الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حوار مع الدكتور الفيلسوف الشاعر سامي الشيخ محمد

حوار مع الدكتور الفيلسوف الشاعر سامي الشيخ محمد
تاريخ النشر : 2016-11-07
أنا ابن الشمس والقمر
شقيق النجوم
حفيد الهواء العليل
عاشق السماء والأرض
البحر والنهر
الحدائق والحقول
السهول والتلال والجبال
الدكتور الشاعر سامي الشيخ محمّد

حوار مع الدكتور الفيلسوف والشاعر سامي الشيخ
..مدرس في جامعة دمشق فرع درعا
حاوره المستشار الادبي: حسين علي الهنداوي

حين تتعانق الفلسفة والادب وتترامح الافكار والمشاعر وتلتقي مياه الأنهار مع تعرجات الجبال ....تنفتح افاق جديدة و تطل اسراب الطيور مغردة نشيدها الابدي بين اشجار البطم والجوز والسنديان...في ملكوت الله الواسع الذي رسمت فيه نجوم السماء الوهية الكون وعبودية الارض للسماء ....حيث تترامح نفوس البشر التواقة الى التعرف على الاء الله تعالى والتعانق مع بعضها لتشكيل حضارة انسانية تنضوي تحت لواء العبودية لله تعالى( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون) انها معادلة السماء والارض....هي فلسفة الوجود الانساني الساعي الى فهم روح الانسان ونفسه وعلاقته بالله تعالى والكون والحياة....... نحن امام شاعر وفيلسوف يفكر بعقله ويحس بمشاعره ويمارس حياته بين الفكر والشعر....قد يصدمك بأفكاره وقد يذهلك بمشاعره .. ولكنك تسمع كلمات جديدة هي روح الفلسفة وروح الشعر ....روحان في جسد واحد وثقافة واسعة....يكتب قبل ان يفكر ويفكر قبل ان يكتب روحه من الفكر الفلسفي العربي وشعره من روح البلاغة العربية.....يحب الناس جميعا ويحبه الناس بأجمعهم...يحاور ....فيصول ...ويجول......المهم ان يكتسب فكرة جديدة من الاخر....او ان يكسب الاخر فكرة جديدة منه........فطري في طباعه عقلي في معاملته شاعري في مودته تراه .....كعصفور وديع لكنه في محاكماته العقلية صقر جارح .......نتحاور معه اليوم لنسمع منه روح الفلسفة وروح للشعر .

احتفائية الطيور والازهار ونشيد الطبيعة المتناغم ووشوشة الماء والحصى بانتظار اجوبة الدكتور سامي الشيخ على بساط ريح فلسفي .

سؤال : تذكرة سفر الفيلسوف والشاعر الطفولية.....التي كونت شخصيته المستقبلية...

جواب :أتوجه بعميق شكري وجزيل عرفاني وفيض محبتي للمستشار الأدبي الأستاذ والصديق المبدع حسين علي الهنداوي ... المؤلف الكاتب .. الأديب .. والمدرس في كلية التربية الثالثة التابعة لجامعة دمشق فرع درعا ...
أنا تولد درعا 1962 ولدت ونشأت وترعرعت في مخيم العائدين بمدينة درعا في كنف أسرة كادحة لاجئة ... لجأت من قرية عين غزال ... قضاء حيفا في فلسطين إثر نكبة عام ثمانية وأربعين وتسعمئة وألف ... عشت طفولتي على وقع ذكريات أبي وأمي وجدي وكبار السن لوطننا المغتصب فلسطين... درست الابتدائية والإعدادية في مدرستي الصفصاف وطبريا بوكالة الغوث الدولية الأنروا بدرعا ... ثم درست الثانوية في مدرستي الفالوجي ودرعا البلد للبنين. .. جنبا إلى جنب مع أصدقائي من طلاب المحافظة الأكارم .. التحقت بجامعة دمشق لدراسة الفلسفة في العام ثمانين وتسعمئة وألف ... حصلت على الإجازة ثم دبلوم الدراسات العليا فالماجستير والدكتوراه في الفلسفة من جامعة دمشق في العام واحد وألفين. .. باشرت التدريس في جامعة حلب في العام ثمانية وألفين ... درست في كلية التربية في الرقة التابعة لجامعة الفرات ... وفي كلية الآداب الثالثة بدرعا ... حاليا أعمل كعضو هيئة تدريسية ورئيس لقسم علم الاجتماع بدرعا
سؤال : الفلسفة مفهوم زئبقي متغير من عصر الى عصر .....هل يمكن للدكتور سامي ان يتحفنا بمعاني الفلسفة وتطورها منذ القديم وحتى يومنا هذا وعلاقة هذه الفلسفة بعلوم العصر

جواب : ينبغي أن نميز بين التفلسف والمتفلسف والفلسفة ... فالفلسفة قول الحق الذي يحتفظ بقوة حضوره الزماني عبر حقب التاريخ المختلفة ... فالسعي لاكتشاف الحقيقة والجهر بها والدفاع عنها غاية الفلسفة ومبتغاها ... أما الأغاليط وزئبقية الأفكار والسفسطة فهي ثمار فاسدة للتفلسف الخاطئ الذي يمارسه بعض المتفلسفة .. من هنا تضطلع الفلسفة بمهمة تنقية العقول والدفاع عن الحقيقة التي تحتفظ بقوة حضورها وألقها عبر العصور والأزمنة .

سؤال : ارتبط مفهوم الفلسفة قديما بالكفر والشرك بالله تعالى
...ما مدى صحة هذه العبارة؟ وما موقفك منها؟ وكيف نوفث بين الدين والفلسفة؟


جواب : نزوع الإنسان نحو فكرة الالوهة نزوع قديم قبل مجيء الرسالات السماوية التوحيدية ... فالنزوع الإيماني لدى الإنسان جعله يصنع أوثانا أضفى عليها طابع التأليه والقداسة والعبادة. . قبل أن يهتدي لفكرة الإله الواحد .... وهناك العديد من الفلسفات الروحية الإيمانية القديمة والوسطية والحديثة والمعاصرة .. التي تؤمن بوجود الألوهية في الوجود .. كالأفلاطونية والأوغسطينية ... والفلسفة الإسلامية ... ... والكانطية والديكارتية ... والفلسفة المثالية المعاصرة ... المؤمنة والمتصالحة مع الدين ... أما أنا فأعتقد أن العلاقة بين الفلسفة والدين قائمة على التقاطع والاختلاف .... التقاطع من جهة قول الحق ... فالدين حق والفلسفة حق .... أما الاختلاف فمرده أن مصدر الدين هو الله أما مصدر الفلسفة فهو عقل الإنسان. .. والله مطلق القدرة ... يعلم الجهر وما يخفى عالم الغيب والشهادة ... الحي القيوم ... الأول والآخر. .. الموجود السرمدي الذي ليس له ابتداء وليس له انتهاء ... أما الإنسان فمحدود القدرة والمعرفة ووجوده طارئ في الحياة يولد ويحيا ويموت ... علمه محدود وإن كان صحيحا .... فمنزلة العقل الإنساني من الله ... كمنزلة الجزء من الكل والفرع من الأصل والنسبي من المطلق ... من هنا تتضح علاقة الفلسفة بالدين ومجال وحدود عمل كل منهما .. على قاعدة التقاطع والاختلاف ... آخذين بالاعتبار أن معظم الإشكالات القائمة ليست بين الفلسفة والدين بقدر ما هي قائمة بين فريق من المتفلسفة وفريق من المتدنية ...

سؤال_ بين الفلسفة اليونانية والفلسفة الاسلامية تداخل .وتضاد ....كيف يمكن للدكتور سامي ان يوضع العلاقة بينهما...وهل هناك اراء توفيقية بينهما؟

جواب : لاشك أن للفلسفة اليونانية بنوعيها المثالية والمادية أثر كبير في الفلسفة الإسلامية ... فنجد اتباعا لأفلاطون وأتباعا لأرسطو ... ولعل الأثر الذي تركته الفلسفة اليونانية لدى الفلاسفة المسلمين ... جعلت من فلاسفة الإسلام كابن سينا وابن رشد وغيرهما من الفلاسفة يضطلعون بمهمة دراسة الفلسفة اليونانية والإفادة منها ... وشرحها وانتقالها إلى الغرب اللاتيني في القرون الوسطى .... سيما فلسفة ابن رشد الشارح الأكبر لفلسفة أرسطو الذي كان لأفكاره أثر كبير في تنوير العقل الأوربي في القرن الثالث عشر حيث شهد ولادة تيار فلسفي عارم أطلق عليه ... الرشدية اللاتينية بزعامة سيجير البربانتي زعيم كلية الفنون في جامعة باريس ... آنئذٍ .

سؤال : الفلسفة المعاصرة دخل اليها الفكر والمشاعر والسحر والشعوذة .....كيف لنا ان نوفق بين الواقع الفكر الفلسفي المعاصر ؟

جواب: لا شك أن ( الفلسفة الحديثة و المعاصرة )شهدت ولادة أفكار وتيارات فلسفية مادية و فوضوية وإلحادية ... منها ما يتعارض مع الدين والأخلاق التقليدية واسعة الانتشار ... وهذا التعارض ناجم عن الانتصار لسلطة العقل في مقابل سلطة الدين ... وظهور العلمانية القائمة على الفصل بين الدين والدولة ... ثم الآثار الكارثية التي أحدثتها الحربان العالميتان الأولى والثانية في الذهنية الفلسفية الأوربية .. التي كانت الوجودية الفوضوية من أبرز ثمارها .

سؤال: للدكتور سامي الشيخ رؤى فلسفية للحياة مغايرة لكثير من اراء الفلاسفة الاخرين.....هل يمكن لك ان تطلعنا على بعضها ؟.

جواب: أؤمن بأن الله كرم الإنسان إذ خلقه في أحسن تقويم وجعله خليفة في الأرض كي يعمرها ويعمل على نشر قيم المحبة والإخاء والتسامح ... ومن عليه بنعمة العقل والإيمان ... الأمر الذي يدعونا للاضطلاع بمهمة البناء والاحتكام لسلطة العقل في مواجهة التحديات والأخطار التي تعصف بنا .... فمهمة الفلاسفة والمفكرين والأدباء في مجتمعاتهم
مهمة تنويرية ترمي إلى مد يد العون لأفراد المجتمع المعوزين بغرض الانتقال بهم من الجهل إلى العلم ومن الظلمة إلى النور .
سؤال: الادب بشكل عام والشعر بشكل خاص رديف للفلسفة......ما علاقة الشعر بالفلسفة ؟ وايهما المقدم والمفضل من وجهة نظر الدكتور سامي الشيخ ؟

جواب : ثمة علاقة جوهرية تربط الفلسفة بالأدب ....... على نحو جدلي . .. لأن الأدب في جوهره ينطوي على رسالة فلسفية يخطها قلم الأديب ... لإيصال فكرة ما تصل إلى حد الإدهاش... من ناحية أخرى الفلسفة زاد الأدب الذي يقتات عليه في أوج مراحل رشده ... والعكس صحيح أيضا.. بعبارة واحدة : الأدب الأصيل فلسفة حقة ... والفلسفة الحقة في جوهرها أدب إبداعي عقلاني بامتياز.

سؤال : القصيدة الشعرية حورية من حوريات البحر تغيب وتحضر ولكنها تقول اشياء كثيرة في حضورها وغيابها..... ماذا تقول لنا قصيدتك الشعرية في غيابها وحضورها ؟

جواب : القصيدة الشعرية نتاج للحالة الشعورية التي يحياها الشاعر ... ما تفتأ تغيب حتى تطل بحسنها البهي من جديد ... من بين الغيوم والنجوم ... من خيوط الشمس ... وضوء القمر ... من أمواج البحر العاشقة لشاطئها الوردي ...من أديم الأرض وستايل القمح والورود والرياحين ...

سؤال : انت محاضر في جامعة دمشق كلية الآداب قسم علم الاجتماع.....ماذا تقول لطلابك الذين يحبون ان يصنعوا مجتمعا راقيا ومستقبلا زاهرا؟

جواب : أقول لهم أنتم مهندسو المجتمع بعد تخرجكم من الجامعة ... ينبغي التفاعل مع مجتمعكم والتعاون مع اقراده لمواجهة المشكلات الاجتماعية التي تنال من تماسكه وتقدمه وازدهاره .. والعمل لإيجاد الحلول الناجعة للمشكلات الاجتماعية ... وتقديم النصح والإرشاد الدائم لجميع أفراده المحتاجين لذلك ... والإسهام الجاد في وضع الخطط المستقبلية للنهوض بالمجتمع نحو الأفضل .
سؤال : قصائد الشاعر بناته المحببات اليه......ما اغلى قصائد الشاعر على نفسه.....؟ وهل يمكن له ان يسمعنا احلى هذه القصائد؟

جواب :
كي لا تخسر اسمك ...
لن تكون ما أريد أن تكون
وأنا لن أكون لك شيئا
في راحلة الأشياء لديك
لأن لك الكثير من الأشياء
التي تملها بعد حين

****
لك أقلام وألسنة
وأوراق دفاتر
من الأطلسي إلى المتوسط
من النهر إلى النهر
ولك الكثير من الأغصان اليابسة والخضراء
من صنوف النخيل والأرز والسور
واللوز والتين الزيزفون والأبصار
***
لن أكون وردة في باقة ورودك الجميلة
لأني لست منهن
فلكي لا أخسر اسمي
لن أكون لك
لأنك لست لي
***
أنا الزاهد في العشق
المتصوف في الهوى
ابن السرمدية
نزيل الوجد والروح
***
أنا ابن الشمس والقمر
شقيق النجوم
حفيد الهواء العليل
عاشق السماء والأرض
البحر والنهر
الحدائق والحقول
السهول والتلال والجبال
***
عاشق النسمة والضوء
الغيمة والفرفشة
الوردة والريحانة والياسمينة
***
لست لك لأنك ابنة العاصفة والصمت
حفيدة الريح
شقيقة الرمال والغبار والدخان
***
المسلوقة من ثلج ونار
تكوني الوجوه والأفئدة والأبصار
***
لست لكلينا
لأننا كما العتمة للضوء
كما الوردة للشوك
كما الموت للحياة
****
الدكتور: سامي الشيخ محمد
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف