غريب في وطني
عندما نتحدث عن الغربة كمفهوم،يتبادر لأذهاننا دوما بان المقصود هو البعد المكاني عن مسقط الرأس فقط ،وكلما كانت المسافات اكبر تعمق المفهوم لدينا أكثر، إلا أن الإحساس بالغربة لا يقتصر فقط على البعد المكاني،وإنما قد يشعر المرء بالغربة وهو يعيش في وطنه وفي أكناف أسرته،ويعود ذلك لأسباب أخرى منها:
1- البعد الزماني:ويقصد به التقدم بالعمر لعقود معينة،بحيث يجد الشخص نفسه يعيش في فترة زمنية مختلفة عن الفترات السابقة، ويبدأ الحنين يعود به إلى تلك الفترة حتى ولو كانت ظروفه المادية والنفسية أفضل من الماضي ،إلا انه يتمنى العودة لتلك الفترة لما لها من ذكريات في داخله رسمت كلوحة فنية في الذاكرة.ويبقى لسان حاله يقول: " الا ليت الشباب يعود يوما".
2- البعد عن رفاق الصبا: فكلما غُيب احد رفاقه سواء كان بالسفر أو ظروف الحياة والعمل او الموت،يتولد لدى الشخص شعور بالغربة ويتجلى ذلك عندما يبدأ بمراجعة ذاكرة الأيام مع هؤلاء الرفاق .
3- البعد الفكري: فعندما يلاحظ التغيرات الدراماتيكية على حياة الناس ،سواء كانت في العادات والتقاليد أو في اللباس أو في السلوكيات الغريبة ،تبوح الذاكرة لديه بما فيها من مخزون ارثي قديم حول ما كان وما هو موجود.فينتابه الشعور بان هذا الزمان ليس زمانه وانه في بيئة غير بيئته فيتولد لديه الشعور بالغربة أيضا.
4- العجز عن التغيير: يسعى الإنسان بفطرته إلى التغيير في من حوله ليتوافق مع أفكاره ومعتقداته وعندما يتولد لديه الشعور بان ما حوله غير صحيح ويسعى إلى الإصلاح ،فتواجهه صعوبات وعقبات جمة تثبط من توجهاته نحو التغيير يصاب عندها بحالة من الإحباط فيبتعد عن محيطه ويلتزم الصمت فينتابه شعورا بأنه غريب عن هذا الواقع أيضا.
5- الإحساس بالظلم: إن إحساس الإنسان بان له حقوق على الغير ولا يستطيع الحصول عليها أو أن احد ما حصل على شيء هو أحق به منه ،يولد لديه شعورا بالغضب والغصة وحتى النقمة على الغير،وإذا ما تكرر هذا الأمر لديه ،فانه يشعر بالغربة عن مجتمعه أيضا.
لذا فان مفهوم الغربة يتولد عن مشاعر وأحاسيس تنشا عن عوامل متعددة ،إما أن تكون ذاتية المنبع او عوامل خارجية لها صلة مباشرة بالشخص الذي نما لديه الإحساس بالغربة ،ولا ترتبط دائما بتغير المكان الذي نعيش فيه .
الأستاذ :روحي خنفر
مدير مدرسة سيلة الظهر
عندما نتحدث عن الغربة كمفهوم،يتبادر لأذهاننا دوما بان المقصود هو البعد المكاني عن مسقط الرأس فقط ،وكلما كانت المسافات اكبر تعمق المفهوم لدينا أكثر، إلا أن الإحساس بالغربة لا يقتصر فقط على البعد المكاني،وإنما قد يشعر المرء بالغربة وهو يعيش في وطنه وفي أكناف أسرته،ويعود ذلك لأسباب أخرى منها:
1- البعد الزماني:ويقصد به التقدم بالعمر لعقود معينة،بحيث يجد الشخص نفسه يعيش في فترة زمنية مختلفة عن الفترات السابقة، ويبدأ الحنين يعود به إلى تلك الفترة حتى ولو كانت ظروفه المادية والنفسية أفضل من الماضي ،إلا انه يتمنى العودة لتلك الفترة لما لها من ذكريات في داخله رسمت كلوحة فنية في الذاكرة.ويبقى لسان حاله يقول: " الا ليت الشباب يعود يوما".
2- البعد عن رفاق الصبا: فكلما غُيب احد رفاقه سواء كان بالسفر أو ظروف الحياة والعمل او الموت،يتولد لدى الشخص شعور بالغربة ويتجلى ذلك عندما يبدأ بمراجعة ذاكرة الأيام مع هؤلاء الرفاق .
3- البعد الفكري: فعندما يلاحظ التغيرات الدراماتيكية على حياة الناس ،سواء كانت في العادات والتقاليد أو في اللباس أو في السلوكيات الغريبة ،تبوح الذاكرة لديه بما فيها من مخزون ارثي قديم حول ما كان وما هو موجود.فينتابه الشعور بان هذا الزمان ليس زمانه وانه في بيئة غير بيئته فيتولد لديه الشعور بالغربة أيضا.
4- العجز عن التغيير: يسعى الإنسان بفطرته إلى التغيير في من حوله ليتوافق مع أفكاره ومعتقداته وعندما يتولد لديه الشعور بان ما حوله غير صحيح ويسعى إلى الإصلاح ،فتواجهه صعوبات وعقبات جمة تثبط من توجهاته نحو التغيير يصاب عندها بحالة من الإحباط فيبتعد عن محيطه ويلتزم الصمت فينتابه شعورا بأنه غريب عن هذا الواقع أيضا.
5- الإحساس بالظلم: إن إحساس الإنسان بان له حقوق على الغير ولا يستطيع الحصول عليها أو أن احد ما حصل على شيء هو أحق به منه ،يولد لديه شعورا بالغضب والغصة وحتى النقمة على الغير،وإذا ما تكرر هذا الأمر لديه ،فانه يشعر بالغربة عن مجتمعه أيضا.
لذا فان مفهوم الغربة يتولد عن مشاعر وأحاسيس تنشا عن عوامل متعددة ،إما أن تكون ذاتية المنبع او عوامل خارجية لها صلة مباشرة بالشخص الذي نما لديه الإحساس بالغربة ،ولا ترتبط دائما بتغير المكان الذي نعيش فيه .
الأستاذ :روحي خنفر
مدير مدرسة سيلة الظهر