب الريح؛ لأننا غدونا ضحية للتشرذمات السياسية والفصائلية والمذهبية، وضحية للممارسات العسكريتارية العرفية، وضحية للإقليميات وتقسيماتها المسكونة بأحقاد (عليَّ وعلى أعدائي)!!
إن بقينا هكذا..فحينئذ لا بدّ أن يكون القادم أسوأ مما نعيشه في حاضرنا السيّئ!!
بقلم: د. حسين المناصرة
ثقافتنا العربية هي: وجودنا، ولغتنا، وهويتنا، وتاريخنا ، ومستقبلنا...!! وعندما تكون في مهب الريح، فهذا يعني أنّ حالتنا قد غدت يرثى لها، وأنّ أمورنا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والروحية والمعيشية في أسوأ أوضاعها؛ وأنّ لدينا تاريخًا معاصرًا يبدو أنه كارثي في مستوى الصراعات الدينية المحلية التي تجعل (القاتل والمقتول) يقولان: " الله أكبر"!!
لا نكاد نجد في العالم كله، اليوم، ما يحدث في عالمنا العربي ، من موت ودمار واحتراق بدون أن يكون هناك أفق لحلول ذاتية منقذة مما نحن فيه!! اكتشفنا فجأة في (الربيع العربي؟!!) أن بلداننا محتلة، وأنها لا تقل عن الاحتلال الصهيوني في فلسطين!! بل إنها أسوأ في مشاهدها الإجرامية بسبب العملاء المشبعين بالطائفية، مما أكد اختراق المذهبية الشعوبية لثقافتنا ، من غير أن ندري.. أو كنعامة طمرنا رؤوسنا في الرمل، علمًا بأن هناك دلائل تشير إلى فعل استلاب بعض بلادنا بيد إيران -مثلًا- منذ عام 1925م، عندما استولت على عربستان( الأحواز) العربية جغرافيا وجذورًا!!
إسرائيل، وإيران، وأمريكا، وروسيا...إلخ ؛ هؤلاء قاعدة مركزية في المؤامرة على أمتنا وثقافتها، والمؤامرة هنا لا يمكن تجاهلها، أو غض الطرف عنها في سياق جلد الذات ، أو التعبير عن مأساة دورنا الذاتي في إجهاض مسيرتنا الحضارية، وجعلها في الحضيض، إن لم يكن هناك ما هو أسوأ من هذا الوضع المزري!!
الثقافة هي كل شيء في هذا الوجود في ذاتها أو في علاقاتها!! فالثقافة العربية الرعوية الاستهلاكية منذ الانتدابات الاستعمارية في بلادنا، هي التي جعلتنا نصل إلى ما وصلنا إليه من أوضاع مأساوية لا نحسد عليها. وعندما تكون ثقافة الافتخار بالعصبية القبلية أهم من ثقافة صناعة رغيف الخبز الصحي النظيف، أو الحذاء الجلدي ، أو الرصاصة التي تحمي بها وجودك ، أو الكرة ذات الروح الرياضية العالية... فبكل تأكيد نحن بلا ثقافة!!
أين الثقافة الإنتاجية؟! أين الثقافة الواعية المتجاوزة لكوننا عجينة خام؟! أين الثقافة الدينية التي تجعل إزالة الحجر من الطريق صدقة، فتعمق الانتماء والإنسانية؟ أين ثقافة العلاقة مع الآخر بصفته ندًا في الفعل لا القول، وفي العمل لا الغرور والعنجهية؟! أين الثقافة التماسكية الجمعية، لا الفردانية الاستفرادية؟! أين ثقافة أجيال المستقبل النوعية لا التكرارية الكمية!!
ثقافتنا اليوم في مهب الريح؛ لأننا غدونا ضحية للتشرذمات السياسية والفصائلية والمذهبية، وضحية للممارسات العسكريتارية العرفية، وضحية للإقليميات وتقسيماتها المسكونة بأحقاد (عليَّ وعلى أعدائي)!!
إن بقينا هكذا..فحينئذ لا بدّ أن يكون القادم أسوأ مما نعيشه في حاضرنا السيّئ!!