
غَيمٌ بلونِ القطنِ عظَّم مَجَّدَا
والشمسُ عانَقَتِ القبابَ تَهُجُّدَا
والعندليبُ شَدَا بغصنٍ أخضرٍ
لبيكِ يا قدسَ الشهادةِ والفِدا
لبيكِ فيكِ المجدُ غَنّى قائلاً
كُنْ يا جمالَ القدسِ في مهنّدا
كنْ فيَّ يا أقصى أناملَ عزةٍ
أو كنْ سَحَاباً مُمْطراً فِينَا هُدى
كَذَبَ الذي قالَ الحياةَ هُنَيْهَةٌ
مَنْ يَعْشق الأقْصى يكونُ مُخَلَّدَا
هلْ غابَ مجدٌ عن محبِّ شهادةٍ
أمْ لمْ يَنَلْ عزاً يُضاهِي السُؤْدَدَا
بلْ إنه الأقصى زهورُ جهادِنا
إنا لها كالنحلِ في صبحِ الندى
نرنو إليها واثقين بخَطوِنا
ورصاصُنا فينا يكونُ زُمُرُّدا.
نحنُ الذين إذا غضبْنا لحظةً
يَتَفجَّرُ البُركانُ في وجهِ العدى
ظنُّوا بأني تاركٌ حجراً لهم
لكن نسَوا انّ الكفاحَ بيَ اقتدى
يا شعبُ إنكَ في العلا علياؤه
فازرعْ مساكنَهم نهاراً أسوداً
أشْعِلْ ملاجئَهم بنارِ جهنمٍ
أمطِرْ عليهم دمَّهم واغدو الردى
أطلِقْ سراحَ رصاصِنا بوجوهِهم
ما طارَ طيرٌ في السما أو غرّدا
ما صفَّقَ الإعصارُ إلا للذي
أوجَ المقاومةِ امتطى وتمردا
يا قدسُ إنك واحةُ الروحِ التي
من دونِها يُمسِي هَوَاي مُشرَّدا
يا قدسُ يا نَبضَ الصباحِ وقلبَه
إني بظلِّ سماك أغدو الأمجدا
ولأجلِ أقصانا سأرسمُ عزَّنا
بل من شعاعِ المجدِ أنسجُ عَسْجَدا
ولثأرِنا أُهدي قلاعَ صدورِنا
ولثأرِنا أبني بصدري مسجدا