الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

صابر حجازى يحاور الكاتبة المصرية ميرفت البلتاجي

صابر حجازى يحاور الكاتبة المصرية ميرفت البلتاجي
تاريخ النشر : 2016-11-27
صابر حجازى يحاور الكاتبة المصرية ميرفت البلتاجي

................................

استكمالا لما قمت به من قبل من حوارات ولقاءات أدبية  مع نخبة من أدباءالوطن العربي، يسعدني أن يكون الحوار مع الكاتبة المصرية ميرفت البلتاجي  هو رقم -10 - من  الجزء الثاني من مجموع اللقاءات مع أدباء ومفكري الوطن العربي في مختلف  المجالات الأدبية والفكرية التي حظيت باسهامات لهؤلاء المبدعين

وفي ما يلي نص الحوار.

س 1 - كيف تقدمين نفسك للقراء؟

ميرفت البلتاجي...كاتبة روائية تعشق الكتابة أجد متعة كبيرة في أن أعيش في حالة الكتابة..أحاول أن أكون جيدة وأجتهد دائمًا لأكون أفضل من أجل الحصول على ثقة القارئ في قلمي.

س 2 - أنتاجك الادبي : نبذة عنة ؟

إصداراتي الورقية أربعة بداية بـ آماليا وحارسة القصر وناريسا "ملحمة عشق ودماء" لدار الفؤاد للنشر والتوزيع...و آلا تلاقيا لدار الرسم بالكلمات..ومقالة في كتاب "زمن النساء" بعنوان "ن من غير م" وأخيرًا "ابنة الربيع" قصة قصيرة في مجموعة قصصية بعنوان "صلوات الألم" بالاشتراك مع فريق القلم الحر لدار شهرزاد للنشر

وعلى الشبكة العنكبوتية عشرات الروايات أهمها باللهجة الصعيدي "عشق هوارة" وبالفصحى "كيف تتخلصين من زوجك× 30 يومًا" و"ليالي شهرزاد" برؤية جديدة..

س 3 - تمارسين كتابة القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا  والمقالات الأدبية، وكتابة أي جنس أدبي استلهاما وعقيدة، همة وتجربة، في أي جنس أدبي تجدين نفسك أكثر؟

عشقي الأول في الكتابة الروائية، ولكن القصة القصيرة تخرج تلك الأديبة بداخلى وتجبرها على البوح بمكنوناتها فكأنني ألون حياتي بالكتابة الروائية تارة، واستعراض عضلات قلمي بالقصة القصيرة تارة أخرى..

س 4 - هل احترفتي الكتابة، أم أنك تعتبرين نفسك هاوية

أعتقد أنني في طريقي للاحتراف بعد 30 سنة ممسكة بالقلم أسطر خيالي أعيش مع بنات أفكاري أظن أنني تعديت مرحلة الهواة.

س 5 - هل لكي أسلوب معين (طقوس ) تتبعينه في كتاباتك؟

في الحقيقة ليس تمامًا..عندما تأتي فكرة لرواية أكتب أفكارها في أجندة ولا أبدأ كتابة حتى تبدأ بالسيطرة على حياتي بالكامل ويصعب معي العيش بدون أن تغتال كل لحظة من أحلامي...فأقرر البدء في كتابتها...

- هل من الممكن ان نقدم بعض ابداعاتك ؟

هذة قصة قصيرة :-

كان هنا...وطن

...................

انحنيت أربت على كتف الصغير بملابس فقدت معالمها وألوانها، رفع وجهه وقد اختفت ملامحه خلف قناع من التراب، وحفرت دموعه الدامية علامات على وجنتيه، تأملني بعينيه الكسيرتان، تمتم بصوت بالكاد مسموع:

ـ كان هنا...كان هنا...

انتفض عندما لمح نظرات عدم التصديق في عيني فارتفعت نبرة صوته بحرقة:

ـ لماذا لا تصدقينني..كانت هنا داري وشجرة درداري...يقف عليها زرور يشدو كل صباح يوقظني من نومي...

أطلت النظر لوجهه الباكي فهز رأسه بأسف:

ـ ما زلت لا تصدقين أن كومة الركام والحجارة كانت حيطان... كانت أهل وجيران، وشارع يجول فيه الناس يبتسمون بود، ويتهادون الحب..

أمسكني من يدي لأفاجأ بقوته وقد تخيلته بجسده الهزيل لا يستطيع حتى الوقوف مكانه...ولكنه جذبني هاتفًا:

ـ تعالي...سأريكِ...

عبر بي أكوام من الهدم بسرعة جني صغير، اعتادت قدماه الصغيرتان التحرك برشاقة بين جبال من الركام، لعدم تمرسي كدت أنكب على وجهي أكثر من مرة، ولكنه لم يلتفت بي ولم يشفق لحالي حتى توقف أخيرًا أمام كومة جديدة من الحجار وأشار بسبابته الصغيرة:

ـ كانت هنا...مدرستي...

حانت منه التفاتة لوجهي المصدوم فصرخ بعنفوان:

ـ أقسم لك كانت هنا...كل صباح أعبر الطريق مع أقراني...أدخل وأقف في الطابور...أحيي العلم وانشد لبلادي...أتعلم في صفي...كيف أزرع أرضي، وكيف أحصد زرعي، كيف أبني وأعمر...يرن الجرس وأركض ألعب الكرة في الملعب...نعم كان في مدرستي ملعب... وسبورة وطبشور ومرسم.

وسالت دموعه الأبية وهو يجلس على الأرض غير مبالي ويلوح بذراعيه:

ـ جئتِ لالتقاط صورة لوطني ...لا تصوري كومة من الحجار...لا تخلدي حاضر موجع يصفق له الأنذال...ويراه أصحاب رايات الشجب ويخرسون  

ثم وقف من جديد وفتح قميصه المتهرئ وأشار لصدره:

ـ لو أردت التصوير...هنا...وطني يعيش برغد ورخاء، وطن لن يموت ولو قصفوا قلبي بألف صاروخ...سينبض مكانه ألف ألف قلب؛  التقطي صورة لشمسنا التي لن تغيب؛ رغم تكالب رعاة الغنم المتطاولين، وصورة أخرى لنجوم سماءنا التي لن تطمسها أطماع المستعمرين، وصورة لقمر وطني الذي رغم الغيوم السوداء، سيعود..نعم سيعود.


س 6 - ما اللغة او اللهجة ((لاحظت انكي تكتبي بالعامية وبالهجة الصعيدية نصوص كاملة)) التي تفضلينها، لغة السرد البسيطة دون تعقيدات، أم اللغة الادبية المكثفة -  ولماذا؟

في بداياتي لم أخرج عن اللغة العربية في كل رواياتي، ولكن مع تنوع الأفكار أصبحت الفكرة هي التي تفرض لغة الكتابة..ولكن في كل الأحوال ومهما كان الحوار بالعامي أو باللهجة الصعيدي أو الشامي لا أتخلى أبدًا عن السرد باللغة العربية وأحيانًا ألجأ للغة الأدبية المكثفة لإضفاء قيمة ومعنى عميق لكتاباتي بعيدًا عن التسطيح الذي يجلبه بعض الكتاب في كتاباتهم بالعامية.

س 7 - على ماذا يتوقف نجاح الكاتب، على فلسفته ونظرته إلى الحياة، أم على أسلوبه وأدواته التي تخصه ، أم على موهبته؟

نجاح الكاتب يتوقف على كل ما سبق على شرط أن يملك أولًا الموهبة التي ستكون الدرجة الأولى لأن يمتلك أدواته فلا قيمة للأدوات بدون موهبة تثقلها...وفي النهاية نظرته وفلسفته في الحياة هي التي 

ستعطي قيمة لما يقدمه للقراء..

س 8 - أين تكمن روعة القصة او الرواية  الناجحة؟

.روعة أي قصة أو رواية تتوقف على الحبكة وأسلوب الكاتب، والتلاعب بأدواته.


س 9 - كيف تجدين الرواية المصرية بشكل خاص والعربية بشكل عام  ، هل من تطورات طرأت عليها؟

صعب الحكم على الرواية المصرية والعربية في ظل الوضع الراهن...فنحن كما يقولون في مرحلة من التخبط الاقتصادي والسياسي والتدني الثقافي، بعد عميد الأدب العربي طه حسين ونجيب محفوظ والسباعي وغيرهم من عمالقة الأدب في السبعينات والثمانينات، يجد جيل الألفية الثالثة صعوبة شديدة في تخطي أو مواكبة هذا الجيل.. ولن أظلم الجيل كله، فيوجد عدد من الأدباء الشباب لا تساعدهم حال دور النشر المتدنية بالانتشار والشهرة.

س 10 - هل الكتابة الادبية  والانفتاح على العالم من خلال الشبكه العنكبوتيه - هل صنع تواصل بين المبدع والقراء كذلك تجربتك في النشر الالكتروني والنشر المشتركة   ؟

.بكل تأكيد ساهم الانفتاح على العالم من خلال شبكة الانترنت على سهولة التواصل بين القارئ والكاتب، فأصبح الكاتب على اطلاع فوري بآراء القراء ونقدهم لأعماله، وبالتالي مواكبة أذواقهم والبحث دائمًا لإرضائهم، أو العكس الارتقاء لمواصلة إدهاشهم وهذا ما أسعى له بصفة شخصية دائمًا.


س 11 - أنت قاصة وكاتبة متميزة ولابد أن أسألك عن الكتابة  الادبية • هل هي قادره على التعبير عن تشابكات الحياة السياسية والاجتماعية وتعقيداتها؟

.قلم الكاتب هو ترمومتر لقياس نبض الحياة من حوله، لا يمكن أن ينسلخ عن محيطه الاجتماعي، لابد أن يحكي قلمه عن الفترة التي يعيش فيها ويعبر من خلالها عن فلسفته ونظرته الخاصة في الحياة.

س 12 - الرواية - كيف تنظرين إلى حضورها الان، هل ستبقى قادرة علي الاحتفاظ بالقارئ المثابر على القراءة التي قد تمتد لأيام؟

مثابرة القارئ على القراءة لأيام تعود أولًا وأخيرًا على إتقان الكاتب لأدواته، أسلوب وحبكة، وفكرة تزيد من شغف القارئ ومثابرته..


س 13 - من أين تأتين بمواضيع وشخصيات وأبطال أعمالك الأدبية، من البيئة المحيطة بك أم من الخيال؟

.الواقع المطعم بالخيال، الناس تعيش واقع ترغب الهروب منه بقراءة رواية ممتعة، لابد أن يجد داخل هذه الرواية ما لن يجده في الواقع وبدون مبالغة.

- هل من الممكن ان نقدم بعض ابداعاتك ؟

من رواية ناريسا "ملحمة عشق ودماء"

................................................

صرخت تقاومه باستماتة، تحاول دفعه تارة، ونزع ذراعها من بين أصابعه المطبقة عليها تارة أخرى... وصلت من الذهول لدرجة أنها ظنت كل ما يحدث حلم، لا يمكن أن يكون حقيقة... ووبخت نفسها لانسياقها خلف أهواء نفسها المريدة العاصية، لماذا لم ترض بقدرها، مثل كل فتاة صعيدية خاضعة، لماذا كانت مطالبها أعلى بكثير من سقف طموحاتها الذي أحنى ظهرها، وها هي على وشك الوأد حية بيد من ظنته يومًا خلاصها...سالت دموعها تتوسل خاطفها ربما رق قلبه...ولكنه في كل مرة يسمع توسلها، يزيد من ضغطه على مرفقها، وكأنه يؤكد لها أنه لن يتركها أبدًا

................................

لتبدأ المعركة الأزلية...تشهد عليها عيون الذئاب، عيون لم تعرف الندم على طبيعتها المفترسة، وهي إنما تتبع غريزة البقاء، يراقبون في حيرة وحشية وحوشًا يسمون بين المخلوقات (بني آدم)، كرمه المولى بالعقل، فغلبته غريزته، لوث فطرته وتبع شيطانه. نسمعه عواء وهو في الأصل نواح وبكاء، غضوا أبصارهم وبحثوا عن جحور يختبئون فيها بعيدًا عن رائحة الدماء، التي أسفكت تروي الأرض الجدباء العطشى. طار فوق الرؤوس غراب ينادي بنعيقه:

 «لقد تعبت من تعليمكم ولا تتعظون!»

شعر بقلبه يعلن العصيان...ليالٍ طويلة يطالبه بحقه في العشق... يسأله بأنين كيف ستعيش في عالم الأحياء بدون أن تخفق بإحساس حرمته على نفسك!!؟؟؟ إن كنت ستكتفي بالعيش حيًا ميتًا بدونها...سأعلن عصياني... بدونها سأحرمك حق الحياة«

صرخة أخيرة تردد صداها زلزلت حجر الجبل،حسمت رحى المعركة...راكعًا جوار سوأته، تلفت حوله يبحث عن الغراب يعلمه كيف يواريها!

س 14 - الحركة الثقافية في مصر الان ، كيف تقيمينها في الوقت الحاضر، هل تسير إلى الأمام، هل هي في تطور، أم العكس هو الصحيح؟

منذ بداية الألفية وخاصة في الخمس سنوات الأخيرة بدأ القارئ يعود للحياة بعد غيبوبة طويلة، وبدأ باستعادة وعيه الثقافي، لم يعد بكل طاقته، ولكن كان هناك علامات مبشرة، وأخشى أن يعود لانطوائه في ظل ما يحدث هذه الأيام من ارتفاع ملحوظ بأسعار الورق مما سيؤثر سلبًا على أسعار الكتب، بجانب الحالة الاقتصادية المتردية، كل هذه العوامل السلبية ستؤثر سلبًا على الحركة الثقافية بوجه عام.

س 15 - في رايك ماهو  حال حركة النقد في مصر ؟

من الصعب حصول الكاتب على نقد جيد يوجهه، لأن برأيي الخاص نحن نعاني من الشللية، فالناقد كدور النشر يبحث عن الكاتب المشهور صاحب المتابعين الأكثر، بلغة الفيس بوك، رغم أن الكاتب المبتدئ قد يكون صاحب موهبة أكبر ولكنه لا يجد ناقد جيد .

س 16- ماذا أعطاك الأدب، وماذا أخذ منك، وهل ندمت على اختيارك للأدب والسير على دروبه- خصوصا وحضرتك لديكي اسرة مسئولة عنها كام ومربية  ؟

.أنا لم أختر هذا الدرب، كنت أكتب حتى قبل أن أعي ما أفعل، وعندما ابتعدت فترة عن مجال الكتابة، أدركت أنني أفتقد شيئًا هامًا جدًا في حياتي، فأنا لا أجيد التعبير عن نفسي أو عن أي حالة تمر بي إلا بالورقة والقلم، لذلك درب الكتابة لم يأخذ مني، بالعكس لقد أعطاني الكثير، أعطاني مذاقًا خاصًا لحياتي وأعطاني هدفًا أسعى لتحقيقه، وأعطاني سعادة من نوع خاص، سعادة لا يعيشها إلا من صنع عالمًا خاصًا بقلمه..وبكل تأكيد لم أندم لحظة واحدة.

س 17 - أخيرا لك حرية الكلام، قولي ما شئت ولمن شئت؟

.في ختام هذا اللقاء الرائع، أتقدم بخالص شكري وامتناني للأديب والكاتب الأستاذ صابر حجازي، لإتاحته لي هذه الفرصة المميزة للتعبير عن نفسي من خلال هذا المنبر القدير.

كما أتقدم بالشكر لدور النشر التي آمنت بموهبتي ونشرت لي بعد عذاب البحث عن دار نشر تقيس موهبة الكاتب بقراءة كتاباته وتقديره، وليس بعدد متابعيه وأصدقاءه.

دار الفؤاد للنشر ومديرتها الأستاذة "رباب فؤاد"

دار الرسم بالكلمات ومديرها الأستاذ "محمد المصري"

وأخيرًا لكل قرائي الذين أولوني ثقتهم، وشدوا من أذري بنقدهم وسعيهم لاقتناء رواياتي، الكترونيًا، أو ورقيًا..سأسعى دائمًا لأكون الأفضل..شكرًا لكم.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف