جميل السلحوت:
استغلال الموارد
تعتبر أمريكا الدّولة الأغنى في العالم، حيث يبلغ انتاجها القومي سنويّا ما مجموعه ثلاثة عشر تريليون وبضع مليارات دولار، وهذه الثّروة لم تأت من لا شيء، بل بالتّخطيط العلميّ لاستغلال الموارد، والعمل الدّؤوب، فأمريكا البلد الأوّل صناعيّا وزراعيّا، وهي تدعم مزارعيها كي يواصلوا استغلال أراضيهم، وثقافة العمل مترسّخة لديهم، ومهاجرونا العرب لو أنّهم يعملون في بلدانهم عدد السّاعات التي يعملونها في أمريكا، لربّما ربحوا أكثر ممّا يربحون في المهجر.
واللافت للانتباه أنّ التّخطيط الأمريكي موجّه لاستغلال كلّ شيء، فهذا البلد الثّريّ يعيد تدوير النّفايات ويستغلّها مرّة أخرى، ففي البيوت شاهدت حاويتي نفايات لكلّ بيت وكلّ محل تجاريّ، واحدة بنّية اللون مخصّصة للنّفايات التي يمكن اعادة تدويرها، كالنّايلون، الورق، الكرتون، الزّجاج، المعدن كعلب المشروبات وغيرها، والثّانية سوداء اللون للنّفايات الأخرى، مثل بقايا الطّعام وغيرها. وقد شاهدت أنّ هناك سيّارات مخصّصة لكلّ نوع، تأتي السّيارة، فيمد سائقها "ونشا" متحرّكا، له يدان طويلتان، يحمل الحاوية ويلقيها ما فيها في مخزن سيّارته من الجهة العليا، ثمّ يعيد الحاوية إلى مكانها، ورغم كثرة المياه ومصادرها إلا أنّهم يعيدون تكرير مياه المجاري لاعادة استعمالها في الزّراعة، أو لتصبّ في الأنهار والبحيرات والبحار، كما أنّهم يعيدون تكرير واستعمال "الحصمة" المكشوطة من الشّوارع عند ترميمها.
وإعادة التّدوير والتّكرير يصيدون بها أكثر من عصفور بحجر واحد، فهي مفيدة اقتصاديّا، وموفّرة للموادّ الخامّ المستعملة في مختلف الصّناعات، والأهمّ من ذلك هو الحفاظ على نظافة البيئة والحرص على عدم تلويثها، ومن هذا الجانب فإنّهم وبوازع فرديّ مغروس فيهم كسلوك، فإنّهم لا يلقون أيّ فضلات في الطّرقات أو في الطّبيعة بما في ذلك البراري التي لا يراهم فيها أحدا. ولديهم مقولة سمعتها من أكثر من شخص مفادها" أنّ من لا يحافظ على نظافة وطنه فإنّه لا يستحق العيش فيه."
28-10-216
استغلال الموارد
تعتبر أمريكا الدّولة الأغنى في العالم، حيث يبلغ انتاجها القومي سنويّا ما مجموعه ثلاثة عشر تريليون وبضع مليارات دولار، وهذه الثّروة لم تأت من لا شيء، بل بالتّخطيط العلميّ لاستغلال الموارد، والعمل الدّؤوب، فأمريكا البلد الأوّل صناعيّا وزراعيّا، وهي تدعم مزارعيها كي يواصلوا استغلال أراضيهم، وثقافة العمل مترسّخة لديهم، ومهاجرونا العرب لو أنّهم يعملون في بلدانهم عدد السّاعات التي يعملونها في أمريكا، لربّما ربحوا أكثر ممّا يربحون في المهجر.
واللافت للانتباه أنّ التّخطيط الأمريكي موجّه لاستغلال كلّ شيء، فهذا البلد الثّريّ يعيد تدوير النّفايات ويستغلّها مرّة أخرى، ففي البيوت شاهدت حاويتي نفايات لكلّ بيت وكلّ محل تجاريّ، واحدة بنّية اللون مخصّصة للنّفايات التي يمكن اعادة تدويرها، كالنّايلون، الورق، الكرتون، الزّجاج، المعدن كعلب المشروبات وغيرها، والثّانية سوداء اللون للنّفايات الأخرى، مثل بقايا الطّعام وغيرها. وقد شاهدت أنّ هناك سيّارات مخصّصة لكلّ نوع، تأتي السّيارة، فيمد سائقها "ونشا" متحرّكا، له يدان طويلتان، يحمل الحاوية ويلقيها ما فيها في مخزن سيّارته من الجهة العليا، ثمّ يعيد الحاوية إلى مكانها، ورغم كثرة المياه ومصادرها إلا أنّهم يعيدون تكرير مياه المجاري لاعادة استعمالها في الزّراعة، أو لتصبّ في الأنهار والبحيرات والبحار، كما أنّهم يعيدون تكرير واستعمال "الحصمة" المكشوطة من الشّوارع عند ترميمها.
وإعادة التّدوير والتّكرير يصيدون بها أكثر من عصفور بحجر واحد، فهي مفيدة اقتصاديّا، وموفّرة للموادّ الخامّ المستعملة في مختلف الصّناعات، والأهمّ من ذلك هو الحفاظ على نظافة البيئة والحرص على عدم تلويثها، ومن هذا الجانب فإنّهم وبوازع فرديّ مغروس فيهم كسلوك، فإنّهم لا يلقون أيّ فضلات في الطّرقات أو في الطّبيعة بما في ذلك البراري التي لا يراهم فيها أحدا. ولديهم مقولة سمعتها من أكثر من شخص مفادها" أنّ من لا يحافظ على نظافة وطنه فإنّه لا يستحق العيش فيه."
28-10-216