طوبى للأرض بقلم:يوسف حمدان

حين يجيء إليكِ كتابي
ردِّيه إليَّ
لعلّي أشتمُ أريجَ الأصحابِ..
فلعل يداً ردّته أناملُها
ستُحمِّله بعضاً
من عطر الأحبابِ..
طوبى للأرضِ
إذ احتضنت هذي الوردةَ
طوبى لنباتٍ يجعلني
أعشقُ مِسْكَ ترابي..
***
حين تجيء إليك
مع الطير المنفيِّ رسالةْ
ضمّيها بيدٍ
وتمَشّي معها في الحاراتِ
وبين زهور الحقل المختالةْ
زوري المرعى..ودعيها تسمعُ
من ناي الراعي أنغامهْ..
زوري الوادي..
فلعل حمامةْ..
تترك لي
بين يديك علامةْ..
زوري صفصافاً مزهواً
ونخيلاً مرفوع الهامةْ.
حين تعود إلي رسالةْ..
ستعيد إليَّ أريجَ ترابٍ
منقوعٍ بدمي..
ستكون وسادةُ نومي..
في تلك الليلة..
أنعمَ من ريش نعامةْ..
***
حين يجيء إليك كلامي
في ناقلةٍ رقميةْ
رشِّي بعض حروفي
في ساحة مدرستي العمريةْ
فلعل كلامي..
والسكين الممدود
إلى قلب الوطن الغالي..
يكشف عن أسرارٍ غابت
عن وعي نساءٍ ورجالِ..
يكشف أن العالم يحسِبُ
بالأرقام العربية..
يكشف أن جذور العلمِ
نمت في بيت الحكمةِ..
في بغدادَ..
وفي الأندلس الأمويةْ..
تكشف للعالم أنّي
لم أولد سنياً أو شيعياً..
نصرانياً أو درزيا..
فأنا عربيٌّ..
ولدتني أمٌ عربيةْ
وأنا تجمعني
مع كل بني الدنيا
أمٌ بشريةْ.
يوسف حمدان - نيويورك
4/11/2016