الفرحة الغائبة !!!
شريف قاسم
وَعَدَ الإلهُ الأمَّةَ المأمولا | واللهُ جـلَّ ولا يزالُ كفيلا |
وحبا مكانتَها الكريمةَ موئلآ | لمَّـا تجدْ عن غيرِه تبديلا |
تغشى منابتَها الحِسانَ فتزدهي | بالوعدِ إيمانًـا لها موصولا |
لن يستبيحَ عدوُّها تاريخَها | فالعزُّ وشَّى عرضَها والطولا |
أفراحُها : النصرُ المؤزَّرُ مانأى | رغمَ الأسى الفوَّارِ باتَ ثقيلا |
وبلالُ رضوانُ الإلهِ عليه لم | يُصرَمْ نداءُ أذانِه مغلولا |
صوتٌ له الأصداءُ في جوف الوغى | يُحيي الإباءَ ويشحذُ المصقولا |
إنْ رنَّ في أُذُنِ الجبانِ توقَّدتْ | في صدرِه هممٌ تصدُّ فلولا |
أو لامسَ الأحناءَ هبَّ ولا يني | فَيَلِي صليلَ مهنَّدٍ وصهيلا |
أو قالَ حيَّ على الصلاةِ تألَّقتْ | أشواقُنا ونرى المدى مأهولا |
أو قالَ حيَّ على الفلاحِ فإنما | لم تلقَ ذاكَ المؤمنَ المخذولا |
اللهُ أكبرُ من أخٍ متلهفٍ | للثأرِ باتَ الفارسَ المأمولا |
لم يَحْنِ هامتَه الأبيَّةَ للعدا | أو عاشَ بينَ الظالمين ذليلا |
إنَّ البطولةَ ليس يُخرمُ عزمُها | وهي التي رَمَتْ العدا تجديلا |
يُرجَى نزولُ المسلمُ المقدامُ في | ساحِ العراكِ فلن يطيقَ غلولا |
فإذا بدا فالرعبُ في وجهِ العدا | يبدو قتارًا مفزعًـا و نحولا |
وهي الرسالةُ لم تدعْ فرسانَها | نهبًـا لزيفِ مخاتلٍ وعويلا |
وهي الليالي شاهداتٌ لم تزل | قد أكبرتْهم أنفُسًا وعقولا |
بذلوا لأُمَّتِهم فمن سلسالهم | يشفي التَّدَفُّقُ حرقةً و غليلا |
ومن الدمِ الغالي يُفَوِّحُ نفلُه | طيبًـا فيملأ أربُعًـا و سهولا |
يفترُّ زهوُ ربيعِه ما أجفلتْ | عنه البريَّةُ أو سرى مملولا |
والفرحةُ اهتزَّتْ وقد سُقيتْ بما | يُحيي شبابًـا غُيِّبُوا و كهولا |
الكربُ قاسٍ والمصائبُ سيفُها | مازال شطرَ وجوهِنا مسلولا |
ولعلَّ أعداءَ الشريعةِ غـرَّهم | أنَّا اتخذنا الزائفَ المرذولا |
هيهاتَ مانامتْ لنا عينٌ ولم | يطوِ الفجورُ حياتَنا والجيلا |
فالأُمَّـةُ انتفظتْ تردُّ بقوَّةٍ | غزوًا ، وعادَ هوى الشبابِ أثيلا |
وهي الأماني ! والأماني حسرةٌ | إنْ لم نَصُنْ قانونَها المعسولا |
وجهان ماواراهما قترُ الأسى | وعليهما تأتي العجافُ فصولا |
هلاَّ بمضمارين فانحازت إلى | أركانِ خيرِهما هدىً و أصولا |
يلقاهما شعبٌ أعزَّ شبابَه | بَذْلُ المآثرِ بكرةً و أصيلا |
ما أعظمَ الشَّعبَ الذي يُصغي إلى | حُلوِ النداءِ ولم يكن معزولا |
رضي الهدى إذ كان للدنيا سَنًا | وأضاءَ مابين الورى قنديلا |
هو شعبُنا ابنُ المجدِ لم يرضَ الونى | أو عاشَ في صمتِ الدجى مجهولا |
فالفخرُ والأمجادُ والقيمُ التي | عنها المصابرُ لم يكن مشغولا |
باتتْ تؤرقُه ، وتوقدُ جمرَهـا | لتعيدَ شأنًا لم يكن مملولا |
علويَّةٌ تلك الفضائلُ : طيفُها | ماغابَ عن أجفانِه مغلولا |
هو آهلٌ بربيعِ شذوِ مُحَمَّدٍ | إذْ طاب في زمنِ الصِّلالِ مقيلا |
لن يستطيعَ الروسُ طمسَ صروحِه | إن سخَّروا الصاروخَ والأسطولا |
فالله يمحقُ كلَّ باغٍ معتدٍ | ويردُّه بيد الثباتِ ضئيلا |
إن جاء بالجيشِ الأُحيْمِرِ غازيًـا | يجد الفداءَ لدى الشبابِ سبيلا |
هاهم بشهباءِ الشآمِ كتائب | لم يركنوا للظالمين قليلا |
فليخسأ الأعداءُ مهما عربدوا | أو أمعنوا في شعبنا تقتيلا |
هي غُمَّـةٌ سوداءُ تُجلَى بالهدى | والصَّبرِ إنَّ اللهَ كان كفيلا |
يحلو الجهادُ فتحتَ رايتِه يرى | أبناءُ أُمَّتِنا القعودَ ثقيلا |
لايرتضون الضيمَ في زمنٍ غلتْ | أحقادُ جمعِ الكفرِ ترمي الغيــلا |
لن يفلحوا فالله أكبر، والذي | جاؤوا به لمَّـا يكن تمثيلا ! |
هو كفرُهم ، هو حقدُهم ، هو خوفُهم | من أن يروا سيفَ الإباءِ صقيلا |
كم مجرمٍ مُدَّتْ يداه ببطشِه | فرماه ربي في الورى مقتولا |
كم خائن أرغى وأزبدَ ، فانثنى | إذ داسه قدمُ الشبابِ ذليلا |
للفرحةِ ابتسمت بليلِ عُتُوِّهم | والشَّمسُ بعد الليلِ تأتي الأولى |
والفجرُ يصدحُ بالأذانِ مجدِّدًا | هممًـا تحورُ لأهلها وذحولا |
هي حقبةٌ فيها المراراتُ التي | جاءت تردُّ الزيفَ والتضليلا |
فهمُ الأعادي ملَّةٌ ملعونةٌ | مهما بدا وجهُ العدوِّ جميلا |
هي لعبةٌ والسمهريُّ دواؤُهـا | فالداء فيها لم يزل موصولا |
أتصدقون الغربَ وَهْوَ عدوُّكم | وترون في الشرقِ الكفورِ بديلا |
وكيان صهيونٍ أقامَ بناءَه | غربٌ وشرقٌ فاشمخرَ طويلا |
والَّلهِ لن تجدوا بدنياكم لكم | غيرَ الإلهِ مؤيدًا و كفيلا |
عودوا إليه بصدقِ نيَّاتٍ لكم | وخذوا بآيات القديرِ دليلا |
وبِسُنَّةِ الهادي البشيرِ محجَّةً | لم تُبقِ للكفرِ الذميمِ ذيولا |
واستيقظوا من غفلةٍ جَلَبَتْ لكم | شؤمَ النوازلِ والأسى المحمولا |
هيهاتَ تفرحكم ليالي زيفِهم | هيهاتَ ، فاجفوا ظلَّه ليزولا |