الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عاصفة الأمم والميناء المفقود .. بقلم : علاء داوود

تاريخ النشر : 2016-10-28
عاصفة الأمم والميناء المفقود .. بقلم : علاء داوود
وكأنها رغبة الآلهة بين سحابات التِيه، عبر أكوان لا نراها وشموس قد لا تأتي مُطلقاً، حربٌ طاحنة بين اللامكان واللازمان، هذا تماماً ما تحياه المنطقة الشرق أوسطية من بحثٍ متواصِل عن وُجهة المؤشر لبوصلة تائهة، تضرِب فيها شتى أنواع الإرهاب وكمية الطحالب الإنسانية تتكاثر يومياً، بالإضافة الى الكثير من السائل الدموي، ورشات من الإعلام الكريه تارة والجهل المُتفشي تارات.

لم يعُد للتساؤل جدوى وإن فعلنا بدهشة: أن ماذا يُراد للمنطقة أن تكون ؟، فالرؤية اتضحت وإن قلّت البوصلات، والجميع يحاول إخفاء إخفاقاته بالمُشاركة في بحر الدم المُمتد، فكُل طغاة العالم في ادعاء التحرر المُستمر، وحتى أولئك المُهمشين تغتالهم الغِبطة الغير محمودة فباتوا حطباً لمعركةٍ أفنَوا سنوات تهميشِهم في التصدي لوجودها، الكُل يضرِب بالسيف ولو في جسده، والأهمية تكمُن في أن يُقال كرّ ومن المعركة لم يفِر.

يجدر أيضاً استذكار ما كان، عندما وصل الأسود المقيت - أوباما - الى الأبيض المُترهل - البيت الأبيض - ، وقتها استشاط الجميع في عقد آمالهم على هذا الأسود الجميل الذي سيحقق الحُلُم، وينتصر على مارتن لوثر كينج في طموحاته، ولم التبجح بالعجب ؟!، فقد فعل وأشعل حرباً عالمية قوامُها الكون برمته، واليوم وبعد القليل من الأيام سيكون الكون على موعد مع حُلُم ٍ آخر ومبارزة ٍ في صِراع استمرارية الخراب، بين فيل ٍ يضرب ويدُبّ غير آبه بأديم الأرض وحمار يدعي أنه من الديمقراطية رأسها، والكارثة أن هذه الانتخابات الأمريكية الهوليوودية التي ستودي الى المواصلة في إشعال الجحيم تُقرها فئة من سكان العالم، على أن يتحمّل آثارها كُل من أجبر على العيش على هذا الكوكب قدراً.

وفي جولة استكشافية لمدى الإنحدار العربي الذي ما انفك يتعمق جذراً ضارباً، لا نجد صعوبة في رؤية الرأسمالية النفطية العربية وهي تتمايل لإرضاء شهوات العابثين في ليبيا، وارتخاء ذاتي لخصيات الجسم العربي الجريح، والأكذوبة الكُبرى التي تتهاوى بتسارع مُثير والتي تجسدت عبر عقود بالقومية العربية، فالتاريخ يُعاقَب على قدره الجُغرافي والمسرح السوري والعراقي مثالاً، والبشرية تُمارس عويلها على ضفاف البحار ولعل الأرض اليمنية تعكس المشهد، أما الثقافة فقد نالها النصيب الأكبر من عملية الإغتصاب فنرى في تونس شابّي يُدعى في بلاد العرب أبا القاسم، يقف على أطلال بيته وقد سوّاه بالأرض محاربي الإرهاب لا الإرهاب، ولا ندري لماذا، لكن صرخة الشابّي أتت مُدوية من تحت الركام "وقالت لي الأرض لما سألت: أيا أم هل تكرهين البشر ؟؟".

ولأن خصوصية الأرض الفلسطينية تتربع على عرش اللامبالاة الكونية، فقد أتت على ما تجمع من مُعطيات سابقة من تاريخ وبشرية وثقافة، لتبقى قفراً بلا رؤى ولا أفاق تُنبيء بأجِنة تحمل طِيب الفِكر وغضب عارم لذكرى المِئويات القادمة على مذابح سلطانية عُثمانية ووعود بِلفورية مشؤومة، واهتزاز السُحب المُمتدة في سماء الأرض لا يأتي إلا بالمزيد من التفكُك السياسي والإيديولوجي وربما تراكم الثقافة الاستشراقية المُزورة، ولعل المُلفت لارتجافات القلب على هذه الأرض وسِواها أن لا أحد يعترِف بالأخطاء، كيف ؟؟، ثمة خطأ يُرتكب فِعلا بل وثمة فاعل ومفعول به، ما هذه اللغة المنقوصة ؟!، ثمة ألواحاً مسروقة على هذه الأرض يا موسى، والكُل يمشي الى غده حافياً غير آبهٍ إلا بخُفٍ وحيد من خُفي حنين.

ربما يكون ما نحياه جحيماً، أتمنى، كي نتخلّص من عبء الجحيم المُنتظر فِكراً، ولنبتعِد عن طموح الخلاص نحو نعومة الأبكار السبعين، هُنا وعلى أرضنا الضيقة حقٌ مُغتَصَب فقِفوا في صف الجوع والحق تنتصِروا، قِفوا في وجه من قال نعم، قِفوا بجرأة المنتصر شموخاً وقولوا لا، وليذهب أعداء الحق الى الجحيم، لا تحترفوا الحياد فهو المكيدة الكبرى وهو اللعنة الأزلية، ولعل دان براون عندما استهل روايته الجحيم قد لامس الصواب دون حِجاب حين قال "إن أشد الأمكان حلكة في الجحيم هي لأولئك الذين يحافظون على حيادهم في الأزمات الأخلاقية".

أراك قد امتلكت النبوءة يا سيدي المظفر، وأشعلت الحِقد بين الصدور، حقدٌ لا يقتسِم ثنايا القلب في حضرته سِواه، وأقصد شاعرنا مظفر النواب إذ قال: كُلنا قد تابَ يوماً، ثم ألفى نفسه قد تابَ عما تاب.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف