الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الهنود الحمر والتاريخ الغارب بقلم: خليل الشيخة

تاريخ النشر : 2016-10-28
ليوناردو بيلتير والهنود الحمر
خليل الشيخة
استقبلت اليوم على بريدي الألكتروني رسالة من منظمة العفو الدولية تقول فيها أن الناشط الهندي الامريكي ليوناردو بيلتير(Leonardo (Peltier يعاني من مشاكل صحية وأن ابنته كاثي تناشد كل احرار العالم ليتكاتفو معه ويجبروا الحكومة الامريكية على فك أسره.
نشأ بيلتير في ولاية ساوث دوكوتا وهي الولاية التي كان يمثلها السنتور الامريكي من الأصل اللبناني جيمس ابو رزق. وتخرج من هناك وانخرط مع مجموعة من الهنود الحمر، ثم انشأ منظمة اسماها حركة الهنود الامريكيين. وشاءت الأقدار في عام 1975 أن يأتي إلى مخيم للهنود في ولاية ساوث دوكوتا ويشهد صراعا بين الشرطة الامريكية الفيدارية (اف بي اي) ونشطاء من الهنود الحمر، كان سببه أن أحد الشبان اعتدى وسطى على محل ولاحقته الشرطة.فدخل المخيم، وعندما حاولوا مطاردة الشاب داخل المخيم، اعتبر الشبان الهنود بأن ذلك تبخيسا لهم. فواجهوهم بالرصاص، نتج عن ذلك قتل اثنين من الشرطة الفيدرالية واتهم يومها بيلتير بالقتل. وفي ذلك العام 1975 فر إلى كندا، لكن استدلت عليه الحكومة الكندية وسلمته إلى الولايات المتحدة وتم الحكم عليه بالسجن المؤبد مرتين رغم نكرانه للجريمة واختلاف القضاة بالادانة. والآن هو يمكث في سجن فلوريدا الفيدرالي يقضي بقية حياته هناك.
الكثير من النشاطاء اعتبروا أن الحكم عليه كان له دوافع سياسية أكثر منه جزائية. وأظن أن قضية بلتير هي قضية عادلة إذ أنه كان يسعى إلى تحرير الهنود الحمر أو ماتبقى منهم من جبروت التبعية الامريكية. وتتردد قضيته كل عشر سنوات على الاعلام ويصبح فيها اخذ ورد.
وكان اهتمامي بقضايا الهنود الحمر وادبهم منذ أن أتيت الى الولايات المتحدة، فقد ترجمة عدة قصص قصيرة لكتاب هنود معروفين وجمعتها في كتاب (رسالة إلى السماء) وومضة ضمير. فقد ترجمة قصة الصندوق لبلاك إيلك والسلة الهندية لميكي روبرت ومابعد سليلو لأدمو والكثير غيرهم. وقصص أخرى لكتاب سود، بسبب أن هؤلاء يمثلون الثقافة المضطهدة والقضية العادلة. الهنود الحمر في الولايات المتحدة تحولوا الى مجرد نزهة تاريخية يمر فيها العابر بكولومبس ثم بحرب الاستيلاء على الأراضي ثم حروب الإبادة وانشاء السكك الحديدية. الثقافة الهندية هي ثقافة غاربة بسبب الفوارق الحضارية بينها وبين الغازي، خاصة الهنود في الولايات المتحدة الذين انحسروا الى مخيمات يرعى فيها الفقر والمرض. وتذكرت في هذه المناسبة احدى التجارب التي اجراها باحث في علم النفس، فقد وضع في حوض مجموعة من الاسماك الصغيرة. ووضع في حوض آخر سمكة كبيرة، ثم فتح لها الحاجز ودخلت إلى حوض الاسماك الصغيرة. انقسمت مجموعة الاسماك الى ثلااث مجموعات: مجموعة هربت واختبأت بين النباتات الاصطناعية ومجموعة احست بالقلق والتوتر ومن ثم فضلت المواجهة مع السمكة الكبيرة. اما ماتبقى فقد ظلوا غير محددين خياراتهم، فلم يختاروا المواجهة ولم يختبئوا. فظلوا في حيرة. والنتيجة كانت أن المجموعة المواجهة قضي عليها والتهمتها السمكة الكبيرة كليا.أما المجموعة الحائرة فقدت نصفها والنصف الاخر هرب واختبأ. وهذا هو التاريخ البشري هازم ومهزوم. ونحن المسلمين بشكل عام والعرب بشكل خاص مجتمعات مهزومة وحائرة يتشكل تاريخنا بقوة الهازم والغالب وأخشى أن نتحول الى هنود حمر في ارضنا وننقرض.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف