الشتاء
قصة بقلم /السيد الزرقاني
- جلست (امل )خلف النافذة تراقب تساقط قطرات المطر الذي ينبيء عن شتاء غير اعتيادي هذا العام فالمطر غزير بشكل لم يسبق له مثيل الاطفال الصغار يلهمون فرحا بتلك الامطار ويداعبون تلك القطرات الباردة في سعادة بليغة وكأنها جائت تغسل عنهم بواقي الصيف او الامل المفقود في زمن سار فية الجشع من اهم السيمات فيه
- قامت (امل ) تعد لنفسها فنجان من الشاي لعله يدخل الدفيء الي قلبها الذي كساه الزمن بالبرودة الشديدة منذ انفصالها عن زوجها منذا مايقريب من العامين وهي تمارس مع الوقت لعبة الغضب المستمر الذي يصل بها الي حد الخنقة المميته .... تذكرت عندما كان ياتي اليها في الشتاء عائدا من عمله في اطراف المدينة وكان قلبها كله شوق اليه في لحظة احتضان بينهما الا ان رده البارد كان يكسر هذا الشوق ويحوله الي جفاء قاهر لكل ماهو رقيق في حيا تها
تحولت مع الزمن الي كائن بارد حتي في مشاعرها التي كانت رقيقة جدا قبل الزواج وانقلب بها الحال بعده وصار الاولاد مصدر ازعاج لها من كثرة صدها لهم وضربها لهم علي اتفه الاسباب .........كانت تصب اللعنات دائما علي ابيهم الذي قتل بداخلها كل شيء حلو كانت تتمناه في حياتها من وافقت علي الارتباط برجل اكبر منها في السن كان استاذها في المدرسة التجارية التي التحقت بها
في فترة الدراسة كان يتقرب منها في شغف وتودد يحاول ان يمسك يدها او يلامس اجزاء من جسدها .. كان يميزها من دون البنات في المعاملة كثير الكلام معها حتي تزوجا ومرت بهم السنوات وخفتت نيران الحب وشوقه رويدا رويدا ولا تدري لماذا هل هو فعل الزمن ؟
- قررت الانفصال لانها ادركت ان الحياة عندها مع هذا الرجل تساوي الموت وان تريد ان تتحرر من قيود الرباط المقدس بينها وبينه الي الابد ربما يمنحها الوقت قليل من الهدوء النفسي في زمن التوترات النفسية من ضغوط الحياة ؟.
- خرجت الي الوحدة والحرية ................فاقت علي طرقات سريعة علي باب شقتها اسرعت الخطي الي الباب لتجد ابنها الصغير قد سقط اثنا اللعب في الشارع مع الاطفال واصيب في وجهه وينزف دما وقد تلطخت ثيابه بالدماء ....انقيض قلبها فزعا اخذته في حضنها ضمته بشدة كانها استيقظت علي احساس الامومة .........غسلت وجهه بالماء البارد اكتشفت موقع الجرح النازف حاولت ايقاف الدم ...........وضعت قطعة من القطن المطهر عليه وربطته بالشاش صمت الطفل في حضنها ربما للمرة الاولي يشعر هذا الاحساس انه امان الصدر الحاني
- نظرت في عينيه قبلته
نسيت ان هناك فنجان من الشاي بجوارها كما انمها تناست ملامح الشتاء وبرده وادركت ان الامطار كفيلة بان تغسل رواسب الزمن مهما كانت
- ابتسمت في وجه صغيرها واحست بالعالم يتراقص من حولها وان الامل يتسؤب الي قلبها ورقة ودلالزل
قصة بقلم /السيد الزرقاني
- جلست (امل )خلف النافذة تراقب تساقط قطرات المطر الذي ينبيء عن شتاء غير اعتيادي هذا العام فالمطر غزير بشكل لم يسبق له مثيل الاطفال الصغار يلهمون فرحا بتلك الامطار ويداعبون تلك القطرات الباردة في سعادة بليغة وكأنها جائت تغسل عنهم بواقي الصيف او الامل المفقود في زمن سار فية الجشع من اهم السيمات فيه
- قامت (امل ) تعد لنفسها فنجان من الشاي لعله يدخل الدفيء الي قلبها الذي كساه الزمن بالبرودة الشديدة منذ انفصالها عن زوجها منذا مايقريب من العامين وهي تمارس مع الوقت لعبة الغضب المستمر الذي يصل بها الي حد الخنقة المميته .... تذكرت عندما كان ياتي اليها في الشتاء عائدا من عمله في اطراف المدينة وكان قلبها كله شوق اليه في لحظة احتضان بينهما الا ان رده البارد كان يكسر هذا الشوق ويحوله الي جفاء قاهر لكل ماهو رقيق في حيا تها
تحولت مع الزمن الي كائن بارد حتي في مشاعرها التي كانت رقيقة جدا قبل الزواج وانقلب بها الحال بعده وصار الاولاد مصدر ازعاج لها من كثرة صدها لهم وضربها لهم علي اتفه الاسباب .........كانت تصب اللعنات دائما علي ابيهم الذي قتل بداخلها كل شيء حلو كانت تتمناه في حياتها من وافقت علي الارتباط برجل اكبر منها في السن كان استاذها في المدرسة التجارية التي التحقت بها
في فترة الدراسة كان يتقرب منها في شغف وتودد يحاول ان يمسك يدها او يلامس اجزاء من جسدها .. كان يميزها من دون البنات في المعاملة كثير الكلام معها حتي تزوجا ومرت بهم السنوات وخفتت نيران الحب وشوقه رويدا رويدا ولا تدري لماذا هل هو فعل الزمن ؟
- قررت الانفصال لانها ادركت ان الحياة عندها مع هذا الرجل تساوي الموت وان تريد ان تتحرر من قيود الرباط المقدس بينها وبينه الي الابد ربما يمنحها الوقت قليل من الهدوء النفسي في زمن التوترات النفسية من ضغوط الحياة ؟.
- خرجت الي الوحدة والحرية ................فاقت علي طرقات سريعة علي باب شقتها اسرعت الخطي الي الباب لتجد ابنها الصغير قد سقط اثنا اللعب في الشارع مع الاطفال واصيب في وجهه وينزف دما وقد تلطخت ثيابه بالدماء ....انقيض قلبها فزعا اخذته في حضنها ضمته بشدة كانها استيقظت علي احساس الامومة .........غسلت وجهه بالماء البارد اكتشفت موقع الجرح النازف حاولت ايقاف الدم ...........وضعت قطعة من القطن المطهر عليه وربطته بالشاش صمت الطفل في حضنها ربما للمرة الاولي يشعر هذا الاحساس انه امان الصدر الحاني
- نظرت في عينيه قبلته
نسيت ان هناك فنجان من الشاي بجوارها كما انمها تناست ملامح الشتاء وبرده وادركت ان الامطار كفيلة بان تغسل رواسب الزمن مهما كانت
- ابتسمت في وجه صغيرها واحست بالعالم يتراقص من حولها وان الامل يتسؤب الي قلبها ورقة ودلالزل