
ريشة الفنان وقلم الكاتب
لا شك في أن الفكرة تنقدح في الدماغ ، فتبحث الحواس عنها لإيصالها إلى المتلقي من خلال نوافذ تطل على الدماغ ، والدماغ ذو فصين : الأيمن والأيسر ، فالأيمن تكمن فيه فسيفساء الجمال بطيفها ، و الأيسر يختص بالجزئيات ، كي تترجم هذه الفكرة ينبري لها قلم الكاتب وقد أعمل الجانب الأيسر مدققا في كل جزئية يراها؛ ليحولها إلى جزئية من صورة تتشكل في ذهن المتلقي ، وبقدر وصفة ودقة ملاحظته ينشأ معماره الوصفي بحركاته وألوانه وخطوطه وانحناءاته الوصفية بما يختزنه دماغه من كلمات تساعده على وصف المشهد ، مركزا في وصفه على زاوية تطل منها رؤيته ووجهة نظره بل قل زاوية الرؤية عنده ، والكاتب هنا من حذق في لون من ألوان الكتابة سواء في القصة وهي ميدان خصب لهذا الوصف أو الرواية وهي ميادين للرسم بالكلمات على الورق ، ولا ننسى الوصف وهو غرض قد استقل عند الشعراء في العصور قاطبة ، ولاسيما العصر الأندلسي الذي تنوع فيه الوصف وشمل وصف الطبيعة بأنواعها : الوالهة ، والصامتة ، والحية ، والقاسية ، ساعدهم على ذلك البيئة الأندلسية الخضراء والمياه الجارية .
ولو أبحرنا في هذه الجزئية نجدها ثرية وتحتاج إلى بحث مستفيض كي يعطيها حقها في رسم المشاهد .
يأتي دور الفنان ، ليطرق باب الذاكرة من نافذة الألوان ومزجها ، ولوحة فنية تكحل عين الناظر من خلال تركيز بصري على ما ركز عليه الواصف حامل قلم اللغة ، فهو يشاهد صورة ما بفسيفساء لونية وحركية وحياة فيقوم باسقاطها على جدارية الإبداع ، فهو يرسم كل زاوية في اللوحة وفق زاوية الرؤية عنده ، فيحدث المعادل الموضوعي بين رسمته على الجدار وبين واقع ما يرسم ، ولكن الفن هنا يتجلى للفن أحيانا أو الفن للحياة ، فالوردة التي شكلها لوحة جميلة على سبيل المثال وتماهت مع الواقع ، قد علاها إحساس هذا الفنان وزاوية رؤيته لهذه الوردة عند استقبالها للشمس فرحة أم عند وداعها للشمس ناعسة أو حزينة ، وكل ذلك يسقطه على بتلات الوردة ؛لتبدو ساحرة المنظر عميقة الإحساس بعيدة الرؤيا .
بجولة في عبارة الفن للحياة ، نجد أنفسنا أمام مفكر قد لخص وجهة نظره في لوحته ، وهو متجند للدفاع عنها والذود عنها من عواصف النقد أنى كان شكلها ، وهذه الريشة لها اعتبار خاص فهي ريشة الفن للحياة وليست ريشة الفن للفن وحسب .
إنها ريشة رسام (الكاريكتير )، فهو رسام بفكرة ما لاحت على أفق الحياة سواء أكانت اجتماعية أم اقتصادية أم فكرية أم سياسية ، تراه أخذ أدواته وانبرى يترجم هذه الأفكار على شكل رسومات من أجل الحياة وإرسال رسالة إلى الأجيال اللاحقة .
ولا يخفى ما لهذا الفن من دور تعبيري لدى المتلقي ، ذلك بأن الصورة اختصرت على المتلقي ألف كلمة ، علاوة على سرعة تناقلها بين الناس ، ولوحظ مدى اهتمام الصحف والمجلات بهذا اللون من التعبيرات الكاريكاتيرية في تحريك الرأي العام والدفاع عن حقوق مسلوبة .
ويبقى لصاحب اللوحة الفنية التعبيرية مكانة رائعة في النفوس ، وربما ناضل برسوماته وفاقت أعتى رؤى عسكرية أو سياسية ، وربما راح ضحية لوحاته كما حدث مع ناجي العلي الرسام الكاريكاتيري المشهور .
لا شك في أن الفكرة تنقدح في الدماغ ، فتبحث الحواس عنها لإيصالها إلى المتلقي من خلال نوافذ تطل على الدماغ ، والدماغ ذو فصين : الأيمن والأيسر ، فالأيمن تكمن فيه فسيفساء الجمال بطيفها ، و الأيسر يختص بالجزئيات ، كي تترجم هذه الفكرة ينبري لها قلم الكاتب وقد أعمل الجانب الأيسر مدققا في كل جزئية يراها؛ ليحولها إلى جزئية من صورة تتشكل في ذهن المتلقي ، وبقدر وصفة ودقة ملاحظته ينشأ معماره الوصفي بحركاته وألوانه وخطوطه وانحناءاته الوصفية بما يختزنه دماغه من كلمات تساعده على وصف المشهد ، مركزا في وصفه على زاوية تطل منها رؤيته ووجهة نظره بل قل زاوية الرؤية عنده ، والكاتب هنا من حذق في لون من ألوان الكتابة سواء في القصة وهي ميدان خصب لهذا الوصف أو الرواية وهي ميادين للرسم بالكلمات على الورق ، ولا ننسى الوصف وهو غرض قد استقل عند الشعراء في العصور قاطبة ، ولاسيما العصر الأندلسي الذي تنوع فيه الوصف وشمل وصف الطبيعة بأنواعها : الوالهة ، والصامتة ، والحية ، والقاسية ، ساعدهم على ذلك البيئة الأندلسية الخضراء والمياه الجارية .
ولو أبحرنا في هذه الجزئية نجدها ثرية وتحتاج إلى بحث مستفيض كي يعطيها حقها في رسم المشاهد .
يأتي دور الفنان ، ليطرق باب الذاكرة من نافذة الألوان ومزجها ، ولوحة فنية تكحل عين الناظر من خلال تركيز بصري على ما ركز عليه الواصف حامل قلم اللغة ، فهو يشاهد صورة ما بفسيفساء لونية وحركية وحياة فيقوم باسقاطها على جدارية الإبداع ، فهو يرسم كل زاوية في اللوحة وفق زاوية الرؤية عنده ، فيحدث المعادل الموضوعي بين رسمته على الجدار وبين واقع ما يرسم ، ولكن الفن هنا يتجلى للفن أحيانا أو الفن للحياة ، فالوردة التي شكلها لوحة جميلة على سبيل المثال وتماهت مع الواقع ، قد علاها إحساس هذا الفنان وزاوية رؤيته لهذه الوردة عند استقبالها للشمس فرحة أم عند وداعها للشمس ناعسة أو حزينة ، وكل ذلك يسقطه على بتلات الوردة ؛لتبدو ساحرة المنظر عميقة الإحساس بعيدة الرؤيا .
بجولة في عبارة الفن للحياة ، نجد أنفسنا أمام مفكر قد لخص وجهة نظره في لوحته ، وهو متجند للدفاع عنها والذود عنها من عواصف النقد أنى كان شكلها ، وهذه الريشة لها اعتبار خاص فهي ريشة الفن للحياة وليست ريشة الفن للفن وحسب .
إنها ريشة رسام (الكاريكتير )، فهو رسام بفكرة ما لاحت على أفق الحياة سواء أكانت اجتماعية أم اقتصادية أم فكرية أم سياسية ، تراه أخذ أدواته وانبرى يترجم هذه الأفكار على شكل رسومات من أجل الحياة وإرسال رسالة إلى الأجيال اللاحقة .
ولا يخفى ما لهذا الفن من دور تعبيري لدى المتلقي ، ذلك بأن الصورة اختصرت على المتلقي ألف كلمة ، علاوة على سرعة تناقلها بين الناس ، ولوحظ مدى اهتمام الصحف والمجلات بهذا اللون من التعبيرات الكاريكاتيرية في تحريك الرأي العام والدفاع عن حقوق مسلوبة .
ويبقى لصاحب اللوحة الفنية التعبيرية مكانة رائعة في النفوس ، وربما ناضل برسوماته وفاقت أعتى رؤى عسكرية أو سياسية ، وربما راح ضحية لوحاته كما حدث مع ناجي العلي الرسام الكاريكاتيري المشهور .