حلم حلب ...
مدينة تغرق في حلمها الأخير
الكلاب الوفية للبقايا الغنية تنبح
أنياب الذئاب الضارية سرير
النوافذ تُفتح
لرصاصات الموت المالح
الأبواب تسقط أمام المذبح
البيوت القديمة تتفتح
كورود الخريف
الذكريات تتناثر في الهواء الثقيل
مدينة تخلع ثوبها ولحمها وقلبها الصغير
تُحطم رخامها
تتزين بركامها
ثم تشعل النار في عظامها
تنثر رمادها في الريح
وترحل
في اقدام الأمهات
على دروب الموت
في عيون الأطفال
تحت بقايا البيوت
في صوت الاباء
يبحثون في تابوت
وحوش الليل والنهار تقتات
على براعم الحياة
وحدها الساحات بقيت تنتظر
صارت ترى كلّ الجهات
قوافل تغادر
حتى الأرصفة والأشجار
وسكة القطار
ومقاعد الانتظار
والحدائق والبوابات
ورائحة التاريخ التهمته النار
واجراس الذكريات
والغار من المقابر
حتى الأموات
في زمن استباحة كل الحرمات
أُعيدوا الى سطح الأرض
سُرق حجر الشطيحة
وحجر سورة الفاتحة
ثم قُتلوا من جديد
وتركوا بلا أكفان للدود
ليتحللوا من الوعد والوعيد
في حضرة الشيطان
يمسك الشرّ بيديه صولجان
وحوله الذئاب الضاريات قطعان
موتا تموت
بلعنة أنك إنسان
في براري الوحوش والخرائب والغربان
يسود
الصدى والصمت
حلم حلب
يتحقق
في جسد يغرق
في جسد يتمزق
في جسد يحترق
في ملامح الوجه الحزين
في الرماد الذي يغطي البلاد
في الشوارع المزينة بالمتاريس
في أعمدة تصير مشانق
في دفء السراديب
في صوت القذائف على المآذن
في صوت الطلقات على الأجراس
ثم لا يصدر عنها رنين
في عميق الليل الخائن
صوت أنين
الغزاة في كل مكان
في شرق الحاقدين
بقيت المدن العظيمة
ومات كلّ البُناة
نخر الغدر طويلا في الأسوار
حفر عميقا في الأرض الخِلد والجرذان
انتظر البوم في البساتين
جنود الظلام حفاة
بعض المدن تُذلّ وتهان
تصير زنازين
بعض المدن تختار
أن تُشعل في جسدها النار
لحلب الآن القرار
أن تنفجر بركان
وتنسكب قرابين
قصيدة اكتملت على حافة انتظار مصرع مدينة تنزف كل يوم قصائد.
31/10/2016
صافيتا/زياد هواش
..
مدينة تغرق في حلمها الأخير
الكلاب الوفية للبقايا الغنية تنبح
أنياب الذئاب الضارية سرير
النوافذ تُفتح
لرصاصات الموت المالح
الأبواب تسقط أمام المذبح
البيوت القديمة تتفتح
كورود الخريف
الذكريات تتناثر في الهواء الثقيل
مدينة تخلع ثوبها ولحمها وقلبها الصغير
تُحطم رخامها
تتزين بركامها
ثم تشعل النار في عظامها
تنثر رمادها في الريح
وترحل
في اقدام الأمهات
على دروب الموت
في عيون الأطفال
تحت بقايا البيوت
في صوت الاباء
يبحثون في تابوت
وحوش الليل والنهار تقتات
على براعم الحياة
وحدها الساحات بقيت تنتظر
صارت ترى كلّ الجهات
قوافل تغادر
حتى الأرصفة والأشجار
وسكة القطار
ومقاعد الانتظار
والحدائق والبوابات
ورائحة التاريخ التهمته النار
واجراس الذكريات
والغار من المقابر
حتى الأموات
في زمن استباحة كل الحرمات
أُعيدوا الى سطح الأرض
سُرق حجر الشطيحة
وحجر سورة الفاتحة
ثم قُتلوا من جديد
وتركوا بلا أكفان للدود
ليتحللوا من الوعد والوعيد
في حضرة الشيطان
يمسك الشرّ بيديه صولجان
وحوله الذئاب الضاريات قطعان
موتا تموت
بلعنة أنك إنسان
في براري الوحوش والخرائب والغربان
يسود
الصدى والصمت
حلم حلب
يتحقق
في جسد يغرق
في جسد يتمزق
في جسد يحترق
في ملامح الوجه الحزين
في الرماد الذي يغطي البلاد
في الشوارع المزينة بالمتاريس
في أعمدة تصير مشانق
في دفء السراديب
في صوت القذائف على المآذن
في صوت الطلقات على الأجراس
ثم لا يصدر عنها رنين
في عميق الليل الخائن
صوت أنين
الغزاة في كل مكان
في شرق الحاقدين
بقيت المدن العظيمة
ومات كلّ البُناة
نخر الغدر طويلا في الأسوار
حفر عميقا في الأرض الخِلد والجرذان
انتظر البوم في البساتين
جنود الظلام حفاة
بعض المدن تُذلّ وتهان
تصير زنازين
بعض المدن تختار
أن تُشعل في جسدها النار
لحلب الآن القرار
أن تنفجر بركان
وتنسكب قرابين
قصيدة اكتملت على حافة انتظار مصرع مدينة تنزف كل يوم قصائد.
31/10/2016
صافيتا/زياد هواش
..