
حول أسوار المقبرة.......بقلم:وصفي مسرات
حين يُداهمكَ الموتُ
لا تُجادلهُ
وافتح لهُ كُل أبوابك المُقْفَلة
واجمعْ إليكَ نائحات الليلِ
المُتّشِحَاتِ بالسوادِ وبرد الطُرقاتِ وتُراب المقبرة
هناك.......هناك
في وَجْرِ قبركَ المنسي خلف الاشجارِ وفحيح الرياح
أشعل سِراجاً خافتاً
واغرفْ من قرارةِ الخوفِ جواحَ القتيل
الشبحُ الرابضُ في عُتمةِ الوادي
تلك الصرَخاتُ التي يثقبُ السكونَ صداها
والظلالُ الفاغراتُ أفواهَهُن من الشُقوق
تلعقُ أجسادَ الموتى حينَ تَنَادوا للخريف
هُنَّ صويحباتُ القبرِ المُتهالك على طللِ القفرِ والنعيب
خلف أضواء المدينةِ والعيون الشاخصات
وفي متاهات الليلِ الزاحفِ في أزقَّة القبور
تَراءتْ كأنها خرجت للتوِ من إخدودِ الوحشةِ الظلماءِ والشُحوب
بين النعوشِ وشواخص اللحود
كأنهُ حينَ هَوى استغاث؟
تلكَ النسوةُ من بني قريتهِ
عجائزَ صِباهُ
ثقيلات الخطى , متقطعات النحيب
أثوابهن المعلقاتُ على الهياكلِ تَطْرُقُ كُلَ بَابْ
الغوث......الغوث
فلا مُجيب
كان صديقُكَ الراكضُ خلفَ أسرابِ الطيور
يومئ اليكَ بالحجارةِ والأغاني والنُكات
وفي يومِ عُرسك أشعلَ البارودَ والضحكات الطِوَال
لم يَعدْ احدٌ يراه
في وجعِ المدينةِ والزقاقِ والدُخَان
وحيداً ذهبَ الى المشفى
وابتسمَ أنهُ أنهى
(كلَ إجراءات الدخول)
ومُقلتَاهُ في خوفٍ تنتظرانِ إبرة الغروب
ما أصعب ولوج الابرة في جسدٍ جافٍ نحيل
وحين مات
باتَ يهذي تراويدَ المهدِ وحكايا الغول
وهمهمات الجنِ حول نارٍ أوقدها الصغارُ قُبيل الغروب
عادَ صغيراً
والشراشفُ البيضاءُ والكفنْ
تحملُ أطلالَ الأماني الغائبات
تمتصُ من عينيهِ صوراً خبأها لحظة احتضار
(ابنتهُ الصُغرى وقد أوهموها أنهُ سيعود
ابنهُ البكرُ يُعَنِّفُ عمَّاتَهُ النائحات
جَدّهُ الاحدبُ وقد أخرجَ من جيبهِ العيدَ و النقود
أخاهُ الغائبُ خلفَ الرُعود
وحبيبة لم يعد يراها)
كأنها النذرُ تُطوقُ العابرين الى اللحود
فها أنتَ الأنَ تعود
إلى ما قبل ظِلكَ والنُدوب
تتقاسمان الجدارَ والترابَ ودغدغةَ الدود
تراويد جدتكَ الباكيات
وبقايا جرحٍ قديمٍ على الجبهةِ يعلو في سُبات
لا تخافان الغروب
وتتقاسمان الركضَ حولَ أسوار المقبرة
..................إهداء الى روح الشاعرين بدر شاكر السياب وأمل دنقل...... حيث ما زال قلبي يسامر نبضكما
...........وصفي مسرات
حين يُداهمكَ الموتُ
لا تُجادلهُ
وافتح لهُ كُل أبوابك المُقْفَلة
واجمعْ إليكَ نائحات الليلِ
المُتّشِحَاتِ بالسوادِ وبرد الطُرقاتِ وتُراب المقبرة
هناك.......هناك
في وَجْرِ قبركَ المنسي خلف الاشجارِ وفحيح الرياح
أشعل سِراجاً خافتاً
واغرفْ من قرارةِ الخوفِ جواحَ القتيل
الشبحُ الرابضُ في عُتمةِ الوادي
تلك الصرَخاتُ التي يثقبُ السكونَ صداها
والظلالُ الفاغراتُ أفواهَهُن من الشُقوق
تلعقُ أجسادَ الموتى حينَ تَنَادوا للخريف
هُنَّ صويحباتُ القبرِ المُتهالك على طللِ القفرِ والنعيب
خلف أضواء المدينةِ والعيون الشاخصات
وفي متاهات الليلِ الزاحفِ في أزقَّة القبور
تَراءتْ كأنها خرجت للتوِ من إخدودِ الوحشةِ الظلماءِ والشُحوب
بين النعوشِ وشواخص اللحود
كأنهُ حينَ هَوى استغاث؟
تلكَ النسوةُ من بني قريتهِ
عجائزَ صِباهُ
ثقيلات الخطى , متقطعات النحيب
أثوابهن المعلقاتُ على الهياكلِ تَطْرُقُ كُلَ بَابْ
الغوث......الغوث
فلا مُجيب
كان صديقُكَ الراكضُ خلفَ أسرابِ الطيور
يومئ اليكَ بالحجارةِ والأغاني والنُكات
وفي يومِ عُرسك أشعلَ البارودَ والضحكات الطِوَال
لم يَعدْ احدٌ يراه
في وجعِ المدينةِ والزقاقِ والدُخَان
وحيداً ذهبَ الى المشفى
وابتسمَ أنهُ أنهى
(كلَ إجراءات الدخول)
ومُقلتَاهُ في خوفٍ تنتظرانِ إبرة الغروب
ما أصعب ولوج الابرة في جسدٍ جافٍ نحيل
وحين مات
باتَ يهذي تراويدَ المهدِ وحكايا الغول
وهمهمات الجنِ حول نارٍ أوقدها الصغارُ قُبيل الغروب
عادَ صغيراً
والشراشفُ البيضاءُ والكفنْ
تحملُ أطلالَ الأماني الغائبات
تمتصُ من عينيهِ صوراً خبأها لحظة احتضار
(ابنتهُ الصُغرى وقد أوهموها أنهُ سيعود
ابنهُ البكرُ يُعَنِّفُ عمَّاتَهُ النائحات
جَدّهُ الاحدبُ وقد أخرجَ من جيبهِ العيدَ و النقود
أخاهُ الغائبُ خلفَ الرُعود
وحبيبة لم يعد يراها)
كأنها النذرُ تُطوقُ العابرين الى اللحود
فها أنتَ الأنَ تعود
إلى ما قبل ظِلكَ والنُدوب
تتقاسمان الجدارَ والترابَ ودغدغةَ الدود
تراويد جدتكَ الباكيات
وبقايا جرحٍ قديمٍ على الجبهةِ يعلو في سُبات
لا تخافان الغروب
وتتقاسمان الركضَ حولَ أسوار المقبرة
..................إهداء الى روح الشاعرين بدر شاكر السياب وأمل دنقل...... حيث ما زال قلبي يسامر نبضكما
...........وصفي مسرات