في صغري كنت أرتدي سروالا ابيض من الثلج ..وكنت أتباهى به أمام أقراني
كنا نلعب في الحارة .. بكرة من " الشرايط" ..كانت عبارة عن مخلفات الملابس
القديمة ..نلفها على بعضها لتصبح على شكل الكرة وكنا نلعب بها ...على بيادر القرية ..لم يكن ذلك قد اخترعوا الكرة الحقيقية ..ولم يكن هناك متنفسا لنا غير بيادر القمح .. كنا نتخذها كملاعب لصبانا وطفولتنا ..
كل ما في الأمر والأهم من ذلك ...ما كان مطبوعا على السروال ..من الخلف أو على الجانب .. أنتَ وحظك .. فالصدفة تلعب في تحديد موقع الطبعة ..والتي كانت تتمثل في كفين متصافحين ومكتوب في أسفلها هدية من الشعب الامريكي ..
وكانت تلك الطبعة تثير فضولي دائما ..وكنت أسأل أبي : ما معنى تلك الطبعة ..وكان ينهرني ويقول لي ستعرف ذلك عندما تكبر ..وحين صرت شابا ..أدركت معناها ...
وهذا يعني الكثير .. فقد كانت السراويل تخاط لنا ..من أكياس الدقيق التي كانت أمريكا ترسلها كمساعدة للشعب الفلسطيني ...الجائع ..ظن منها أن أطعام الفم ..عملا ..." بالمثل القائل : " أطعم الفم تستحي العين ".... لكي يغض الفلسطينيين .. أعينهم عن أفعالها الشنيعة ...
نعم منذ قيام دولة الاحتلال .. لم تتوقف المساعدات العسكرية الامريكية..وحدث ولا حرج...بدأ من الطائرات وانتهاء بالدبابات والمدافع والقذائف .
مقارنة بسيطة بين ما تكلفه طائرة أف 16 وكيس الدقيق ... بون شاسع فالطائرة تلكلف بحدود 18 مليون دولار وكيس الدقيق يكلف دولارين ...مضحك مبكي حالنا
حين تهب إمريكا لدولة الاحتلال الطائرات والمدافع والقذائف لتقتلنا وتهبنا أكياس الدقيق .. لنسد به جوعنا ونستر عوراتنا ...
نحمدك ربي ونشكرك على عطايا ..الامريكيين ..لشعبنا الصامدالصابر ..ولكن مع مرور الزمن صارت المساعدات الامريكية للفلسطينيين ..مشروطة ...وهي أن لا نستخدم تلك المساعدات مهما كان نوعها ضد اسرائيل ..أو الأعمال الارهابية بشتى انواعها .."معهم حق" ..حين يسمحون لدولة الاحتلال بإستخدام مساعداتهم والتي يقدمونها لهم ..تستخدم.. لقتلنا وهدم بيوتنا ..."ليس إلا " فصفقة الطائرات إف 16والتي تتجه اليوم إلى دولة الاحتلال .. أكبر شاهد على أنهم يكيلون بمكيالين ..وأن سياستهم تجاه دولة الاحتلال سياسة منحازة ...فالمسألة تامة الوضوح ولا تحتاج لتفسير ...
إن وضعنا في بوتقة الحاجة التامة والدائمة للمساعدات الامريكية والدولية .. لسد حاجتنا من رواتب وتعليم وصحة لاأكبر دليل على تقصيرنا بحق أنفسنا .. وأننا نعترف بأننا عالة على المجتمع الدولي .. الأمر الذي يتطلب منا السعي الجاد للتخلص من تلك التبعية ..وقبول تلك الاملاءات الآسرائيلية التي تفرضها علينا أمريكا ..فقد بلغت قيمة المساعدات الامريكية للسلطة الوطنية عشرة مليارات دولار..فقد..بدأت بتخفضها الولايات المتحدة سنويا ...من أجل ارتهان مواقف السلطة واجبارها للعودة للمفاوضات مع إسرائيل ...
خلاصة القول ...أن ما تقدمه امريكا للكيان الصهيوني ..أكبر وأعظم ..من اكياس الدقيق .. فشتان ما بين الثرى والثريا ...
كنا نلعب في الحارة .. بكرة من " الشرايط" ..كانت عبارة عن مخلفات الملابس
القديمة ..نلفها على بعضها لتصبح على شكل الكرة وكنا نلعب بها ...على بيادر القرية ..لم يكن ذلك قد اخترعوا الكرة الحقيقية ..ولم يكن هناك متنفسا لنا غير بيادر القمح .. كنا نتخذها كملاعب لصبانا وطفولتنا ..
كل ما في الأمر والأهم من ذلك ...ما كان مطبوعا على السروال ..من الخلف أو على الجانب .. أنتَ وحظك .. فالصدفة تلعب في تحديد موقع الطبعة ..والتي كانت تتمثل في كفين متصافحين ومكتوب في أسفلها هدية من الشعب الامريكي ..
وكانت تلك الطبعة تثير فضولي دائما ..وكنت أسأل أبي : ما معنى تلك الطبعة ..وكان ينهرني ويقول لي ستعرف ذلك عندما تكبر ..وحين صرت شابا ..أدركت معناها ...
وهذا يعني الكثير .. فقد كانت السراويل تخاط لنا ..من أكياس الدقيق التي كانت أمريكا ترسلها كمساعدة للشعب الفلسطيني ...الجائع ..ظن منها أن أطعام الفم ..عملا ..." بالمثل القائل : " أطعم الفم تستحي العين ".... لكي يغض الفلسطينيين .. أعينهم عن أفعالها الشنيعة ...
نعم منذ قيام دولة الاحتلال .. لم تتوقف المساعدات العسكرية الامريكية..وحدث ولا حرج...بدأ من الطائرات وانتهاء بالدبابات والمدافع والقذائف .
مقارنة بسيطة بين ما تكلفه طائرة أف 16 وكيس الدقيق ... بون شاسع فالطائرة تلكلف بحدود 18 مليون دولار وكيس الدقيق يكلف دولارين ...مضحك مبكي حالنا
حين تهب إمريكا لدولة الاحتلال الطائرات والمدافع والقذائف لتقتلنا وتهبنا أكياس الدقيق .. لنسد به جوعنا ونستر عوراتنا ...
نحمدك ربي ونشكرك على عطايا ..الامريكيين ..لشعبنا الصامدالصابر ..ولكن مع مرور الزمن صارت المساعدات الامريكية للفلسطينيين ..مشروطة ...وهي أن لا نستخدم تلك المساعدات مهما كان نوعها ضد اسرائيل ..أو الأعمال الارهابية بشتى انواعها .."معهم حق" ..حين يسمحون لدولة الاحتلال بإستخدام مساعداتهم والتي يقدمونها لهم ..تستخدم.. لقتلنا وهدم بيوتنا ..."ليس إلا " فصفقة الطائرات إف 16والتي تتجه اليوم إلى دولة الاحتلال .. أكبر شاهد على أنهم يكيلون بمكيالين ..وأن سياستهم تجاه دولة الاحتلال سياسة منحازة ...فالمسألة تامة الوضوح ولا تحتاج لتفسير ...
إن وضعنا في بوتقة الحاجة التامة والدائمة للمساعدات الامريكية والدولية .. لسد حاجتنا من رواتب وتعليم وصحة لاأكبر دليل على تقصيرنا بحق أنفسنا .. وأننا نعترف بأننا عالة على المجتمع الدولي .. الأمر الذي يتطلب منا السعي الجاد للتخلص من تلك التبعية ..وقبول تلك الاملاءات الآسرائيلية التي تفرضها علينا أمريكا ..فقد بلغت قيمة المساعدات الامريكية للسلطة الوطنية عشرة مليارات دولار..فقد..بدأت بتخفضها الولايات المتحدة سنويا ...من أجل ارتهان مواقف السلطة واجبارها للعودة للمفاوضات مع إسرائيل ...
خلاصة القول ...أن ما تقدمه امريكا للكيان الصهيوني ..أكبر وأعظم ..من اكياس الدقيق .. فشتان ما بين الثرى والثريا ...